وافق شن طبقة، هذا المثل الشعبي يعتبر من أشهر الأمثال العربية قديمًا ومازال يقوله الناس حتى وقتنا هذا، حيث أن الامثال الشعبية تحمل الكثير من المعاني والالغاز التي قد يجهلها البعض
نجد أن البعض يدرك معنى وأصل هذا المثل، والبعض الآخر يردد هذا المثل دون معرفة أصله، ففي هذا المقال نحاول جاهدين معرفة قصة مثل وافق شن طبقة
ينتمي هذا المثل الشعبي للعصور القديمة، ويقال هذا المثل وافق شن طبقة عند اتفاق شخصين على نفس الرأي والتفكير بصفة عامة، وبصفة خاصة عند حدوث توافق، وتفاهم بين الزوجين في المشاعر، والآراء
فهو من الأمثال القديمة التي قد يجهلها الكثير، ولكن بالتعمق في معناها نجد أنها تحمل الكثير من المعاني بين طياتها، فهو مثل يحمل معاني يجب الأخذ بها وتطبيقها في حياتنا
ويوجد لهذا المثل قصة معروفة، ومشهورة بين الناس، فمن خلالها يمكنك معرفة ما هو المغزى، والمعنى من مثل وافق شن طبقة
قصة المثل
كان هناك رجل يدعى شن وهو من كبار عقلاء العرب، وكان يريد أن يتزوج من امرأة مثله تماماً في التفكير، والآراء، والمشاعر، فظل هذا الرجل يسافر من بلد لبلد، ومن قرية لقرية، رغبة منه في إيجاد هذه المرأة التي يبحث عنها
وفي أثناء رحلته للبحث تعرف على رجل وساروا سويا في طريقهم للقرية، فكان شن يسأل هذا الرجل أسئلة غير مفهومة مثل أتحملني أم أحملك
فاستغرب الرجل من سؤال شن واستهزاء به وقال له كيف يحمل الراكب الراكب، وظلوا في طريقهم حتى وصلوا للقرية التي يريدونها، فوجد شن زرع محصود فسأل شن هذا الرجل هل يصح أن أكل من هذا الزرع أم لا
استغرب الرجل مرة أخرى من أسئلة شن، وأجاب عليه هل من أحد يجد زرع محصود ويسأل أكل أم لا، فسكت شن
ثم وجد جنازة وهم في طريقهم للبيت فسأل شن هذا الرجل ياترى هذا الرجل حيا أم ميتاً، فنظر الرجل لشن ولم ينطق من شدة استغرابه حتى ظن هذا الرجل أن شن شخص غير سوى، وجاهل من خلال الأسئلة الغريبة
وكان الرجل يريد أخذ شن إلى بيته ليكرمه في بيته، وكان عند هذا الرجل ابنة فعندما دخل البيت تحدث الرجل مع أبنته وقال لها أسئلة شن الغريبة ويروي لها ماحدث في الطريق
ردت علية أبنته وقالت له شن ليس جاهل وأن لكل سؤال سأله تفسير ومعنى أخر، فسؤال أتحملني أم أحملك، هنا كان يقصد أتحدثني أم أحدثك ونحن في طريقنا حتى لا نشعر بالملل
أما عن سؤال عن الزرع المحصود أأكل أم لا، فهنا يقصد أن أصحاب هذا الزرع استطاعوا بيعه وشراء الأكل من ثمنه أم لا، وهكذا سؤاله عن الجنازة والمتوفي فكان يقصد هل ترك هذا المتوفي ولداً أم لا
وعندما أدرك الرجل المعنى والمغزى الحقيقي من أسئلة شن خرج ليجيب عليها، فأدرك شن أن هذه الإجابات ليست إجاباته
فسأله من أين هذا الكلام فقال له الرجل من ابنتي وكانت تدعى طبقة وهي امرأة عاقلة، وذكية، فمن هنا شعر شن أنه وجد المرأة التي يريد أن يتزوجها
وهنا طلب شن يديها من والدها، ووافق والدها على الفور عندما علم بمدى ذكاء شن، وقال هذا المثل وافق شن طبقة، وذكرت هذه القصة في كتاب مجمع الأمثال للميداني
قصة أخرى
ويقول البعض قصة أخرى وهي أن طبقة تعتبر قبيلة من إياد كانت لا يحبها أحد، شنت هجوم على قبيلة تسمى شن، ففي نهاية المعركة حدث توافق بينهم فقالوا هذا المثل وافق شن طبقة، في معناه المتفقين في الشدة والحرب، ولكن هذه القصة ضعيفة لا يستند لها الكثير
ويوجد رأي أخر لأحد العلماء قديما وهو أن كان يوجد قوم لديهم وعاء من أدم فشن هذا الوعاء، فأعدوا له طبق فوقه، وجاء المثل من هنا وافق شن طبقة
لكل كلمة في هذا المثل مغزى ومعنى سوف نوضحه لكم في السطور التالية، فكلمة وافق: تأتي من كلمة الموافقة وتعني الاتفاق وعدم الاختلاف
وكلمة شن، معناها في اللغة العربية كل شيء مصنوع من جلد، كل أنية خلقة بالية، وكلمة طبقة: تعني في اللغة العربية الشيء الذي يغطى به الأطباق، ويقصد به الزواج وهو الجمع بين الرجل والمرأة
قد استخدم هذا المثل بشكل كبير في كثير من أحاديث الناس مع بعضهم البعض سواء قديما أو حديثا، وأستخدمه أيضًا عدد من الشعراء في أبيات شعرهم
أهم ما يميز قصة وافق شن طبقة هو بحث شن عن شريكة حياته بطريقة عقلانية، وكان أهم ما يبحث عنه، هو التوافق، والتفاهم بينهم، لأن التفاهم يخلق حوار بين الطرفين، ويستطيع كل من الطرفين استماع لرأي الآخر، والأتفاق على هدف واحد مشترك
فهي قصة مميزة، وجميلة توضح لنا مدى ذكاء، وفطنة العرب في العصور القديمة، وهناك أمثلة لها نفس معنى مثل وافق شن طبقة
يوجد مثل مصري شعبي قديم يحمل نفس معنى مثل وافق شن طبقة، وهو {الطيور على اشكالها تقع}، فهنا نجد معنى المثلين متقارب إلى حد كبير، والمعنى المقصود هو أن كل أثنين متشابهين في الطباع، والآراء يجدوا بينهم تفاهم، وانسجام، وسهولة في التعامل فيما بينهم، وينطبق هذان المثلان بشكل كبير على المحبين، والمتزوجين