أغلى من الذهب “ألف دولار لليتر الواحد”.. زيت “الصبار” المغربي ينافس زيت “الأركان” ويكتسح الأسواق العالمية

بعد زيت الأركان، يشتهر المغرب بزيت ثمين من حيث الفوائد الصحية، وهو زيت التين الشوكي أو زيت الصبار. وبالفعل، كشفت الأبحاث في مجال الطب التجميلي أن الزيوت المستخرجة من بذور التين الشوكي تحتوي على نسبة عالية جدًا من فيتامين “هـ”، وهو مضاد للشيخوخة، وفيتامينات أخرى مضادة للأكسدة.
إعلان

فاكهة الفقراء

على مدى عقود طويلة وصف زيت الصبار في المغرب، بفاكهة الفقراء، يجنيه سكان البوادي من حدائقهـم المسيجة به، ويقتنيه سكان المدن ببضعة دراهم للكيلوغرام الواحد .لكن النظرة لفاكهة الفقراء والتي تنضج في الصيف وتستعمل بقاياها كعلف للماشية، خاصة بعد حلول الألفية الثالثة بسنوات قليلة، حين تم الكشف عن سر “إكسير الشباب” الكامن في بذور هذه الفاكهة .

ألف دولار لليتر الواحد

وبعد دراسات عدة في مجال طب التجميل، كشفت نتائجها أن الزيوت المستخلصة من بذور “الهندية ” كما يطلق عليها بالعامية المغربية أو التين الشوكي، تحتوي على نسبة هائلة جدا من فيتامين “إي” المضاد للشيخوخة، وفيتامينات أخرى ضد الأكسدة .

هذه الثورة التي سببها زيت التين الشوكي في عالم مستحضرات التجميل جعلت الشركات العالمية توجه البوصلة صوب المغرب.

وبالفعل تعد المملكة المغربية من أكبر منتجي ومصدري هذه الفاكهة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​وشمال إفريقيا.

تبلغ المساحة المخصصة لزراعة التين الشوكي أو “الصبار ” ألفي هكتار، ومع تزايد الطلب بات المغرب يصدر أكثر من مليون طن من هذا المنتج الزراعي سنويا. واليوم يشبه زيت “الهندية ” من أغلى أنواع الزيوت في العالم، حيث يبلغ سعر اللتر الواحد ألف دولار!

زيت “الذهب الأخضر”

هذا وارتبط اسم المغرب في ذاكرة صناعة مستحضرات التجميل، بزيت أركان النادر، الذي يحظى بطلب عالمي لافت، وهذه التجربة تكررت، مع زيت الصبار.

وقالت زهرة بودبايز ، مديرة تعاونية “أكناري” في منطقة سيدي إفني جنوب المغرب، إن التعاونية التي تأسست عام 2001 بهدف إنتاج زيت الأركان ومستحضرات التجميل، تمكنت من استخراج أول لتر من الزيت عام 2007 (يتطلب 1 طن من الفاكهة) من بذور التين الشوكي.

وتمر عملية التحضير بمراحل عدة، انطلاقا من الجني والتنظيف من الأشواك واستخراج البذور ثم تجفيفها، قبل عصرها في آلة خاصة”. وهذه العملية تتطلب تعاونا بين 10 عاملات. وحتى بعد الانتهاء من عملية العصر، تحول البقايا إلى صابون كما تصنع منها مستحضرات تجميلية تباع في السوق المحلية.

وتؤكد رئيسة جمعية “أكناري” أن نساء الجمعية حققن استقلالا ماديا بفضل عوائد صناعة زيت الصبار. وتبيع الجمعيات المحلية المغربية زيت التين الشوكي الخام للشركات المستوردة بأسعار تتراوح بين 250 دولارا و 350 دولارا للتر.

إطلاق مخطط المغرب الأخضر

ويقدر عدد الفاعلين المنتجين لهذا الزيت بأكثر من 30 شركة صناعية وجمعية محلية مسجلة في بيانات المؤسسة المغربية لتتبع الصادرات (موروكو فوديكس).

وأكد مدير تنمية سلاسل الانتاج بوزارة الفلاحة المغربية، نبيل شوقي، أن حجم الصادرات تطور في العقد المنصرم تزامنا مع إطلاق مخطط المغرب الأخضر، الرامي إلى النهوض بقطاع الفلاحة وتثمين المنتج المحلي.

وأوضح أن الطلب العالمي يتزايد بشكل كبير على زيت الصبار المصنع في المغرب، وبذلك يتم تصدير زيت “الذهب الأخضر ” إلى بلدان عدة منها: الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبولندا.

وكتبت صحيفة “الأهرام” المصرية أن استخلاص زيت الصبار التي تنتشر على نطاق واسع في المغرب منذ سنوات، أحدث ثورة في عالم صناعة مستحضرات التجميل على مستوى العالم.

وتابعت الصحيفة في مقال نشرته على بوابتها الإلكترونية تحت عنوان” أغلى من الذهب.. زيت مغربي يجتاح أسواق العالم” أن شركات دولية وجهت بوصلتها صوب المغرب، لما يتوفر عليه من مؤهلات، فهو يعتبر واحدا من أكبر منتجي ومصدري هذه الفاكهة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا”.

وأبرزت أن الزيت المستخلص من هذه الفاكهة يعد واحدا من أغلى الزيوت في العالم، حيث يصل سعره إلى ألف دولار للتر الواحد.

وسجلت البوابة الإلكترونية للأهرام أنه “على مدى عقود طويلة وصف التين الشوكي في المغرب، بفاكهة الفقراء، يجنيه سكان البوادي من حدائقهـم المسيجة به، ويقتنيه سكان المدن”، موضحة أنه بحلول الألفية الثالثة بسنوات قليلة، تغيرت النظرة لهذه الفاكهة الصيفية، التي كانت تستعمل بقاياها كعلف للماشية.

وأبرزت أن الأبحاث في مجال طب التجميل، كشفت أن الزيوت المستخلصة من بذور التين الشوكي أو “الهندية” في العامية المغربية، تحتوي على نسبة عالية جدا من فيتامين “إي” المضاد للشيخوخة، وفيتامينات أخرى ضد الأكسدة.

وذكرت أن زراعة هذه الفاكهة بالمغرب تمتد على مساحة 200 ألف هكتار من الصبار، حيث تصدر المملكة ما يزيد عن مليون طن سنويا من فاكهة التين الشوكي .

ولفتت إلى أنه بعد أن ارتبط اسم المغرب في ذاكرة صناعة مستحضرات التجميل، بزيت أركان النادر، الذي يحظى بطلب عالمي لافت، تكررت هذه التجربة بشكل أو بآخر، مع زيت الصبار.

وجاء في المقال أن هذه الصناعة المرتبطة ب “الذهب الأخضر” فتحت أفقا جديدا للتنمية المحلية في المغرب، مؤكدة أن الطلب العالمي يتزايد بشكل كبير على زيت الصبار المصنع في المغرب.

زيت التين الشوكي… إكسير الشباب الجديد

«إكسير الشباب، زيت الجمال، التفاح الذهبي والذهب الأخضر»، كلها أسماء تطلق على زيت الصبار أو التين الشوكي الذي أحدث ثورة في عالم العناية بالبشرة.

وبينما كان المغرب مصدرا لزيت أرغان النادر الذي دخل في الكثير من منتجات التجميل والعناية بالبشرة، بدأ زيت بدور التين الشوكي ينافسه أهمية ومكانة. فقد تم اكتشاف أنه يتمتع بخصائص كثيرة، منها أنها مضاد للتجاعيد وغني بفيتامين «إي» المركز بنسبة أكبر من جميع الزيوت الأخرى. وزاد من أهميته ثمنه، الذي قد يصل إلى أكثر من ألف دولار للتر الواحد، إذ يلزم حوالي طن من فاكهة التين الشوكي من أجل استخراج لتر واحد من الزيت النقي.

ولا شك أن شهرة زيت الصبار أثرت بشكل إيجابي على إنتاجه في المغرب. فبعد أن كان مجرد فاكهة صيفية يتناولها المغاربة لمواجهة حر الصيف، أو يستخدمون بقاياها كعلف للماشية، أصبح عبارة عن صناعة تدر أموالا على الاقتصاد المحلي، ومصدر دخل للنساء بفضل تعاونيات انتشرت في كل المناطق التي تنتج فيها هذه الفاكهة، ويتركز معظمها في المناطق الجافة.

حاليا يُستخدم زيت التين في أكثر من أربعين مستحضرا تجميليا لتنقية البشرة، فيما تستخدم أوراقه في صناعة المساحيق والصابون والخل بنكهة زهور التين الشوكي.

فهو غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية التي تتغلغل في البشرة وتُغذيها من الداخل. يساعد أيضا على التخلص من الشوائب والتئام الجروح بحيث يقلل من آثار الندوب والبثور. ويملك زيت الصبار رائحة تشبه زيت أرغان لكنه أقل دهنية، مما يسهل اختراقه للبشرة ويناسب جميع أنواع البشرة بغض النظر عن عمرها.

ومن خصائصه أيضا قدرته على علاج شيخوخة البشرة، لأنه يعزز الخلايا ويجددها، كما يوفر الحماية ضد العوامل الخارجية التي تتعرض لها البشرة يوميا. ولا تقتصر مزاياه على البشرة، بل تشمل أيضا الشعر والأظافر، كما يوضح محسن فتحي نائب رئيس تعاونية ندى النسوية لإنتاج زيت التين الشوكي ومنتجات الصبار الجمالية والصحية بمنطقة ولاد فرج بالجديدة (وسط المغرب)، قائلا: «إن الطلب على زيت التين الشوكي زاد من خارج المغرب، خاصة من دول آسيا وأميركا، إذ إن الصين واليابان من أكثر الدول طلبا له، تليهما أميركا وأوروبا. الشرق الأوسط أيضا بدأ يطلبه خاصة دولة الإمارات في الآونة الأخيرة، فيما لا يزال الطلب عليه في الداخل أقل».

وأضاف فتحي أن الطلب عليه يأتي من طرف شركات تعمل على إعادة تغليفه لتبيعه كمادة خام لاستعمالات جمالية، بينما هناك أيضا المختبرات الطبية التي تُدخله في إنتاج مستحضرات تجميل أو أدوية.

من جهتها أكدت زهرة بودبايز رئيسة تعاونية أكناري بمنطقة سيدي إيفني التي تنتج أفضل أنواع التين الشوكي في المغرب، أن التعاونية كانت من بين الأوائل التي انتبهت إلى أهمية هذا النوع من الزيوت، حيت تأسست عام 2001، وأكدت أن معظم الطلب على زيت التين الشوكي يأتي من دول أوروبا مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا لأغراض جمالية بالدرجة الأولى ثم لأغراض صحية ثانيا. وأضافت أن المنافسة كبيرة بين التعاونيات لتصديره أو تسويق منتجاتها منه خارج المغرب.

وتخضع عملية استخراج الزيت لعدة مراحل، أولاها، مرحلة القطاف التي يتشارك فيها النساء والرجال، ثم تليها عملية التخلص من الشوك. بعدها تعمل النساء على إزالة القشور واستخراج اللب، قبل أن يتم فرز البذور وإعادة غسلها. بعد تجفيفها جيدا، توضع في آلات متطورة لاستخراج الزيت منها وتحويل الباقي لعلف الأغنام في حين تحول باقي الفاكهة إلى مربى وأدوية وغيرها.

ويتطلب اللتر الواحد من زيت التين الشوكي ما بين أربعين وخمسين كيلوغراما من الفاكهة. ويصل سعره فور إنتاجه بالمغرب ما بين 350 و400 دولار وبعد تصديره وإعادة تغليفه بالإضافة إلى تكاليف النقل يصل سعره إلى أكثر من ألف دولار في الخارج.

المصادر : مواقع عربية

Exit mobile version