قد تكون مدينة تشاتال هويوك التركية غير معروفة إلا أنها أحد أكثر المواقع أهمية في العالم القديم، وتشير تقديرات إلى أن هذه المدينة ربما تكون أقدم من الأهرامات، مما يجعلها في حالة سباق بوصفها واحدة من أقدم المواقع في العالم.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “ذا ترافيل” (the travel)، قال الكاتب آرون رذاذ أن تشاتال هويوك كانت مدينة بدائية كبيرة جدًا في العصر الحجري الحديث والنحاسي في ما تعرف اليوم بتركيا. وكانت المدينة مأهولة بالسكان بين عامي 7500 و6400 قبل الميلاد، وازدهرت حوالي 7000 قبل الميلاد، وتعود أول عملية تنقيب بها لعام 1958.
ونبه المقال إلى أن الحضارة التي عاشت في هذه المدينة كانت واحدة من أكثر المجتمعات تعقيدا في عصرها، وأن العمل مستمر لاستعادة ما كانت عليه الحياة، وتشير التقديرات إلى أن مدينة تشاتال هويوك التركية أقدم من تلك الموجودة فيها الأهرامات، مما يضعها في سباق مع أقدم المواقع في العالم.
ومجمع أهرامات الجيزة (يُطلق عليه أيضًا اسم مقبرة الجيزة)، هو موقع أثري على هضبة الجيزة في القاهرة الكبرى في مصر، يضم المجمع كلًا من الهرم الأكبر خوفو وهرم خفرع وهرم منقرع، جنبًا إلى جنب المجمعات الهرمية المرتبطة بها، وتمثال أبو الهول. بنيت هذه الأهرامات جميعها في عهد الأسرة الرابعة للمملكة القديمة في مصر القديمة بين عامي 2600 و2500 قبل الميلاد. كما يضم الموقع عدة مقابر وبقايا قرية عمالية، بحسب موقع ويكبيديا.
تشاتال هويوك
غالبا ما تضيع بعض المواقع الأثرية الأكثر أهمية في المعرفة العامة. قد تكون تشاتال هويوك معروفة على نطاق ضيق، ولكنها واحدة من أهم المواقع في العالم القديم حقا. فتركيا لديها بعض من أهم المواقع الأثرية القديمة في العالم – بما في ذلك غوبيكلي تيبي، التي تجعل الأهرامات الكبرى تبدو أصغر عمرا.
وتقع تشاتال هويوك بالقرب من مدينة قونية الحديثة، ويمكن للمرء الوصول بسهولة إلى الموقع بالسيارة من قونية.
على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
تم التخلي عن مستوطنات ما قبل التاريخ هذه، قبل بداية العصر البرونزي. ومن المحتمل أن يكون الطين الغريني الذي بنيت عليه مناسبا للزراعة المبكرة، مما مكنها من الازدهار.
وفي ما يلي أعمار المواقع البارزة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي:
غوبيكلي تيبي- تركيا: 9500 إلى 8000 قبل الميلاد.
تشاتال هويوك- تركيا: من 7500 قبل الميلاد إلى 6400 قبل الميلاد.
ستونهندج- إنجلترا: 3000 قبل الميلاد إلى 2000 قبل الميلاد.
أهرامات الجيزة- مصر: 2550 إلى 2490 قبل الميلاد.
سكان المستوطنة
في حين أن عدد سكان المستوطنة كان سيختلف اختلافا كبيرا بمرور الوقت، تشير التقديرات إلى أن عدد السكان يمكن أن يصل إلى 10 آلاف نسمة ومن المرجح أن يتراوح المتوسط من 5 آلاف إلى 7 آلاف نسمة.
15 طبقة متتالية من المباني
كانت تشاتال هويوك ذات يوم مجتمعا مكتظا ومزدهرا، لكن كل ما هو مرئي اليوم على السطح هو تلال. فالتل الأصغر إلى جهة الغرب من الموقع هو أكثر حداثة، في حين أن الأكبر هو الأقدم.
كانت الحضارة التي عاشت هناك ذات يوم واحدة من أكثر المجتمعات تعقيدا في عصرها والعمل مستمر لإعادة تجميع ما كانت عليه الحياة في ذلك العصر.
وفقا للخبراء، لم يكن في تشاتال هويوك شوارع أو ممرات للمشاة. وتم بناء المنازل فيها مواجهة لبعضها البعض، وكان الناس الذين عاشوا فيها يتنقلون فوق أسطح المنازل في المدينة وكانوا يدخلون منازلهم من خلال فتحات في الأسطح، ويهبطون إليها عبر السلالم.
عاشت تشاتال هويوك عبر التاريخ الذي يحدد الانتقال من طريقة حياة الصيد والجمع حصريا إلى طريقة تعتمد بشكل متزايد على الزراعة مع تدجين النباتات والحيوانات.
حفريات تشاتال هويوك
كشفت الحفريات عن حوالي 18 طبقة متتالية من المباني التي تظهر عصور التاريخ المختلفة للموقع؛ إذ يعود تاريخ الطبقة السفلية (وأقدم طبقة من المباني إلى عام 7100 قبل الميلاد)، في حين أن الجزء العلوي لاحقا يعود إلى حوالي عام 5600 قبل الميلاد.
تم التنقيب عن الموقع لأول مرة في عام 1958 من قبل جيمس ميلارت، وكشفت الأعمال التي تلت ذلك كيف كان هذا الجزء من تركيا مهما ومركزا للثقافة المتقدمة في العصر الحجري الحديث.
والحفريات مستمرة حتى اليوم، فهناك حفريات جارية يديرها علي أوموت تورككان من جامعة الأناضول. وانتهى مشروع آخر كان تحت إشراف إيان هودر قبل بضع سنوات عام 2018، ولكن وفقا لتحديث على موقعه على الإنترنت بتاريخ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فإنه لا تزال منشورات النتائج قيد الإعداد. ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد الذي سيظهر في السنوات القليلة المقبلة.
ويمكن للمرء مشاهدة فيديو تعليمي عن الموقع مدته 50 دقيقة على موقع تشاتال هويوك على الشبكة العنكبوتية، ويروي الفيديو قصص الماضي والحاضر لتشاتال هويوك وهو من إنتاج روزيلا بيسكوتي، التي أمضت عدة أشهر في الموقع لتوثيق المشاريع الجارية هناك.
زيارة تشاتال هويوك
وفقا لموقع تشاتال هويوك، فإن الفريق الذي يعمل في مشروع تشاتال هويوك البحثي يسعد دائما باستقبال الزوار، في حين أن الموقع مفتوح على مدار السنة، ومن الأفضل زيارته خلال موسم الحفر لأن ذلك هو الوقت الذي يكون فيه الموقع أكثر نشاطا.
ويوجد في الموقع مركز زوار صغير يضم معارض وقطع أثرية طبق الأصل تم تصميمها من قبل فريق التجسيد المرئي بالمشروع.
ويتم أخذ الزوار في جولة من قبل مرشد سياحي مخصص أو حارس موقع سيأخذ أيضا واحدا إلى كل من مناطق الحفر الشمالية والجنوبية ونسخة مقلدة مطابقة للأصل لمنزل تشاتال هويوك. كما ويمنع منعا باتا الدخول إلى الموقع من دون مرشد، ويفتح أبوابه يوميا من الساعة 9:00 صباحا حتى الساعة 5:00 مساء.
قونية.. مدينة الروحانيات
تعتبر قونية من أكبر الولايات التركية من حيث المساحة، ويبلغ تعداد سكانها مليوني نسمة. وهي ولاية ولاية متطورة صناعيا واقتصادها قوي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تنظيمها الإداري ونظافة واتساع شوارعها التي تمتد عليها المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية، وهذا ما يميزها عن باقي الولايات التركية فهي تمتلك أطول مسار للدرجات الهوائية.
أما تاريخ قونية فهو مليء بالعراقة، فقد كانت عاصمة للدولتين السلجوقية وكارامان أوغلو. ويوجد فيها “تشاتال هويوك” (Çatalhöyük) أحد أقدم المواقع الأثرية في العالم الذي يعود إلى الألف الخامسة قبل الميلاد، وتم إدراجه في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي.
تقول رواية حول تسمية قونية إن اثنين من الأولياء تحولا إلى طائرين هربا من أعداء الدين، وبعد مدة من الوقت قررا أن يهبطا ويحطا على أحد المروج الجميلة، وعندها قال أحدهما للآخر: “كون يا درويش”، أي حط هنا يا درويش بالتركية. ويقال أيضا إن سبب تسمية قونية بهذا الاسم هو نسبة للتصاوير المسيحية المقدسة “أيكون”، ومع مرور الوقت تم تغيير الاسم فأصبح “قونية”.
ومن أهم المواقع الأثرية التي يمكن زيارتها في قونية:
1- ضريح جامع جلال الدين الرومي “مولانا”
عاش المتصوف جلال الدين الرومي أكثر من 40 سنة في قونية، وكان أهم ما يتميز به أفكاره المتعلقة ببناء الإنسان التي كانت تخاطب الروح الإنسانية. توفي جلال الدين الرومي في 17 كانون الأول/ يناير في عام 1273، أما بالنسبة إلى ضريحه فهو مغطى بالبلاط الأخضر المزخرف، وعند زيارتكم لمتحف مولانا يمكنكم رؤية أضرحة الدراويش والمصاحف المكتوبة بخط اليد والألبسة التي كانوا يستخدمونها.
ويعد متحف “مولانا” من أكثر المتاحف زيارة في تركيا، كما تشاهدون أيضا المنازل الخشبية المزينة بالقرب من المتحف.
2- جامع شمس التبريزي وضريحه
ولد شمس التبريزي عام 1185 في مدينة تبريز، وكان محبا للعلم والدين منذ صغره، ومنذ ذلك الحين نهل العلم من جميع علماء الدين في جميع بقاع الأرض، ولهذا فقد قضى معظم حياته في السفر.
وقد جاء التبريزي إلى قونية ليلتقي بجلال الدين الرومي، لكنه اختفى بعد عام 1247، ولم يُعرف إن مات أو قتل لكن ضريحه موجود حتى الآن في قونية.
المصادر : مواقع الكترونية عربية وأجنبية