أعلنت الكويت التشغيل الرسمي لمشروع الوقود البيئي، الذي تنفّذه شركة البترول الوطنية، باستثمارات تُقدَّر بنحو 4.680 مليار دينار (15.5 مليار دولار).
رعى حفل التدشين الرسمي للمشروع الذي استمرّ العمل به عدّة سنوات، أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ويهدف المشروع لتطوير مصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله.
يتضمن المشروع إنشاء 39 وحدة جديدة وتحديث 7 وحدات وإغلاق 7 أخرى، مع التركيز على إنتاج منتجات عالية القيمة مثل الديزل والكيروسين للتصدير.
قامت شركة البترول الوطنية بتمويل 30% من الكلفة المالية لمشروع الوقود البيئي مع توفير 70% الباقية من مصارف كويتية وأجنبية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية وليد البدر، إن الطاقة الإنتاجية لمشروع الوقود البيئي تبلغ 800 ألف برميل نفط يوميًا، موزعة بين مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي.
وأضاف أن هذه الكمية سوف تضاف إلى كمية الإنتاج المنتظرة لمصفاة الزور التي تبنيها الكويت حاليًا، والبالغة نحو 600 ألف برميل يوميًا، لتصل كميات النفط الخام المكررة إلى 1.4 مليون برميل يوميًا للمصافي الثلاث.
وقال، إن هذا يعني رفع الكفاءة التشغيلية وتطوير القدرات التحويلية، فضلًا عن الاستغلال الأمثل، وتحقيق أفضل قيمة وأعلى عائد ممكن للموارد الهيدروكربونية.
وأشار إلى أن مشروع الوقود البيئي أسهم منذ بدء أعماله الإنشائية وحتى إنجازه في توفير ما يقارب 800 فرصة عمل للكوادر الوطنية المؤهلة، وفي تطوير قدراتها ومهاراتها، وسيظل المجال مفتوحًا باستمرار أمام استحداث المزيد من هذه الفرص الوظيفية لسدّ احتياجات الشركة.
وقال: “اليوم، وبتشغيل مشروع الوقود البيئي، تكون الكويت قد حققت تقدمًا كبيرًا على خريطة صناعة التكرير العالمية، ووضعت مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله في الصف الأول ضمن قائمة مصافي النفط العالمية التي تتميز بمنتجات تتوافق مع المتطلبات العالمية الجديدة للحفاظ على البيئة، وخاصة تخفيض انبعاثات أول وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الانبعاثات الضارة الأخرى”.
من جانبه، أكد ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد أنه بتشغيل مشروع الوقود البيئي الكامل، نبرهن على تعهداتنا المسؤولة عن تلبية الاحتياجات الوطنية والطلب الدولي للوقود النظيف، متوافقين مع الاتجاهات العالمية لخفض الانبعاثات، وملتزمين بإنتاج وقود منخفض الانبعاثات، وأكثر التزامًا بمعايير الجودة والسلامة العالمية”.
وقال، إن بلاده وضعت خطة إستراتيجية تنموية تستهدف تعزيز مكانة الكويت ووضعها في مصافّ الدول المتقدمة بصناعة تكرير النفط العالمية.
من جانبه، قال وزير النفط الكويتي، محمد الفارس: “يعدّ مشروع الوقود البيئي أحد أبرز المشروعات الكبرى في تاريخ القطاع النفطي، فقد شهدت في إطاره كل من مصفاتي ميناء الأحمدي، وميناء عبدالله، عملية تحديث وتطوير واسعة وغير مسبوقة، من أجل تمكين المصفاتين من إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة تلبّي المعايير والاشتراطات البيئية العالمية”.
وأضاف: “يترجم المشروع الرائد توجّه الدولة نحو تحويل بلادنا إلى مركز جذب اقتصادي، كما ينطلق من أهم أهداف إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، والمتمثل في تحقيق الاستغلال الأمثل لثروة البلاد النفطية، إذ يسهم المشروع في زيادة ربحية منتجاتنا، وفتح أسواق عالمية جديدة، وتعزيز المكانة الريادية للكويت على مستوى صناعة النفط العالمية”.
وأشار إلى أن أهمية الحدث مستمدة من أهمية القطاع النفطي الذي يمثّل الركيزة الأولى والداعم الرئيس للاقتصاد الوطني، ومن هذا المنطلق، فإن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا المورد، وتحرص على النهوض بهذا القطاع الحيوي، كي يستمر في أداء دوره التنموي الرائد على أكمل وجه.
أكد الفارس أن صناعة النفط العالمية تشهد تنافسًا شديدًا، وتواجه تحديات وصعوبات كبيرة، ولضمان البقاء في دائرة المنافسة والمحافظة على مكانة الكويت بصفتها واحدة من أهم الدول المنتجة للنفط، فإن القطاع النفطي يحرص على مواكبة تطورات الصناعة وتلبية متطلباتها المتغيرة من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة وتطوير قدرات ومهارات كوادره البشرية.
حقّقت مبيعات شركة البترول الوطنية الكويتية من المشتقات النفطية ومنتجات مصنع إسالة الغاز نحو 46.7 مليون طن، بقيمة 5.2 مليار دينار كويتي (17.2 مليار دولار)، خلال العام المالي 2020-2021.
وقفزت أرباح الشركة -التي تُعدّ واحدة من شركات تكرير النفط العالمية الكبرى- إلى 492 مليون دولار في ختام السنة المالية، بنهاية مارس/آذار الماضي، مع تقليل التكاليف، وتحقيق وفورات وعوائد مالية بلغت 34 مليون دينار (112.4 مليون دولار).
تعافي أسعار النفط
قال الرئيس التنفيذي للشركة، وليد البدر، إنه رغم التعافي المحدود في أسعار النفط، وتأثّر الشركة بتداعيات كورونا، التي انعكست على مختلف قطاعات الأعمال، بما فيها صناعة النفط والغاز، فإن السنة المالية المنتهية في 31 مارس/آذار 2021 شهدت تحقيق مؤشرات أداء متميزة.
وأشار إلى تسلّم شركته كل وحدات مشروع الوقود البيئي في مصفاة ميناء عبدالله في مايو/أيار الماضي، ويجري حاليًا تجهيز آخر الوحدات للتشغيل النهائي.
وأوضح أن مصفاة ميناء الأحمدي استكملت بنجاح تشغيل وحداتها كافّة، مطلع أبريل/نيسان 2020، وهو ما كان له أكبر الأثر في تحقيق الشركة النتائج المالية المتميزة.
وقال إن الوحدات الجديدة بدأت إنتاج منتجات عالية الجودة، تُلبّي معايير السوق العالمية المستحدثة واشتراطاتها، ما أدّى إلى زيادة ملحوظة في ربحية تسويق هذه المنتجات وبيعها.
أكد البدر أن الحد من التوقفات المفاجئة، واختصار مدة التوقفات المجدولة للوحدات الإنتاجية بمصافي الشركة، أسهما في رفع مستوى الأداء في عملياتها وأنشطتها، إذ وصلت نسبة التوافر التشغيلي إلى نحو 96%، مع تحقيق تميز تشغيلي يتوافق مع أعلى المعايير العالمية.
ولفت إلى مواصلة الشركة تنفيذ خطتها الإستراتيجية لتشييد 100 محطة وقود جديدة في مختلف أنحاء الكويت بحلول 2030، لتلبية حاجة سكان هذه المناطق، ومواكبة التوسع العمراني للدولة، مشيرًا إلى أن السنة المالية الأخيرة شهدت تشغيل 11 محطة جديدة.
المصادر : مواقع الكترونية عربية – الطاقة