تقارير

ستجني المليارات من إنتاج الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة

مع بداية العام الجاري، ورغم الأزمة الاستثنائية نتيجة قيام روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية، والتي تلقي بظلالها السلبية على أسواق السلع، ومنها الوقود الأحفوري، تشهد المنطقة العربية إعلان العديد من اكتشافات الغاز، وتشغيل مشروعات إسالة جديدة (الغاز المسال)، واتفاقيات لزيادة الصادرات.

وتأتي الأزمة الروسية الأوكرانية في الوقت الذي يعاني فيه العالم من مشكلة الافتقار لإمدادات الطاقة مقابل زيادة الطلب، خصوصًا مع انخفاض المخزون -والذي يعدّ أحد أسباب قفزات الأسعار منذ العام الماضي-، لتبحث الدول الغربية عن مصادر طاقة بديلة بعيدًا عن روسيا، إذ تعدّ موسكو أحد اللاعبين الرئيسيين في الإمدادات، خصوصًا للقارّة الأوروبية.

ومع كل تلك المشكلات العالمية، تواصل الدول العربية، خصوصًا الخليجية، دورها البارز في تأمين إمدادات الغاز، وسط ضخّ استثمارات جديدة في مجال البحث والاستكشاف، ونجاحها في الوصول إلى حقول جديدة -وهو أحد أنواع الوقود الأحفوري الذي يعدّه بعضهم وقودًا انتقاليًا لتحقيق الحياد الكربوني-.

ووفقًا لبيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك)، سجلت صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي المسال خلال العام الماضي أعلى مستوى لها منذ عام 2013.

وبلغ إجمالي صادرات العرب من الغاز المسال نحو 111.7 مليون طن خلال 2021، مقابل 104.5 مليون طن خلال 2020، بنسبة استحواذ على حصة سوقية عالميًا بلغت 29.4%.

السعودية

في 27 فبراير/شباط 2022، نجحت شركة أرامكو السعودية في اكتشاف 5 حقول جديدة للغاز الطبيعي بالمنطقة الوسطى ومنطقة الربع الخالي ومنطقة الحدود الشمالية والمنطقة الشرقية.

وتضمنت قائمة الحقول الجديدة -بحسب وزارة الطاقة السعودية- حقل “شدون” للغاز الطبيعي بالمنطقة الوسطى، والذي يقع على بعد 180 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الرياض.

وتدفّق الغاز من بئر “شدون-1” بمعدل 27 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، بالإضافة إلى 3.3 ألف برميل من المكثفات.

وبمعدل 31 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، اكتشفت السعودية حقل “شهاب” بمنطقة الربع الخالي الواقعة على بعد 70 كيلومترًا جنوب غرب حقل الشيبة.

واكتشفت أرامكو السعودية كذلك حقل “الشرفة” للغاز الطبيعي بمنطقة الربع الخالي الواقع على بعد 120 كيلومترًا جنوب غرب حقل الشيبة، وتدفّق الغاز من بئر “الشرفة-2” بنحو 16.9 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، بالإضافة إلى 50 برميلًا من المكثفات.

واكتشفت البلاد أيضًا حقل “أم خنصر” للغاز الطبيعي غير التقليدي بمنطقة الحدود الشمالية على بعد 71 كيلومترًا جنوب شرق مدينة عرعر، إذ تدفّق الغاز من بئر “أم خنصر-1” بمعدل مليوني قدم مكعبة قياسية يوميًا مع 295 برميلًا من المكثفات.

وعلى بعد 211 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الظهران، عثرت السعودية على حقل “سمنة” للغاز الطبيعي غير التقليدي في المنطقة الشرقية جنوب حقل الغوار.

وتدفّق الغاز من بئر “سمنة -2” بمعدل 5.8 ملايين قدم مكعبة قياسية يوميًا مع 24 برميلًا من المكثفات، كما تدفّق الغاز من بئر سمنة -1 بمعدل 11.6 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا و169 برميلًا من المكثفات، في حين تدفّق الغاز من بئر سمنة -6 بمعدل 9.25 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة السعودية.

الإمارات

في مطلع فبراير/شباط 2022، توصلت الإمارات إلى موارد للغاز الطبيعي في المنطقة البحرية قبالة سواحل إمارة أبو ظبي.

وتشير النتائج المبدئية إلى أن موارد الغاز بالمنطقة البحرية تُقدَّر ما بين 1.5 و2 تريليون قدم مكعبة قياسية، وفقًا لبيانات شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

وتقول شركة أدنوك، إن الاكتشاف يعدّ الأول ضمن مناطق الامتيازات البحرية في إطار الجولة الأولى من المزايدة التنافسية التي أطلقتها أبوظبي لتراخيص استكشاف لمناطق جديدة في 2019.

ويغطي امتياز المنطقة البحرية 2 مساحة 4.033 ألف كيلومتر مربع شمال غرب أبوظبي.

ويشار إلى أن الإمارات قامت بترسية امتياز المنطقة البحرية 2 على تحالف تقوده شركة “إيني” الإيطالية للطاقة، ويضم شركة “بي تي تي” العامة للاستكشاف والإنتاج التايلاندية.

وجرى التوصل إلى موارد الغاز الطبيعي في المنطقة البحرية عن طريق استخدام المسح الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد، إذ يعدّ أكبر مشروع مسح يشمل مناطق برية وبحرية في العالم، حسبما أفادت الشركة الإماراتية.

قطر

على صعيد افتتاح المشروعات الجديدة التي شهدتها المنطقة العربية مع بداية العام الجاري، جاء في مقدّمتها افتتاح قطر منتصف مارس/آذار الجاري مشروع غاز برزان، والذي يتغذى من حقل الشمال.

وبحسب شركة قطرغاز، سيوفر المشروع الغاز لأغراض توليد الكهرباء وتحلية المياه في البلاد، وكذلك للمواد الأولية للصناعات البتروكيماوية المحلية، بالإضافة إلى منتجات نفطية من مكثفات وغاز النفط المسال ستخصصها البلاد للتصدير إلى الأسواق الدولية.

ومن المقرر أن ينتج مشروع “غاز برزان” نحو 1.4 مليار قدم مكعبة من غاز الميثان يوميًا لتوليد الكهرباء في قطر،و1.920 ألف طن من الإيثان بشكل يومي للصناعات البتروكيماوية المحلية.

وسيُنتج كذلك غاز النفط المسال بنحو 864 طنًا من البروبان في اليوم، و677 طنًا من البوتان يوميًا للتصدير الدولي.

ونحو 5.6 ألف برميل من مكثفات المصانع في اليوم ستُخصص أيضًا للتصدير الدولي، و24.2 ألف برميل من مكثفات الحقول غير المعالَجة يوميًا لمصفاة لفان، و3.565 ألف طن من الكبريت السائل يوميًا.

وتقول قطرغاز، إنها تقوم بتشغيل مشروع غاز برزان بالنيابة عن مساهميها قطر للطاقة (93%) وإكسون موبيل (7%).

الكويت

في السياق نفسه، شهد شهر مارس/آذار الجاري قيام الكويت بتشغيل خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي، وكذلك الانتهاء في يناير/كانون الثاني الماضي من تشغيل مشروع المرافق الدائمة لاستيراد الغاز المسال في مجمع الزور النفطي.

ويعدّ خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي ثاني أكبر مشروعات شركة البترول الوطنية الكويتية من ناحية أهميته وإنتاجه، إذ من المقرر أن يعزز إنتاج خطوط إسالة الغاز الأربعة التي تمتلكها الشركة، ويضيف إليها 805 ملايين قدم مكعبة قياسية، و106 آلاف برميل من المكثفات.

وبصفة عامة، سيبلغ حجم الطاقة الإجمالية للخطوط الخمسة نحو 3.12 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز، و332 ألف برميل من المكثفات، وفقًا لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية للرئيس التنفيذي للشركة، وليد البدر.

وبحسب نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء الأحمدي، شجاع العجمي، سيعمل المشروع على معالجة الغاز الطبيعي القادم من حقول النفط التابعة لشركة نفط الكويت.

كما سينتج الخط الخامس غازات الميثان والإيثان والبروبان والبيوتان والغازولين الطبيعي (KNG)، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.

ويتضمن خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي وحدة فرعية لمعالجة الوقود الغازي، إذ تقوم بإنتاج الوقود الغازي النظيف عبر تقليل نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين السامّ من 2400 جزء في المليون إلى 50 جزءًا في المليون فقط بحدّ أقصى، وفقًا لما قاله شجاع العجمي.

ومن بين مشروعات الغاز كذلك في دولة الكويت خلال العام الجاري، نجاح الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) بتشغيل مشروع المرافق الدائمة لاستيراد الغاز المسال في مجمع الزور النفطي بنهاية يناير/كانون الثاني 2022، بتكلفة إجمالية بلغت 2.93 مليار دولار.

وتؤكد “كيبك” أن المشروع يعدّ الأول من نوعه محليًا، والأكبر في العالم، فيما يتعلق بالسعة التخزينية، إذ يتكون من 8 خزّانات، وتبلغ سعة كل خزّان 225 ألف متر مكعب.

ومن المقرر أن يلبّي المشروع احتياجات المحطات الكهربائية من الغاز، خصوصًا في فصل الصيف خلال أوقات الذروة، بالإضافة إلى احتياجات مستهلكين آخرين للغاز الطبيعي، كمصافي النفط ومشروعات الصناعات البتروكيماوية.

وبدأ تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في يوليو/تموز لعام 2021، بتوصيل الغاز الطبيعي للشبكة المحلية للغاز، وصولًا لمحطات الكهرباء.

وشهدت الكويت أيضًا خلال الربع الأول من العام الجاري، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني الماضي، توقيع الشركة الكويتية لنفط الخليج مذكرة تفاهم مع شركة شيفرون السعودية لتصدير كميات الغاز الفائض من منطقة عمليات الوفرة المشتركة.

ومن المتوقع بدء التصدير بكمية تُقدَّر بـ12 مليون قدم مكعبة، على أن ترتفع لتصل إلى ما بين 40 و50 مليون قدم في 5 أشهر، وإلى ما بين 80 و100 مليون قدم مكعبة خلال 4 سنوات.

المغرب

في 10 يناير/كانون الثاني 2022، أعلنت شركة شاريوت البريطانية، اكتشافها تراكمات كبيرة للغاز الطبيعي قبالة سواحل مدينة العرائش الواقعة في شمال المغرب.

وبعد عمليات حفر على عمق 2.512 ألف متر لبئر حقل “أنشوا-2” قبالة الساحل المغربي، اكتشفت الشركة مخزونًا غازيًا عالي الجودة، مع طبقة غاز صافية محسوبة تزيد على 100 متر.

ويشار إلى أن حقل “أنشوا-2” يقع في الامتياز الذي تمتلك فيه شاريوت البريطانية حصة تبلغ 75%، وفي المقابل تبلغ حصة المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن المملوك للدولة المغربية النسبة المتبقية 25%.

وكانت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن في المغرب، أمينة بنخضرا، قد توقعت بدء الإنتاج من حقل “أنشوا” المكتشف في المنطقة البحرية ليكسوس الواقعة قبالة العرائش، بحلول عام 2024.

ومن المقرر أن يسهم الاكتشاف الجديد في تغطية جزء من احتياج المغرب للغاز اللازم لتوليد الكهرباء، خصوصًا في محطات القنيطرة، والمحمدية، وتهدارت، بالإضافة إلى تغطية احتياجات الأنشطة الصناعية بمنطقة القنيطرة المغربية.

وشهد مطلع العام الجاري كذلك إعلان شركة “بريداتور أويل آند غاز” البريطانية تفاصيل الاكتشاف الضخم للغاز بمنطقة غرسيف الواقعة شمال شرقي المغرب.

الجزائر

على صعيد زيادة الصادرات والاستفادة من الأسعار المرتفعة، وقّعت سوناطراك الجزائرية في 2022 عقدًا مع مجموعة سينوبك الصينية، لإنشاء خزّان جديد للغاز الطبيعي المسال.

ويشمل العقد قيام الشركة الصينية بتفكيك خزّانين موجودين على مركب إسالة في سكيكدة، وفي المقابل تنفيذ خزّان جديد في الرقعة نفسها بسعة قدرها 150 ألف متر مكعب.

وتضمّن كذلك توريد المعدّات وتركيبها لربط الخزّان الذي سيُنَفَّذ بنظام الشحن الجديد للغاز الطبيعي المسال التابع لرصيف سكيكدة الجديد.

المصادر : مواقع عربية – الطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى