لا بد أن أول ما لفت انتباهكم في هذا الموضوع هو مصطلح “الذهب الكاذب”؛ في الواقع إن معدن البيريت الذي سيكون محور حديثنا يحمل اسمًا آخر وهو “ذهب الحمقى”، وذلك بسبب اللون الذهبي الخادع واللمعان الذي يمتلكه.
يدخل معدن البيريت في تركيب بعض الصخور الرسوبية، ويتميز بأنه أصفر اللون وله بريق معدني. وتتبع بلوراته نظام بلوري مكعب. واسم (البيريت) جاء من اللغة اليونانية، ويعني (حجر النار) وذلك لأنه إذا ما احتكت قطعتان من البيريت سوف تولدان شرارة.
أماكن تواجد معدن البيريت واستخداماته:
يتواجد معدن البريت في إسبانيا وإيطاليا والنرويج واليونان والسويد وألمانيا والولايات المتحدة. وأيضًا هو موجودٌ في مصر ضمن الكثير من العروق والصخور النارية والمتحولة والرسوبية في الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية.
كان في الماضي يستخدم كمصدر للكبريت ولكنه الآن غالبا يستخدم كحجر كريم في المصوغات الذهبية، وأيضا يمتاز البيريت بخاصية المقاومة السلبية، ولذا يستخدم في صناعة بعض الدوائر الإلكترونية، وكذلك كمصدر للحديد في البلاد التي تفتقر إلى رواسب أكاسيد الحديد فيها.
ويستعمل أيضا بشكل أساسي في صناعة حمض الكبريت، وأيضا في إنتاج كبريتات الحديد التي تستخدم في الصباغة وصناعة الحبر وأغراض كيميائية مختلفة.
كريستال البيريت لإنتاج الطاقة على القمر:
بالحديث عن إنتاج الطاقة خارج كوكب الأرض، فقد عرض العلماء العديد من الأفكار، منها ما هو طموح مثل فكرة استخدام كريستال البيريت، والذي يبلغ حجمه 400 مليمتر فقط، ويستخدم في صنع الخلايا الشمسية الصغيرة. إذ يعتقد العلماء أنه يمكن أن يكون مصدرا مستقبليا واعدا للطاقة على القمر.
في هذا الصدد، ذكر تقرير نُشر على موقع “ساي تيك دايلي” (Scitechdaily) في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري أنه من خلال العمل مع جامعة تالين للتكنولوجيا في إستونيا، درست وكالة الفضاء الأوروبية “إي إس إيه” (ESA) إنتاج لفائف تشبه ورق الصنفرة من هذه البلورات الدقيقة كقاعدة للخلايا الشمسية أحادية الطبقة.
ويوضح “أدفينيت ماكايا” مهندس التصنيع المتقدم في وكالة الفضاء الأوروبية قائلًا: “نحن ننظر إلى هذه البلورات الدقيقة في سياق الاستيطان القمري في المستقبل”، ويضيف: “ستحتاج قواعد القمر في المستقبل إلى العيش بشكل مستقل عن الأرض من أجل أن تكون مستدامة، ويمكن استخراج الحديد والكبريت اللازمين لإنتاج البيريت من سطح القمر”.
ويقول الدكتور “تافي رادك” إن هدفهم هو “تطوير تكنولوجيا لصنع بلورات البيريت الدقيقة واستخدامها في خلية شمسية أحادية الطبقة، حيث تعمل كل بلورة صغيرة كخلية شمسية فردية”، موضحا أن “كمية الطاقة التي تولدها خلية واحدة ليست كافية ولكن في الوحدة ذات الحجم العادي سيكون هناك مليارات من هذه الخلايا، ومن حيث المبدأ لا يوجد قيود من حيث حجمها وشكلها. بالإضافة إلى ذلك، لدينا هدف وهو أن تكون جميع المواد الضرورية يمكن الحصول عليها من سطح القمر”.
من جهته يضيف المهندس “ماكايا” مؤكدًا أن “هذه ليست سوى واحدة من مجموعة من طرق استخدام الموارد في الموقع التي تبحث عنها وكالة الفضاء الأوروبية للقمر أو أبعد من ذلك”، ويعد توفر الطاقة عاملا مهما في اختيار موقع قاعدة القمر المستقبلية، فمثلا يُفضل اختيار القطب الجنوبي للقمر، بسبب “قمم الضوء الأبدي” حيث تكون الطاقة الشمسية متاحة بشكل مستمر تقريبا، أما عند خطوط العرض المنخفضة للقمر، فسيكون على الرواد أن يتعايشوا مع ليالي تصل لأسبوعين.
المصدر: مواقع إلكترونية