سياسة

أمريكا تفجر مفاجئة ستغير موازين القوى العالمية “سبقت الصين وروسيا”.. واشنطن تختبر بنجاح صاروخاً أسرع من الصوت

أعلن الجيش الأمريكي الثلاثاء أنّه اختبر بنجاح، للمرة الثانية، صاروخاً أسرع من الصوت، في تجربة تسعى من خلالها الولايات المتّحدة إلى اللحاق بركب الصين وروسيا اللتين سبقتاها في مجال تطوير هذا النوع من الصواريخ.

وقالت “وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدّمة” (داربا)، الذراع العلمية للجيش الأمريكي، في بيان إنّ الصاروخ أطلق من طائرة أثناء تحليقها قطع مسافة تزيد عن 300 ميل بحري (550 كلم) بسرعة بلغت خمسة أضعاف سرعة الصوت (6100 كلم/ساعة على الأقلّ) ووصل إلى ارتفاع يناهز 20 ألف متر.

وهذه ثاني تجربة يجريها الجيش الأمريكي على صاروخ “هاوك” (HAWC) الذي يعمل بالدفع الهوائي، أي أنّه يستخدم الأوكسجين الموجود في الغلاف الجوي لتعزيز عملية احتراق الوقود.

وبحسب داربا فإنّ التجربة السابقة التي أجريت في أيلول/سبتمبر جرت على نفس هذا النوع من الصواريخ لكنّ عملية إطلاقه تمّت يومها بواسطة قاذفة من نوع مختلف.

ووفقاً لشبكة “سي إن إن” فإنّ التجربة أجريت في منتصف آذار/مارس لكنّ واشنطن أبقتتها طيّ الكتمان تجنّباً لأيّ تصعيد بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

وفي معرض تعليقه على عملية الإطلاق قال أندرو نويدلر مدير برنامج هاوك إنّ “هذه التجربة على صاروخ هاوك من شركة لوكهيد مارتن برهنت عن نجاح طراز ثان من شأنه أن يتيح لمقاتلينا اختيار السلاح الأفضل لفرض سيطرتهم على ساحة المعركة”.

وبالإضافة إلى صواريخ هاوك يطوّر البنتاغون أيضاً طائرة شراعية فرط صوتية أطلق عليها اسم “آرو” (السهم)، لكنّ أول اختبار لهذه الطائرة جرى في نيسان/أبريل 2020 مُني بالفشل.

سرعات عالية وارتفاعات منخفضة

والصواريخ الأسرع من الصوت مصمّمة للتحليق بسرعات عالية وعلى ارتفاعات منخفضة ويمكنها أيضاً أن تغيّر اتجاهها في أثناء الرحلة، الأمر الذي يجعل عملية اعتراضها أكثر صعوبة بالمقارنة مع الصواريخ التقليدية أو حتى البالستية التي تتبع مساراً خطّياً يمكن توقّعه وبالتالي اعتراضها بسهولة أكبر.

وفي آب/أغسطس اختبرت الصين صاروخاً أسرع من الصوت دار دورة كاملة حول الأرض في المدار قبل أن يسقط على هدفه الذي لم يخطئه سوى ببضعة كيلومترات.

وأكّدت موسكو الشهر الماضي أنّ قواتها استخدمت في أوكرانيا صاروخين أسرع من الصوت، استهدف الأول مستودعاً للوقود في جنوب هذا البلد والثاني مخزناً للصواريخ والذخيرة يقع تحت الأرض بالقرب من إيفانو فرانكيفسك في غرب أوكرانيا.

وتُعتبر روسيا أكثر دولة متقدّمة في مجال تطوير الصواريخ الأسرع من الصوت، تليها الصين التي تطوّر هذه التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، بحسب خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي.

وبحسب المصدر نفسه فإنّ فرنسا وألمانيا وأستراليا والهند واليابان تعمل على تطوير أسلحة أسرع من الصوت، في حين تجري ايران وإسرائيل وكوريا الجنوبية أبحاثاً أساسية حول هذه التكنولوجيا.

بعد إطلاقها في أوكرانيا.. تعرف على قدرات الصواريخ “فوق الصوتية”

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ “فوق صوتي” في أوكرانيا من أجواء شبه جزيرة القرم، مستهدفاً مستودعاً للوقود في مدينة ميكولاييف الأوكرانية، وهذه هي المرة الثانية التي تستعمل فيها روسيا صاروخاً أسرع من الصوت في الحرب على أوكرانيا بعدما استهدفت ما قالت إنه مستودع للذخيرة بصاروخ كينجال، السبت الماضي.

وفيما يعتبر محللون أن هذا يشكل تطوراً في الحرب على أوكرانيا، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن الاثنين، صحة ما أعلنته الروسية خلال لقاء مع مدراء تنفيذيين لشركات أميركية، بعدما قلل خبراء أسلحة أميركيون وبريطانيون من قدرات روسيا الصاروخية الأسرع من الصوت والدرجة التي قد تغير بها تلك الأسلحة مسار المعركة على الأرض.

ما هي هذه الصواريخ؟

تحلق الصواريخ الأسرع من الصوت بسرعة 5 ماخ وهو ما يعني أنها تحلق بسرعة تفوق سرعة الصورة بـ5 أضعاف.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن الصواريخ الأسرع من الصوت تقسم إلى نوعين: صواريخ كروز “فوق صوتية” مدعومة بمحركات عالية السرعة scramjets، ومركبات “فوق صوتية” انزلاقية، ويتم إطلاقها من صاروخ ولكنها تنزلق إلى أهدافها.

ويعد صاروخ “كينجال” الذي تطلق عليه روسيا اسم الخنجر، وهو صاروخ باليستي يطلق من الجو ولديه القدرة على المناورة، نسخة معدلة من الصاروخ الروسي، إسكندر.

واستخدمت روسيا الصاروخ “إسكندر” في الحرب في أوكرانيا عدة مرات ولكنه صاروخ يطلق من مركبات أرضية وليس من الجو بحسب توم كاراكاو، مدير مشروع الصواريخ الدفاعية بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن.

وقال كاركاو، إن هناك أنواعاً أخرى من الصواريخ تدخل الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، لكن المقصود بالصواريخ “فوق الصوتية”، هو أنها صواريخ قادرة على التحليق لفترة طويلة بسرعات تفوق سرعة الصوت.

ويمكن لكينجال وإسكندر التحليق في مسارات منخفضة وهما قادران على المناورة، وهو ما يجعل من الصعب معرفة إلى أين يتجه الصاروخ وما الهدف والمسار الذي يتخذه، وهو ما يقود إلى تعقيد مهمة الدفاعات الجوية.

ما الذي يميز صاروخ كينجال؟

بحسب الإعلانات الروسية فإن كينجال يمكنه الوصول إلى سرعة 10 ماخ، أي أسرع من الصوت بعشر مرات.

وبحسب تقرير استخباراتي أميركي أفرج عنه في 17 مارس عبر تقرير لخدمة أبحاث الكونجرس، فإن روسيا أجرت اختباراً للصاروخ في يوليو 2018 من مقاتلة ميج-31 معدلة ووصل إلى هدفه المراد على بعد 500 ميل.

ويشير تقرير الكونجرس إلى أن صاروخ كينجال يمكنه في النهاية حمل رأس نووية وهو قادر على ضرب أهداف أرضية وبحرية، ولكن التقرير حذر من أن الاستخبارات الأميركية لم تتحقق من قدرات الصاروخ المعلن عنها وأن المحللين متشككون في تلك الإعلانات.

ولكن التقرير أشار أيضاً إلى أن الصاروخ مصمم لتفادي الدفاعات المعقدة.

“قابلة للهزيمة”

وكشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن كينجال في حفل قومي متلفز قبيل الانتخابات الرئاسية في 2018. واعتبر بوتين حينها أن موسكو هي الأولى في العالم في مجال الصواريخ الأسرع من الصوت، التي يصعب تعقّبها واعتراضها، بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.

وقللت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” حينها من خطاب بوتين، قائلة إن التقييمات الأميركية أخذت في اعتبارها بالفعل القدرات التسليحية الروسية.

وقال كراكاو إنه “تصور خاطئ للغاية أن هذه الأشياء لا يمكن هزيمتها ولا يمكن الدفاع ضدها”، مضيفاً “في النهاية هي مجرد صواريخ”.

ما هي الدول التي تملك تلك الصواريخ؟

تتسابق الولايات المتحدة وروسيا والصين، بشكل متسارع لتطوير صواريخ فوق الصوتية وهي تملك أكثر برامج الأسلحة تقدماً في هذا المجال، ولكن دولاً أخرى تطور برامجها الخاصة ومنها اليابان وألمانيا والهند وأستراليا بحسب تقرير الكونجرس.

وتسعى روسيا وراء تطوير أسلحة أسرع من الصوت منذ ثمانينات القرن الماضي، ولكنها سرعت من وتيرة جهودها رداً على الانسحاب الأميركي من معاهدة الحد من الأسلحة الباليستية في 2002 وكذلك نشر الولايات المتحدة لدفاعات صاروخية في أوروبا والأراضي الأميركية خارج البر الرئيسي.

وبخلاف صاروخ كينجال فإن روسيا تعمل عل تطوير برنامجين آخرين للأسلحة”فوق الصوتية” وهما صاروخ تسيركون (زيركون) وصاروخ أفانجارد.

واشنطن تسعى للحاق بموسكو

وتقوم الولايات المتحدة بأبحاثها في هذا المجال منذ أوائل القرن الحالي وهي تطورها بالتعاون مع القوات البحرية والجوية وكذلك الجيش ووكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتطورة.

وأعلنت البحرية الأميركية الاثنين الماضي، استعدادها لنشر أول صاروخ أسرع من الصوت، أواخر العام المقبل، بعد تخلّف الولايات المتحدة عن روسيا في تطوير أسلحة مشابهة.

كما أعلن البنتاجون في نوفمبر الماضي، توقيع عقود مع شركات الصناعات العسكرية الأميركية “رايثيون” و”لوكهيد مارتن” و”نورثروب غرومان” بقيمة 60 مليون دولار، من أجل تطوير نظام صاروخي بإمكانه مساعدة الولايات المتحدة في مواجهة الصواريخ فوق الصوتية.

عراقيل تواجه البنتاجون

لكن تقرير أعدّته وزارة الدفاع الأميركية ونشر في فبراير الماضي، كشف أن واشنطن تواجه عراقيل في تنفيذ اختبارات لصواريخ أسرع من الصوت، بحسب وكالة “بلومبرغ”.

وأبرز التقرير افتقار البنتاجون إلى مساحات واسعة مفتوحة في نطاقات اختباراتها الصاروخية، لإجراء تقييم شامل لأسلحة جديدة أسرع من الصوت، في إطار جهود الولايات المتحدة لتطوير أسلحة الجيل التالي. “كما أن الوزارة تفتقر إلى القدرات الأساسية لتنفيذ اختبارات مناسبة للتهديد الذي تشكّله الصواريخ التي تطوّرها الصين وروسيا”، حسبما ورد في التقرير.

عقبة صينية

وتواجه الولايات المتحدة تقدماً صينياً في المجال نفسه أثار انزعاجها بشدة، إذ كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في نوفمبر، أن الولايات المتحدة تجهل كيفية تطويع الصين لقيود الفيزياء، في اختبار أجرته لأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، في يوليو الماضي 2021، وأقلق واشنطن بشأن القدرات العسكرية المتقدّمة لبكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” فوجئوا بهذا التقدّم، الذي أتاح لمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي مركبة فضائية قادرة على المناورة ويمكنها حمل رأس حربي نووي، إطلاق صاروخ منفصل، بسرعة تزيد على 5 أضعاف سرعة الصوت، خلال منتصف العملية في الغلاف الجوي فوق بحر الصين الجنوبي، وهذه قدرة لم تظهرها دولة سابقاً.

وتابعت أن خبراء في وكالة مشروعات البحوث الدفاعية المتقدّمة (داربا)، التابعة للبنتاجون، يجهلون كيفية تطويع الصين قيود الفيزياء، من خلال إطلاق ما سمّته “إجراءات مضادة” من مركبة تسير بسرعة تفوق سرعة الصوت.

ويدرس خبراء عسكريون البيانات المتعلّقة بهذا الاختبار، لفهم كيفية إتقان الصين لهذه التكنولوجيا. كما أنهم يناقشون الغرض من الصاروخ، الذي أطلقته مركبة تفوق سرعتها سرعة الصوت، دون هدف واضح خاص بها، قبل أن تسقط في الماء.

انتكاسة في برنامج “البنتاجون” لتطوير أسلحة أسرع من الصوت

نقلت وكالة رويترز عن مصادر، لم تكشف هويتها، أن برامج وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” لتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت تعرّضت لانتكاسة، الخميس، بعد فشل أحد الصواريخ الدافعة التي كانت تحمل سلاحاً أسرع من الصوت في الانطلاق.

وقال شخصان مطلعان على نتيجة التجربة، إن الاختبار كان يهدف إلى التحقق من سلامة جوانب إحدى المركبات الانزلاقية قيد التطوير التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

ويتم إطلاق المركبات الانزلاقية التي تفوق سرعة الصوت من صاروخ يشق طريقه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، قبل الانزلاق إلى هدف بسرعات تزيد 5 أضعاف عن سرعة الصوت، أو نحو 6200 كيلومتر في الساعة.

وفي سلسلة منفصلة من التجارب أجريت الأربعاء، اختبرت البحرية والجيش الأميركيان نماذج أولية لمكوّنات أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. وقال البنتاجون في بيان، إن هذه الاختبارات “استعرضت (بنجاح) التقنيات والقدرات والأنظمة الأولية المتطورة لأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في بيئة عمل واقعية”.

وتسارع الولايات المتحدة وخصومها حول العالم الخطى لإنتاج أسلحة تفوق سرعة الصوت، والتي تُشكل الجيل القادم من أسلحة تهدف إلى حرمان الخصوم من الوقت المتاح للاستجابة وآليات الحرب التقليدية.

وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن قلقه، الأربعاء، بشأن امتلاك الصين صواريخ تفوق سرعة الصوت، وذلك بعد أيام من نشر تقرير إخباري عن اختبار بكين لسلاح انزلاقي أسرع من الصوت قادر على حمل سلاح نووي.

وتعمل شركات مثل “لوكهيد مارتن” و”رايثيون تكنولوجيز” على تطوير قدرة الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لصالح الولايات المتحدة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أعلنت، الخميس، أن البحرية والجيش اختبرا نماذج أولية لمكوّنات أسلحة تفوق سرعة الصوت في وقت سابق، الأربعاء، في حين وصفتها بأنها “تجارب ناجحة”.

وأضافت الوزارة في بيان أوردته وكالة رويترز: “هذه الاختبارات أظهرت تقنيات وقدرات وأنظمة أولية تفوق سرعة الصوت متقدمة في بيئة تشغيل واقعية، وستُجري البحرية والجيش تجربة طيران للصاروخ الشائع الأسرع من الصوت في عام 2022”.

ولفت البيان إلى أن مختبر “سانديا الوطني” أجرى الاختبارات من مرفق الطيران التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” في ولاية فرجينيا، والتي ستساعد بدورها في “متابعة تطوير سلاح CPS السريع التقليدي التابع للبحرية، إضافة إلى سلاح LRHW الهجومي الذي تفوق سرعته الصوت،الذي يعد طويل المدى، وهو تابع للجيش”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن الصين اختبرت في أغسطس الماضي صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت، ويستطيع حمل رؤوس نووية، مشيرة في تقرير نشرته، السبت، إلى أن هذا الصاروخ المتطور يُعد مؤشراً على قدرة فضائية متقدمة فاجأت الاستخبارات الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن 5 أشخاص مطلعين على الاختبار قولهم إن الجيش الصيني أطلق صاروخاً يحمل مركبة انزلاقية حلّقت عبر فضاء مدار منخفض قبل أن تنطلق نحو هدفها، ولكن الصاروخ وفق 3 مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية أخطأ هدفه بنحو 20 ميلاً.

وقال اثنان من المصادر إن الاختبار أظهر أن الصين أحرزت تقدماً مذهلاً في الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لافتين إلى أنه أكثر تقدماً بكثير مما أدركه المسؤولون الأميركيون.

المصادر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى