تعاني محطات الطاقة الشمسية من مشكلة التخلص من الغبار ، و الأتربة التي تخفض من كفاءة الألواح الشمسية ، كما أنها تقلل من عمرها الافتراضي .
و حالياً تشهد مشروعات الطاقة المتجددة و خاصة الشمسية في مصر توسعات كبيرة ، و هو ما يحتاج لتقنيات جديدة لتنظيف و تبريد تلك الألواح ، و ذلك من خلال رشّ الخلايا بمادة نانومترية مكونة من مزيج من أكاسيد المعادن و البوليمر ، و هو ما يُعد نقلة كبرى لمشروعات الطاقة الشمسية، في ظل وجود سباق محموم بين شركات توليد الطاقة الشمسية .
أهمية كبرى لتقنية تنظيف الألواح بمحطات الطاقة الشمسية
يمكن أن تحقق هذه التقنية جدوى اقتصادية كبيرة عند تطبيقها على المحطات الكبرى مثل محطة “ بنبان ” بمحافظة أسوان، التي تُعدّ أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في مصر، و حيث أنها تستهدف توليد 1465 ميغاواط من الكهرباء النظيفة من خلال ربط 32 محطة توليد للطاقة الشمسية بمحطات المحولات لربطها على الشبكة المصرية الموحدة للكهرباء .
و يتمحور هدف تلك التقنية حول تطوير هدف التنظيف الذاتي للخلايا دون تدخّل بشري، مع الحفاظ على كفاءتها و قدرتها على امتصاص الضوء ، حيث يتم التنظيف و التبريد في الوقت نفسه، مستخدمة تقنية النانو تكنولوجي في تحقيق هذين الهدفين.
و تعمل هذه المادة على تعظيم فائدة محطات الطاقة الشمسية و الخلايا الموجودة بها لأنها تسهل عملية التنظيف ، لرفع كفاءة الخلايا ، من خلال التخلص من الغبار و الأتربة في الأماكن التي تقلل كفاءتها، كما تعمل على رفع كفاءة الخلية، من خلال وضع مادة تعمل على زيادة امتصاص الخلايا للأشعة الشمسية.
و بحسب الدكتورة إيمان محمد مصطفى المتخصصة في تطبيقات مواد النانو في الطاقة المتجددة و المياه بـ معهد بحوث البترول، مديرة المعهد الدولي للطاقة المتجددة و شؤون البيئة لفرع مصر ،أنها أرادت تحقيق هدفين فيما يتعلق بالخلايا الشمسية، وهما : التنظيف والتبريد في الوقت نفسه، مستخدمة تقنية النانوتكنولوجي في تحقيق هذين الهدفين.
و تمتلك مصر محطة بنبان و هي واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسة بالعالم و التي أطلق عليها خبراء الطاقة المتجددة عاصمة الطاقة الشمسية في العالم ، و صنفت كأحد أهم وأكبر المشروعات الكهربائية التي تم تنفيذها في العالم خلال السنوات الأخيرة .
و هذا المشروع هو واحد من أهم مشاريع “البنية التحتية ” في مصر خلال العقود الأخيرة ، صُمم لتوليد الطاقة من خلال الاستثمار الأجنبي ، و هو أكبر محطة لتوليد الطاقة “الشمسية ” في أفريقيا و الشرق الأوسط بقدرة إجمالية تبلغ 1456 ميجاوات .
اقرأ أيضاً: مصر اتخذت خطوات جادة نحو التحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة
في تقرير مطول أجرته المجلة الأمريكية الشهيرة “مودرن دبلوماسي” عن اكتشافات الغاز الواعدة بمصر، قالت بأن مصر اتخذت خطوات جادة نحو التحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول موارد الطاقة نتيجة لاكتشافات الغاز الواعدة في شرق البحر الأبيض المتوسط
كما ذكرت أن مصر واليونان تمكنتا من أن تصبحا دولتين من أهم دول العالم في اكتشاف الغاز وتصديره.
مضيفة في تقريرها “مما لا شك فيه أن مصر واليونان دولتان في وضع فريد، حيث تتبنى كل منهما سياسات متسقة لا تركز فقط على تنمية موارد الطاقة المحلية وتحويلها إلى مراكز تجارية ولكن أيضًا على ترسيم الحدود البحرية”.
وتابعت قائلة: “يسعى كلا البلدين إلى الدبلوماسية النشطة وبناء التحالفات، الأمر الذي أشعل محركات التعاون في مجال الطاقة، وأدى إلى تنشيط الآليات الإقليمية لصالح اقتصاداتهما وشعوبهما والأجيال القادمة”.
قطاع البترول في مصر حقق إنجازات كبيرة والآفاق واعدة للغاية
وأوضحت المجلة أنه خلال عام 2020، حقق قطاع البترول في مصر إنجازات كبيرة وكانت الآفاق كما ذكرت تحديدآ “واعدة للغاية” لاستكشاف حقول الغاز.
وأشاد التقرير بمشاريع صناعة البترول الرئيسية في البلاد، وخصت بالذكر مشروع توسيع إنتاج الأوكتان لشركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات.
وكذلك افتتاح مصفاة البترول التابعة لشركة “ميدور” والتي من المتوقع أن تنتج حوالي 2.3 مليون طن من وقود الديزل و860 ألف طن من الوقود عالي الأوكتان سنويًا.
فضلا عن عمليات حفر نفق أحمد حمدي 2 الذي يمر أسفل قناة السويس وسيربط شبه جزيرة سيناء بمحافظات مصر المختلفة.
مصر وقعت ٢٢ اتفاقية استكشافية لتطوير المناطق البحرية
وأضافت أنه على الرغم من الجائحة والباء العالمي، إلا أن القاهرة وقعت بالعام الماضي 22 اتفاقية استكشافية لتطوير المناطق البحرية في البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط مع شركات النفط العالمية الكبرى مثل: American Exxon Mobil وBritish Shell وBP وENI الإيطالية وFrench Total وغيرها.
كما استحوذت شركة الطاقة اليونانية (المتوسطة الحجم) Energean Oil & Gas على الملكية الكاملة لامتياز أبو قير المصرية الواقعة في غرب دلتا النيل.
والتي تعد أحد أكبر مراكز إنتاج الغاز، واتخذت شركة الطاقة اليونانية مؤخرًا قرارًا استثماريًا نهائيًا بشأن امتياز شمال العامرية وشمال إدكو الذي يحتوي على حقلي غاز يازي وبايثون اللذين سيتم تطويرهما كحقول تابعة للبنية التحتية البحرية والبرية في أبو قير.
اتفاقية ترسيم الحدود لمصر واليونان ستجني فوائد هائلة للمنطقة وللبلدين
ولفتت المجلة الأمريكية، إلى أن أثينا والقاهرة وقعتا اتفاقية بشأن الترسيم الجزئي للحدود الاقتصادية الخاصة بكل منهما، مشيرة إلى أن الإتفاقية هي نتيجة مفاوضات استمرت 15 عامًا، تعترف بجميع حقوق الدول الساحلية في مناطقها البحرية، وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).
كما تنص الاتفاقية على أن كلا البلدين يعملان معًا لإنشاء مشروع مشترك لاستكشاف وتطوير الموارد الطبيعية الممتدة إلى المناطق الاقتصادية.
وتابعت أنه من المتوقع أن تجني مصر واليونان والمنطقة فوائد هائلة من اتفاقية ترسيم الحدود التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر جذب الاستثمارات الدولية للتنقيب عن النفط والغاز في المناطق البحرية المحددة ؛ وتنفيذ مشروع EuroAfrica Interconnector الذي سيربط شبكات الكهرباء في مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت اليونانية”.
وقالت أن مصر واليونان من بين الأعضاء المؤسسين لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي تم التوقيع على ميثاقه في سبتمبر 2020، والذي يقع مقره الرئيسي في القاهرة.
لافتة إلى المنتدى بمثابة منظمة تعاون إقليمي هدفها الأساسي هو تعظيم فوائد ثروة الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال التكامل والاستخدام المشترك للبنية التحتية القائمة أو بناء واحدة جديدة.
كما يوفر المنتدى منصة للحوار بين الحكومات ويهدف إلى ضمان التواصل بين الدول وصناعة الطاقة لقضايا المنبع والمصب.
كما ذكرت أن مصر وقعت اتفاقية مع قبرص لبناء خط أنابيب تحت البحر، سينقل الغاز من حقل أفروديت إلى مصانع تسييل الغاز في مصر لإعادة تصديره إلى أسواق ثالثة.
إلى جانب اتفاقية أخرى بين الهيئة المصرية القابضة للغاز الطبيعي (إيجاس) وشركة اتحاد المقاولين CCC ، وصندوق الاستثمار الفلسطيني لتطوير قطاع غزة.
المصدر: بترو نيوز – مواقع إلكترونية