صحافة

لن نترك مواطنينا للتجمد دون الغاز الروسي.. لماذا رفض الرئيس التركي المشاركة في معاقبة موسكو؟

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيد موقف بلاده الرافض للمشاركة في تحركات بعض الدول الأوروبية، من أجل فرض عقوبات على واردات النفط والغاز الروسية، أسوة بالخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال أردوغان إن السلطات التركية لن تكون قادرة على الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، إذ لا يمكنها السماح لمواطنيها بالتجمد دون الغاز الروسي.

وأضاف -في تصريحات للصحفيين الأتراك خلال رحلة العودة من قمة الناتو-: “بخصوص العقوبات، نحن ندرس بعض المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، لكن دعونا لا ننسَ أنه لا يمكننا تنحية علاقاتنا مع روسيا جانبًا”.

الغاز الروسي

ضرب الرئيس التركي مثالًا بالغاز الطبيعي، موضحًا أن نحو نصف احتياجات بلاده من الغاز الطبيعي يأتي من روسيا.

وتُعدّ تركيا من أكبر المستوردين للغاز الروسي، إذ تزوّدها غازبروم بنحو 8 مليارات متر مكعب سنويًا، عبر خط أنابيب ترك ستريم، الذي يربط نظام نقل الغاز في كلا البلدين، ويتكوّن خطّ الأنابيب من فرعين، يُستخدم أحدهما للتصدير إلى تركيا، في حين يُسلّم الآخر الغاز إلى جنوب شرق أوروبا.

وأشار أردوغان كذلك إلى محطة أكويو للطاقة النووية، التي ستغطي عند تشغيلها 10% من احتياجات تركيا من الكهرباء، والتي يجري تنفيذها بالتعاون مع روسيا.

وقال الرئيس التركي إن “علينا حماية هذه الحساسية أولًا، لا يمكنني ترك شعبي يتجمد في الشتاء، وثانيًا لا يمكنني إعادة تشغيل هذه الصناعة بالكامل”، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.

حماية المواطنين

جدد أردوغان تأكيده أن سلطات بلاده “يجب أن تحمي مواطنيها”، قائلًا: “لدينا بلد يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة.. لدينا جميع أنواع الالتزامات. إلى جانب ذلك، أرسلنا 56 شاحنة بالمساعدات الإنسانية إلى الأوكرانيين.. ونزودهم بالطعام والملابس والأدوية”.

وصرّحت أنقرة -مرارًا وتكرارًا- بأن تركيا لا تعتزم الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا، حتى لا تضر باقتصادها وتترك قناة مفتوحة للحوار مع الاتحاد الروسي.

وتأتي تصريحات أردوغان بالتزامن مع مناقشات داخل دول الاتحاد الأوروبي من أجل فرض عقوبات على واردات الطاقة الروسية، وهو الأمر الذي كان مثار جدل على مدار الأيام الماضية، إذ ترفض ألمانيا هذه المساعي، في وقت تؤيده عدد من الدول الأخرى.

صفقة أميركية

أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اليوم الجمعة، صفقة ستسعى بموجبها واشنطن إلى تأمين شحنات إضافية من الغاز المسال إلى دول القارة العجوز بوصفها خطوة لدعم توجه دول الاتحاد للاستغناء عن الوقود الروسي.

وبموجب الصفقة ستعمل الولايات المتحدة مع شركاء دوليين لضمان كميات إضافية من الغاز المسال لسوق الاتحاد الأوروبي لا تقل عن 15 مليار متر مكعب في عام 2022، وتهدف -على المدى الطويل، حتى عام 2030- إلى ضمان نحو 50 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز المسال الأميريكي

ارتفعت واردات تركيا من الغاز الروسي، إلى أكثر من ملياري متر مكعّب، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأوّل.

وقال مجلس تنظيم سوق الطاقة التركي” إمرا”: إن موسكو احتلّت المركز الأوّل في واردات تركيا من الغاز الطبيعي، حيث بلغ نصيبها نحو 50.6% من إجمالي واردات أنقرة.

كانت روسيا قد تمكّنت في أكتوبر/تشرين الأوّل من العام الماضي، من تلبية احتياجات تركيا من الغاز بنسبة 18.8%.

وأضاف “إمرا”، أن أذربيجان جاءت في المرتبة الثانية بين أكبر مورّد للغاز في تركيا، حيث مدّت أنقرة بنحو 1.1 مليار متر مكعّب من الغاز، بما يمثّل 27.3%، وتلتها الجزائر 12.8%، ونيجيريا بنسبة 4.4%، والولايات المتحدة بنسبة 2.45%، وإيران بنسبة 2.41%.

وتشير بيانات “إمرا” إلى أن إجمالي واردات تركيا من الغاز، في أكتوبر/تشرين الأوّل، تُقدَّر بأكثر من 4 مليارات متر مكعّب، وهو ما يزيد بنسبة 28% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

على الرغم من أن تركيا تعدّ من أكبر المستوردين للغاز الروسي، حيث تزوّدها غازبروم، إلّا أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، انخفضت مبيعات شركة الطاقة في السوق التركية.

وانخفضت مشتريات الغاز بنسبة 35%، إلى 15.5 مليار متر مكعّب، في عام 2019 ، وفي النصف الأوّل من هذا العام، خفضت غازبروم إمدادات الغاز إلى تركيا إلى 4.733 مليار متر مكعّب، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

وفي يناير/كانون الثاني، أطلقت روسيا وتركيا خطّ أنابيب غاز توركستريم الذي يربط نظام نقل الغاز في كلا البلدين، ويتكوّن خطّ الأنابيب من فرعين، يُستخدم أحدهما للتصدير إلى تركيا، بينما يُسلّم الآخر الغاز إلى جنوب شرق أوروبا.

وتبلغ الطاقة السنوية لخطّ الأنابيب أكثر من 31 مليار متر مكعّب من الغاز.

المصادر : مواقع عربية – الطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى