في وقت سابق من العام 2021 علق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على لقطات مثيرة للجدل تظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يحمل في يده خريطة للعالم التركي تضم أجواء واسعة من روسيا
وذلك ردا على خريطة أهديت لأروغان تشمل أجزاء من روسيا، الكرملين يذكر بمركز النجمة الحمراء أردوغان يتسلم خريطة للعالم التركي تضم أراضي تابعة لدول أخرى
وصرح بيسكوف، في حديث لقناة روسيا-1 ردا على سؤال عن هذه اللقطات التي أحدثت صدى واسعا في روسيا: “يرعى شركاؤنا الأتراك فكرة الوحدة التركية وهذا أمر طبيعي
والشيء الوحيد الذي يستدعي أسفي هو أن هذه الخريطة لا تضم نجمة حمراء كبيرة في مركز العالم التركي، وهو ليس في تركيا بل في الأراضي الروسية
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن مركز العالم التركي يقع في جمهورية ألطاي الروسية، مضيفا: “إنه مكان مقدس لأي تركي، المكان الذي انحدروا منهم، وأؤكد ذلك كخبير في علم التركيات”
ولفت بعض المراقبين إلى أن الخريطة التي أهداها لأردوغان حليفه القديم زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، أنه لا توجد في الانترنت نسخة واضحة لها، والألوان فيها يصعب التمييز بينها ما قد يؤدي إلى سوء الفهم والإرباك
وقالت روسيا اليوم: يرى البعض أن قصة إهداء الخريطة كلها ليست أكثر من محاولة يائسة لكسب الاهتمام من قبل رئيس حزب خسر عددا كبيرا من الأصوات ولن يدخل البرلمان في الانتخابات القادمة، وبالتالي وجوده لا يعود بالفائدة لحزب العدالة والتنمية الحاكم
زعيم الحركة القومية يهدي أردوغان خريطة
وسبق أن التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، في المجمع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة.
وذكر حزب الحركة القومية في بيان، أن بهتشلي التقى أردوغان في أنقرة، دون ذكر تفاصيل أوسع حول مضمون اللقاء.
وأظهر اللقاء تقديم باهتشلي هدية تذكارية عبارة عن “خريطة العالم التركي” إلى أردوغان.
وتظهر الخريطة انتشار الأتراك في العديد من الدول وسط آسيا، وفي أجزاء من روسيا وأوروبا الشرقية والصين وإيران.
يذكر أن بهتشلي يعرف بمواقفه القومية المؤيدة لحقوق الأتراك والمسلمين حول العالم، ويتبنى حزبه قضاياهم المحقة والعادلة في مختلف الأصعدة
يشار إلى أنه في الوقت الحالي تندرج 5 دول تحت مظلة “منظمة الدول التركية”، هي: تركيا، أذربيجان، كازاخستان، قرغيزيا، أوزبكستان، إضافة إلى المجر بصفة مراقب
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، تحويل “المجلس التركي” الذي يضم الدول الناطقة بالتركية إلى “منظمة الدول التركية”
جاء ذلك في مؤتمر صحفي خلال أعمال قمة “المجلس التركي” الثامنة في “جزيرة الديمقراطية والحريات” قبالة ولاية إسطنبول في بحر مرمرة
وأكد أردوغان أن القادة المشاركين في القمة اليوم، وافقوا على وثيقة “رؤية العالم التركي 2040” التي ترسم المنظور المستقبلي للمنظمة
وأشار إلى أن “(منظمة الدول التركية) ستتبرع لإفريقيا بمليونين ونصف مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس (كورونا)”، موضحا أن “تركيا ستتكفل بتوفير مليونين منها”
وشدد أردوغان على أن “منطقة تركستان مهد الحضارة ستعود مجددا مركزا لجذب وتنوير البشرية جمعاء”
ولفت إلى أن “قمة إسطنبول اكتسبت أهمية تاريخية بمشاركة تركمانستان بصفة مراقب”، مرحبا بنظيره قربان قولي بردي محمدوف وشعب بلاده
وأردف “قررنا أن مجلس عائلتنا الذي أصبح منظمة باتت تحظى باحترام على الصعيد الدولي، سيواصل أنشطته باسم جديد هو منظمة الدول التركية”
وأوضح أن “الجزيرة تستضيف اليوم قمة تمثل تعاون وتعاضد وتضامن العالم التركي”، معربا عن ثقته أن “هذه الخطوة هامة للغاية من ناحية إظهار التقدم الذي حققته تركيا في طريق الديمقراطية والتنمية”
وتأسس “المجلس التركي” في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2009، ويضم تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان، والمجر بصفة مراقب
إقرأ أيضاَ : خلال 5 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.. هذا ما دمّرته “بيرقدار” التركية
أظهرت مقاطع مصوّرة جرى تداولها، مؤخّراً، ما قيل إنّها ضربات نفّذتها طائرات تركيّة مسيّرة من طراز “بيرقدار”، استهدفت عربات ومدرّعات ونقاط تجمّع للقوات الروسيّة في أوكرانيا.
وبحسب ما ذكرته حسابات رسمية أوكرانية فإنّ الجيش الأوكراني نفّذ ضربات مركّزة على أرتال للجيش الروسي بوساطة طائرات مسيّرات، وأكّد السفير الأوكراني في تركيا فاسيل بودنار لـ وكالة “رويترز” أنّ “المسيّرات تركية الصنع من طراز (بيرقدار)، وقد أظهرت فاعلية في القتال ضد قوات الغزو الروسي”.
موقع “oryxspioenkop” نشر قائمة الأهداف الروسيّة التي جرى تدميرها أو إبطال مفعولها بواسطة طائرات “بيرقدار” (Bayraktar TB2s)، خلال الأيام الخمسة من المعارك في أوكرانيا.
وبحسب الموقع فإنّ القائمة تشمل فقط المركبات والمعدات المدمّرة التي يتوفر لها دليل مصور أو بالفيديو، لذلك من المحتمل أن تكون كمية المعدات المدمّرة بوساطة “بيرقدار” أعلى بكثير ممّا جرى تصويره.
دمّرت طائرات “بيرقدار” التركيّة المسيّرة، خلال خمسة أيام من الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، العديد من المدرّعات والآليات العسكرية والمدافع وأنظمة الصواريخ.
وأمس الأحد، نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية لأوّل مرة، منذ بدء الغزو الروسي، مقطعاً مصوّراً يُظهر مُسيّرة “بيرقدار” التركية وهي تحصد رتلاً عسكرياً للقوات الروسيّة في منطقة خيرسون (عاصمة مقاطعة خيرسون أوبلاست) جنوبي أوكرانيا.
وبحسب الجيش الأوكراني فإنّ القوات الروسية تكبّدت خسائر كبيرة في الجنود والعتاد، وفشلت في الوصول إلى الحدود الإدارية لـ منطقتي “لوغانسك ودونيتسك” الانفصاليتين، كما أنّ محاولاتها في تطويق العاصمة كييف لم تنجح، مشيراً إلى خسائر الجيش الروسي، مع استمرار العمليات العسكرية لليوم الخامس على التوالي:
مقتل 5300 جندي روسي وإصابة الآلاف.
أسر نحو 200 جندي روسي.
تدمير 29 طائرة حربية من طراز (SU-25 وIL-76MD).
تدمير 29 مروحية.
تدمير 3 طائرات مسيّرة.
تدمير 191 دبابة.
تدمير 816 مركبة ومدرعة.
تدمير 74 مدفعية.
تدمير صاروخ “بوك” المضاد للطائرات.
تدمير نحو 20 صاروخ كروز.
تدمير العديد من صواريخ “غراد”.
تدمير 30 سيارة و60 صهريجاً.
تدمير سفينتين حربيتين.
تدمير قاطرة محمّلة بالوقود.
خسائر روسيا في أوكرانيا
وإزاء الأنباء التي تتحدّث عن مشاركة مسيّرات “بيرقدار” التركية بقوّة في الحرب الأوكرانية، فإنّ تركيا التزمت الصمت، إذ إنّ أنقرة – وفق مراقبين – ترغب في المحافظة على موقف يسمح لها بلعب دور في مفاوضات بين الطرفين.
ولكن سبق لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قال، أواخر العام الفائت، إنّ الطائرات التركيّة المسيّرة المُستخدمة في منطقة “دونباس” عائدة لأوكرانيا، مردفاً: “أي سلاح تشتريه دولة ما من تركيا أو غيرها لا يمكن الحديث عنه على أنه سلاح تركي أو روسي أو أوكراني، وإنما يصبح ملكًا للبلد الذي اشتراه”.
وجاءت تصريحات “جاويش أوغلو” عقب نشر الجيش الأوكراني، أواخر تشرين الأول 2021، مشاهد لمسيّرات تركية من طراز “بيرقدار تي بي2″، وهي تقصف القوات الانفصاليّة الموالية لـ روسيا في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
أوكرانيا اشترت أوّل طائراتها من طراز “بيرقدار”، عام 2019، ومن غير المعروف عدد الطائرات التي تمتلكها من هذا النوع، كما أنّها اتفقت مع تركيا – قبل الغزو الروسي – على إطلاق موقع إنتاج للطائرات المسيّرة في الأراضي الأوكرانيّة.
وفي أواخر شهر حزيران 2021، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنّ بلاده ستستخدم الطائرات المسيّرة التي اشترتها من تركيا للدفاع عن نفسها في جميع المناطق، في حال تعرّضت لهجوم من قبل روسيا.
وبرزت طائرات “بيرقدار” بشكل كبير في معارك سوريا وليبيا، كما جرى استخدامها في معارك أذربيجان ضد أرمينيا، عام 2020، وقدّمت حينذاك نموذجاً مهماً لأوكرانيا التي اشترت تلك الطائرات قبل عام من الحرب الأذرية – الأرمينية في إقليم (ناغورني قره باغ)، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
بيرقدار.. مُسيّرة تركيّة قصمت ظهر “الأسد” في إدلب
وسبق أن قالت قيادة قوات الدفاع الجوي في القوات “الجوفضائية” الروسية، أواخر العام الفائت، إنّ مسيرات “بيرقدار” التركية – نظراً لحجمها وسرعتها – تُشكّل هدفاً سهلاً بالنسبة لـ منظومة “بانتسير” الروسية.
هذه التصريحات جاءت رغم أن طائرات “بيرقدار” دمّرت منظومات من الدفاع الجوي الروسي في معارك ليبيا، أواخر العام 2020، بينها ست منظومات مِن طراز “بانتسير” وواحدة من طراز “كراسوخا” (منظومة الحرب الإلكترونية الروسية).
بدأت أول مرحلة في تطوير نموذج الطائرة المسيرة “Bayraktar TB2 (بيرقدار)” عام 2007، حيث أجرت أولى رحلاتها في حزيران 2009، قبل أن تبرم الشركة التركية للصناعات الدفاعية (بيكار) اتفاقاً لـ تطوير المرحلة الثانية والإنتاج في كانون الأول 2011.
ويعدّ المهندس الكهربائي سلجوق بيرقدار الأب الروحي لـ طائرات “الدرون” التركيّة المطوّرة، ففي عام 2005 أقنع “بيرقدار” (وكان عمره حينذاك 26 عاماً) مجموعة مِن المسؤولين بحضور عرض بسيط لـ طائرة مسيّرة مصنّعة منزلياً، مشدّداً على أن “الدرون” تقنية تكنولوجية جديدة سيكون لها دور في الحروب القادمة.
وفي شهر كانون الثاني 2012، انطلقت مرحلة التطوير الثانية، حيث أجريت أولى التجارب في نيسان 2014، وسُلّمت أول ست طائرات للقوات البرية التركية في تشرين الثاني 2014، أعقب ذلك تسليم ست طائرات أخرى للقوات البرية في حزيران 2015، ومنذ ذلك الحين دخلت تلك الطائرات الخدمة رسمياً في القوات التركية.
وتُصنف طائرة “بيرقدار TB2” ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم)، ويمكنها التحليق على ارتفاع 20 ألفاً إلى 27 ألفَ قدم (أي نحو 8 آلاف متر)، مع حمل معدّات بوزن 150 كغ، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.
وتتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، وتعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلّحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها في الأجواء، وهي قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
يشار إلى أن تركيا تعد سادس دولة في العالم تصنع وتطوّر الطائرات العسكرية المسيّرة المسلّحة والمزودة بقنابل ذكية وأنظمة إلكترونية متطورة، وذلك بعد الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وباكستان وإيران.
المصادر : مواقع الكترونية عربية