كيف تحول “عتال” الميناء إلى ملياردير؟.. تعرف على حكاية وقصة كفاح أثرى أثرياء العرب “محمد الفايد”

طموحه كان باتساع البحر الأبيض المتوسط، فمنذ نعومة أظفاره وهو كان يطل من ميناء الإسكندرية المصري على السفن ويحلم بالسفر والثراء.

ورغم أنه كان من أسرة بسيطة إلا إنه أصبح مليارديرا تقدر ثروته بحسب تقدير فوربس الأمريكية لأثرياء العالم في عام 2022 بأكثر من 1.8 مليار دولار، ويمتلك 4 طائرات خاصة وقلعة اسكتلندية وقصورا عدة في لندن وأوروبا، وأيضًا يختا فاخرا يطلق عليه “سوكار” بلغت قيمته 40 مليون دولار.

من هو محمد الفايد؟

محمد عبدالمنعم الفايد هو ملياردير مصري الجنسية ويعيش في بريطانيا، ولد في 27 يناير/كانون الثاني 1933 (وبعض المصادر تقول إنه ولد عام 1929) ليتخطى عمره الآن تسعين عاما، وتقدر ثروته الحالية بما يزيد على 1.8 مليار دولار، ويعرف بعدائه الشديد للعائلة المالكة في بريطانيا بعد مصرع ابنه “دودي الفايد” في حادث سير بصحبة الأميرة ديانا بنفق جسر ألما يوم 30 أغسطس/آب عام 1997.

ومن المواقف المثيرة للملياردير محمد الفايد، أنه ترشح لرئاسة أسكتلندا معللاً أن أسكتلندا مصرية الأصل، على حد قوله، وأن اسم اسكتلندا مشتق من اسم أميرة فرعونية رحلت إليها في الماضي البعيد.

رحلة كفاح محمد الفايد

بدأ محمد الفايد حياته وهو طفل صغير كعامل (عتال) يحمل الحقائب في ميناء الإسكندرية ولديه بعض الحرف اليدوية الأخرى، وكان عمله المبكر سبباً في جعله يحب العمل الشاق.

وعند أقرب فرصة لاحت أمامه شق الفايد طريقه إلى السعودية للعمل في بيع ماكينات الخياطة، وخلال تلك الفترة استطاع أن يجمع ثروة كبيرة، ولأن قلبه معلق بالبحر وميناء الإسكندرية عاد إلى مسقط رأسه من جديد وأسس شركة شحن.

بدأت تجارة الفايد في التوسع واستطاع أن يشتري سفينتي شحن بضائع كاملتين، تقفان في ميناء الإسكندرية، وتعمل على خط “جينوا – الإسكندرية – بيروت – إسطنبول”.

ورغم النجاحات التي حققتها تجارة محمد الفايد، إلا أن ثورة 1952 كانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها آمال “الفرعون الطموح”، ففي عام 1961 قررت الحكومة المصرية آنذاك تأميم شركة الفايد، ليعود من جديد لنقطة الصفر.

ولم يخسر الفايد جميع ممتلكاته بالكامل، فلحسن حظه كان يملك بعض سفن الشحن التي كانت متوقفة خارج مصر وقتئذ، ولأنه مغامر بطبعه ولا يعرف اليأس طريقا له، قرر الانتقال إلى لندن لبدء شركته من جديد باستخدام سفن الشحن التي يملكها.

“أزمة” تحولت لفرصة العمر

إحدى سفن الشحن التابعة لشركة الفايد أصابها عطل، وجنحت إلى قرابة ميناء دبي، في دولة الإمارات.

وعندما سافر الفايد إلى دولة الإمارات، لإصلاح سفينته، عرضوا عليه أن يجذب بعض المستثمرين العالميين لبناء ميناء دبي، وليتحول هذا الميناء إلى ميناء إقليمي لحركة النقل والبضائع.

وسافر الفايد إلى بريطانيا، واستطاع أن يتعاقد مع شركة بريطانية كبرى لبناء ميناء دبي، وحصل مقابل ذلك على عمولة ضخمة.

ثم خاض الفايد رحلة أخرى إلى ألمانيا لجذب شركات للتنقيب عن البترول في أرض دولة الإمارات، ونجح في التعاقد مع شركة ألمانية كبرى، قامت بالتنقيب عن النفط في أرض دولة الإمارات واستطاعت تحديده واستخراجه، مما جعل الفايد يحصل على عمولة كبرى إضافية، وهو الأمر الذي جعله يستقر في الإمارات ويسهم في مشروعات عملاقة عدة ما زالت من أضخم المشاريع التي تقف في دبي اليوم.

توسعات الفايد العالمية

خلال العقود التالية، كوّن الفايد شبكة علاقات كبرى مع شخصيات شديدة الأهمية في الخليج وأوروبا، من أهمها علاقته الوطيدة مع سلطان بروناي.

ولاحقاً، عزز الفايد نشاطه في بريطانيا، بشرائه فندق دورشستر الفخم العريق فيها، ثم اشترى فندق الريتز في قلب العاصمة باريس، وأيضا اشترى قصر دوق ويندسور الباريسي.

كانت علاقات الفايد بالأسرة المالكة في بريطانيا ممتازة في ذلك الوقت، الأمر الذي جعله يشتري سلسلة محلات هارودز (واحدة من أعرق المحال التجارية في بريطانيا عام 1983).

وبقيت سلسلة هارودز ملكاً للفايد إلى أن باعها إلى شركة قطر القابضة عام 2010 مقابل 1.7 مليار يورو.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version