بدأ عصر الغزو البشري للفضاء في بداية ستينيات القرن الماضي بإرسال السوفيات للشاب اليافع “يوري غاغارين”، ممهدين بذلك طريقا واسعة لأعداد كبيرة من روّاد الفضاء الذين تجاوز عددهم الـ500 حتى اليوم من مختلف الجنسيات والأعراق، وتحظى الولايات المتحدة الأمريكية بالنصيب الأكبر من هذه المجموعة البشرية الاستثنائية بنسبة تتجاوز 60% من العدد الكلي، وتليها روسيا بنسبة 21%، ثمّ الصين واليابان وبقية دول العالم.
وعلى مستوى العالم الإسلامي، فثمة 11 رائد فضاء مسلما فقط من دول مختلفة يمثلون هذه القائمة، وينتمي نصفهم جغرافيا إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة التي كانت ترتكز في آسيا الوسطى حينئذ.
وعلى الرغم من قلتهم استطاع الرواد المسلمون أن يصلوا إلى الفضاء، وأن يسبقوا أمما كثيرة مثل اليابان وبريطانيا والصين وغيرهم من الدول البارزة في هذا المجال اليوم، ويعد رائد الفضاء السعودي الأمير سلطان بن سلمان أول من نال هذا الامتياز، وتلاه رائدا الفضاء السوري محمد فارس والأذري موسى مناروف، ثمّ رائد الفضاء الأفغاني عبد الأحد مومند قبل نهاية حقبة الثمانينيات.
وفي هذا المقال نستعرض جميع أولئك الروّاد الذين مثلوا بلادهم في العقود الماضية وفق التسلسل الزمني، مع التطرق إلى بعض الإشكاليات والعقبات التي تواجه رائد الفضاء المسلم في أداء الفرائض بينما يوجد على متن محطة الفضاء الدولية.
سلطان بن سلمان.. أول رائد فضاء عربي مسلم
كان من نصيب الأمة العربية أن تحظى بشرف أول صعود لرائد مسلم إلى الفضاء في بعثة فضائية أمريكية عام 1985 على يد الطيار المدني سلطان بن سلمان الذي خدم لاحقا في القوات الجوية الملكية السعودية. فبعد أنّ تبنت دول الجامعة العربية مشروع تنمية سبل الاتصال الفضائي فيما بينها لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، وكذلك لبناء قاعدة إعلامية عربية؛ انعقدت عدة مؤتمرات جمعت بين وزراء الإعلام العربي ونتج عنها توقيع اتفاقية تقتضي تأسيس المنظمة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) عام 1976، ويقع مقرها في الرياض.
وقد تكفّلت الشركة الفرنسية للفضاء “أيروسباسيال” (Aérospatiale) بتصميم وتصنيع الجيل الأول من الأقمار الاصطناعية، ونظرا إلى أن المملكة العربية السعودية كانت المساهم الأبرز في عملية تمويل المشروع العربي الأول من نوعه، حازت على مهمة ترشيح ثلاثة رواد فضاء للإشراف على القمر الاصطناعي الثاني ضمن سلسلة أقمار (عرب سات)، على أن يقع اختيار واحد منهم من طرف وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ليقوم بمهام “أخصائي حمولة”.
كان الأمر مستهجنا بعض الشيء بالنسبة لوكالة ناسا على حد تعبير الرائد سلطان بن سلمان، على الرغم من أنّ الوكالة الأمريكية كانت قد فتحت بابها للفنيين المدرَّبين الأجانب للقيام بمهام أخصائي حمولة ضمن رحلاتها منذ عام 1983 -أي قبل عامين من الرحلة- وحتى عام 2010.
وبعد فحوصات طبية مكثفة أقدمت عليها الوكالة، تقرر اختيار سلطان بن سلمان على أن يكون مرشحا أساسيا، بالإضافة إلى رائد الفضاء عبد المحسن البسام الذي كان مرشحا احتياطيا ليحلّ محله إذا دعت الحاجة، في رحلة فضائية على متن المكوك الفضائي “ديسكفري”.
دار المكوك الفضائي حول الأرض 112 مرّة في ظرف 7 أيام وساعة واحدة و38 دقيقة، قبل أن يعود أدراجه ويهبط في منشأة هبوط المكوك التابع لـ”مركز كينيدي للفضاء” في مقاطعة بريفارد بولاية فلوريدا الأمريكية. وإضافة للهدف الأول للمهمة -إرساء القمر الاصطناعي الثاني عرب سات في الفضاء-، قام سلطان بعدة تجارب علمية وُكّل بها من طاقم علمي عربي ليقوم بإجرائها في بيئة تنعدم بها الجاذبية.1
محمد فارس.. حفنة من تراب دمشق تحلق في الفضاء
بعد عامين فقط من الحضور العربي الأول، سجّل رائد الفضاء السوري محمد فارس ثاني المشاركات الإسلامية والعربية في الفضاء عام 1987 على متن المركبة الفضائية “سويوز تي ام-3” السوفياتية، بعد أن قضى قرابة عامين في التدريبات والتمارين المكثفة في موسكو. ويعود اختياره ضمن البرنامج السوفياتي للفضاء “انتركوسموس” الذي كان يهدف إلى تعزيز التعاون بين حلفاء الاتحاد في آسيا.
اختير العقيد محمد فارس من بين عدد من المرشحين من الجمهورية العربية السورية، وجاء المقدم منير حبيب رديفا له في حال حدث أيّ طارئ.
وفي حوار أجرته صحيفة “ذا ناشينال” الإماراتية مع رائد الفضاء، تحدث محمد فارس عن بعض التفاصيل المتعلقة برحلته الفريدة، فأشار إلى أنّه تناول حفنة من تراب دمشق ووضعها بقارورة واصطحبها معه في المركبة، قبل أن يدرك لاحقا بأنّه كان أول رائد فضاء على الإطلاق يُوصلُ تربة الأرض إلى الفضاء الخارجي.
مكث محمد فارس في محطة الفضاء الروسية “مير” 8 أيام إلا ساعة واحدة، وهو المكوث الأطول لأي رائد فضاء عربي. وقد أجرى تجارب علمية عدّة بمشاركة الروّاد الروس الذين كانوا برفقته، وفور عودته إلى الأرض إلى كازاخستان لقي احتفاء كبيرا من الجماهير العربية، إضافة إلى تسلمه الوسام السوفياتي الأرفع “وسام لينين”، من قبل حكومة الاتحاد.2
موسى مناروف.. أطول الرواد مكوثا في الفضاء
يعتلي رائد الفضاء الأذري موسى مناروف قائمة رواد الفضاء المسلمين بالتألق والتميّز، لكونه الأكثر وجودا في الفضاء الخارجي بمجموع 541 يوما مقسمة على رحلتين. ويرجع أصل مناروف إلى جمهورية أذربيجان الاشتراكية التي استقلت لاحقا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وبحكم عمل والده الذي كان يخدم في الجيش الأحمر، فقد كانت عائلته في تنقل مستمر في أنحاء البلاد حتى استقرّ به الحال في موسكو ملتحقا بأحد معاهد الطيران في عام 1969.
نال مناروف شهادة هندسة الطيران، ثمّ عمل مراقبا في محطتي الفضاء “ساليوت” و”مير” الروسيتين، وعمل مديرا في مركز مراقبات البعثات، وفي عام 1987 تقرر إرساله إلى الفضاء للمرة الأولى، وبعد ثلاثة أعوام أُرسِل مرة أخرى.
عمل مناروف جنبا إلى جنب مع الروّاد الروس على تأمين محطة الفضاء “مير” وتنميتها، إذ ساهم في تثبيت دعامات المصفوفة الشمسية في المحطة الفضائية، وشارك في أنشطة ومهام خارج المركبة “إيفا” (EVA) لمدة زمنية مجموعها يوم ونصف اليوم تقريبا، وهو رقم وإنجاز كبير للغاية يدركه جيدا جميع رواد الفضاء.
وحتى عام 2007، احتفظ مناروف بترتيبه الثامن ضمن أكثر الرواد مكوثا في الفضاء الخارجي على مستوى العالم.3
عبد الأحد مومند.. طائر أفغانستان في ذروة الحرب
قبل نهاية الثمانينيات استطاع مسلمٌ آخر التغلب على جاذبية الأرض والصعود إلى الفضاء، وهو الطيار المقاتل عبد الأحمد مومند، وهو أول أفغاني يحقق هذا الإنجاز. وربما تمثل قصة رحلته بعض الارتباك لفهم المشهد الواقع آنذاك، إذ كانت الحرب السوفياتية الأفغانية في أوجها، وكان القتال على جميع الأصعدة بين الروس والمعارضين للحكومة الأفغانية الماركسية.
وبحكم معاهدة الصداقة والتعاون الثنائي التي تبنتها الحكومتان لصد هجمات الثوار في أفغانستان، كان البرنامج السوفياتي “انتركوسموس” -آنف الذكر- يشمل الحكومة الأفغانية وممثليها، لذا أُرسِل رائدا فضاء لتعزيز ذلك التعاون في ذلك الوقت.
كان الرائدان هما محمد دوران غلام، والآخر عبد الأحد مومند الذي جاء احتياطيا في مهمة “سويوز تي إم-6″، ولأسباب صحيّة حلّ أساسيا بدلا من رائد الفضاء محمد غلام، وبعد فترة من التدريبات أُرسِل إلى محطة الفضاء “مير” بمهمة رائد فضاء باحث في منتصف عام 1988.
لم يدم مومند طويلا على متن المحطة، فبعد 8 أيام استعد للرحيل برفقة رائد الفضاء الروسي “فلاديمير لياخوف” الذي كان يدير رحلة عودتهما إلى الأرض، وقد فشلت في بادئ الأمر وبقيا عالقين في الفضاء الخارجي في هذه “الصومعة” الضيقة بظروف قاسية لمدة يوم كامل، حتى تمكنا من اختراق الغلاف الجوي والهبوط على سطح الأرض.4
“توكتار أوباكيروف”.. كازاخي في آخر رحلات الاتحاد السوفياتي
استمرارا لعمل الحكومة السوفياتية مع الدول الصديقة، اختيرت كازاخستان لتكون الدولة التالية في المشروع الفضائي، ونظرا لوجود ميناء فضائي في أراضيها، كان ذلك دافعا مهما في حثّهم على البقاء ضمن مضمار سباق الفضاء في مواجهة الغرب.
وقع الاختيار على رائد الفضاء “توكتار أوباكيروف”، وهو خامس مسلم يصعد إلى الفضاء وأول كازاخي. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1991 حلّق “أوباكيروف” رفقة المركبة الفضائية “سويوز تي إم-13” التي تعد آخر رحلة يجريها الاتحاد السوفياتي قبل انهياره وتفككه بوقت قصير بعد عودة “أوباكيروف” إلى الأرض.5
“تالغات موساباييف”.. ثلاث رحلات متفرقة إلى السماء
يعد رائد الفضاء “تالغات موساباييف” ثاني كازاخي يحقق المجد لبلاده وللأمة الإسلامية، ومحطما كذلك الرقم القياسي بين الرواد المسلمين في زيارة الفضاء لثلاث مرات متفرقة. وقد كان “موساباييف” في رحلته الأولى مهندس طيران، قبل أن يترقى في رحلتيه التاليتين فيكون قائد المهمة.
وقد مكث موساباييف في محطة الفضاء “مير” وفي محطة الفضاء الدولية 341 يوما خلال رحلاته، وهو ثاني أعلى الأرقام في قائمتنا هذه، قبل أن يستقيل من مهمته في ريادة الفضاء في عام 2003، ويعيّن لاحقا رئيسا لوكالة الفضاء الوطنية لجمهورية كازاخستان منذ عام 2007. 6
“ساليجان شاريبوف”.. قرغيزي يمتطي مراكب الشرق والغرب
يأتي في المرتبة السابعة في القائمة رائد الفضاء القرغيزي “ساليجان شاريبوف” ذو الأصول الطاجيكية، وقد تناوب في مرتين على الصعود إلى الفضاء برفقة الأمريكان والروس كل على حدة، في سابقة تاريخية من بين رواد الفضاء المسلمين.
وكانت رحلته الأولى على متن المكوك الفضائي “إنديفور” الأمريكي في مطلع عام 1998، ورحلته الثانية نحو محطة الفضاء الدولية رفقة مركبة الفضاء “سويوز” الروسية عام 2004. وقد أمضى نحو 201 يوما بعيدا عن الأرض، من بينها 10 ساعات و34 دقيقة كانت ضمن أنشطة خارج المركبة.7
أنوشه أنصاري.. المرأة التي حققت ثلاثة أرقام قياسية
لم تقتصر قائمة روّاد الفضاء المسلمين على الرجال فقط، فقد حققت نجاحا مبهرا رائدة الفضاء وسيدة الأعمال الأمريكية ذات الأصول الإيرانية أنوشه أنصاري، وسجّلت ثلاثة أرقام قياسية في رحلتها الفريدة. فقد كانت أول رائدة فضاء مسلمة، وأول سيّدة سائحة، وأول مواطن إيراني يصعد إلى الفضاء.
كان حال أنوشه أنصاري كحال بعض روّاد الفضاء المدرجين في القائمة، إذ كانت احتياطيا لرجل الأعمال الياباني “إينوموتو دايسوكي” الذي استبعِد عن الرحلة لأسباب صحية، فسنحت الفرصة لها كي تدخل التاريخ من أوسع أبوابه.8
وفي سبتمبر/أيلول 2006، ركبت أنوشه أنصاري مركبة الفضاء الروسية “سويوز تي ام اي-11″، متجهة إلى محطة الفضاء الدولية، ومكثت فيها قرابة 10 أيام قبل أن تعود إلى الأرض. وقد نصّ العقد المبرم مع الجهات المتكفلة برحلتها بمنعها من الحديث أو التلميح عن المبلغ المتفق عليه، إلا أنّ بعض المصادر تشير إلى أن 20 مليون دولار كانت تكلفة الرحلة، بما فيها المبيت في محطة الفضاء الدولية.
شيخ مظفر شكور.. عيد الفطر في محطة الفضاء الدولية
في الحديث عن صاحب الشهرة الأطغى من بين القائمة، يستحق رائد الفضاء الماليزي شيخ مظفر شكور تلك المرتبة بجدارة. فخلفيته الأكاديمية في جراحة العظام ساهمت بتشكيل تنوع فريد في إجراء بعض التجارب التي تناولت الجانب الطبي على متن محطة الفضاء الدولية، كما أنّه أعرب عن أولويته في إجراء بحوثٍ في الأمراض الخبيثة.
كان شيخ مظفر من بين 11 ألف مرشح تقدمت به الحكومة الماليزية إلى حكومة موسكو، بموجب اتفاق بين البلدين كجزء من صفقة بقيمة مليار دولار لشراء طائرات مقاتلة روسية.
وعلاوة على كونه أول ماليزي يمثل بلاده، فإنّ شيخ مظفر يُعد أول رائد فضاء مسلم يتجه نحو محطة الفضاء الدولية خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما دفع “دار التنمية الإسلامية” في ماليزيا إلى إصدار كتيب إرشادي من 7 صفحات كدليل لأداء العبادات من صلاة وصوم على متن محطة الفضاء الدولية، ويُعرف بـ”دليل أداء العبادة في محطة الفضاء الدولية”.
انطلق شيخ مظفر بواسطة مركبة الفضاء الروسية “سويوز تي ام اي-11″ في اكتوبر/تشرين الأول 2007 ومكث في الفضاء قرابة 10 أيام، وقد احتفل بالعيد في أثناء فترة مكوثه بينما وزّع طبق الـ”ساتاي” الشعبي طاقم المركبة.9
لم يتوان شيخ مظفر في إظهار تسجيلات له وهو يؤدي فروضه الدينية، موضحا مدى إمكانية التكيف مع بيئة تنعدم بها قوى الجاذبية.
“آيدن آيمبيتوف”.. عودة ثالثة لكازاخستان إلى الفضاء
يُعد رائد الفضاء “آيدن آيمبيتوف” ثالث كازاخي يحقق هذا الإنجاز لبلاده والعاشر للبلاد الإسلامية، وقد جاء اختياره لينوب عن سائح ياباني اعتذر عن جاهزيته لخوض هذه التجربة، فتقرر تهيئة “آيمبيتوف” لإرساله على متن المركبة الروسية “سويوز تي ام اي-18ام”.
بقي “آيمبيتوف” في الفضاء كما بقي أغلب الروّاد المسلمين في المجمل، قرابة 9 أيام قبل أن يعود إلى الأرض.10
هزاع المنصوري.. رجل الإمارات الأول في سباق الفضاء
في ختام اليوم وحتى تاريخ نشر هذا المقال، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة آخر مشارك في هذه القائمة بإرسال الطيار العسكري السابق هزاع المنصوري في رحلة نحو محطة الفضاء الدولية ببعثة فضاء روسية في سبتمبر/أيلول 2019.
مكث المنصوري في الفضاء قرابة 8 أيام، وقد أعرب مركز محمد بن راشد للفضاء الواقع مقره في دبي، عن أنّ رحلة المنصوري إنما هي البداية لمزيد من الرحلات القادمة.
الإشكاليات التي يواجهها رواد الفضاء المسلمين
بالنسبة لرائد الفضاء المسلم، فثمّة تحديات حقيقية يجب مواجهتها والتعامل معها وفق ما تقتضيه المعطيات الموجودة، فدوران المحطة الفضائية الدولية حول الأرض 16 مرّة في اليوم يخلق إشكالية في تحديد مواعيد الصلوات ووقت الإمساك والافطار بسبب شروق الشمس وغروبها كلّ ساعة تقريبا بالنسبة للموجود على متن المحطة.
وهناك تحديات أخرى يواجهها رائد الفضاء المسلم في أداء الفروض مثل الوضوء واستقبال القبلة، وصعوبة الحركة عند الركوع والسجود والجلوس، وكذلك في ما يتعلق بالاستحمام والطهارة ونحوه، فالأمر ليس بتلك البساطة التي ينعم بها المسلمون على سطح الأرض.
ولعلاج جميع تلك الإشكاليات المتوقعة، سخّرت “دار التنمية الإسلامية” الماليزية جهودها في تخفيف العبء على الرائد المسلم بكتيب إرشادي ذكرناه سابقا، فبات أشبه بدليل المسلم في الفضاء الخارجي اليوم. وقُسّم الكتيّب إلى عدة محاور، وأهمها فيما يتعلق بأداء الصلاة واستقبال القبلة والصوم.
فبسبب انعدام الجاذبية -على سبيل المثال- قد لا يتيسر على المرء القيام والقعود على النحو الصحيح، لذا تحلّ الإماءات بالرأس عوضا عن ذلك، وإن تعسر ذلك فبحركة جفني العين، والحديث مفصّل في الكتيب.11
وأما استقبال الكعبة وهي إحدى المعضلات الأخرى التي يتحتم على المسلم أن يقصدها عند أداء الصلاة، فتشير دار الإفتاء إلى أنّ الأمر يتحقق وفق الأولويات: الوجهة نحو الكعبة أولًا، فإن تعسر فنحو الأرض، وإن تعسر فإلى أي جهة.
وتقدر أوقات الصيام وفق صوم أهل المنطقة التي أقلع منها رائد الفضاء، أي آخر بقعة أرضية كان بها. وثمّة مسائل أخرى عدة تتعلق بطبيعة الفضاء، وهي ذاتها التي سيستند عليها المسلمون مستقبلا إذا ما وقع شيء لسكان الأرض، مثل الارتحال نحو كواكب أخرى في الحيز الفضائي الضيّق حولنا.
المصدر: الجزيرة الوثائقية – مواقع إلكترونية