شهد مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز المسال البحري قبالة سواحل موريتانيا والسنغال، إحراز شركة النفط البريطانية بي بي خطوات جادة في بنائه؛ تمهيدًا لدخوله حيز الإنتاج عام 2023.
وكانت عمليات الإغلاق الناجمة عن انتشار جائحة فيروس كورونا وما ترتّب عليها من تضخّم في التكاليف، قد أثّرت في سير العمل بالمشروع بوتيرة سريعة، إذ شهد عدّة تأخيرات على مدار المدة الماضية.
وعقب الاتفاق على المرحلة الأولى من المشروع، خضعت المرحلة الثانية -في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي- لإعادة تقييم، بعد إنفاق جزء كبير من مخصصاتها على المرحلة الأولى نتيجة تضخم التكلفة وتأثيرات جائحة كورونا.
تطورات بناء تورتو أحميم الكبير
حققت شركة بي بي -التي تُدير المشروع- تطورًا في عمليات البناء، قُدّر باستكمال 340 ألف طن من البناء لخرساني حتى الآن.
واستعانت الشركة البريطانية بما يقرب من 130 ألف متر مكعب من الخرسانة، أُنتِجَت في داكار عبر محطتين خاضعتين لإدارة شركة إيفاج ثالث أكبر الشركات الفرنسية لأعمال الإنشاءات الهندسية البحرية المدنية، بالإضافة إلى استخدام 30 ألف طن من الصلب.
يشمل المشروع عدّة مرافق وبنية تحتية، منها سفينة عائمة للغاز المسال ومرافق ومنصات استيعاب.
وانعكس المشروع إيجابًا على عمليات التوظيف المحلي في السنغال، إذ أسهم سنغاليون في عمليات البناء بنسبة 97% من أصل 1700 شخص، طبقًا لما أعلنته إيفاج الفرنسية التي تدعم حاليًا بناء منصة نقل غاز لمشروع تورتو أحميم الكبير.
حواجز مائية
أسهمت شركة إيفاج ببناء قيسونات المشروع الخرسانية (هياكل بناء حجري مضادّ للماء يدعم عمليات الإنشاء في المياه البحرية) في العاصمة السنغالية داكار.
وانتهت إيفاج من بناء 21 قيسونة خرسانية، خلال الشهر الجاري وحده، وسُحِبَت حتى قبالة جزيرة غورييه، ثم نُقلت إلى موقع مشروع تورتو أحميم الكبير على بعد 150 كيلو متر شمال الجزيرة.
يتجاوز وزن كل قيسونة -التي تم تركيب 16 وحدة بحرية منها منذ 9 فبراير/شباط الجاري- 16 ألفًا و200 طن، ويبلغ طولها 55 مترًا وعرضها 28 مترًا، وترتفع حتى 32 مترًا، وفق صحيفة أبستريم أون لاين.
وتهدف شركة النفط البريطانية بي بي من بناء حاجز القيسونات الخرساني، الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال على بُعد 110 كيلومترات من مدينة سانت لويس بالساحل الشمالي الغربي للسنغال، إلى دعم مشروع تورتو أحميم الكبير من سلسلة أمواج المحيط الأطلسي.
خطة عمل المرحلة الأولى
تتضمن خطة عمل المشروع مراحل عدّة، وتهتم المرحلة الأولى بالانتهاء من حفر آبار بحرية بالمياه العميقة لإنتاج الغاز والسوائل، ثم نقله إلى وحدة إنتاج وتفريغ وتخزين عائمة مستقرة بمنطقة الجرف القارّي.
ويُضَخ الغاز المُنتج من المشروع المشترك بين موريتانيا والسنغال إلى وحدة إسالة عائمة تابعة لشركة غولار المتخصصة في بنية الغاز المسال التحتية البحرية، بطاقة تبلغ 2.5 مليون طن سنويًا في المرحلة الأولى، تمهيدًا للتصدير فيما بعد.
أمّا السوائل، فتُفَرَّغ على ناقلات تعمل خزّانات للنقل المكوكي بين منطقة الإنتاج ووحدة التخزين العائمة.
ويتوقع مسؤولون موريتانيون أن يصل إنتاج المشروع إلى 10 ملايين طن سنويًا، عقب الانتهاء من مرحلته الثانية.
وكانت التوقعات تُشير لتسليم أول إنتاج من المشروع خلال العام الجاري، إلّا أن عراقيل وتحديات -منها عوائق مالية- أرجأت التسليم إلى عام 2023.
حقول تورتو أحميم
اتُّخِذ قرار الاستثمار النهائي لمشروع تورتو أحميم الكبير البحري للغاز الطبيعي المسال في ديسمبر/كانون الأول عام 2018، ويعتمد بصورة أساسية على تطوير إنتاج حقلي غاز بحريين يحملان اسم “تورتو” و”أحميم”.
واكتُشف حقل تورتو عام 2015، في مربع سي-8 بالمياه البحرية الموريتانية، بعد حفر بئر تورتو1 الاستكشافية على عمق بحري يصل إلى 2.7 كيلومترًا، ورُصِد وجود غاز على عمق 117 مترًا.
مشروع تورتو أحميم الكبير
أمّا حقل أحميم، فاكتُشف عام 2016، بمربع سانت لويس البحري العميق، بعد حفر بئر أحميم2 الاستكشافية بعمق بحري يصل إلى 5.2 كيلومترًا، ورُصِد وجود غاز على عمق 78 مترًا.
وفي يوليو/تموز عام 2019، حُفِرت بئر جديدة حملت اسم تورتو أحميم الكبير1، بعمق نحو 5 آلاف متر بالجانب الشرقي لمنطقة تورتو، ورُصِد وجود غاز على عمق 30 مترًا، وتفتح هذه البئر المجال لتوقعات تجاوز إنتاج المشروع حاجز 10 ملايين طن سنويًا.
وتُشير التقديرات إلى احتواء حقول غاز المشروع على احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدَّر بـ15 تريليون قدم مكعبة، إذ تمتد على 33 ألف كيلومتر مربع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، وفق صحيفة إن إس إنرجي المعنية بأخبار الطاقة.
ويخضع مشروع تورتو أحميم الكبير للتطوير من قبل شركة النفط البريطانية بي بي (مُشغّل المشروع)، وكوزموس الأميركية، وشركة بتروسن السنغالية، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات.
خطة المعالجة
يعمل مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي المسال بين موريتانيا والسنغال بنظام بحري يربط 4 آبار لإنتاج الغاز بوحدة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ.
وتهتم الوحدة العائمة بمعالجة الغاز المُنتج لإزالة الهيدروكربونات الثقيلة منه، قبيل نقله إلى سفينة الغاز المسال.
ووقّعت بي بي عقد إيجار وتشغيل مدّته 20 عامًا مع شركة غولار للغاز الطبيعي المسال لبناء سفينة عائمة باسم “غيمي” تتولى نقل الغاز المُعالج بقدرة 2.5 مليون طن سنويًا للتصدير العالمي، كما تستفيد موريتانيا والسنغال بكميات الغاز المتبقية عبر خطوط الأنابيب لتلبية الاستهلاك المحلي.
وتتولى شركة غاز ماركتينج التابعة لشركة بي بي مسؤولية الإنتاج بالكامل خلال المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم الكبير.
المصادر : مواقع الكترونية عربية – الطاقة