تواصل وزارة البيئة التونسية حاليًا جهودها لتفادي حدوث كارثة بيئية، بعد غرق سفينة تسمى “إكسيلو” وتحمل وقود الديزل قبالة السواحل التونسية، كانت في طريقها من غينيا الاستوائية إلى مالطا.
وشهدت سواحل مدينة قابس التونسية حادث غرق سفينة وقود، كانت متجهة إلى مالطا؛ حيث قالت مصادر إن السفينة التجارية أرسلت نداء استغاثة، تحركت على إثره قوات البحرية التونسية، وتمكنت من إنقاذ أفراد طاقهما الـ7، وفقًا لما نقلته عنهم وكالة رويترز.
وأضافت المصادر أن السفينة كانت تحمل 750 طنًا من الوقود، ولكنها تعرضت للغرق بسبب سوء الأحوال الجوية؛ حيث تسربت المياه إلى داخل السفينة، وبلغ ارتفاعها نحو مترين، حسب موقع تايمز أوف مالطا.
مخاوف من أزمة بيئية
قالت وزارة البيئة التونسية إن حادث غرق سفينة وقود قادمة من غينيا الاستوائية في طريقها إلى مالطا، سببه سوء الأحوال الجوية، ولكن السلطات تعمل حاليًا على تفادي وقوع كارثة بيئية.
ووفقًا للوزارة؛ فإنه في حالة تسرب حمولة السفينة بالكامل إلى مياه البحر قبالة السواحل التونسية؛ فإنه من المحتمل أن تحدث مشكلة بيئية كبرى، تعمل السلطات في الوقت الحالي على الحد من تداعياتها.
وكانت سفينة الوقود الغارقة، قد غادرت غينيا الاستوائية رافعة علم غينيا، ودخلت السواحل المصرية، قبل أن تنطلق من ميناء دمياط البحري باتجاه مالطا، مارة بميناء غابس، وعلى متنها نحو 750 طنًا من وقود الديزل.
وقال المتحدث باسم المحكمة المحلية، محمد كراي، إنه في الوقت الحالي لا يوجد تسرب، ولكن لجنة الوقاية من الكوارث ستجتمع لاتخاذ قرار بشأن الإجراءات التي يتعين اتخاذها.
حوادث مماثلة
شهد عام 2022 الجاري عدة حوادث متعلقة بسفن النفط والوقود؛ أبرزها حادث غرق سفينة وقود ونفط في نيجيريا، أدى إلى اندلاع النيران في محطة أوكبوكيتي بالقرب من إسكرافوس بولاية دلتا؛ في فبراير/شباط الماضي.
وبحسب الجهات المعنية؛ فإن 3 أشخاص نجوا من حادث الانفجار، بينما ظل مصير 12 شخصًا مجهولًا لمدة طويلة.
وتحمل السفينة النيجيرية اسم “ترينيتي سبيريت”، وتعمل بسعة تصل إلى 22 ألف برميل من النفط يوميًا، وحقن ما يصل إلى 40 ألف برميل من المياه يوميًا، وتخزين مليوني برميل من النفط.
والسفينة مملوكة لشركة شيبة للاستكشاف والإنتاج (سيبكول)، وتعمل على إنتاج النفط وتخزينه وتفريغه، بوصفها مرفق إنتاج أوليًا لترخيص التعدين البحري 108.
اقرأ أيضاً: أسوأ كارثة بيئية في موريشيوس.. تحطّم السفينة المتورّطة بحادث التسرّب النفطي
فيما وصفتها الدولة بأنّها قد تمثّل أسوأ كارثة بيئيّة بموريشيوس، أعلنت السلطات هناك، انشطار سفينة الشحن اليابانية، التي ارتطمت أواخر يوليو/تمّوز الماضي، بشعاب مرجانية في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي.
وقالت اللجنة الوطنية للأزمات في موريشيوس: إن حالة السفينة “إم.في واكاشيو” تدهورت، في ساعة مبكّرة من صباح أمس السبت، وانشطرت لاحقًا.
كانت السفينة “إم في واكاشيو” – المملوكة لشركة “ناجاجيكي شيبنج” Nagashiki Shipping، وتديرها شركة “ميتسوي أو إس كي” قد ارتطمت بشعاب مرجانية في 25 يوليو/ تمّوز، ما أدّى لتسرّب نحو ألف طنّ من زيت الوقود، وتعريض الشعاب المرجانية والأسماك والحياة البحريّة للخطر.
وأكّدت جاكلين سوزير، رئيسة جمعية الحفاظ على الحياة البحريّة في موريشيوس، لرويترز، اليوم الأحد، أن بعض بقايا النفط تسرّبت من السفينة إلى المحيط، الجمعة الماضية.
ونشرت السلطات عدّة حواجز، أمس السبت، للمساعدة في احتواء النفط حول السفينة.
وفي وقت سابق الخميس الماضي، قالت حكومة موريشيوس، إنّه جرى سحب معظم النفط من السفينة، لكن لا زال هناك 166 طنًّا من زيت الوقود داخلها، وتعمل السلطات على إزالته.
وكانت الناقلة في طريقها إلى البرازيل، قادمة من الصين، وعلى متنها 3894 طنًّ من زيت الوقود منخفض الكبريت، و207 أطنان من الديزل، و90 طنًّا من زيوت التشحيم، حسب وزارة البيئة في موريشيوس.
طقس سيّئ
يأتي ذلك، بينما تتوقّع سلطات موريشيوس أن تسوء حالة الطقس، خلال الأيّام القليلة المقبلة، مع أمواج تصل إلى 4.5 مترًا (15 قدمًا)، ما يفاقم من الأزمة.
وكان وزير البيئة الياباني، شينجيرو كويزومس، قد صرّح، أمس السبت، بأن طوكيو تعتزم إرسال فريق من مسؤولي ومتخصصي وزارة البيئة، لتقييم الأضرار.
ويقول علماء: إن التأثير الكامل للتسرّب لم يظهر بعد، لكن الأضرار قد تؤثّر في موريشيوس واقتصادها المعتمد على السياحة لعشرات السنين.
وأكّدت منظّمة “السلام الأخضر” أن التسرّب من الناقلة سيكون له عواقب وخيمة.
من جانبه، قال هابي كامبول، مدير حملة المناخ والطاقة في منظمة “السلام الأخضر” في إفريقيا: “جنحت السفينة (إم في واكاشيو) في 25 تمّوز/يوليو، وهي الآن تُسرّب أطنانًا من وقود الديزل والنفط إلى المحيط”.
وأضاف: “آلاف الأنواع من الأحياء المائيّة حول البحيرات النقيّة في بلوباي وبوانت ديسني وماهيبورج معرّضة لخطر الغرق في بحر من التلوّث، مع عواقب وخيمة على الاقتصاد والأمن الغذائي والصحّة في موريشيوس”.
ومن المحتمل أن تستغرق إزالة السفينة شهورًا، بينما قالت فرنسا -القوّة الاستعمارية السابقة-، إنّها ستساعد في عملية تطهير المنطقة من آثار التلوّث الناجم عن التسرّب النفطي.
إعلان الطوارئ
كان رئيس وزراء موريشيوس برافيند جوغنوت، قد أعلن في السابع من أغسطس/آب الجاري، حالة الطوارئ البيئيّة.
وغرد جوغنوت، قائلًا: “بلدنا ليس لديه المهارات والخبرة لإعادة تعويم السفن الجانحة، لذلك طلبت المساعدة من فرنسا”، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
بعد إعلان حالة الطوارئ، قال جوغنوث، إنّه على الدولة الاستعداد لـ”سيناريو أسوأ”.
بدورها، قالت المنظّمة البحريّة الدولية (IMO): إنّها انضمّت إلى الجهود الدولية لمساعدة موريشيوس في معالجة التسرّب النفطي، من خلال تقديم المشورة الفنّية وتنسيق الاستجابة، كما قامت وكالات الأمم المتّحدة والمنظّمات الدولية الأخرى بتعبئة خبراء البيئة والانسكاب النفطي.
المصدر: الطاقة مواقع إلكترونية