أطلق خبراء الطاقة المتجددة على مشروع “محطة بنبان” عاصمة الطاقة الشمسية في العالم ، وصنف كأحد أهم وأكبر المشروعات الكهربائية التي تم تنفيذها في العالم خلال السنوات الأخيرة .
هو واحد من أهم مشاريع “البنية التحتية ” في مصر خلال العقود الأخيرة ، صمم لتوليد الطاقة من خلال الاستثمار الأجنبي ، وهو أكبر محطة لتوليد الطاقة “الشمسية ” في أفريقيا والشرق الأوسط بقدرة إجمالية تبلغ 1456 ميجاوات .
ساهم مشروع محطة “بنبان” في توفير ما يقارب 12 الف فرصة عمل مباشرة ، وحوالى 23,450 فرصة عمل غير مباشرة أثناء فترة التنفيذ ، و 6000 فرصة عمل دائمة بعد التشغيل ، وقد تم الاتفاق على تخصيص نسبة 10% من أرباح الشركات المشاركة في المشروع للمسئولية المجتمعية ،
“بنبان” تساهم في تفادي 2 مليون طن من” ثاني أكسيد الكربون “
ساهم مشروع “بنبان” في جذب الاستثمارات الأجنبية ، فضلا عن تفادي كمية كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تبلغ حوالي 2 مليون طن ، بالإضافة لتأثير المشروع التنموي والمجتمعي متمثلا في إصدار القوانين الداعمة للاستثمار ، وتحويل بعض المدارس الثانوية الصناعية لمدارس “للطاقة الشمسية ” بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم .
ويعتبر مشروع “محطة بنيان” نواة لتوليد الطاقة الكهربائية في مصر من الشمس بكميات كبيرة ، كمشروع قومي يدعم الشبكة القومية للكهرباء ويحافظ على البيئة وتصدير الفائض من الطاقة الكهربائية .
وكالة “ناسا الفضائية ” : موقع محطة” بنيان ” أكثر مناطق العالم سطوعًا للشمس
جاء اختيار موقع “محطة بنيان” بناءاً على دراسات المؤسسات العلمية العالمية ومنها وكالة “ناسا الفضائية ” ، وقد أكدت الدراسات العالمية أن موقع المحطة من أكثر مناطق العالم سطوعا للشمس على مستوى العالم .
وقد بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع حوالي 3,4 مليار يورو و هو ما يعادل حوالي 40 مليار جنيه مصري .
أقيم مشروع “بنبان ” على مساحة 8843 فدانًا ( 37 كيلو متر مربع ) ، ويضم المشروع عدد 4 محطات رئيسية لنقل الكهرباء ، و يستهدف إنتاج 2000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية النظيفة ، علمًا بأنها تساوي حوالى 90 % من الطاقة الكهربائية المنتجة من “السد العالي” .
يبلغ حجم الألواح الشمسية المستخدمة في “محطة بنان” حوالى 200 ألف لوحة شمسية ، وقد شارك في المشروع إلى جانب الشركات المصرية العاملة في مجال الطاقة شركات أجنبية وعربية ، بلغ عدد الشركات المنفذة للمشروع 40 شركة تم اختيارها من بين 200 شركة تقدمت للمشروع .
شركات عالمية كبرى تشارك في مشروع ” بنبان”
صدر القرار الجمهوري رقم 274 لعام 2014 لإنشاء المحطة بالمشاركة مع 40 شركة ، وقد بدأ تنفيذ المشروع في عام 2015 ، وفق المعايير الدولية .
تشارك في تنفيذ المشروع شركات رائدة مثل :
(توتال الفرنسية _ وشينت الصينية _ أكسيونا الإسبانية _ وألكازار إنيرجي الإماراتية _ و إينيري الإيطالية _ وسكاتيك النروجية ) ،
جوائز عربية وعالمية حصل عليها مشروع ” بنبان ”
فاز مشروع بنبان لتوليد الطاقة الكهربائية بجائزة ( أفضل مشروع عربي حكومي لتطوير البنية التحتية ) ، التي تم تنظيمها من دولة الإمارات بالتعاون مع جامعة الدول العربية ، بالإضافة لفوز مشروع بنبان بجائزتي ( GLobal Award ) لعام 2017 وجائزة البنك الدولي كأفضل مشروع بالعالم لعام 2018 .
يأتي تنفيذ مشروع “محطة بنبان” لتوليد الطاقة الكهربائية في مصر اتساقا مع توجه الدولة نحو إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة حفاظا على البيئة وخفض نسبة التلوث وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، ومواكبة التطور العالمي في إحلال الطاقة النظيفة كبديل للطاقة الأحفورية ، واستغلالاً لإمكانيات وموارد مصر الطبيعية وتعظيم الاستفادة منها.
اقرأ أيضاً: خطة الدولة المصرية مستقبل آمن ومستدام للطاقة النظيفة
تبذل الحكومة المصرية جهود كبيرة في التوسع في استخدامات الطاقة النظيفة، حيث تسعي إلي تحقيق التنوع في مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2025 في ضوء استراتيجية الطاقة المصرية الجارى تطويرها، وأن هناك رؤية للتوسع في الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج 40% من الكهرباء بحلول عام 2030.
لافتا إلى أن هناك مباحثات مع ألمانيا وبلجيكا لاستغلال وقود الهيدروجين النظيف، وأن هذه الجهود تعكس ما تقدمه مصر من خطى إيجابية في مجال الطاقة النظيفة. وتهدف رؤية مصر 2030 إلى بناء اقتصاد متوازن ومتنوع في إطار التنمية المستدامة.
وتلعب الطاقة المتجددة دوراً محورياً في ذلك، وهو دور تفصله استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035 التي أطلقتها الحكومة المصرية والطاقة المتجددة عام 2015.
وتسعى استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035 إلى تنويع مصادر الطاقة وضمان أمن للطاقة واستمراره، كما تحدد الشروط الضرورية لدعم نمو مصادر الطاقة المتجددة بمشاركة جميع القطاعات الاستراتيجية طموح مصر بأن تصبح نقطة مركزية على خارطة الطاقة تصل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
و تنخرط مصر في شراكات دولية وإقليمية عديدة لتحقيق مستقبل آمن ومستدام للطاقة النظيفة بمصر والمنطقة، مستفيدة من علاقاتها الدولية ومقوماتها الجغرافية وبنيتها التحتية، مشيراً في هذا الإطار إلى المبادرة الأهم إقليميا ًفي مجال الطاقة بحوض المتوسط بتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط مع دول الجوار ليلعب دوراً محورياً كمنصة للإسراع بتنمية واستغلال موارد الغاز الطبيعي بالمنطقة لتحقيق رفاهية الدول والشعوب وتأمين موارد الطاقة النظيفة أن الغاز مصدر مهم للتحول والانتقال نحو الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الهيدروكربونية .
وأكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، في كلمتة خلال مشاركته بالفيديو كونفرانس في يوم الطاقة والمناخ الخامس الذي نظمه منتدى الطاقة العالمي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي أن تحقيق مستقبل آمن ومستدام للطاقة النظيفة في مصر صار واقعا بفعل التزام الدولة بتنفيذ إجراءات ومبادرات جادة للتوسع في استخدام الغاز الطبيعي بكل أنحاء الجمهورية بالتزامن مع تنويع مزيج الطاقة المستخدم من خلال المصادر المتجددة، وهو ما يأتي التزاما باتفاقيات المناخ الموقعة عليها مصر.
وتمتلك مصر العديد من موارد الطاقة غير المستغلة؛ مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وتشير استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035 أن الطاقة المتجددة ينبغي أن تسهم بنسبة %42 من إجمالي قدرة الطاقة بحلول عام 2035 م. وسيساعد تقييم جاهزية الطاقة المتجددة وتحليل على تحقيق تلك الأهداف وتوضح هذه التقييمات طرق دعم المبادرات التي أطلقتها مصر لتعزيز انتشار تقنيات الطاقة النظيفة.
المصدر: بترو نيوز – مواقع إلكترونية