تقاريرعلوم وتكنولوجيا

تعود لـ 14 ألف عام.. علماء يكتشفون آثار بشرية بمغارة غرب الأناضول

في خريف العام الماضي، تمكنت مجموعة من علماء الآثار والأكاديميين الأتراك والأجانب، من العثور على مجموعة من العظام والأدوات البشرية في إحدى المغارات الواقعة بمنطقة “ديكيلي” بولاية إزمير غرب البلاد.

وهذا العام كشف العلماء أن المغارة التي عثر فيها سابقاً على آثار بشرية تعود إلى 14 ألف، ظلت مستخدمة من قبل البشر بدون انقطاع منذ فترة الصيد والجمع حتى العصر الروماني.

جاء هذا الكشف بعد إجراء مجموعة من أنشطة التنقيب الآثاري في المنطقة، بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، والمديرية العامة للتراث الثقافي والمتاحف، ورئاسة متحف برغاما.

ومهدت أنشطة التنقيب التي أجراها مجموعة من علماء وأكاديميين من مختلف الجامعات التركية، بالتعاون مع نظراء أجانب، في كهف بمنطقة ديكيلي، الطريق أمام المؤرخين لاكتشاف خبايا عمرها 14 ألف عام، من رحلة تطور الحضارة الإنسانية.

وخلال الأنشطة والاختبارات العلمية التي أجراها العلماء على موجودات المغارة من عظام وأدوات بشرية، وجرت بدعم من مركز مرمرة للأبحاث التابع لهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك)، تم تحديد عمر الموجودات باستخدام مادة “الكربون 14″، واتضح أنها ترجع إلى ما يقرب من 14 ألف عام.

كما أجرى متحف بيرغاما بإزمير التابع لوزارة الثقافة والسياحة التركية، وأكاديميون من جامعات أنقرة وجلال بايار وسينوب التركية، وخبراء من المعهد الأثري الألماني، دراسات علمية حول موجودات المغارة التي احتوت وفق تلك الدراسات على أقدم آثار بشرية في غرب الأناضول.

وأظهرت الدراسات أن الموجودات المكتشفة ترجع للعصر الحجري القديم الانتقالي إبيباليوليت، وأن المغارة ظلت مستوطنة من قبل البشر دون انقطاع منذ فترة الصيد والجمع والالتقاط قبل نحو 10 آلاف عام وقبل ابتكار الزراعة حتى العصر الروماني (27 ق.م – 476 م).

وأشارت التقديرات المستندة إلى تحليل الموجودات المكتشفة في المغارة أن المنطقة ديكيلي ربما جرى استخدامها كمنطقة إنتاج في العصر الحجري القديم، قبل أن يتم تحويلها لاحقا إلى مركز للعبادة وتقديم قرابين خاصة بالإلهة كيبلا.

والإلهة كيبلا، وفق الميثيولوجيا الحثية، هي أم لجميع الآلهة، وقد تجسّدت في العديد من الثقافات الدينية في المنطقة وتحت أسماء مختلفة، فقد عرفت باسم الإلهة ريا في البر اليوناني الرئيسي، وإيزيس في ثقافة مصر الرومانية.

وقالت مديرة متحف برغاما، في إزمير التركية، نيلكون أوستورا، إن الأوساط العلمية والأكاديمية تشعر بسعادة كبيرة للعثور على موجودات تحتوي عظام وأدوات بشرية في مغارة ديكيلي غرب الأناضول.

وأضافت أوستورا، أن هذا الاكتشاف أثار اهتمام عالم الآثار بأسره، لا سيما أنه احتضن مجموعة واسعة من الأنشطة البشرية، التي استمرت في المنطقة ودون انقطاع، من فترة الصيد والجمع حتى العصر الروماني.

وتابعت: “الفكرة جعلتنا متحمسين جدًا، لذلك أجرينا دراسات علمية مشتركة، ضمت علماء آثار وأكاديميين أتراك وأجانب، حيث جرى خلالها تحليل الموجودات بواسطة مادة الكربون 14، والتي أظهرت بدورها أن تلك الآثار البشرية تعود إلى نحو 14 ألف عام”.

وأشارت الى أن هذا الاكتشاف تاريخي، خاصة بالنسبة للعصر الحجري الحديث ومنطقة غرب الأناضول، التي احتضنت عبر تاريخها مختلف الأنشطة والحضارات البشرية التي سادت في منطقة شرق المتوسط.

وأوضحت أوستورا أن المغارة جرى استخدامها بشكل نشط خلال العصر الحجري القديم الانتقالي إبيباليوليت، حيث عُثر في المغارة على أحجار الصوان وأدوات تقطيع مصنوعة من الحجارة، وأدوات حجرية أخرى جرى استخدامها خلال مواسم الصيد، وترجع لفترة الصيد والجمع والالتقاط.

وختمت بالقول إن العلماء والأكاديميين الأتراك والأجانب يواصلون أجراء الدراسات والأبحاث العلمية على الموجودات المكتشفة التي قد تأتي بالمزيد من الاكتشافات التاريخية الجديدة التي تسلط الضوء على حلقات مهمة من سلسلة الحضارة الإنسانية.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى