موقع إستراتيجي وحيوي وإمكانات كبيرة.. كبرى الشركات العالمية توجه أنظارها إلى مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر
تخطط مصر لإطلاق مشروعات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة، معتمدة في ذك على موقعها الإستراتيجي، وقربها من أسواق أوروبا وأفريقيا وآسيا، وإمكاناتها الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة.
وفي هذا الإطار، تلقت مصر خلال الفترة الماضية 9 عروض من كبرى الشركات العالمية لبدء تنفيذ عدة مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
والتقى رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اليوم الإثنين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يحيي زكي، لاستعراض العروض العالمية المقدمة لإقامة مشروعات الهيدروجين بالمنطقة الاقتصادية.
وتحرص مصر على جذب الكثير من الاستثمارات إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وخاصة مشروعات الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود من أجل تعظيم الاستفادة من الموقع الإستراتيجي والحيوي لمحور قناة السويس؛ سعيًا لأن يصبح مركزًا لوجستيًا واقتصاديًا عالميًا، لاسيما في مشروعات الهيدروجين الأخضر.
إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر
أكد المهندس يحيى زكي، أن المنطقة الاقتصادية تستهدف مجال الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته الصناعية المختلفة مثل صناعة الهيدروجين الأخضر، الذي يعد أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة عالميًّا، التي تجذب المستثمرين العالميين.
ولفت إلى أنه انطلاقًا من الإمكانات التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية، وخاصة موقعها المتميز على ضفتي المجرى الملاحي الأهم في العالم وهو قناة السويس، الأمر الذي يتيح فرصًا غير مسبوقة لرفع تنافسية القناة وتحويلها إلى مركزٍ عالمي لتموين السفن بالوقود الأخضر، ولا سيما أن المنطقة تلقت عددًا من العروض العالمية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر.
مشروعات الهيدروجين في قناة السويس
استعرض المهندس يحيي زكي العروض المقدمة للمنطقة الاقتصادية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، والتي ضمت عدة شركات متخصصة في هذا المجال، كان من بينها أول مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، التابعة للمنطقة الاقتصادية، من خلال تحالف عالمي وصندوق مصر السيادي، الذي بدأ تنفيذه بالفعل.
كما تلقت المنطقة الاقتصادية عدة عروض أخرى مبدئية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل نطاقها؛ سواء بمنطقة السخنة المتكاملة، أو منطقة شرق بورسعيد.
وأوضح زكي، أن المشروع الأول لإنتاج الأمونيا بين تحالف عالمي وصندوق مصر السيادي، يتم تنفيذه من خلال مجمع صناعي جديد يجري إنشاؤه بأرض المطور الصناعيّ “شركة السويس للتنمية الصناعية”، ويعتمد المشروع على الطاقة المتجددة، التي يتم إنتاجها من طاقة الرياح -خارج نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس-.
ولفت إلى أن بدء تنفيذ المشروع يتزامن مع استضافة مصر لقمة المناخ كوب 27 في نوفمبر/تشرين المقبل ، وهو ما يعد فرصة جيدة للإعلان عن البداية الفعلية لمشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر بصفة عامة، وفي المنطقة الاقتصادية بصفة خاصة.
عروض عالمية
تناول رئيس المنطقة الاقتصادية، خلال اللقاء، تفاصيل العروض الأخرى المقدمة من عدد من الشركات الكبرى العالمية، وهي: “ميرسك” الدنماركية، و”سكاتك” النرويجية المتخصصة في إنتاج الطاقة النظيفة، فضلًا عن عرض مقدم من تحالف “غرين فويل”، الذي يتألف من شركة إي دي إف رينوبلز وهي إحدى الشركات التابعة لمجموعة إي دي إف، وشركة زيرو واست، وشركة مصرية تحت التأسيس لإنتاج الوقود الأخضر، بالإضافة إلى عرض آخر مقدم من شركة “إتش 2 إندستريز” الألمانية.
كما تناول المهندس يحيي زكي متطلبات تنفيذ المشروعات المقدمة من الشركات، والتقديرات المبدئية لإنتاج الوقود الأخضر من خلالها، وفرص العمل المتوقع توفيرها، وغيرها من دراسات الجدوى الفنية والمالية للعروض المقدمة، التي يتم دراستها حاليا.
إنتاج الكهرباء من المخلفات
من جهة أخري، تابع رئيس مجلس الوزراء، اليوم الإثنين، الموقف التنفيذي لبرنامج تحويل المخلفات إلى كهرباء في محافظات المرحلة الأولى، بحضور وزير المالية، الدكتور محمد معيط،، ووزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوي، ووزيرة البيئة، ياسمين فؤاد.
وأكد رئيس الوزراء أهمية مشروعات تحويل المخلفات إلى طاقة كهربائية، موجهًا إلى ضرورة إسراع الخطى في تنفيذ النوع من المشروعات المهمة.
وأوضح أن الحكومة تعمل على قدم وساق في هذا الملف، مشيرا إلى قراره رقم 41 لسنة 2019، الذي حدد أسعار شراء الطاقة الكهربائية الموردة لشركات توزيع الكهرباء من محطات إنتاج الكهرباء المُستخدمة للمخلفات البلدية الصلبة أو من الغاز الحيوي المستخرج من المدافن الصحية الآمنة.
وأشار إلى أن مشروع تحويل المخلفات إلى طاقة يهدف لخلق بيئة صحية ونظيفة وتحقيق عائد اقتصادي وإنتاج طاقة كهربائية صالحة للاستخدام.
مزايا المشروع
من جانبها، استعرضت وزيرة البيئة مزايا برنامج تحويل المخلفات إلى كهرباء، والتي تمثلت في تقليل كمية المخلفات التي يتم دفنها في المدافن الصحية، وتوفير مساحات الأراضي التي يتم تخصيصها لإنشاء مدافن صحية، وتجنب وجود تراكمات داخل المحافظات التي تؤدي الى أضرار بيئية وصدور انبعاثات، فضلا عن إنتاج طاقة كهربائية صالحة للاستخدام الذاتي بالمحطة وللربط على الشبكة.
وأشارت إلى التنسيق مع محافظات المرحلة الأولى التي تم اختيارها لتنفيذ مشروعات تحويل المخلفات إلى كهرباء لتحديد إحداثيات المواقع المرشحة.
واستعرض رئيس جهاز تنظيم المخلفات، طارق العربي، نتائج تقييم الشركات المتقدمة للتأهيل سواء المحلية أو الأجنبية، حيث تم تأهيل 8 شركات مصرية في مجال تحويل المخلفات البلدية الصلبة إلى طاقة، تمهيدا للتعاقد، وتم الانتهاء من مسودة نموذج عقد لمشروع محطة تحويل المخلفات الصلبة البلدية إلى كهرباء
المصدر: الطاقة