بدأ تعاون كبير بين عمالقة التكنولوجيا بالتشكل للحد من الكربون المهدد للبيئة، حيث أعلنت شركة تكنولوجيا المدفوعات عبر الإنترنت سترايب Stripe، وشركة ألفابت الشركة الأم لجوجل، وشركة ميتا (فيسبوك سابقاً) عن تخصيص ما يقرب من مليار دولار لتحفيز سوق احتجاز الكربون.
أعلنت الشركات عن إنشاء شركة فرونتير Frontier، التي تخطط لشراء ما قيمته 925 مليون دولار من تكنولوجيا إزالة الكربون بشكل دائم من الشركات التي تطورها على مدى السنوات التسع المقبلة. وستكون فرونتير شركة فرعية مملوكة بالكامل للشركات العملاقة الثلاث، إلى جانب تعاون مع منصة التجارة الإلكترونية Shopify وعملاق الاستشارات McKinsey التي التزمت بشراء بعض حلول احتجاز الكربون.
ستوفر سترايب أيضا عملاء للشركة الجديدة من خلال برنامج Stripe Climate، الذي يسمح للبائعين عبر الإنترنت باستخدام منصة الشركة لتخصيص جزء من المبيعات لإزالة الكربون. والهدف من ذلك الاستثمار هو تنشيط الصناعة الناشئة المفيدة للبيئة.
حيث قدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، أنه للحد من التحذير العالمي حول ارتفاع 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، يجب إزالة 6 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا من الغلاف الجوي بحلول عام 2050. وهو الآن أقل من 10000 طن من ثاني أكسيد الكربون.
قال كبير العلماء في شركة Carbon Direct جوليو فريدمان، التي تستثمر في حلول إزالة الكربون وتقدم المشورة لها “إن المعنويات تتغير بشأن كل من احتجاز الكربون وإزالة ثاني أكسيد الكربون. وهذا يتغير جزئياً لأننا لم ننجح في المناخ بالسرعة والحجم المطلوبين. باختصار، لقد فشلنا ونحتاج إلى قارب أكبر، قارب يتضمن جميع الخيارات الجادة للتخفيف.”
أشار تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الصادر في 4 أبريل الجاري إلى أهمية احتجاز الكربون قائلاً “إنه من الضروري تحقيق صافي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة على الصعيدين العالمي والوطني، وموازنة الانبعاثات المتبقية” التي يصعب تخفيفها”.
اقرأ أيضاً: معايير أبل قد تمحو 16 مليار دولار من إيرادات عمالقة التكنولوجيا
نشر موقع بيزنس إنسايدر تقريراً عن الخسائر المتوقعة لكبرى شركات التكنولوجيا بسبب تدابير الخصوصية التي تتبعها شركة أبل، حيث قدّر التحليل أن تؤدي التغييرات إلى خسائر بقيمة 16 مليار دولار خلال العام الحالي ستتكبدها شركات ميتا ويوتيوب وسناب وتويتر.
وكانت شركة أبل قد أطلقت تحديث شفافية تتبع التطبيقات في أبريل 2021 وأجبرت مطوري التطبيقات على طلب الإذن قبل تتبع المستخدمين أثناء تصفحهم التطبيقات والمواقع الإلكترونية الأخرى باستخدام معرف إعلانات أبل. وأدى ذلك إلى قيام عدد كبير من المستخدمين بحجب ذلك التتبع، ما أفقد المعلنين ومنصات التكنولوجيا أداة تساعدهم على توجيه الإعلانات بشكل دقيق إلى المستخدمين المهتمين بمشاهدتها والتفاعل معها.
وأجبر هذا التغيير الكثير من المعلنين على إعادة النظر في طريقة تسويقهم وحول الإنفاق إلى قنوات أقل اعتماداً على معرف تتبع أبل، مثل الإعلان بعيداً عن الإنترنت أو استخدام طرق الإعلانات عبر البحث الخاصة بشركة أبل.
وجاء التحليل من شركة إدارة البيانات Lotame التي شاركته حصرياً مع موقع Business Insider، وقدر بأن تبقى شركة ميتا مالكة فيسبوك الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، حيث ستكلفها التغييرات 12.8 مليار دولار خلال 2022، ما يعادل 9.7% من إيراداتها.
وتقدر Lotame أيضاً أن تبلغ خسائر شركة سناب نحو 546 مليون دولار، وهي تعادل 9.6% من إيرادات الشركة خلال العام الحالي 2022.
وتعتمد شركة الفابيت مالكة غوغل في أعمالها على الإعلانات عبر محرك البحث، ولم تشعر الشركة بتأثير التغيرات عليها. كما أن الشركة تملك نظام تشغيل الهواتف أندرويد الذي لم يجر تغييراً كما فعلت أبل في هواتفها، لذلك فقد حصدت ثمار تحول المعلنين من الاعتماد على مستخدمي هواتف آيفون إلى استخدام محركات البحث. لكن الشركة قالت العام الماضي إن التغييرات سيكون لها تأثير متواضع على إيرادات منصة يوتيوب التابعة لها.
وتقدر Lotame أن تبلغ قيمة ذلك «التأثير المتواضع» على يوتيوب 2.2 مليار دولار، أو 6.5% من إيراداتها خلال 2022.
ومن المنصات الأخرى التي ستتأثر بالتغييرات حسب تحليل Lotame، منصة تويتر التي يقدر أن تفقد 323 مليون دولار، أو ما يعادل 5.4% من إيراداتها لهذا العام.
واستندت Lotame في تحليلها إلى عدة عوامل مثل اعتماد كل منصة على الهاتف ونسبة مستخدميها الذين يملكون جهازاً يعمل بنظام iOS، حيث بلغت نسبة المستخدمين الذين حجبوا التتبع 65%.
المصدر: مواقع إلكترونية