إلى الصون مدّت تلمسان يداها
ولبّت فهذا حسن صوت نداها
وقد رفعت عنها الإزار فلج به
وبرد فؤادا من زلال نداها
وذا روض خدّيها تفتق نَوره
فلا ترض من زاهي الرياض عداها
الشاعر هنا ليس سوى بطل معارك المقاومة التي خاضها الجزائريون بداية القرن الـ19 للميلاد، في مواجهة الزحف الاستعماري الفرنسي، ألا وهو الأمير عبد القادر.
والمقصودة بالأبيات الغزلية ليست سوى واسطة عقد الحواضر المغاربية وأقلها ارتباطا بالمركزية السياسية وأكثرها جمعا بين جمال الطبيعة وغنى التاريخ، فهي حاضرة تاريخية للجزائر وواحدة من العواصم التاريخية الثلاث لبلاد المغرب العربي، إلى جانب فاس في المغرب والقيروان في تونس.
عمقها الحضاري ضارب جذوره في التاريخ، وفيها كانت أهم فترات الازدهار الإسلامي في المنطقة، وهو ما خلّف لها إرثا ثقافيا كبيرا، يفوق عمر الدولة الفرنسية التي احتلت الجزائر وعاد رئيسها الحالي “إيمانويل ماكرون” ليقلل من قيمة التاريخ والحضارة الجزائريين.
مدينة الخضر وموسى.. آثار الإنسان القديم في الكهوف
تعتبر تلمسان حاليا ثاني أهم مدن الغرب الجزائري، بعد مدينة وهران. تقع تحديدا في الشمال الغربي من جمهورية الجزائر على بعد 600 كيلومتر تقريبا إلى الغرب من الجزائر العاصمة، وتحيط بها من جهة الجنوب سفوح جبال الأطلس، بينما تتوسط هضبة ترتفع بها قرابة 800 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها أشجار الزيتون والكروم.
يعيد بعض أبناء المدينة أصل نشأتها إلى عهد الخضر والنبي موسى عليه السلام، ويؤمن البعض بأنهما مرا بالمدينة خلال رحلتهما التاريخية، وسواء صح ذلك أم لم يصح، فإن الثابت علميا ومن خلال الآثار التي تحملها كهوف المدينة، أن الإنسان القديم عاش في تلمسان.
ويعيد بعض المؤرخين تأسيس تلمسان إلى القرن الرابع الميلادي، وذلك على يد الرومان، قبل أن يغزوها الوندال القادمون من أوروبا، لتصبح بعد ذلك واحدة من أهم الحواضر الإسلامية بعد الفتح الإسلامي في القرن الثامن الميلادي.
وكانت النواة الأولى للمدينة، قبل مجيء الرومان، هي أغادير الأمازيغية في عهود كانت فيها المنطقة تعرف باسم موريتانيا، وتخضع لحكم ملوك أمازيغ مثل ماسينيسا ويوغرطة، لكن نجم المدينة لم يسطع إلا في العهد الروماني، حين بنيت فوق الهضبة قلعة بوماريا العسكرية.
مدينة الربيع الجاف والبر والبحر.. الجذور الأمازيغية
تعني كلمة تلمسان -حسب المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم- “الربيع الجاف”، نسبة إلى الجذر الأمازيغي الذي يضم كلمتين: “تلي” و”ايمسان”.
بينما تفسر مصادر أخرى هذا الاسم بجذر أمازيغي آخر يضم كلمتي “سلم” و”سان”، وهو ما يجعلها تعني “البر” و”البحر”، وهو معنى محتمل لكون المدينة لا تبعد كثيرا عن الساحل المتوسطي.
وأما الاسم الروماني للمدينة بوماريا، فهو يعني البساتين أو الحدائق، مما يدل على الطابع الساحر للمدينة من حيث مناظرها الطبيعية منذ قديم الزمن.
ويجد المؤرخون صعوبة في تحديد تاريخ تأسيس مدينة تلمسان، حيث استعمل الرحالة الشريف الإدريسي عبارة “مدينة أزلية” للدلالة على عراقتها دون تحديد الزمن.
أما في العصر الحديث، فقد ارتبط اسم المدينة بمصالي الحاج أبي الحركة الوطنية التي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي، حيث بدأت في النضال السياسي من أجل الحصول على حقوق الجزائريين في المستوى نفسه من الحقوق التي كان الأوروبيون المقيمون في الجزائر المستعمرة يتمتعون بها، قبل أن تتطور مطالب الحركة الوطنية لتصل في الأخير إلى مطلب الاستقلال التام عن فرنسا.
عصر الأمازيغ القدامى.. طبقات الحضارات المتعاقبة
شهدت تلمسان وصول الفتح الإسلامي في النصف الثاني من القرن الأول للهجرة، وذلك على يد أبي المهاجر دينار الذي ينسب إليه فتح المغرب الأوسط عموما.
وقد تعاقبت على حكم تلمسان جل الدول التي سيطرت على منطقة الغرب الإسلامي، من الأمازيغ القدامى مرورا بالرومان والوندال والقرطاجيين، ثم مختلف الدول الإسلامية من أدارسة وفاطميين وحماديين وزيريين وموحدين ومرابطين وعثمانيين… حتى أن الإسبان أتوا إليها في فترة مطاردتهم للأندلسيين الفارين من بطش محاكم التفتيش المسيحية.
بعد الفتح الإسلامي، ظلت تلمسان تابعة للحكم المركزي للخلافة الإسلامية في عهد الأمويين، قبل أن تختار مدينة أغادير مذهب الخوارج في بدايات عهد العباسيين وتزامنا مع ظهور حركة الخوارج في المشرق العربي، قبل أن يحل بها المولى إدريس الأول مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب الأقصى، ويبني فيها مسجدا ما زالت المدينة تحتفظ بآثاره، ويعيّن أخاه سليمان حاكما لها، وهو دفين منطقة عين الحوت القريبة من تلمسان.
منذ تأسيسها لعبت المدينة أدوارا سياسية وعسكرية مهمة، حيث ترصد الوثائق التاريخية روابط تجارية وثيقة بين المدينة، وبين كل من الجنوب الأفريقي والشمال الأوروبي. وازدهرت مدينة تلمسان أكثر في أيام المرابطين، واشتهرت وقتها بمراكزها الدينية، وفيها عدد كبير من المساجد التاريخية الرائعة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن وضريح الولي الصالح سيدي بومدين.
جوهرة المرابطين والموحدين.. صراعات الإمارات حول المدينة
في أواخر القرن الـ11 للميلاد، وتحديدا عام 1079، وصل سلطان آخر إلى مدينة تلمسان، وهو يوسف بن تاشفين صانع أمجاد الدولة المرابطية، فقام ببناء مدينة جديدة في المنطقة أطلق عليها اسم “تقرات” أو “تاجرارت” (الحملة العسكرية) حسب بعض المصادر، وهو الصرح الذي أتم بناءه ابنه علي بن يوسف بن تاشفين، حيث أقام في القصر الكبير، وشيّد مسجدا خلال فترة استقراره بالمنطقة عام 1136.
وقد واصل عبد المؤمن بن علي حفيد يوسف بن تاشفين، ما بدأه جده، لكنه تعرض للحصار من طرف الموحدين وهو بمدينة تلمسان، وبعد مقاومة وصمود كبيرين تخضع المدينة لسيطرة الموحدين أواسط القرن الـ12 للميلاد. سيطرة استمرت لأقل من قرن واحد، فسرعان ما أقام الملك الأمازيغي يغمراسن بن زيان حكما مستقلا دام لثلاثة قرون، إلى غاية عهد المرينيين الذين سيطروا على المدينة لبضع سنوات قبل أن يسترجعها الزيانيون.
ومن غرائب التاريخ أن عبد المؤمن بن علي الذي قاد تأسيس الدولة الموحدية تحت إمرة شيخه محمد بن تومرت، ينحدر من أصل تلمساني، لكن المدينة لم تشهد الازدهار في عهد دولة الموحدين التي قامت على أنقاض الدولة المرابطية، بل أصابها قدر من الخشونة والبساطة الذي نهجه الموحدون في بدايات حكمهم، قبل أن تعود في الشطر الثاني من عهدهم لتذوق بعض الرقي، وذلك بعد تولي بني عبد الواد مهمة حكم المنطقة بتكليف من الموحدين.
بنو عبد الواد.. طفرة تاريخية تغير وجه المغرب الأوسط
لحظة الطفرة التي شهدها تاريخ هذه المدينة، كانت عندما سقط حكم الموحدين الذين كانوا يجمعون بين المغارب، الأدنى والأوسط والأقصى، حيث ستظهر دول ثلاث، وهي الدولة الحفصية في أفريقية (تونس الحالية)، والدولة المرينية في المغرب الأقصى، ودولة بني عبد الواد في المغرب الأوسط (الجزائر الحالية).
لكن أكثر الفترات السياسية أهمية وانطباعا في ذاكرة تلمسان، هي فترة حكم الزيانيين الذين بسطوا سيطرتهم على المدينة بين 1235-1556 من الميلاد، وسيطروا انطلاقا منها -خلال فترات ازدهارهم- على القسم الأكبر من الجزائر الحالية.
تعود أصول بني عبد الواد إلى قبيلة زناتة الأمازيغية التي ترجح الكتابات التاريخية أن تكون القبائل الهلالية العربية التي زحفت من المشرق، أرغمتها على الانتقال إلى المغرب الأقصى، قبل أن يعيدها الموحدون (سلالة أمازيغية) إلى المنطقة الواقعة بين تلمسان ووهران، مكافأة لهم على ولائهم لها. ومع سقوط الدولة الموحدية بداية القرن الـ13 للميلاد، وجد بنو عبد الواد الفرصة سانحة لتأسيس كيانهم المستقل الذي سيحكم المغرب الأوسط قرابة ثلاثة قرون.
بعد تثبيت حكم الكيان السياسي المستقل، وصده لهجمات الموحدين غربا والحفصيين شرقا، عمد يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد مؤسس الدولة الجديدة، إلى توسيع مجال نفوذه الترابي ليشمل الغرب الجزائري الحالي، ودخل في مناوشات مع المرينيين حول السيطرة على منطقة سلجماسة الحيوية في أنشطة التجارة، لكن التماسك الداخلي للدولة الزيانية لم يزل هشا بسبب التناقضات القبلية الداخلية من جهة، وضغوط الجيران الشرقيين والغربيين عليها.
ورغم كل القلاقل والاضطرابات، التي شهدتها القرون الثلاثة التي عمرت فيها دولة بني عبد الواد، وسقوط المدينة تحت سيطرة المرينيين بين 1337-1359، فإن تلمسان عاشت حقبتها الذهبية، حيث كانت عاصمة سياسية وعسكرية، فقد شيد أكبر مساجدها وعززت تحصينات أسوارها وبني قصرها.
يغمراسن بن زيان.. نزعة المؤسس إلى الحضارة والعلم
شهدت المرحلة الزيانية نشاطا كبيرا للعمارة في مدينة تلمسان، وشهدت بناء كثير من المساجد والمدارس والمباني التي ترمز لسلطة “المخزن” الخاص ببني عبد الواد على غرار “المخزن” المغربي. كما شهدت هذه المرحلة نمو طبقة برجوازية محلية جمعت بين الثروة والعلم والجاه، مما حوّلها إلى مصدر إشعاع حضاري وثقافي في الغرب الإسلامي. كما طوّرت المدينة في تلك الحقبة صناعات محلية لمنتوجات كانت تصدر إلى باقي المدن المجاورة، وبعضها إلى الجنوب الإفريقي.
وتعتبر مئذنة المنصورة كل ما بقي من معلمة دينية وتاريخية كبيرة، ويعود أصل بنائها إلى محاولة بني عبد الواد تشييد قلعة حصينة تمنع خصومهم من القضاء عليهم، لكن سلاطين بني مرين الذين كانوا يحكمون المغرب تمكنوا من السيطرة على المنصورة، واستقروا فيها لبعض الوقت، وهو ما كان كافيا ليتركوا بصمتهم الحضارية فيها، وعلى رأسها مئذنة المسجد الأكبر التي تشبه صومعة مسجد حسان الموجودة في الرباط.
فخلال حصار قواته لمدينة تلمسان ومحاولته السيطرة عليها، أمر السلطان المريني أبو يعقوب المريني عام 1303 ببناء مسجد ومئذنة المنصورة، وذلك ضمن أجزاء مدينتهم التي قاموا بتشييدها بالقرب من تلمسان، بما في ذلك القصور والمدارس والأسوار التي ترتفع 12 مترا.
النزعة التي امتاز بها يغمراسن بن زيان مؤسس دولة الزيانيين، وميله الواضح إلى الثقافة والعلوم، انعكس على المدينة التي جعلها حاضرة لدولته، فقد تميزت تلمسان باستقطابها كبار العلماء والمثقفين في العصور التي شهدت ازدهارها، كما شهدت المدينة تخريج كثير من العلماء والمثقفين الذين انتقلوا إلى أقطار أخرى لنشر العلم والمعرفة.
الموقع الجغرافي للمدينة، جعلها أيضا ممرا حتميا لمختلف العلماء الباحثين عن تبادل المعرفة، سواء منهم القادمين من المشرق أو المغرب، من الشمال او الجنوب.
المدرسة الخلدونية.. إحياء ذكرى مقام ابن خلدون بالمدينة
وصفها لسان الدين بن الخطيب، حسب المؤرخ الجزائري أحمد بن محمد المقري المعروف بلقب التلمساني، بقوله: مدينة جمعت بين الصحراء والريف، ووضعت في موضع شريف، كأنها ملك على رأسه تاجه، وحواليه من الدوحات حشمه وأعلاجه، عبادها يدها وكهفها كفها وزينتها زيانها وعينها أعيانها. هواها المقصور بها فريد، وهواؤها الممدود صحيح وعتيد، وماؤها برود صريد.
وفي تلمسان قضى المؤرخ ابن خلدون جزءا من حياته، ومنها استلهم قسما من كتاباته التي تعتبر إلى اليوم مرجعا في العلوم الاجتماعية. وتحتفظ تلمسان بالمدرسة الخلدونية تخليدا للسنوات الثلاث التي قضاها ابن خلدون في المدينة قبل أن ينتقل إلى مدينة تيارت، حيث اعتكف لكتابة مقدمته الشهيرة.
فقد لعبت تلمسان دورا فعالا في بناء صرح التمدن في منطقة المغرب الإسلامي، وتجلى ذلك في ميادين عدة، مثل الفنون الجميلة كالموسيقى، خاصة بعد مجيئ الأندلسيين حاملين فنونهم، كالفن المعماري الذي أبدى السلاطين الزيانيين اهتماما كبيرا به من خلال تشييد القصور والمساجد والمدارس والأسوار. وأبرز المآثر العمرانية التي تحتفظ بها تلمسان هو المشور، قصر الحكم في عهد الزيانيين.
قبلة الغزاة والتجار.. قطعة من الأندلس المفقود
كانت مدينة تلمسان واحدة من الوجهات الرئيسة للأندلسيين بعد طردهم من طرف المسيحيين أواخر القرن الـ15 للميلاد، فقد استقر بها عدد من الأسر الغرناطية والقرطبية.
اكتسبت تلمسان كثيرا من المزايا الحضارية التي جلبها المهاجرون من الأندلس، حيث تعتبر مدينة تلمسان عاصمة للموسيقى الأندلسية، وتتميز فيها بالنمط الحوزي الذي يقترب من الشعر، لكنه انفتح في كلماته على اللغة العامية. وتحفل دواوين الحوزي بقصائد الغزل والشوق للأحبة، وكذا المديح الديني، وقصائد أخرى تتغنى بالوطن والشوق إليه.
ورغم تنوعها الديمغرافي، غالبا ما كانت الطبقة الشعبية تقطن المدينة القديمة (أغادير). بينما سكنت الطبقة الخاصة المتكونة من رجال العلم والفقه والإدارة والسياسة والحرب بمدينة تلمسان العليا (تاقرارت)، حيث مقر السلطان والأمراء وحاشيتهم، وتشكل حومة اليهود (حي اليهود) قلب المدينة، حيث توجد أسواق الصاغة. وكان هذا الحي تاريخيا الأكثر كثافة بالسكان، حيث كان يضم نحو خمسمائة دار لليهود، وكلهم تقريبا ينتمون إلى الطبقة الغنية.
كما نهلت المدينة من جل الحضارات الإنسانية، حيث كانت القوافل التجارية تصل إلى تلمسان آتية من الجنوب، حاملة منتوجات مثل العاج وريش النعام والبخور والذهب والعبيد، وتعود منها محملة بالحبوب والثياب والنحاس وبعض الأنواع من العقاقير والعطور. بينما كانت حركة التجارة تنشط في اتجاه الشمال الأوروبي أيضا، موازاة مع نشاط دبلوماسي مكثف مع إمارات وممالك إسبانيا وفرنسا.
وبعد سقوطها في قبضة الإسبان الذين كانوا يطاردون الأندلسيين، تمكن العثمانيون من تحريرها سنة 1553، فأصبحت تابعة للدولة العثمانية مع تمتعها بنوع من الاستقلال الذاتي. وعلى غرار باقي التراب الجزائري، تسقط تلمسان تحت الاحتلال الفرنسي الذي حل بسواحل البلاد عام 1830، وسرعان ما تمكن من إخضاع مدينة تلمسان لسلطته عام 1844، لتستعيد حريتها مع استقلال الجزائر عام 1962.
إرث الطبيعة والتاريخ والحضارة.. مواقع الجذب السياحي
ورثت تلمسان خاصيتها التاريخية المتمثلة في التميز والفرادة، إذ يقر لها العارفون بمدن الجزائر صمودها أمام هجمة البنايات الإسمنتية، وحفاظها على ثروة طبيعية متنوعة، من أشجار التوت والعنب والرمان والكرز التي تزينها.
هي واحدة من أكثر المدن الجزائرية جذبا للسياح، بفضل إرثها التاريخي وثروتها الطبيعية، مما يضفي عليها جمالا استثنائيا، ففي المحيط القريب من تلمسان -وتحديدا في المنصورة- يوجد أحد أكبر المساجد العتيقة للجزائر، وهو مسجد المنصورة الذي قال عنه المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون، إنه من بين أكبر مساجد العالم الإسلامي في فترة بنائه، أي بداية القرن الـ14 في عهد السلطان المريني أبي يعقوب.
وتحصي مدينة تلمسان عشرات المواقع السياحية، موزعة بين مناطق طبيعية وأخرى تاريخية، من بينها ضريح سيدي بومدين، ومدرسة العباد، ومسجد سيدي بلحسن، والمشور (قصر حكم بني عبد الواد)، وأنقاض مدينة المنصورة (بناها المرينيون)، وكهوف عين فزة، ومئذنة أغادير، وهضبة للا ستي.
ويعتبر سيدي بومدين التلمساني واحدا من الصلحاء الذين بصموا منطقة الغرب الإسلامي، حيث طاف أرجاء المنطقة من الأندلس والمغرب الأقصى والأوسط، وعرف عنه اشتغاله بالدعوة والصلاح والزهد.
وتعتبر البنايات المحيطة بضريح سيدي بومدين من بين أكثر مناطق المدينة عبقا بالتاريخ، وهو الموقع الذي أقيم حول مكان دفن واحد من أكثر الشخصيات الصوفية شهرة في المنطقة، وفي الموقع توجد آثار مسجد بناه السلطان المريني أبو الحسن خلال فترة سيطرته على المدينة في القرن الـ14 للميلاد، إلى جانب بقايا القصر السلطاني الذي بني في الحقبة نفسها.
المصدر: الجزيرة الوثائقية – مواقع إلكترونية