تشهد مشروعات الطاقة الشمسية في مصر طفرة واضحة في الآونة الحالية، إذ تقع البلاد ضمن الحزام الشمسي، مما يؤهلها إلى ارتفاع متوسط الإشعاع الشمسي المباشر.
وتتمتع مصر بثراء مصادر الطاقة المتجددة، خصوصًا في مجال الرياح والشمس، وخصصت البلاد نحو 7.650 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لتنفيذ مشروعات للطاقة المتجددة، تستوعب قدرات تصل لنحو 35 غيغاواط من طاقة الرياح و55 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وذلك في إطار رفع نسبة الطاقة المتجددة بقدرات توليد الكهرباء إلى 42% بحلول 2030.
وتصل كمية الإشعاع الساقط على مصر أكثر من 6 تريليونات كيلوواط/ساعة يوميًا، وهو ما يزيد عن 100 ضعف الطاقة الكهربية المولدة خلال عام 1996-1997 بأكمله، وفقًا لهيئة الاستعلامات المصرية.
وتؤكد مصر أنها تنفّذ مشروعات الطاقة الشمسية في مناطق تتميز بقوة السطوع الشمسي طوال أيام العام، دون الارتباط بفصل معين، وهو ما يستبعد توقّف أيٍّ من محطات الطاقة الشمسية في البلاد، تزامنًا مع انخفاض درجات الحرارة.
وتقتنص منطقة كوم أمبو في محافظة أسوان أغلب مشروعات الطاقة الشمسية في مصر، وكذلك الغردقة ومنطقة الزعفرانة.
مجمع بنبان للطاقة الشمسية
يأتي مجمع بنبان للطاقة الشمسية بصفته أبرز استثمارات مصر في الطاقة المتجددة، والذي يندرج ضمن قائمة أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم.
ويعادل إنتاج مجمع بنبان للطاقة الشمسية من الكهرباء نحو 90% من الكهرباء المنتجة من السد العالي، إذ يحتوي المجمع على 32 محطة شمسية، بقدرة تصل إلى 1465 ميغاواط، باستثمارات تصل إلى ملياري دولار.
ويقع المجمع بمنطقة بنبان في محافظة أسوان، والتي تتميز بأنها من أكثر المناطق إشعاعًا، وتخلو من السهول والمرتفعات.
ووفقًا لما نقلته بيانات حكومية عن تقارير دولية، فإن لدى محافظة أسوان ميزة نسبية في إقامة مشروعات الطاقة الشمسية، وذلك بفضل ما تتمتع به قرية بنبان بمعدل سطوع للشمس على مدار العام.
ويشار إلى أن مراحل تنفيذ مجمع بنبان الشمسي بدأت عام 2015، ومن ثم نجحت البلاد في التشغيل التجاري للمجمع خلال شهر أبريل/نيسان 2018، وافتتحته وزارة الكهرباء المصرية في ديسمبر/كانون الثاني 2019.
وموّلت مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي جزءًا من استثمارات مجمع بنبان بقيمة 653 مليون دولار، وبمشاركة البنك الأوروبي، لإعادة الإعمار وعدد من الشركات الأخرى.
ويصل عدد الألواح الشمسية المستخدمة في مجمع بنبان إلى نحو 200 ألف لوح شمسي.
محطة خلايا فوتوفلطية في كوم أمبو
بدأت مصر التشغيل التجاري لمحطة خلايا فوتوفلطية تقع في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان، في فبراير/شباط 2020.
وتُعرف أنظمة الخلايا الفوتوفلطية بأنها تعتمد على تحويل الطاقة الحرارية الساقطة من الشمس إلى طاقة كهربائية، وتُجمَع في مجموعة من الخطوط لتوصيلها على الشبكة.
وتبلغ قدرة محطة خلايا فوتوفلطية في كوم أمبو نحو 26 ميغاواط، وبتكلفة استثمارية وصلت إلى 19 مليون يورو (20.7 مليون دولار).
وكانت مصر قد وقّعت عقد تنفيذ محطة الخلايا الفوتوفولطية، عام 2018، مع شركة تي إس كيه الإسبانية، لتركيب وتشغيل وصيانة محطة لإنتاج الكهرباء.
ويبلغ سعر إنتاج الكيلوواط/ساعة من المحطة -التي تقع على مساحة 200 ألف متر مربع- نحو 3.2 دولارًا.
وتتوقع مصر أن تنتج المحطة نحو 53 ألف ميغاواط في الساعة سنويًا، وهو ما يوفر قرابة 12 ألف طن نفط مكافئ، ويحدّ من انبعاثات قدرها 30 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.
وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الفرنسية للتنمية قامت بتمويل المشروع من خلال قرض ميسّر بقيمة 40 مليون يورو، على أن يُستخدم فائض القرض في تمويل مشروعات طاقة متجددة أخرى.
كما تمتلك مصر محطات خلايا فوتوفلطية أخرى موزّعة متصلة بالشبكة بقدرة 100 ميغاواط، ومحطات خلايا فوتوفلطية لا مركزية منفصلة عن الشبكة، بقدرة 32 ميغاواط.
محطة الكريمات
تمتلك مصر كذلك محطة شمسية حرارية بمنطقة الكريمات في محافظة الجيزة، والتي تعتمد على ارتباط الدورة المركّبة بالحقل الشمسي.
وتعدّ المحطة الشمسية الحرارية في الكريمات، أحد 3 مشروعات نُفِّذت في القارّة الأفريقية، بكلّ من مصر والمغرب والجزائر.
وبحسب هيئة الطاقة المتجددة، تبلغ قدرة المحطة الشمسية بالكريمات 140 ميغاواط، منها 20 ميغاواط مكون شمسي.
وبدأت مصر التشغيل التجاري للمحطة الشمسية الحرارية تجاريًا في 1 يوليو/ تموز 2011، بنسبة تصنيع محلي في المكون الشمسي وصل إلى 50%.
مشروعات الطاقة الشمسية في مصر قيد التنفيذ
تشهد مصر تنفيذ مشروعات طاقة شمسية جديدة، بعضها تنفّذها الحكومة، وأخرى يمتلكها القطاع الخاص، بقدرات تصل في المجمل إلى 1170 ميغاواط.
ووفقًا لبيانات هيئة الطاقة المتجددة، تنفّذ الحكومة في الوقت الراهن، بالتعاون مع مؤسسات دولية، مشروعات جديدة بالطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى 120 ميغاواط.
ومن أبرز تلك المشروعات الجديدة، محطة خلايا فوتوفلطية بمدينة الغردقة بقدرة 20 ميغاواط، بالتعاون مع هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، ومحطة خلايا فوتوفلطية بالزعفرانة، بالتعاون مع بنك التعمير الألماني بقدرة 50 ميغاواط، ومحطة خلايا فوتوفلطية بكوم أمبو، بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية بقدرة 50 ميغاواط.
كما ينفّذ القطاع الخاص مشروعات أخرى في الطاقة الشمسية، ومنها مشروع محطة خلايا فوتوفلطية في كوم أمبو بأسوان بقدرة 200 ميغاواط، بنظام البناء والتملك والتشغيل (BOO) التابع لشركة أكواباور، وكذلك مشروع محطة خلايا فوتوفلطية بقدرة 200 ميغاواط، بنظام البناء والتملك والتشغيل التابع لشركة النويس الإماراتية.
وينفّذ القطاع الخاص كذلك مشروع محطة خلايا فوتوفلطية غرب النيل بقدرة 200 ميغاواط، وبنظام المزايدات التناقصية، ومشروع محطة شمسية حرارية غرب النيل بقدرة 100ميغاواط، بنظام البناء والتملك والتشغيل.
الطاقة المتجددة في مصر
نفت الحكومة المصرية في بيان، ردًا على شائعات، بأن انخفاض درجات الحرارة تسبَّب في توقُّف محطات الطاقة الشمسية، مُؤكدة أن محطات الطاقة الشمسية كافةً تعمل بكامل طاقتها على مدار العام، باختلاف فصول السنة، ودون التأثر بدرجات الحرارة.
وقالت، إن محطات الطاقة الشمسية في مصر أُنشئت في مواقع مخصصة تتميز بقوة السطوع الشمسي طوال أيام العام، دون الارتباط بفصل معين.
وبحسب بيانات حكومية، بلغ إنتاج مصر من الطاقة الشمسية نحو 4.5 ألف غيغاواط في الساعة، خلال عام 2021.
واستطاعت مصر رفع نسبة الطاقة المتجددة المستخدمة في توليد الكهرباء إلى 20% بنهاية عام 2021، وهي النسبة التي كان من المقرر تحقيقها نهاية العام الجاري.
ووفقًا لآخر إحصائيات هيئة الطاقة المتجددة في مصر عن العام الماضي، وصل إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية خلال العام الماضي إلى 14 ألف غيغاواط/ساعة، في حين نجحت البلاد في توليد 12 غيغاواط/ساعة من مشروعات الوقود الحيوي خلال 2021.
ومع مواصلة مصر رفع نسبة إنتاج الطاقة النظيفة، حققت البلاد خفضًا بلغ نحو 10 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال 2021، وتوفير 4 ملايين طن مكافئ نفط في الوقود.
وبصفة عامة، تضاعفت قدرات مشروعات الطاقة المتجددة -والتي ما زالت قيد التطوير خلال العام الماضي- إذ كانت ضعف مثيلاتها في عام 2020.
وتوضح بيانات هيئة الطاقة المتجددة، أن قدرات مشروعات الطاقة النظيفة قيد التطوير في مصر بلغت نحو 3570 ميغاواط، باستثمارات أجنبية مباشرة تقارب 3.5 مليار دولار.
وقسّمت مشروعات الطاقة المتجددة في مصر قيد التطوير ما بين 78% لمشروعات طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس على ساحل البحر الأحمر، والمعروفة بسرعات الرياح العالية، و22% للطاقة الشمسية.
اقرأ أيضاً: الطاقة المتجددة في مصر 2021.. إنجازات نحو كهرباء نظيفة (إنفوغرافيك)
تؤدي الطاقة المتجددة في مصر دورًا رئيسًا في جهود التحول نحو بيئة نظيفة تشهد تقليل انبعاثات الكربون.
وأسهم رفع استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بتوليد الكهرباء في البلاد خلال عام 2021 في تحقيق وفر بفاتورة استيراد الوقود من الخارج.
ونجحت مصر في رفع نسبة الطاقة المتجددة المستخدمة في توليد الكهرباء إلى 20% بنهاية عام 2021، مع سعيها نحو تحقيق هدف نسبة الـ42% بحلول عام 2030.
إنتاج الطاقة المتجددة
بحسب تقرير صادر عن هيئة الطاقة المتجددة في مصر، وصل إنتاج الكهرباء من الطاقة الكهرومائية خلال العام الماضي إلى 14 ألف غيغاواط في الساعة، بينما بلغ إنتاج طاقة الرياح نحو 5.4 ألف غيغاوLساعة.
وسجل إنتاج الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة خلال العام الماضي نحو 4.5 ألف غيغاواط في الساعة، بينما نجحت البلاد بتوليد 12 غيغاواط في الساعة من مشروعات الوقود الحيوي خلال 2021.
واستطاعت مصر -نتيجة ارتفاع إنتاج الطاقة النظيفة- في خفض نحو 10 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال 2021، وتوفير 4 ملايين طن مكافئ نفط في الوقود.
وتعدّ مصر من الدول التي تعتمد على الاستيراد بشكل كبير في توفير الوقود الذي تحتاجه البلاد، ما يعني أن ارتفاع استخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء يخفض من فاتورة استيراد ذلك الوقود.
مشروعات قيد التطوير
تؤكد هيئة الطاقة المتجددة أن قدرات مشروعات الطاقة المتجددة قيد التطوير بمصر شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الماضي، إذ مثّلت ضعف نظيرتها في 2020.
وبلغت قدرات مشروعات الطاقة النظيفة قيد التطوير في مصر نحو 3570 ميغاواط، باستثمارات أجنبية مباشرة تقارب 3.5 مليار دولار.
وقسّمت مشروعات الطاقة المتجددة بمصر قيد التطوير في مصر خلال العام الماضي ما بين 78% لمشروعات طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس على ساحل البحر الأحمر والمعروفة بسرعات الرياح العالية، و22% للطاقة الشمسية.
مشروعات جديدة
شهد عام 2021 دخول محطة طاقة رياح حيز الإنتاج التجاري بقدرة 250 ميغاواط، وهي محطة مملوكة لشركة بريطانية في منطقة خليج السويس، بنظام الإنشاء والتملك والتشغيل (BOO).
ووقّعت هيئة الطاقة المتجددة في مصر خلال العام الماضي عقد محطة خلايا شمسية لإنتاج الكهرباء بقدرة 50 ميغاواط في منطقة الزعفرانة.
كما وقّعت الهيئة المصرية في 2021 عقدًا استشاريًا لمحطة خلايا شمسية بقدرة 50 ميغاواط في كوم أمبو.
ونجحت هيئة الطاقة المتجددة في مصر كذلك ببيع 1.9 مليون شهادة كربون، خلال العام الماضي 2021.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية