يوجد الكثير من هذه الألغاز على الأرض التي لم يتم الكشف عن حقيقتها، تم نشر صورة من خرائط جوجل تظهر ما يبدو أنه حفرة سوداء في وسط المحيط الهادئ.
وصورة هذا الثقب الأسود التي تم التقاطها من الأقمار الصناعية سرعان ما انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الناس، والكثيرون بدأوا يتخيلون ما هي هذه الحفرة الغامضة.
بدأت القصة حين كان أحد مستخدمي الإنترنت يستخدم خرائط غوغل لاستكشاف المحيط، عندما صادف هذه البقعة المظلمة للغاية ذات الشكل المستطيل والحادة ولم يتمكن من معرفة ما هي، فقام بمشاركة لقطة شاشة لها على موقع ريديت، وسأل مستخدمي الشبكة الاجتماعية وطلب المساعدة لفهم ما هي.
فافترض البعض أنها بوابة لبعدٍ آخر، في حين اقترح آخرون أن غوغل قامت بطمس معالم الصورة لأسباب غامضة. فشركة غوغل تقوم بطمس بعض المعالم على الخرائط لأسباب أمنية، مثل المواقع العسكرية.
والحقيقة أنها ليست من الفرضيات السابقة، وإنما هي جزيرة “فوستوك” تقع في المحيط الهادي الأوسط الاستوائي، في المنطقة بين أستراليا والساحل الغربي للولايات المتحدة وتنتمي إلى جمهورية كيريباتي، التي هي عبارة عن “أرخبيل” (مجموعة متقاربة من الجزر).
وهي جزيرة مرجانية غير مأهولة في قلب المحيط الهادئ، وبسبب كونها منطقة نائية وبعيدة وغير مأهولة بالسكان، من المحتمل أن الأقمار الصناعية قد قدمت صورة غير دقيقة وواضحة للجزيرة.
هذه الجزيرة هي منطقة مغطاة بالأشجار والنباتات الكثيفة، وربما تظهر هذه الأشجار والنباتات داكنة اللون للغاية من الأعلى، لكن بالتأكيد ليست لدرجة ظهورها كبقعة سوداء كما هو الحال في خرائط غوغل.
ويبلغ طول جزيرة “فوستوك” نحو 700 متر وعرضها نحو 600 وترتفع عن سطح البحر بما لا يزيد عن خمسة أمتار.
يقول موقع ” hmongwiki.de” الألماني إن الجزيرة شوهدت لأول مرة من جانب المكتشف الروسي فابيان غوتليب بلينغهاوزن عام 1820. وقد أطلق عليها بلينغهاوزن اسم “فوستوك” نسبة إلى سفينته التي تحمل نفس الاسم، والذي يعني “الشرق” باللغة الروسية.
في الواقع توضح مصادر أخرى أن فابيان غوتليب بلينغهاوزن هو بحار من “ألمان البلطيق”، وهي أقلية تتحدث اللغة الألمانية، كانت تقطن منطقةً تتبع الآن إستونيا وليتوانيا، وكان للنبلاء من تلك الأقلية تأثير كبير في تاريخ روسيا. وعمل بلينغهاوزن في خدمة البحرية الروسية القيصرية وترقى بها حتى وصل إلى رتبة أدميرال.
وتقول بيلد إن جزيرة “فوستوك” غير مأهولة بالبشر ولذلك فإن نباتات وحيوانات الجزيرة لم تتعرض لمضايقات الإنسان، وتضيف أن النباتات نمت بكثافة كبيرة على أرض الجزيرة عبر قرون طويلة بحيث لا يمكن الآن سوى رؤية بقعة سوداء من أعلى، من خلال صور القمر الصناعي.