تقاريرعرب وعالمعلوم وتكنولوجيا

76 جيجا من الأسرار.. مسبار الأمل ينشر الدفعة الثانية من البيانات العلمية حول الكوكب الأحمر

نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، الإثنين، الدفعة الثانية من البيانات العلمية حول الكوكب الأحمر.

وجمعت الأجهزة التي يحملها مسبار الأمل على متنه ضمن مهمته العلمية لاستكشاف مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي، 76 جيجابايت من المعلومات والصور والبيانات العلمية.

وجاء نشر الدفعة الثانية من البيانات العلمية عبر مركز المعلومات ضمن الموقع الإلكتروني لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، تأكيداً لالتزام دولة الإمارات بمشاركة هذه البيانات العلمية القيمة مع المجتمع العلمي حول العالم، لمساعدة العلماء والباحثين والمهتمين بعلوم الفضاء على فهم الظواهر والتفاعلات التي تحدث في الغلاف الجوي لكوكب المريخ.

وأكد المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، أن مشاركة الدفعة الثانية من البيانات العلمية القيمة التي جمعها المسبار ضمن مهمته العلمية حول الكوكب الأحمر، وفقاً للجدول الزمني المعتمد، يؤكد استمرار دولة الإمارات في تنفيذ التزامها بالمساهمة في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، عبر إتاحة هذه البيانات العلمية مع المجتمع العلمي والمختصين والمهتمين حول العالم، بما يساعد على رسم صورة علمية دقيقة حول الغلاف الجوي لكوكب المريخ وغلافه الجوي.

وبدورها، قالت المهندسة حصة المطروشي، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” للشؤون العلمية: “تتضمن الدفعة الثانية من البيانات العلمية التي جمعها المسبار الفترة ما بين 23 مايو/أيار إلى 31 أغسطس/آب 2021، كسابقتها الأولى، معلومات مهمة وغير مسبوقة ستساعد المجتمع العلمي العالمي على استحداث نماذج علمية أكثر دقة للغلاف الجوي للمريخ تساهم في فهم أعمق لتغيراته. وسوف نواصل إتاحة ونشر دفعات جديدة من البيانات كل 3 أشهر للاستفادة منها لكل المختصين والمهتمين بعلوم الفضاء واستكشافه حول العالم”.

وتتضمن الدفعة الثانية التي تم نشرها 76 جيجابايت من المعلومات والصور والبيانات العلمية التي جمعتها الأجهزة العلمية التي يحملها “مسبار الأمل” على متنه خلال الأشهر الأولى لبدء مهمته العلمية حول الكوكب الأحمر، وتحديداً في الفترة ما بين 23 مايو/أيار إلى 31 أغسطس/آب 2021.

وكان مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” قد أعلن التزامه بنشر البيانات العلمية التي يجمعها المسبار، وإتاحتها مجاناً للمجتمع العلمي حول العالم، وذلك على دفعات ربع سنوية، أي كل ثلاثة أشهر.

وقام بالفعل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنشر الدفعة الأولى من البيانات العلمية التي جمعتها الأجهزة العلمية الثلاثة للمسبار خلال الفترة الممتدة ما بين 9 فبراير/شباط و22 مايو/أيار 2021.

وتضمنت الدفعة الأولى من البيانات العلمية صوراً فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها، وتُظهر هذه الملاحظات اختلافات كبيرة في وفرة كل من الأوكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب، كما تكشف عن هياكل لم تكن متوقعة من ناحية الحجم والتعقيد، وسيكون لها تأثير على النماذج العلمية المعروفة حالياً للغلاف الجوي للمريخ وكذلك على فهم العلماء لتغيراته وتفاعلاته.

وكانت الدفعة الأولى من البيانات العلمية التي نشرها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” قد لاقت تفاعلاً واهتماماً واضحاً من العلماء والباحثين وهواة الفضاء حول العالم.

وفي الأيام العشرة الأولى من إتاحة هذه البيانات للمجتمع العلمي العالمي والجمهور عبر مركز البيانات ضمن الموقع الإلكتروني للمشروع جرى تنزيل ما يقارب 2 تيرابايت منها 1.5 تيرابايت من بيانات كاميرا الاستكشاف التي يحملها المسبار على متنه.

ويحمل “مسبار الأمل” ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة هي: كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي تلتقط صوراً ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، ويقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.

وتركز المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” على جمع البيانات ورصد الملاحظات التي تساعد على دراسة العلاقة بين الطبقتين العليا والسفلى من الغلاف الجوي للمريخ، مما يتيح للمجتمع العلمي تكوين صورة شاملة عن مناخ المريخ وغلافه الجوي في أوقات مختلفة من اليوم وعبر فصول السنة المريخية.

ويواصل “مسبار الأمل” حالياً الدوران في مداره العلمي الإهليلجي المخطط له حول المريخ، والذي يتراوح ما بين 20000 و43000 كيلومتر مع مَيل باتجاه المريخ بمقدار 25 درجة، ما يمنحه قدرة فريدة على إكمال دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، والتقاط ملاحظات شاملة من الكوكب كل تسعة أيام.

ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” تتويجاً لعمليات نقل المعرفة وجهود تطويرها التي بدأت في العام 2006 والتي شهدت عمل المهندسين الإماراتيين مع شركاء علميين من جميع أنحاء العالم لتطوير تصميم الأقمار الصناعية وقدراتها الهندسية والتصنيعية. ويحمل “مسبار الأمل” ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة لرصد الغلاف الجوي للمريخ.

ويبلغ وزن “مسبار الأمل” حوالي 1350 كيلوجراماً أي ما يعادل سيارة دفع رباعي صغيرة وقد قام بتصميمه وتطويره مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء أكاديميين بما في ذلك “مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء” في جامعة كولورادو “في مدينة بولدر” جامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا “في مدينة بيركلي”.

صور مسبار الأمل في 2021.. غيض من فيض 1000 جيجابايت

دشن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في 14 فبراير/ شباط 2021، لمرحلة تتيح 1000 جيجابايت من البيانات، بنشر أول صورة أرسلها مسبار الأمل.

وتلى هذه الصورة مجموعة متنوعة من الصور، نشرت على فترات متقاربة، ليشهد عام 2021 غيض من فيض الألف جيجابايت من البيانات، وفيما يلي أهم الصور التي التقطها المسبار وتم اتاحتها.

أول صورة للمسبار

أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في 14 فبراير/شباط، أن “مسبار الأمل” أرسل أولى صوره التقطها للكوكب الأحمر.

وجاءت الصورة وفقاً للخطط الزمنية الموضوعة، ليدشن بها المسبار بداية مرحلة جمع 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن الكوكب بهدف استخدامها لإحداث نقلة نوعية في العلوم العالمية وقطاع الفضاء.

وتظهر الصورة، التي التقطت عند شروق الشمس، بركان “أوليمبوس”، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ، وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.

والتقطت الصورة على ارتفاع حوالي 25,000 كيلومتر فوق سطح المريخ، ويظهر في الجزء العلوي من يسار الصورة القطب الشمالي للمريخ، ويمكن رؤية بركان “أوليمبوس” وسط الصورة، مع بزوغ ضوء الشمس.

كما تظهر الصورة بشكل واضح البراكين الـ3 القريبة من خط الاستواء على المريخ، وهي قمة اسكريوس وقمة بافونيس وقمة أرسيا.

ويمكن رؤية الغيوم الثلجية فوق المرتفعات الجنوبية (أسفل يمين الصورة) وكذلك حول بركان ألبا مؤنس والتي تظهر في أعلى اليسار.

كما يمكن رؤية الغيوم الثلجية بوضوح (أعلى الصورة وفي يمين المنتصف) عند النظر بين الكوكب والفضاء من حوله.

وتوفر هذه الغيوم الثلجية التي يمكن رؤيتها في مناطق جغرافية مختلفة وفي أوقات مختلفة من اليوم، نظرة شاملة عن مساهمة مسبار الأمل في تعزيز فهمنا للمناخ على المريخ.

صورة جديدة لبركان أولمبيوس

كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) في 9 مارس/آذار، التقاط المسبار صورة جديدة لبركان أولمبيوس من ارتفاع 13 ألف كيلومتر من سطح المريخ.

ونشر الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، عبر حسابه على موقع “تويتر” فيديو للصورة الجديدة لمسبار الأمل قائلا: “قمة بركان أوليمبوس.. أعلى قمة وبركان في المجموعة الشمسية.. يبلغ طوله تقريباً 3 أضعاف قمة جبل إفرست.. صورة التقطها مسبار الأمل من ارتفاع 13 ألف كم عن سطح كوكب المريخ”.

وتصدرت هذه الصورة قائمة أفضل الصور العلمية لشهر فبراير/شباط، والتي نشرتها مجلة “Nature” المتخصصة في مجال العلوم.

صورة لـ”المنطقة البركانية”

نشر الحساب الرسمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” على “تويتر”، صورة للمنطقة البركانية المعروفة باسم (إليسيوم بلانيتيا – Elysium Planitia) ) بدقة تصل إلى 145 م/بيكسل.

وقال الحساب، إن الصورة التقطتها كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI) في 15 مارس/آذار 2021، من ارتفاع يصل إلى 1325 كم فوق سطح المريخ.

أول صور من نوعها لظاهرة الشفق المريخي

كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، في 30 يونيو/حزيران الصور الأولى من نوعها التي تبيّن ظاهرة الشفق المنفصل “Discrete Aurora” في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل، باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة (far ultraviolet).

وتساهم هذه الصور الاستثنائية غير المسبوقة في إثراء معارف العلماء والباحثين عند دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي.

صورة لفصل الربيع

نشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 9 أكتوبر /تشرين الأول صورة التقطها مسبار الأمل، لفصل الربيع في الجزء الشمالي من كوكب المريخ.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة على تويتر: “الإمارات اليوم مشاركة البيانات العلمية التي حصلت عليها مع بقية مراكز البحث العالمية حيث اكتشفت كميات أكبر من المتوقع من الأكسجين في الكوكب”.

صور ترصد ملاحظات “غير مسبوقة” في الغلاف الجوي

نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” في أكتوبر / تشرين الأول، صوراً فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

وتُظهر الملاحظات التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية لمسبار الأمل اختلافات كبيرة في وفرة كل من الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب.

وتساهم هذه الاكتشافات الجديدة في تغيير المفاهيم السابقة للعلماء حول توزيع الضوء فوق البنفسجي المنبعث من الغلاف الجوي العلوي للمريخ، حيث تظهر وجود هياكل شاسعة لوفرة الأكسجين الذري التي تختلف في مستوياتها عن المتوقع، وتشير أيضاً لاضطرابات جوية غير اعتيادية في الغلاف الجوي.

وتم التقاط الصور في وقت كان المريخ قريبًا من قمة مداره “الأكثر بعداً عن الشمس” بينما كان النشاط الشمسي منخفضاً، إذ بينت الصور المشهد الاستثنائي لانبعاثات الأكسجين عند الطول الموجي 130.4 نانومتر.

وفي البداية تم الاعتقاد بأن هذه الهياكل الموجودة في الصور التي التقطها جهاز المقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية قد تكون ناتجة عن تأثير سلبي للضوء ناتج عن موجات أشعة طويلة تم تصميم الجهاز لرفضها، ولكن لوحظ انبعاث منتظم نسبي من الأكسجين عند الطول الموجي 130,4 نانومتر عبر الكوكب، وهو عكس ما تم ملاحظته حيث كانت وفرة الأكسجين أعلى بنسبة 50٪ من المتوقع .

المصدر: مواقع إلكترونية – العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى