على الرغم من أن لا أحد يعرف الغرض الدقيق من الأحلام، فإن مرحلة النوم التي تشاهد فيها الأحلام هي مرحلة حيوية وضرورية لوظائفك العقلية والجسدية أثناء النهار.
وخلال مرحلة الأحلام، تكون في دورة نوم حركة العين السريعة (REM Sleep)، وفيها تتحرك عيناك خلف الجفون المغلقة بصورة تلقائية.
ويُعرف نوم حركة العين السريعة أيضاً باسم النوم المتناقض؛ لأن العقل فيه يظل “مستيقظاً”، بينما يظل جسمك نائماً وغارقاً في حالة من الشلل، بحسب موقع Psychology Today للصحة النفسية.
بعد نوم حركة العين السريعة، قد تستيقظ بشكل كامل لفترة وجيزة من الوقت حيث يكثف دماغك نشاطه، ثم تعود إلى مراحل النوم الأعمق.
من المحتمل أنه خلال لحظة الاستيقاظ القصيرة تلك تتذكر شظايا ومقتطفات من أحلامك، لكنك قد تنساهاً تماماً أحياناً. ومع ذلك يختلف الأمر مع الحلم الواضح أو ما يُسمى Lucid Dream، لأنك تختبره وأنت تعلم أنك تحلم.
لا يتوقف الأمر على استيقاظك وأنت تتذكر الأحلام الواضحة فحسب، بل يمكنك خلالها أن تشارك بنشاط في أحداث الحلم التي تجري، كما قد يصل الأمر أحياناً إلى اختيار الأحداث بعينها واتخاذ قرارات بشكل طبيعي خلال الحلم.
وربما قد تتخذ قرار الاستيقاظ من النوم إذا ما كانت أحلامك الواضحة تلك مخيفة ومزعجة مثل الكوابيس.
ولكن، كيف يمكنك أن تتدخل في اختيار أحلامك؟
أليس من الرائع أن نتمكن من التحكم في أحلامنا ووقاية أنفسنا من الكوابيس المُرهقة؟ بالطبع! لكن الأمر أصعب بكثير مما تتخيل.
لسوء الحظ، من الصعب للغاية دراسة الأحلام واستخلاص استنتاجات قاطعة بشأنها، لأنها غير قابلة للتوثيق الدقيق أو القياس. لأن الأحلام فردية للغاية، وغالباً ما تكون تجارب ذهنية مراوغة.
ومع ذلك، هناك عدد من الخطوات التي من شأنها أن تساعدك على اختيار أحلامك قدر الممكن، وتجنِّبك المعاناة من الكوابيس ليلاً بشكل يجعلك ضمنياً تفقد الفائدة من ساعات الراحة تلك وتستيقظ مثقلاً ومُتعباً ذهنياً وعاطفياً.
إذ أظهرت الأبحاث الجديدة أن بعض السلوكيات يمكن أن تؤثر في الواقع على أحلامك بطرق جيدة وسيئة. فيما يلي نتعرف معاً على العادات والأنشطة النهارية التي قد تؤثر على راحتك، ولنبدأ الآن في محاولة تعديل أحلامك.
1- تعزيز الميلاتونين في الجسم قبل النوم
واحدة من أفضل الطرق لتحسين نوعية الأحلام هي عبر زيادة مستوى الميلاتونين في جسمك. والميلاتونين هو المنبه الداخلي للجسم الذي ينظم جدول النوم والاستيقاظ.
وكلما ارتفع مستوى الميلاتونين، زادت جودة الأحلام التي ستراودك في الليل، بحسب موقع Entrepreneur.
ويمكنك تحسين إنتاج الميلاتونين بجسمك من خلال:
- الالتزام بجدول نوم ثابت يحافظ على “ساعتك الداخلية” في أوقاتها المحددة.
- يؤثر التعرض للضوء الطبيعي على إنتاج الميلاتونين. لذلك نم في ظلام دامس، إن أمكن بدون أي إضاءة اصطناعية في المنزل. واستخدم القناع الليلي إذا كنت لا تستطيع جعل الغرفة مظلمة.
- تشمل الأطعمة التي تزيد من إنتاج الميلاتونين الخردل الأبيض والأسود واللوز وبذور عباد الشمس والكرز وبذور الكتان. وبالرغم من أنها ليست بنسب مرتفعة، إلا أن الشوفان والشعير والموز والزنجبيل والطماطم تزيد أيضاً من الميلاتونين في الجسم.
- يمكن لبعض الأدوية المضادة للالتهابات ومضادات الاكتئاب أن تمنع إنتاج الميلاتونين، لذلك استشر طبيبك المتخصص أن يوازن لك العقاقير التي تتناولها.
- إذا كنت تعاني من اضطراب في النوم، فتناول جرعة صغيرة من الميلاتونين. واتبع دائماً إرشادات الملصق، ولا تتناول أي دواء أو مكمل أكثر مما هو موصى به.
2- تقليل المحفزات خلال اليوم وساعات الليل
التعرض للضوء يقلل من مستويات الميلاتونين في الجسم.
لذلك إذا كنت مستلقياً في السرير لساعات على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو تشاهد التلفاز، فلا يمكنك النوم بتلك البساطة بعد ذلك.
ومن أجل معالجة المشكلة، قلل من استخدام الأجهزة الإلكترونية خلال اليوم بشكل عام، وبالليل خاصة. ويوصي بعض الخبراء بألا تدخل بأي شاشات إلى غرفة النوم.
ومع ذلك، إذا كنت ستقضي بعض الوقت في استخدام الإلكترونيات قبل الذهاب إلى الفراش، فقم بتشغيل لعبة فيديو لتفريغ العقل من الشد العصبي.
ووفقاً لدراسة أجراها عالم النفس جاين جاكينباخ ونشرتها مجلة Live Science العلمية للأبحاث عام 2010، “كان الأشخاص الذين يلعبون ألعاب الفيديو بشكل متكرر أكثر عرضة للإبلاغ عن أحلام واضحة قابلة للسيطرة.
واستطاعوا الإبلاغ عن تعرضهم لأحلام المراقبين أيضاً، والتي يرى فيها النائم نفسه من خارج جسده كمشاهد، والتحكم في الحلم كذلك، وهي صفات مستوحاة من مشاهدة أو التحكم في حركة شخصية لعبة الفيديو التي تمارسها في اليوم.
3- تغيير وضعية النوم
يمكن أن يتحكم الوضع الذي تفضله في الاستلقاء عند النوم في محتوى الأحلام التي تختبرها وأنت نائم، فهي تمتلك تأثيراً كبيراً على أحلامك ومحتواها أكثر مما تتصور.
وبحسب موقع Ameri Sleep لجودة النوم، من المرجح أن يؤدي النوم على جانبك الأيسر إلى معاناتك من الكوابيس، بينما يرتبط النوم على جانبك الأيمن بأحلام أكثر هدوءاً.
من ناحية أخرى، تم ربط النوم على البطن بالشعور بالاختناق والاستيقاظ بإحساس من الإرهاق والتعب.
وفي دراسة على 670 مشاركاً، أجرتها جامعة هونج كونج ونشرتها مجلة APA Psych Net لعلم النفس الأمريكية، في عام 2012، اتضح أن أولئك الذين ينامون على بطونهم لديهم أحلام وحشية، بينما يعاني من ينامون على ظهورهم من الشخير الذي يقطع الأحلام ويدفعهم للاستيقاظ.
بينما أبلغ الأشخاص الذين ينامون على الجانب الأيمن عن أحلام أكثر إيجابية وكوابيس أقل من أولئك الذين ينامون على جانبهم الأيسر.
لذلك إذا كنت تنام على جانبك الأيسر أو بطنك، فجرّب تبديل الوضعية والنوم على الجانب الأيمن.
4- قم بتدوين أحلامك بصورة يومية
احتفظ بقلم ودفتر يوميات للأحلام بجوار سريرك وابدأ في تسجيل أحلامك فور استيقاظك من النوم في كل صباح.
خذ وقتك كل صباح لتدوين أو رسم أحلامك، بما في ذلك كل التفاصيل التي يمكنك تذكرها، إلى جانب التاريخ والملاحظات الخاصة بأي تغييرات في حياتك تمر بها.
مع مرور الوقت، سترى أنماطاً محددة في حلمك تكون مترتبة على وتيرة حياتك اليومية وانشغالاتك، وستبدأ شيئاً فشيئاً في فهم ما يحاول عقلك الباطني أن يعبِّر عنه من خلال الحلم.
وبالاستمرارية، ستكون قادراً على تذكر أحلامك بسهولة أكبر، وتستطيع فهم ما الذي يعزز تجربتك للكوابيس خلال الليل، وما الذي يدعم حصولك على أحلام لطيفة ورائقة قدر الممكن.
5- لا تخف نفسك خلال اليوم!
نتذكر هنا نصيحة الآباء، إذ إن مشاهدة الأفلام المخيفة أو قراءة روايات الرعب والإثارة أو الدرامية الكئيبة خلال اليوم وخاصة قبل النوم يمكن أن تحفز عقلك على اختلاق قصص مرعبة خاصة به.
في الواقع، أي نشاط يسبق النوم مباشرة يمكن أن يؤثر على الأحلام، لذا خذ بضع دقائق للاسترخاء وممارسة تمارين التأمُّل والاسترخاء والتنفُّس، مثل اليوغا.
وبحسب موقع Healthline للمعلومات الصحية، احرص على الالتزام بالأفكار السعيدة قبل النوم، إذا كنت تريد أن تبقي أحلامك إيجابية قدر الممكن.
كذلك جرّب مشاهدة قائمة مقاطع الفيديو التي تشعرك بالسعادة لتنغمس في بعض المشاعر الدافئة قبل النوم، مثل برامج الطبيعة والحيوانات الأليفة والطهي وغيرها.
6- لا تذهب إلى الفراش جائعاً
يمكن للشعور بالجوع أثناء النوم أن يقلل من جودة النوم، ويوقظك بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم. لذلك قد تجد نفسك تحلم بالأطعمة، أو تعاني من كابوس من المشاعر السيئة والمختلطة التي هي في واقعها مجرد إحساس بالجوع.
حاول الاستمتاع بوجبة خفيفة قبل النوم بوقت ملائم، مثل الموز، لمواجهة هذا التأثير. وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة التي قد تؤدي إلى عسر الهضم ومشاكل المعدة، لأنه في تلك الحالة، ستصيبك تلك الأطعمة بالكوابيس بلا شك!
(عربي بوست)