في جزيرة (هوكايدو) داخل محمية (شيكوتسو تويا) الوطنية اليابانية، وليس ببعيد عن البركان النشط المسمى (ماونت وسو)؛ هناك قمة بركانية بارتفاع 400 متر تدعى (شوا-شينزان) وهي أصغر جبل في اليابان.
ظهرت هذه القمة في 28 ديسمبر 1943 في حقل لزراعة القمح مصحوبة بهزة أرضية قوية وحمم بركانية حارة، وعندما اخترقت الحمم المنصهرة السطح رفعت الحقل، واستمرت قبة الحمم في الارتفاع على مدار العامين التاليين حتى وصلت إلى ارتفاع 400 متر.
ثار بركان (شوا-شينزان) في وقت كانت اليابان تقاتل فيه الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكان ظهور البركان في وقت كهذا حين كانت فيه البلاد بأسرها في أزمة بمثابة نذير شؤم بالنسبة للسكان المحليين الذين يؤمنون بالخرافات.
حاولت السلطات التكتم، وطلبت من سكان المنطقة إبقاء أمر الجبل سراً، غير أن (ماساو ميماتسو)، وهو مدير مكتب بريد يعيش في الجوار، بدأ في مراقبة وتسجيل تطور البركان، وبسبب المجهود الحربي الياباني لم تكن الأدوات العلمية الأساسية متوفرة، وكان على (ميماتسو) أن يرتجل، فكانت الملاحظات التي دوّنها والرسومات التي خطّها هي السجلات الوحيدة المتاحة للجيولوجيين عن تاريخ تشكل هذا الجبل.
قام (ماساو ميماتسو) بتمديد عدد من خيوط صنارة الصيد أفقياً بين عمودين رأسيين في مكتب البريد، وبقي يلاحظ نمو البركان من خلال هذه الخيوط –التي تعمل كخطوط مرجعية–، ورسم مساقط رأسية لجبل (شوا–شينزان) في أوقات مختلفة من نشأته.
عندما قدّم بياناته ورسوماته إلى مؤتمر البراكين العالمي في (أوسلو) عام 1948؛ أشاد علماء البراكين المحترفين بعمله. يشار إلى أوراقه باسم Mimatsu Diagram وقد حصل بسببها على جائزة (هوكايدو) الثقافية الأولى.
كما اشترى (ميماتسو) كامل الأرض التي ظهر البركان فيها لقاء جميع مدخراته حتى يتمكن من دراسة البركان بشكل أفضل. يقول البعض أن هذا حدث عندما كان البركان لا يزال في طريق النشأة، ويقول آخرون أنه اشترى الأرض بعد أن توقف البركان عن الثوران.
أياً يكن، فقد أصبح (ميماتسو) مالك البركان، وما زال هذا البركان في ملكية خاصة حتى يومنا على الرغم من إعلان الحكومة اليابانية أنه معلم طبيعي لليابان، وهو معلم نادر في أي مكان في العالم.
تم تكريم (ماساو ميماتسو) بإنشاء قاعة (ميماتسو ماساو) التذكارية بالقرب من موقع (شووا-شينزان) مع تمثال برونزي له ينظر عبر معدات المسح.
المصدر: موقع Amusing Planet