اقتصاد

أضخم حقول العرب.. ما قصة بئر الغاز الذي تخلت عنه شركة إسبانية وأحيته شركة شاريوت البريطانية؟

سلطت جريدة “economiadigital” الإسبانية، المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، الضوء على قصة بئر “أنشوا” للغاز بسواحل العرائش، الذي تخلت عنه شركة “ريبسول” الإسبانية سنة 2014، لتمسكه “شاريوت” البريطانية، التي أعلنت مؤخرا عن اكتشافات هامة في المنطقة.

وقالت الجريدة إن قصة هذا البئر، بدأت منذ أكثر من عقد، وبالضبط في سنة 2009، حين اكتشف كونسورتيوم بقيادة “ريبسول” و”ناتورجي”، حقل غاز في المياه المغربية على بعد 40 كيلومترا من ساحل العرائش، حيث يتكون الاكتشاف من عمودين من الغاز يبلغ مجموعهما 90 مترا في البئر المسماة “أنشوا 1″، على عمق 2359 مترا.

وتابعت أنه بالنسبة لشركة النفط الإسبانية، كان هذا هو الاكتشاف السابع الذي تقوم به في 2009، بعد اكتشافات في الجزائر والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، مبرزةً أن “ريبسول”، كانت وقتها حاضرة في عدة مناطق استكشافية، في كل من إسبانيا، سيراليون، ليبيريا، غينيا الاستثوائية، إضافة إلى البلدان المذكورة أعلاه والمغرب.

كان برنامج الاستكشاف على الساحل المغربي جزءا من خطط “ريبسول” الاستكشافية للرواسب الرملية المحتوية على الغاز من مختلف الأعمار على الساحل الغربي لإفريقيا وجزر الكناري، قبل أن تقرر التخلي عن المشروع في سنة 2014، بسبب التكلفة الباهظة، وتحمل الشركة لتكاليف ضخمة، وفق ما أعلنته في تقريرها السنوي لذلك العام.

واسترسلت أن كل شيء تغير بعدها، حيث تم حفر بئر آخر هو “أنشوا 2″، بأمان وكفاءة إلى عمق يصل لـ 2512 مترا، بواسطة منصة “ستين دون”، في المياه، وفق ما أوضحته الشركة البريطانية، التي قامت بتقييم كامل للبئر من خلال التسجيل السلكي، بما في ذلك السجلات الفيزيائية البتروفيزيائية، واختبارات التكوين تحت السطحي، بما فيه ضغط المكمن وأخذ عينات الغاز، واختبارات الجدار الجانبي.

وأكد التفسير الأول للبيانات، تضيف الجريدة الإسبانية، “وجود تراكمات غازية كبيرة في أهداف تقييم واستكشاف بئر أنشوا 2، مع سقف محسوب للغاز يزيد عن 100 متر، مقارنة بسقف الغاز في البئر السابق”، متابعةً أن الشركة البريطانية، تمتلك 75 في المائة من الأسهم فيما يتعلق برخصة ليكسوس، فيما يمتلك المكتب المغربي للهيدروكربونات والمنجم 25 في المائة.

ونبهت في ختام تقريرها، إلى أن الشركة البريطانية تركز على مشاريع الطاقة الانتقالية في جميع أنحاء إفريقيا، لأن القارة السمراء ستستمر في تحقيق نمو سكاني كبير للغاية في العقود المقبلة، ما سيزيد الطلب على الطاقة، وهو الأمر الذي يجعلها وجهة جذابة للشركات الأجنبية الأخرى المشتغلة في القطاع نفسه.

اقرأ أيضاً: حقل غاز أنشوا المغربي.. شركة بريطانية تفجر مفاجأة سارة مع بدء عمليات الحفر

أعلنت شركة شاريوت البريطانية نتائج إيجابية في بدء عمليات الحفر بحقل غاز أنشوا المغربي.

وقالت الشركة إن أعمال التقييم والاستكشاف لبئر أنشوا2، ضمن ترخيص “ليكسوس” قبالة الساحل المغربي، أظهرت زيادة كبيرة في احتياطيات الغاز المغربي في الحقل البحري، مقارنة بالتوقعات السابقة للشركة.

وأشارت الشركة إلى أن نتائج أعمال التقييم في الامتياز -الذي تمتلك فيه حصة 75%، في حين يمتلك المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن المملوك للدولة المغربية النسبة المتبقية 25%- جاءت بعد حفر بئر أنشوا2 بأمان وكفاءة إلى عمق إجمالي يبلغ 2512 مترًا.

معلومات عن حقل غاز أنشوا المغربي

أكدت شاريوت البريطانية أن عمليات التقييم الأولية والحفر لحقل غاز أنشوا، التي تمت بواسطة منصة الحفر “ستينا دون” العملاقة، تشير إلى وجود تراكمات كبيرة للغاز.

كانت شاريوت قد أعلنت بدء أعمال الحفر في البئر، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد وصول منصة الحفر “ستينا دون”، وتوقعت وقتها أن تستغرق عمليات الحفر قرابة 40 يومًا إلا أن النتائج جاءت أسرع من التوقعات.

وكانت شاريوت قد أنهت مؤخرًا تمويل المشروع؛ ما أتاح لها الشروع في حفر البئر التقييمية أنشوا-2 وإعادة الدخول للبئر المكتشفة أنشوا-1؛ إذ تتوقّع شركة شاريوت أن يكلف تطوير المشروع قرابة 300 مليون دولار.

تفاصيل عمليات التقييم

أكدت الشركة البريطانية، في بيانها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، أن عملية التقييم لحقل غاز أنشوا المغربي، جاءت بعد الدراسات التقنية الشاملة التي تمت من خلال التسجيل السلكي والتحليل البتروفيزيائي والاختبار السطحي والمسح الزلزالي لتجويف الآبار.

تهدف عمليات الحفر بحقل أنشوا-2 إلى تطوير خزان الغاز الطبيعي المكتشف بالأحواض الرسوبية لمنطقة “ليكسوس”، خاصة أن الشركة على وشك الانتهاء من أشغال التنقيب عن الغاز بحقل “أنشوا-1″، ومن ثم ستُحَدَّد القدرة الإنتاجية المحتملة لهذه البئر المحفورة سابقًا.

زادت شركة شاريوت من توقعاتها الأولية بخصوص احتياطي موارد الغاز الطبيعي المكتشفة في الساحل المغربي، مقدرة أنها تتعدى 1 تريليون قدم مكعب، بما يمثل زيادة قدرها 148% مقارنة بالتقدير السابق، وتشمل 361 مليار قدم مكعبة من الموارد الطبيعية المؤكدة، و690 مليار قدم مكعبة من الموارد المحتملة.

توقعات حقل غاز أنشوا المغربي

من جانبه، قال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجموعة “شاريوت”، أدونيس بوروليس، إن الشركة لديها توقعات أولية مهمة في حقل أنشوا-2؛ ما يستدعي إجراء المزيد من الاختبارات التقنية، وتحليل البيانات المخبرية بكل بئر على حدة.

وأضاف أن الشركة نجحت في إنهاء أعمال الحفر بكلا البئرين في الوقت الزمني المحدد سلفًا، رغم التحديات التشغيلية واللوجستيكية التي تطرحها الأزمة الوبائية العالمية، مؤكدًا أن شركته تطمح إلى تدعيم انتقال الطاقة في المغرب.

وأكدت الشركة أنها ستعلق العمل بالبئر، حاليًا؛ لاحتمال إعادة دخولها في المستقبل وإكمالها إنتاجًا بشكل جيد لتطوير إمكانياتها وبدء الإنتاج منها، موضحة أن منصة الحفر ستينا دون العملاقة ستنتقل إلى بئر اكتشاف الغاز أنشوا1 لإعادة أعمال تقييم للبئر، وتقييم سلامة البئر التي حُفِرَت مسبقًا، وما إذا كانت ناجحة؛ ما يوفر إنتاجًا جيدًا مستقبليًا محتملًا لتطوير الحقل.

المصدر: بناصا – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى