رغم التطور اللغوي عبر العصور والأزمنة، وانتقال الإنسان من عصر إلى عصر، ومن حديث لأحدث، ومع ذلك كله تبقى الأمثال الشعبية والفصيحة مع الإنسان وتستمر، فنجدها رفيقة المواقف والأحداث، تصوّرها وتصفها وصفًا دقيقًا
وهي الأمثال نفسها التي استخدمها الآباء والأجداد، دون تطور أو تقدم، إنما تُعدّ عند الكثيرين مرآة للحكمة وملاذًا يلجأ إليه المرء عند الحاجة، فإما أن يكون استخدامها للاتعاظ بها، أو لتوجية النصح للآخرين، وأما المثل الذي نحن بصدد التعرّف عليه فهو: “زامر الحيّ لا يطرب”، وبالطبع سنتعرف سويًّا إلى قصة ظهوره، كما سنستوضح المواقف التي يُضرب ويُقال فيها
نسمع قصصًا كثيرة عن رجال ونساء خرجوا من موطنهم بعد ما وجدوا الصدود والجفاء وعدم الاكتراث، بل قد يصل الأمر إلى الاستهزاء بهم وبأفكارهم، والانتقاص من قدراتهم وأعمالهم
وقد ظهر ذلك جليًا في بلدان شمخ بها علماء وأدباء كثر، ولكن لم يظهروا ولم يلمعوا إلا عندما هاجروا من بلدانهم، خاصة في لبنان ومصر والعراق وسورية، وبعض إضاءات من بقية الدول العربية
هذه الحالة في إعتقادي ليس لها حل وستظل موجودة دائماً وأبداً، لأننا لا شعورياً نمل من كل شيء نحصل عليه، مهما كنا متشوقين له في البداية، لابد وأن يأتي يوم ونمل منه وننظر إلى غيره في شوق وإعجاب
ونستطيع ان نطبق هذا المثل على حياتنا في أمثله كثيرة، الرجل مثلاً يرى أن زوجته والتي هي ملكة وحلاله بعد فتره من الزواج لم تعد تطربه وأن غيرها من النساء أفضل منها
وبرغم أن هذا الكلام قد يكون غير صحيح، ولفهم سبب هذا الفتور نرجع للمثل الشهير مزمار الحي لا يطرب لأن زوجته متاحة له ويستطيع الحصول عليها في أي وقت فقدت بريقها وأصبح غيرها أكثر إغراء
يضرب مثل زامر الحي عادة للدلالة على عدم تقدير الأقربين لإنجازات الفرد أو مواهبه، إذ يحتاج إلى عين غريبة تدل عليه وتميّزه. ولكن ما القصة وراء هذا المثل
يعود المثل إلى شاب فقير تميز بإبداعه في العزف على نايه وهو يرعى الغنم على تخوم قريته، ولكن بعد أن اعتاد أهل القرية على ألحان الشاب الجميلة، قل اهتمامهم بعزفه، ولم يلتفتوا إلى إبداعه
إلى أن مرّ عليه أحد الرحالة فانتبه لعزفه، وتحير من جمال ألحانه، فعرض على هذا الشاب الرحيل معه، على أن يعطيه ألف درهم كل شهر؛ فوافق الشاب بلا تردد، وانتقل مع الرحالة من غير وداع أهل القرية
وصار يعزف في القرى البعيدة، فذاع صيته وسبقه، وأصبح الناس يأتون من كل مكان يستمعون إليه حتى أضحى الراعي الشاب عازفا شهيرا
وتمنى الشاب في يوم من الأيام أن يعود إلى أهل قريته وحيّه، ليروا ما آل إليه حاله، وكان يحدوه أمل أنهم باتوا يقدرون موهبته وجمال ألحانه، فنصحه الرحالة بألا يفعل، لكن الشاب أصر على الذهاب إذ غلبه الشوق لأهله وعشيرته. فعاد إلى القرية بأبهى حلله، فلم يعرفوه
فلما اجتمعوا حوله، أخرج نايه وعزف مغمض العينين. فطرقت آذانهم ألحان ألفوها منذ زمن، فعرفوه. وحينما أنهى الشاب عزفه لم يسمع التصفيق الذي اعتاد عليه في الأماكن الأخرى، ففتح عينيه ووجد رفيقه الرحالة ورجلا كبيرا في السن واقفين وحدهما، بينما انفض القوم كلهم. فأما الرحالة، فقال للشاب: “زامر الحي لا يطرب”
وأما الشيخ فقال: “أخطأت إذ أتيت، وأخطأت إذ تدنيت، وأخطأت إذ تمنيت”؛ أما الأولى فقد أخطأت إذ أتيت من أرض أنت ناجح فيها إلى أرض قد طردت منها، فليس بعد الزيادة إلا نقصان
وأما الثانية فإنك أخطأت إذ تدنيت بأن سمحت لهذا الرحالة بأن يجعل لك ألف درهم فقط، وهو يتكسب منك ألف دينار. وأما الثالثة فأخطأت إذ تمنيت أن يكرمك أهل هذه القرية بعد أن وجدت الخير في غيرهم
إقرأ أيضاَ: الفرعون المصري.. كم تبلغ ثروة اللاعب الدولي المصري محمد صلاح في عام 2021؟
استطاع المصري محمد صلاح نجم ليفربول صناعة تاريخ كبير سيظل محفورا لسنوات في مسيرته الاحترافية.
ومنذ عام 2012، ومحمد صلاح يتألق بين الملاعب الأوروبية حيث بدأ مشواره في سويسرا مع بازل مرورا بفرق تشيلسي وفيورنتينا وروما، وصولا إلى ليفربول.
وحقق صلاح العديد من الأرقام الاستثنائية والبطولات المختلفة، لكن صحيفة “ميرور” البريطانية قررت تسليط الضوء على جانب آخر من حياة صلاح يتعلق بثروته المالية.
وكشفت الصحيفة البريطانية في تقريرها أن ثروة الدولي المصري ونجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح تبلغ في الوقت الحالي 90 مليون دولار أمريكي، ما يعادل 66.9 مليون جنيه إسترليني.
وذكرت الصحيفة أن صلاح البالغ 29 عاما أصبح خامس أعلى لاعبي كرة القدم أجرا في العالم، براتب سنوي يبلغ 10.4 مليون إسترليني، ويصل إلى 18.3 مليونا مع المكافآت والحوافز الأخرى، بالإضافة لحصوله على 11.7 مليون إسترليني من عقود الرعاية.
ويتضمن عقد صلاح الحالي مع ليفربول الذي وقعه في 2018 وينتهي في 2023، حصوله على راتب سنوي 10.4 مليون إسترليني، ما يعادل 200 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع.
كما يرتبط صلاح بعقود رعاية مع شركات “أديداس” الألمانية للمعدات والمنتجات الرياضية وشركة المشروبات الغازية العالمية “بيبسي” وشركة الاتصالات العالمية “فودافون” وشركة النقل الأمريكية “أوبر” وشركة الإلكترونيات “أوبو”.
بالإضافة لذلك، يمتلك صلاح 73 مليون متابع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، “إنستغرام” و”تويتر” و”فيسبوك”، وأي منشور له على هذه المواقع يحصل مقابله على أموال.
بدأ صلاح مسيرته مع فريق المقاولون في الدوري المصري الممتاز، وسجل 12 هدفاً في 44 مباراة، لكن من خلال سبعة أهداف في 15 مباراة خلال موسمه الأخير أقنع نادي بازل بالتعاقد معه لمدة أربع سنوات في أبريل/نيسان 2012.
في موسمه الأول في سويسرا، فاز بالدوري السويسري الممتاز ولفت انتباه الكثيرين عندما سجل ضد توتنهام هوتسبير في ربع نهائي الدوري الأوروبي موسم 2012 /2013، قبل أن يسجل ضد تشيلسي في نصف النهائي على ملعب ستامفورد بريدج.