تواصل سلطنة عمان توجهها نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة؛ ما أهّلها لتبوّأ المركز الثالث على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والـ38 عالميًا في الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى حصولها على المركز الـ15 على مستوى الاقتصادات الناشئة.
وبحسب تقييم “كلايمت سكوب” لعام 2021، الذي نشرته بلومبرغ، الذي يركز على الاستثمار في تنويع مصادر الطاقة عالميًا بجانب تقييم قدرة الدول على جذب رؤوس الأموال للتقنيات منخفضة الكربون مع بناء اقتصاد أكثر مراعاة للبيئة، فإن السلطنة حلّت في مركز متقدم لتبنيها إستراتيجية طموحة بالنسبة لتنويع مصادر الطاقة، والتوجه نحو الطاقة المتجددة.
وعمقت سلطنة عمان توجهها نحو تنويع مصادر الطاقة عبر التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة؛ لذا تقدمت في مؤشر التقييم، الذي شمل 136 دولة حول العالم، منها 29 متقدمة، و106 سوق ناشئة، حسبما نشرت وكالة الأنباء العمانية.
رؤية عمان 2040
وضعت عُمان سياسة تحول إلى الطاقة البديلة، لرفع معدل استخدامها إلى 39% بحلول عام 2040، ضمن رؤية عمان 2040، التي تعمل على تنفيذها عبر جهود هيئة تنظيم الخدمات العامة.
وتهدف من هذه الخطوة إلى تمكين الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة، والاهتمام بتنمية مشروعات الطاقة المتجددة لدعم خطط التنويع الاقتصادي وتعزيز الطاقة المستدامة.
تنويع مصادر الطاقة البديلة
ضمن هذه الإستراتيجية، دشنت سلطنة عمان في يناير/كانون الثاني الماضي، أول سوق فورية للكهرباء في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تحرير سوق الكهرباء وجذب مزيد من الاستثمارات، كما أطلقت مشروع عبري للطاقة الشمسية، وهو أكبر مشروعات الطاقة المتجددة لديها، بقدرة 500 ميغاواط.
كما أدخلت السلطنة طاقة الرياح ضمن مصادرها من الطاقة المتجددة، حيث تعتبر محطة ظفار لطاقة الرياح بولاية شليم وجزر الحلانيات المحطة الأكبر لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في المنطقة بقدرة إنتاجية تبلغ 50 ميغاواط.
وأعلنت سلطنة عمان -مؤخرًا- توجهها إلى تأسيس ثاني محطة لتوليد الطاقة الشمسية بسعة 500 ميغاواط في ولاية منح، خلال العام الجاري.
محطة عبري للطاقة الشمسية.. أكبر مشروع للكهرباء النظيفة في سلطنة عمان
دشنت سلطنة عمان اليوم الإثنين، أكبر مشروعات الكهرباء النظيفة في البلاد، محطة عبري للطاقة الشمسية ،بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 155 مليون ريال عُماني (403 ملايين دولار) وبسعة 500 ميغاواط.
المشروع الذي أقيم بولاية عبري بمحافظة الظاهرة، ورعى حفل افتتاحه وزير الداخلية، حمود بن فيصل البوسعيدي، يأتي ضمن “رؤية عُمان 2040” لاستثمار الفرص المتاحة وحماية الموارد الطبيعية، من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.
تسعى سلطنة عمان لتوليد 20% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2027، ما يتطلّب إنتاج 2.66 غيغاواط حتى ذلك الحين.
وتعتمد إستراتيجية عمان بشكل أساسي على الطاقة الشمسية، التي تمثّل 79% من تلك المصادر، في حين تُستخلص البقية من مزارع الرياح، بدلًا من الاعتماد -حاليًا- على حرق النفط الخام بنسبة 65%، والغاز الطبيعي بنسبة 35% لتوليد الكهرباء.
محطة عبري
يمثل مشروع محطة عبري للطاقة الشمسية شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص ويجسد قدرة سلطنة عمان في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تعاقدت الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه (إحدى شركات مجموعة نماء) مع مجموعة استثمارية خليجية بقيادة شركة أكوا باور السعودية وبمشاركة مؤسسة الخليج للاستثمار وشركة مشروعات الطاقة البديلة لإنشاء وتملك وتشغيل المحطة.
جرى إنشاء المشروع على مساحة 13 مليون متر مربع ويستخدم نحو مليون و500 ألف لوح شمسي ثنائي الوجه وما يزيد على 7 آلاف كيلو متر من الكابلات.
خفض الانبعاثات
قال رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور، محمد أبو نيان، إن مشروع محطة عبري للطاقة الشمسية سيتمكن في ذروة قدرته الإنتاجية من توليد الكهرباء الكافية لما يقرب من 50 ألف منزل لتزويدها بالكهرباء، وسيسهم في تخفيف 340 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وأضاف أن المشروع من شأنه توفير الطاقة النظيفة بكفاءة لشبكة الكهرباء الرئيسة، ليسهم في توفير قيمة اجتماعية واقتصادية ملموسة بالإضافة إلى مراعاة المحتوى المحلي وإشراك بعض الشركات المحلية الناشئة في إطار سلسلة الإمداد اللازمة للمشروع.
مشروعات الطاقة المتجددة
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، يعقوب بن سيف الكيومي، أن نجاح المشروع سيكون نقطة تحول لانطلاق مشروعات مماثلة أخرى في مجال الطاقة المتجددة.
وأكد أن الشركة تقوم حاليًا بتطوير محطتين لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في محافظة الداخلية بطاقة إجمالية تبلغ 1000 ميغاواط، إضافة إلى مشروعات لطاقة الرياح في محافظتي جنوب الشرقية والوسطى.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة شمس الظاهرة لتوليد الكهرباء، يحيى بن محمد الرواحي، إن تشغيل المشروع يمثل شهادة اعتماد لقدرات الشركة في تنفيذه، حيث تُعد أكبر محطة للطاقة الشمسية تضم الحلول التكنولوجية الأكثر تقدما في العالم الأمر الذي يسهم في ترجمة طموحات الطاقة النظيفة في سلطنة عُمان على أرض الواقع.
سلطنة عمان تبدأ تشغيل أول سوق فورية للكهرباء في الشرق الأوسط
أصدرت سلطنة عمان تعرفتها الكهربائية الجديدة للفئة السكانية والقطاع الزراعي، بالإضافة إلى دمج شركات الكهرباء لنشاطي التوزيع والتزويد في 3 شركات، لتصبح صاحبة أول سوق فورية للكهرباء في الشرق الأوسط.
وبحسب بيان، فإن السلطنة بدأت عمليات تشغيل أول سوق فورية للكهرباء في منطقة الشرق الأوسط، تحت مسمى “سوق عُمان الفوري للكهرباء”، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة منظومة شراء الطاقة.
وبموجب العملية الجديدة، فقد أُدمجت شركات الكهرباء لنشاطي التوزيع والتزويد في شركتين، هما شركة لتوزيع الكهرباء، مهمتها تقديم خدمات التوزيع في جميع المحافظات باستثناء ظفار، وشركة لتزويد الكهرباء، تقدّم خدمات التزويد في جميع المحافظات باستثناء ظفار، مع الإبقاء على شركة ظفار للخدمات المدمجة.
التعرفة الجديدة
جاءت نتائج مراجعة التعرفة وحوكمة قطاع الكهرباء بشكل جديد، إذ أُعيدَ توجيه الدعم للفئة السكنية من 5 سنوات إلى 10 سنوات، بزيادة بمعدل لا يتجاوز 2 بيسة سنويًا. كما ثُبِّتَت قيمة التعرفة المعتمدة لاستهلاك الكهرباء للفئة السكنية عام 2022، بتعرفة ديسمبر/كانون الأول 2021.
ولأنها تدعم نفسها كأول سوق فورية للكهرباء، توحّدت شرائح استهلاك الكهرباء لجميع حسابات الفئة السكنية، بحيث تحدد قيمة تعرفة استهلاك الكهرباء للفئة السكنية لعام 2022 على أساس فئتين.
الفئة الأولى تنتمي لتعرفة الحساب الأساس، لحسابَي كهرباء وأقلّ، وتتضمن 3 شرائح بدورها، الأولى يبدأ استهلاكها من صفر إلى 4 آلاف كيلوواط/ساعة بسعر 14 بيسة لكل كيلوواط/ ساعة، والثانية يبدأ استهلاكها من 4001 إلى 6 آلاف كيلو واط، بسعر 17 بيسة لكل كيلوواط/ ساعة.
أمّا الفئة الثانية، فتختص بتعرفة الحساب الإضافي (أكثر من حسابين)، والذي يتضمن 3 شرائح، الأولى تتمثل في استهلاك يبدأ من صفر إلى 4 آلاف كيلو واط/ساعة بسعر20 بيسة لكل كيلوواط، والثانية يبدأ الاستهلاك فيها من 4001 إلى 6 آلاف كيلو واط، بسعر 25 بيسة لكل كيلوواط، والثالثة حددت الاستهلاك بأكثر من 6 آلاف كيلوواط، بسعر 30 بيسة لكل كيلوواط/ساعة.
أهداف للتطوير
مع بدء العمليات التشغيلية لأول سوق فوري للكهرباء في الشرق الأوسط، أعلنت السلطنة أن هذا التوجه يسهم في خلق بيئة أكثر تنافسية لتداول الكهرباء، بهدف خفض تكلفة شراء الطاقة، من خلال التنافس اليومي وتقليل الاعتماد على التعاقد طويل الأمد.
كما أنه يحفز على استخدام الطاقة المتجددة، بما يتوافق مع أهداف رؤية عمان 2040، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على المحطات الأكثر كفاءة، ما يسهم في التقليل من استهلاك الغاز.
برنامج العدادات الذكية
واصلت سلطنة عمان، بالتزامن مع تعرفتها الجديدة، برنامجها لتركيب العدادات الذكية للقراءة عن بعد، والذي اعتبرته عنصرًا مهمًا في رفع مستوى الخدمات للمستهلكين والنهوض بكفاءة التوزيع الكهربائي، حيث تم تركيب العدادات الذكية لكبار المستهلكين بنسبة 100%.
المصدر: مواقع إلكترونية – الطاقة