اقتصاد

تم حفر 67 بئرا كشفت 40 منها عن وجود الغاز الطبيعي.. المغرب ينبش باطن الأرض بحثاً عن الثروات الطبيعية

أفادت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، اليوم الأربعاء، بمجلس النواب أنه تم حفر 67 بئرا خلال الفترة الممتدة بين سنة 2000 و2022، كشفت أربعون منها عن وجود كميات من الغاز الطبيعي.

وأوضحت خضرة، في عرض قدمته أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، أن هذه الاستكشافات، رغم صغر حجمها، تتميز بمردودية اقتصادية نظرا لتوفر شبكة الأنابيب الغازية بعين المكان وسوق محلية متمثلة في عدة وحدات صناعية.

وفي سياق ذي صلة، كشفت المسؤولة أن هناك 11 شركة تشتغل في مجال التنقيب عن الهيدروكاربورات في المغرب، موضحة أنها تقوم، بناء على الاتفاقيات المبرمة مع المكتب وضمن برمجة زمنية تمتد لعدة مراحل، بأشغال المسح والتأويل للاهتزازات الثنائية والثلاثية الأبعاد، قصد تثمين الإمكانيات الهيدروكاربوراتية للمناطق التي تشتغل فيها، ثم حفر آبار استكشافية في حالة ما أثبتت الدراسات التقييمية وجود مؤشرات مشجعة.

الهيدروكاربورات

تجهز لنا الطبيعة الهيدروكاربورات على شكلين: (الحمّر، الحرّ)، وهو ذوّاب في أجسام خاصة (أثير، كلوروفورم) والحمر الكموني وهو غير ذواب ولا يُمكن نزعه عن الصخر المرتبط به إلّا عملية التقطير، ويوجد بين الحمّر والحرّ ما هو غير مؤكسد، (الغازات، البترول، الشموع الفلزية أو الأوزوكيريت) والقسم الآخر مؤكسداً، حيث يؤلف الأوكسيبتيوم أو الزفت، أما ما يتعلّق بالحمّر الكموني فإنه يتمثل بالبيروبيتوم أو البيتوم الناري والشيست البيتوميني وغالباً ما تكون هذه الأجسام مجتمعة مع بعضها في الطبيعة.

وبخصوص حصيلة الاستكشافات، أوردت بنخضرة أن شركة “ريبسول” تمكنت من اكتشاف كميات من الغاز بمنطقة الغرب البحري، وبالضبط بساحل العرائش، وهو ما تأكد بواسطة البئر المنجزة من طرف شركة شاريوت أويل نهاية 2021 وبداية 2022.

أما بمنطقة الصويرة البرية، تضيف المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، فقد أنتج هذا الحوض كميات من الغاز والغاز المكثف من طبقات الترياس منذ الثمانينات، والبترول من طبقات الجوراسي منذ السبعينات، بالإضافة إلى استمرار إنتاج الغاز من رخصة الامتياز المسماة مسقالة. كما أسفرت نتائج الآبار الأخيرة عن وجود تراكمات بالترياس والجوراسي سيتم تأكيدها بدراسات تكميلية.

وأشارت بنخضرة إلى أن حوض تندرارة شهد حفر خمس آبار من قبل المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وشركائه “ساوند إينرجي” و”شلومبيرجي” ما بين 2016 و2019، أبان بئران منها عن وجود الغاز الطبيعي، موضحة أنه تم في هذا الصدد إبرام اتفاقية “امتياز استغلال” لتطوير الحقل وتأهيله للإنتاج.

وعلاقة بالمنطقة البحرية لطرفاية أكادير، أوردت المسؤولة أنه تم حفر 7 آبار، ثلاثة منها بالمياه غير العميقة حيث ثبت وجود بترول ثقيل وخفيف نسبيا في اثنين منها بكل من منطقة طرفاية وإيفني البحريتين، في حين تم حفر 4 آبار بالمياه العميقة كشفت 3 منها عن مؤشرات البترول والغاز.

وأعلنت مؤخرا شركة نفطية أخرى، وهي بريداتور أويل آند غاز هولدينغ (الكائن مقرها في مدينة جيرسي بالمملكة المتحدة)، عن أرقام جد مهمة بالنسبة لحوض غرسيف بعد عمليات الحفر في موقعي مو-1 ومو-4. وعكس حوض ليكوس، تتم الأشغال هنا في اليابسة. حيث تحدثت بريداتور عن 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، رغم ذلك يتعلق الأمر مرة أخرى بتقديرات موارد محتملة، وينبغي بالتالي التعامل معها بحذر شديد.

وبالنسبة للمنطقة البحرية لبوجدور، الممتدة على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 200 ألف كلم مربع، أفادت بنخضرة أنها عرفت حفر بئر واحدة من قبل شريكي المكتب “كوسموس” و”كابريكورن” أواخر 2014 وبداية 2015، وأبانت عن اكتشاف للغاز والغاز المكثف، لكن بدون جدوى اقتصادية.

كما أن المكتب سيعمل أيضا على إعداد أطلس حول المؤهلات النفطية للبحر الأطلسي، ووضع نمذجة جيوكيميائية ودراسة Play fairway على مستوى نفس الواجهة البحرية، بالإضافة إلى إعادة معالجة 2600 كلم من الاهتزازات الثنائية الأبعاد بوسائل المكتب، مع تحيين الوثائق المرجعية للملف المقدم من طرف المغرب من أجل تحديد جرفه القاري الأطلسي

Nasser Khatip

محرر مقالات_سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى