دراسة: إيثانول الذرة.. هل هو صديق للمناخ ويسهم في الحد من الاحتباس الحراري أم أسوأ من البنزين؟

على مدى العقدين الماضيين، روّجت الولايات المتحدة أن الوقود المتجدد، خاصة إيثانول الذرة، أسهم في الحد من غازات الاحتباس الحراري.

ويبدو أن هذه “السُّمعة” على وشك أن تتبدد بعدما نشرت المجلة العلمية للأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية، مساء أمس الإثنين، دراسة حديثة توصلت إلى أن الإيثانول المستخرج من الذرة في الولايات المتحدة أكثر ضررًا على البيئة من البنزين.

وتتناقض هذه الدراسة مع بحث سابق أجرته وزارة الزراعة الأميركية (يو إس دي إيه)، وخلصت إلى أن إيثانول الذرة وأنواع الوقود الحيوي الأخرى صديقة للبيئة مقارنة بغيرها.

يأتي ذلك في وقت تراجع فيه إدارة بايدن السياسات المتعلقة بالوقود الحيوي ضمن مساعيها لإزالة الكربون من الاقتصاد الأميركي بحلول عام 2050 والتصدي لمشكلة تغير المناخ.

إيثانول الذرة أكثر ضررًا

قال المؤلف الرئيس للدراسة الباحث المساعد بجامعة ويسكونسن، تايلر لارك، إن إيثانول الذرة ليس وقودًا صديقًا للمناخ.

ووجدت الدراسة -الممولة من الاتحاد الوطني للحياة البرية (ناشيونال وايلدلايف فديريشن) ووزارة الطاقة الأميركية- أن كثافة الكربون من إيثانول الذرة قد تكون أعلى بنسبة 24% على الأقل مقارنة بالبنزين، حسب وكالة رويترز.

ويرجع ذلك إلى الانبعاثات الناتجة عن تغيير استخدام الأراضي لزراعة الذرة، إلى جانب طرق المعالجة والحرق.

لكن الدراسة واجهت انتقادات لاذعة من قبل الرئيس، المدير التنفيذي لجمعية “رنوابل فيولز” -اللوبي التجاري للإيثانول-، جيف كوبر، ووصفها بأنها “من وحي الخيال ومغلوطة”، وزعم أن مؤلفي الدراسة طبّقوا أسوأ الافتراضات والبيانات الانتقائية.

فبموجب المعايير الأمريكية للوقود المتجدد، وهو قانون صادر في عام 2005، يتعيّن على مصافي النفط خلط قرابة 15 مليار غالون من إيثانول الذرة في البنزين سنويًا.

وكان القصد من ذلك تقليل الانبعاثات ودعم المزارعين وخفض اعتماد الولايات المتحدة على الواردات.

نتائج الدراسة

أظهر التحليل الذي أجراه مؤلفو الدراسة أن سياسة الوقود المتجدد أسهمت في زيادة أسعار الذرة بنسبة 30%، إلى جانب نمو زراعة الذرة بنسبة 8.7%، وتوسعت إلى استخدام 6.9 مليون فدان إضافي من الأراضي بين عامي 2008 و2016.

وأدى ذلك إلى زيادة بنسبة 20% في أسعار المحاصيل الأخرى، وزيادة أخرى بنسبة 2.4% في إجمالي الأراضي الزراعية بجميع أنحاء البلاد، وأسفر ذلك عن زيادة استخدام الأسمدة من 3 إلى 8%، وزيادة الانبعاثات عمومًا نتيجة التغيرات الواسعة في استخدام الأراضي.

وأشارت الدراسة إلى أن الأراضي التي كان من الممكن استخدامها لأغراض الحفاظ على البيئة اُستخدمت في الزراعة.

وهذه النتائج تتناقض مع التفكير الراسخ بأن الوقود الحيوي لا يشكّل خطرًا على البيئة.

التعارض مع الدراسات الأخرى

كانت دراسة سابقة أجرتها وزارة الزراعة الأميركية عام 2019، التي استشهدت بها صناعة الوقود الحيوي، خلصت إلى أن كثافة الكربون في إيثانول الذرة أقل بنسبة 39% من البنزين، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى عملية عزل الكربون المرتبطة بزراعة أراضٍ جديدة.

لكنّ مؤلف الدراسة، تايلر لارك، قال إن هذا البحث قلّل من أهمية تأثير الانبعاثات الناتجة عن تحويل الأراضي.

وتدرس وكالة حماية البيئة الأميركية، المسؤولة عن سياسات الوقود الحيوي، إضافة تغييرات في برنامج معيار الوقود المتجدد.

فبموجب هذه المعايير، حدّد الكونغرس متطلبات مزج الوقود حتى عام 2022، وتخطط وكالة حماية البيئة لاقتراح متطلبات 2023 في مايو/أيار المقبل.

المصادر: مواقع إلكترونية – الطاقة