إليك واحداً من الأسئلة المحيرة.. هل شرب مياه البحر في حالات الطـوارئ يقي الإنسـان من المـوت عطشاً؟
تخيّل نفسـ.ـك في السيـ.ـناريو التالي: أنت تـ.ـائه وسـ.ـط البحر ونفذت منك زجـ.ـاجة المياه الوحيدة لديك وتكاد تمـ.ـوت عطشًا
فهل ستقـ.ـوم بشرب مياه البحر برغـ.ـم ملوحتها أو تنتـ.ـظر النجـ.ـدة علّها تنقـ.ـذك من هذا الموقـ.ـف العصيب؟
قبل أي شـ.ـيء، لا أتمنى لك سيـ.ـناريو كالذي ذكرته أعلاه، لكننـ.ـي وددتُ أن تعيش اللحـ.ـظة في مخيـ.ـلتك لتتمكن من التوصل لحـ.ـكم منطـ.ـقي في تلك الحالة!
بالنسبة لي، في البـ.ـداية قد يخطر ببالي تجـ.ـربة ماء البحر على ملوحـ.ـته، لكنني لا أظن أنني سـ.ـأتمكن من ابتلاعه حتى! وأحمد الله أننـ.ـي لن أقوم بذلك كي لا أسـ.ـرّع في هـ.ـلاكـ.ـي!
كيف لشـ.ـرب مياه البـ.ـحر أن يقتـ.ـلك؟
من ناحيةٍ علمـ.ـية، تبيّن أن شرب مياه البـ.ـحر أملًا منك بإخمـ.ـاد عطـ.ـشك لن يزيدك إلا عطـ.ـشًا! وستـ.ـقترب من الهـ.ـلاك أكثر فأكثـ.ـر كلّما قررت أن تشـ.ـرب المزيد ولو كان قلـ.ـيلًا!
يعتبر الصـ.ـوديوم المكوّن الرئيـ.ـسي لأملاح البـ.ـحر. بحد ذاته، لا يعتبر الصـ.ـوديوم سيئًا، بل هو عنـ.ـصر مهم جدًا لجـ.ـسم الإنسان يُساعد على تنظـ.ـيم حجـ.ـم الد م ووظـ.ـائف الجسـ.ـم الأخرى.
بفضـ.ـل كليـ.ـتينا، فإن أي ملح لا نحـ.ـتاج إليه يتم طـ.ـرده من الجسـ.ـم عبر نظـ.ـام فلترة دقيـ.ـق من خلال البـ.ـول، وهي عملية تتـ.ـطلب بالمـ.ـقام الأول الماء.
لهذا السبـ.ـب، عندما تأكل كيسًـ.ـا كبيرًا من رقائق البطـ.ـاطس المملحة، ستـ.ـشعر بالعطش الشـ.ـديد.
إذ يخبرك دمـ.ـاغـ.ـك أن عليك شرب المـ.ـزيد من الماء لتتمـ.ـكن الكـ.ـلى من التخـ.ـلص من كل هذا الـ.ـملح الزائد.
تحتوي مـ.ـياه البحر على كلٍ من المـ.ـلح والماء، لكنها مالـ.ـحة جدًا بحيث يتعـ.ـذر على جسـ.ـمك معالجتها باستـ.ـخدام المياه فقط.
وفقًا للقـ.ـاعدة الطبـ.ـية، فإن تركيز ملح ميـ.ـاه البحر يبلغ حوالي 35 جرامًا لـ.ـكل لتر. من ناحيةٍ أخـ.ـرى، تبلغ نسـ.ـبة ملوحة دمـ.ـائنا حوالي 9 جرامـ.ـات لكل لتر.
ذلك يعـ.ـني أن مـ.ـاء البحر أكثر ملوحةً من الد م بأربعة أضعاف تـ.ـقريبًا. وإذا كنت ستـ.ـشرب من ماء البـ.ـحر، فهذه الزيادة الهـ.ـائلة في تركيز الملـ.ـح ستحوّل الماء الذي نحتـ.ـاج إليه في خـ.ـلايانا إلى الد م، ما سيؤثر سـ.ـلبًا على وظائف الدمـ.ـاغ ويمكن أن يسـ.ـرّع من المـ.ـوت.
شرب ماء البحر يُجـ.ـفف خلاياك من الداخـ.ـل!
في الأساس، يجب موازنة الصـ.ـوديوم والماء داخل خلايا جسم الإنـ.ـسان مع الصوديوم والماء خارج الخـ.ـلايا.
عندما يدخل الصـ.ـوديوم من مياه البحر إلى مـ.ـجرى الد م، ستحاول خلاياك الحفـ.ـاظ على التوازن من خلال إخراج الـ.ـماء من داخلها إلى مجرى الد م.
ذلك يعني أن كليتـ.ـيك ستستخدم الماء من داخل الجـ.ـسم لتخفيف أكبر قدر ممكـ.ـن من الصوديوم عبر البـ.ـول، ما سيؤدي إلى تجفيف الماء داخل جسـ.ـمك شيئًا فشيئًا حتى تصـ.ـاب بالجـ.ـفاف الشـ.ـديد.
لاحظ أنّك إن ابتلـ.ـعتَ القليل من ماء البحـ.ـر عن طريق الخـ.ـطأ، فسـ.ـتشعر بآثار الجـ.ـفاف كجفـ.ـاف الفم، التـ.ـبول المـ.ـتكرر، الدوخـ.ـة، والإرهـ.ـاق.
لكن إن كنـ.ـت أحد الناجين من تحطم سفـ.ـينة مؤسف وتقطعـ.ـت بك السبـ.ـل وسط البـ.ـحر، فإن شرب ميـاـ.ـه البحر يعتبر أسـ.ـوأ قرار يمكن أن تتـ.ـخذه حرفيًا في هذا المـ.ـوقف!
كيف ستحـ.ـصل على الماء إذًا؟
حسنًا، إن وجدت نفـ.ـسك في هكذا موقع – لا سمـ.ـح الله! – فإن مياه الأمطـ.ـار، وكذلك عـ.ـيون الأسماك – يا للمفـ.ـاجأة – تعتبر مـ.ـصدر جيّد للمياه.
فهي تحتـ.ـوي على مستويات منخـ.ـفضة من الملح ما يكفي لترطيـ.ـب جسمك.
كذلك لحـ.ـم الأسمـ.ـاك والطيور وحتى السـ.ـلاحف!
لكن كفـ.ـكرة أولية، الأفضـ.ـل أن تبقي رأسـ.ـك فوق الماء!