لأول مرة.. الصين تعثر على كرات زجاجية شفافة على سطح القمر
أعلن الفريق العلمي الأساسي المسؤول عن المهمة الصينية “تشانج إي-4” (Chang’E-4) أنه تمكن من العثور على 4 كرات زجاجية صغيرة على التراب القمري، بعضها شفاف مثل الكرات الزجاجية الصغيرة التي يلعب بها الأطفال.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية “ساينس بوليتن” (Science Bulletin) يوم 26 فبراير/شباط الحالي، فإن هذا الفريق فحص فحصا دقيقا الصور التي التقطتها الكاميرا البانورامية على متن المركبة الجوالة “يوتو-2” (Yutu-2)، وهي جزء من المهمة الصينية.
كانت مهمة “تشانج إي-4” قد انطلقت في ديسمبر/كانون الأول 2018 وهبطت بنجاح في يناير/كانون ثاني 2019 على الجانب البعيد لسطح القمر (الذي لا نراه على الأرض) مسجلة بذلك أول عملية إنزال في هذا الجانب، إذ سبق أن شاهدت مركبات فضائية الجانب البعيد من القمر ولكن لم تهبط عليه.
وتهدف المهمة إلى دراسة التركيبات الكيميائية للصخور والتربة القمرية فيما تبقى من تصادم قديم على سطح القمر حدث قبل حوالي 4.3 مليارات سنة، مخلفا فوهة كبيرة جدا تسمى “حوض أيتكين”، يبلغ عمقها نحو 13 كيلومترا.
كرات بركانية
ووفق الدراسة الجديدة، اكتشف الفريق العديد من الكريات الزجاجية الشفافة إلى جانب أشكال مزدوجة الكرات، بعض الكرات كانت شفافة تماما، وبعضها كان شفافا لكن مع لون بنّي فاتح، جميعها بقطر أقل من سنتيمتر واحد.
تتكون هذه الكرات من “أنورثوسايت” (Anorthosite)، وهي صخور بركانية نارية تتميز بهيمنة مجموعة من معادن السيليكات -المادة المكونة للزجاج- بنسبة تبلغ 90-100% وانخفاض المعادن المعتمة بنسبة من 10% إلى 0%.
وبحسب الدراسة، فإن تكوّن هذه الكرات الصغيرة طبيعي ومتوقع لأن الصدمات الصخرية التي تلقاها القمر في هذا الزمن السحيق تسببت في ارتفاع شديد لدرجة الحرارة، وهي عمليات فيزيائية وكيميائية ينتج عنها أشكال كروية لصخور غنية بالسليكات.
زجاج شفاف
لكن الجديد في هذه الدراسة أن هذه هي أول مرة يتمكن فيها العلماء من رصد كرات شفافة من الآنورثوسايت، فقد جمع رواد فضاء مركبات أبولو كريات زجاجية بحجم السنتيمتر في السبعينيات من القرن الفائت، لكنها كانت داكنة ومعتمة ومليئة بالكسور.
وبحسب بيان رسمي لهذا الفريق البحثي نشرته منصة “يوريك ألرت” (Eurek Alert)، فإن هذا الاكتشاف يؤكد أن الآنورثوسايت القمري هو مادة خام ممتازة لتصنيع الزجاج بجودة تسمح بمرور الضوء، وبالتالي يمكن أن تستخدم مستقبلا كمورد أثناء عمليات بناء أول قاعدة قمرية.
من جانب آخر، وفق الدراسة، فإن التركيب الفريد لهذه الكريات وطبيعتها وأعمارها يسمح للعلماء بدراسة دقيقة للتاريخ المبكر للقمر قبل أكثر من 4 مليارات عام.
المصدر : مواقع إلكترونية + يوريك ألرت + الجزيرة