يُطلق لقب الذهب الأسود على النفط الخام نظراً لأهميته الاقتصادية العالمية و هو عبارة عن مادة طبيعية تُستخرج من التكوينات الجيولوجية في جوف الأرض و التي تتجمع فيها عبر عملية تحول بطيئة للمواد العضوية .
و يُصنف النفط من أنواع “الوقود الأحفوري ” و ذلك بسبب تشكله تحت طبقات الأرض العميقة من كميات كبيرة من الكائنات المُندثرة ( الأحافير ) مثل العوالق الحيوانية و الطحالب و التي طمرت تحت الصخور الرسوبية ثم تحللت بغياب الأكسجين و ارتفاع درجات الحرارة .
النفط و الذي يُطلق عليه الذهب الأسود أهم مصادر الطاقة الأولية
تُستخدم نواتج تكرير النفط الخام الخفيفة بشكل أساسي في وقود السيارات و الطائرات أما النواتج الثقيلة فتُستخدم في إنتاج الكهرباء و تشغيل الآليات الثقيلة و المصانع كما أنه يُعتبر المادة الخام للعديد من الصناعات الكيميائية .
و قد كان النفط معروفاً بشكل أو بآخر منذ العصور القديمة إلا أن أهميته ازدادات بشكل ملحوظ منذ مُنتصف القرن التاسع عشر و خاصة مع اندلاع الثورة الصناعية و اختراع مُحرِّك الاحتراق الداخلي و التقدم الصناعي في مختلف المجالات .
أطلق العرب لفظ “النفط” أو “الذهب الأسود” على المُشتقات النفطية اللزجة
عرَّف العرب كلمة النفط قديماً و كانت تُستخدم للدلالة على المُشتقات النفطية اللزجة مثل القطران ( القار ) و قد يكون أصل الكلمة من الآرامية “نفثا ” و منها انتقلت إلى الإغريقية و التي كانت تُستخدم أواخر القرن التاسع عشر للإشارة للنفط بشكل عام .
أما كلمة” Petroleum ” فهي كلمة إغريقية مُؤلفة من مقطعين الأول ( بترا ) بمعنى الصخر و الثاني ( إلايون ) بمعنى الزيت و بالتالي يكون المعنى ( زيت الصخر ) ،
التاريخ القديم “للنفط” أو “الذهب الأسود”
عرفت الشعوب القديمة النفط أو مُشتقاته ( القار أو الأسفلت ) من التجمعات الطبيعية للبرك النفطية التي ارتشحت بسبب عوامل التصدع الطبيعية من باطن الأرض و وفقاً للمؤرخ “هيرودوت” فقد استخدم الأسفلت في بناء و تعمير مدينة بابل.
و قد شاع استخدام المواد النفطية في بلاد الرافدين و مملكة فارس و خاصة في عمليات “جلفطة السفن ” و هي سد حزوزها و مابين ألواحها بطليها بالزفت كما أن الصينيين من أوائل الشعوب الذين وثقوا استخدام المواد النفطية في القرن الأول قبل الميلاد .
كما أن الرومان قد استعملوا النفط المتوفر لديهم آنذاك أو ما يسمى الذهب الأسود في تزليق عرباتهم في حين أن الإمبراطورية البيزنطية قد استخدمت النفط في تركيب ” النار الإغريقية التي اُستخدمت في الحروب قاذفة اللهب .
اقرأ أيضاً: مراحل الصناعة النفطية “التنقيب و النقل و التكرير”
تهتم مراحل الصناعة النفطية بكل ما يُخص العمليات الصناعية المُتعلقة بالنفط من التنقيب و الاستخراج و التكرير بالإضافة إلى عمليات النقل و التي تتم بواسطة الناقلات أو عبر خطوط الأنابيب .
و عادةً ما تنقسم صناعة البترول الخام “النفط ” إلى ثلاثة قطاعات رئيسية حسب مرحلة الإنتاج و هى :
• مرحلة التنقيب “Upstream ” .
• مرحلة النقل “Midstream ” .
• مرحلة التكرير و التصنيع “Downstream .
و يجري البحث عن مكامن النفط بواسطة مسح جيولوجي أَوَّلي للمناطق عن بُعد و للتنقيب عن النفط تُطبق عدة وسائل تقنية اعتماداً على قوانين فيزيائية تُعطي دلائل على وجود النفط أو الغاز بالإضافة لإجراء مسح سيزمي للمناطق المدروسة .
و يجري مسح سيزمي بإرسال أمواج صوتية إلى القشرة الأرضية و من ثم دراسة التباينات في الانعكاسية باستخدام السماعات الأرضية على اليابسة و السماعات المائية في أعماق البحار و يكون المسح السيزمي في البداية ثنائي الأبعاد و عند الحصول على نتائج جيدة تتم عملية مسح ثلاثي الأبعاد .
يتم حفر الآبار لاستخراج النفط من الخزانات تحت سطح الأرض و يكون لضغط الخزان تحت سطح الأرض دوراً مهماً في صعود الموائع الهيدروكربونية إلى الأعلى و هناك أسلوب الرفع الطبيعي اعتماداً على ضغط الخزان و مع مرور الوقت يخف الضغط و يتم اللجوء إلى أسلوب الرفع الإصطناعي حينها .
و تكون مهمة الحفر في قاع البحر أكثر صعوبة منها على البر إذ يتطلب الأمر تركيب منصة بحرية لتأمين أرضية ثابتة لعملية الاستخراج أما استخراج النفط غير التقليدي فيتم بوسائل التعدين السطحي كما في أساليب استخراج النفط الصخري .
يوجد وسيلتان لنقل النفط الخام للتصدير و الاستيراد العالمي و ذلك إما عبر ناقلات النفط بحراً أو عبر أنابيب النفط براً و من أمثلة خطوط الأنابيب المشهورة خط “نورد ستريم ” لنقل الغاز و خط “دروجبا ” لنقل النفط .
و كانت تكلفة نقل النفط في خمسينات القرن العشرين تبلغ حوالي 33% من سعر النفط المصدر من الخليج العربي إلى الولايات المتحدة إلا أنه نظراً لتطور صناعة ناقلات النفط انخفضت التكلفة إلى ما بين 3_5 % في أوائل القرن الحادي و العشرين .
المصدر: بترو نيوز