في دولة الإمارات بدأت مدينة الشارقة في إنشاء شبكة تجريبية لنظام مواصلات فائق السرعة، يحمل اسم “سكاي وي” يعتمد على كبسولات كهربائية معلقة على كبل فولاذي.
حيث طورت شركة “سترينج تكنولوجيز” في بيلاروسيا، التي يقودها أناتولي يونيتسكي، وهو عالم ومخترع في مجالات البناء والنقل والهندسة والصناعات الإلكترونية والكيميائية, نظام نقل جديد عن طريق كبسولات معلقة.
“سكاي وي” شبكة تجريبية لنظام مواصلات عالي السرعة، يعتمد على كبسولات كهربائية معلقة على كبل فولاذي.
واستكملت مجموعة شركات “يونيتسكي”، المؤسسة البيلاروسية المختصة بابتكار حلول النقل الآمنة والمريحة والصديقة للبيئة، أول مرحلة من مشروع القطار المعلق “يو سكاي” لنقل الركاب والبضائع في منشأة الاختبارات بالشارقة.
وينتقل أول مشاريع “يو سكاي” التجارية من مرحلتي الابتكار ورأس المال الاستثماري إلى مرحلة الأعمال الاستثمارية قبيل الإطلاق الرسمي في عام 2022.
ويواصل “يونيتسكي” باختبار حل النقل المستدام قبل تنفيذه على نطاق واسع في العام القادم.
وقال أناتولي يونيتسكي، مؤسس مجموعة شركات يونيتسكي ويو سكاي ترانسبورت:<<يشكل هذا الحل علامة فارقةً في مسيرة تطورنا>>.
وذلك من خلال الاستفادة من أحدث تقنيات ميزات نظام النقل المعلق التي تتضمن المرونة والتنوع والإمكانات المميزة التي تواكب أعلى معايير الجودة والكفاءة من حيث الكُلفة.
نقل الركاب في كبسولات فاخرة
ويوفر نظام “يو سكاي” الذي تم تصميمه لتقديم خدمات لوجستية للركاب والبضائع اتصالاً عالي السرعة ويتطلب إنشاؤه كُلفةً بسيطةً مقارنةً بحلول النقل الأخرى، كما أن تأثيره محدودٌ جداً على البيئة.
بلغ إجمالي الاستثمار في تصميم وإنشاء مرافق النقل والشحن الحضري الخاصة بنظام “يو سكاي” بما يتوافق مع معايير الاعتماد أكثر من 14 مليون دولار أمريكي.
يتضمن أول مشروع نقل معلق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيارات نقل الركاب والبضائع، وتشتمل العربات المتحركة مقصورات كهربائية ذاتية القيادة، مثل مركبتي يو كار لنقل الركاب ويو كونت لشحن البضائع، والمصممة للسفر بسرعة 150 كم بالساعة على سكك حديدية معلقة.
ويمكن توسيع الخط الأول لمجمع “يو سكاي” في موقعه الحالي ضمن مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار لربط شبكة مباني التدريب في الوجهة.
وتتوافق حلول النقل من “يو سكاي” مع معايير سلامة بنية النقل التحتية الصادرة عن TUV SW، مزود حلول الجودة والسلامة والاستدامة.
خطة لتوسيع المشروع
وتشير المرحلة الثانية إلى إطلاق منصة تقنية مخصصة لقيادة واعتماد خط “يو سكاي” عالي السرعة، حيث تصل المركبات الإلكترونية المعلقة إلى سرعة 500 كم بالساعة.
وتعرض مجموعة شركات يونيتسكي في إكسبو 2020 دبي حلاً مبتكراً للدول المشاركة والشركات العاملة في مجالات النقل والطاقة والمعلومات والتطوير والمشاريع الزراعية وغيرها من القطاعات ذات الصلة في جميع أنحاء العالم.
كما تشتمل عوامل تطبيق منصة تقنية يو سكاي عالية السرعة ما يلي:
الاستثمار المطلوب لبناء مجمع نقل عالي السرعة لأغراض البحث والتوضيح بما يتوافق مع المعايير المعتمدة هو 230 مليون دولار أمريكي.
ويبدأ طول النموذج الاختباري للسكة المعلقة من 20 كم، بينما تبدأ مساحة الأرض المطلوب تغطيتها من 100 هكتار.
الاستثمار المطلوب لتطبيق المنصة التقنية بالكامل, مع جميع مرافق بنية النقل التحتية وغيرها من التقنيات ذات الصلة يبلغ 500 مليون دولار أمريكي.
وتبلغ مساحة قطعة الأرض الإضافية أكثر من 50 هكتاراً. ومدة بناء واعتماد مجمع النقل عالي السرعة يو سكاي (من بداية التمويل الشامل للمشروع) هي عامان.
مدة إنشاء المنصة التقنية بالكامل (من بداية التمويل الشامل للمشروع) هي ثلاثة أعوام.
سرعة المركبات الكهربائية المعلقة وعالية السرعة في مقصورات نقل الركاب والبضائع والشحن هي 500 كم بالساعة حسب تصور المنصة التقنية لبناء الموقع التجريبي.
وبالنهاية، تزداد السرعة حتى تصل إلى 600 كم بالساعة (مع مسار اختبار يبلغ طوله 30 كم أو أكثر).
وسيتم تطوير أكثر من 100 نشاط بحثي وتنموي وتقني مرتبطة بالقطاع داخل مركز الابتكار التقني المُقترح، تتضمن أنظمة تحكم ذكية، وأنظمة نقل حزم البيانات عالية السرعة والترميز.
وأيضاً, أنظمة الرؤية الآلية والتشخيص الآلي، وأنظمة إمدادات الطاقة والاتصالات، وأنظمة سلامة الركاب ومراقبة السلوك، والديناميكيات وديناميكا الهواء للنقل عالي السرعة بالقطارات المعلقة، وغيرها الكثير.
وعبّرت العديد من الجهات الحكومية عن اهتمامها بالاستعانة بخدمات “يو سكاي” لنشر منصة “يو سكاي” التقنية عالية السرعة في مناطقها.
يأتي لك بالتزامن مع ارتفاع مستويات الطلب على خدمات الشحن في المناطق الحضرية والنقل عالي السرعة بين المدن وحلول البنية التحتية في العديد من الدول حول العالم.
ولم يعلن عن الموعد المحدد لإطلاقه، لكن يتوقع أن يبدأ في نقل الركاب في كبسولات فاخرة.
وقال “أوليج زاريتسكي”, الرئيس التنفيذي لشركة سكاي وي جرين تيك، التي منحتها حكومة الشارقة امتياز تشغيل النظام: “من بعيد، قد يبدو مثل التلفريك، لكنه يتقدم عليه بسنوات ضوئية”.
ولأن كبسولات النظام تتحرك على ارتفاعات عالية، فهو لا يشغل الأرض المحيطة.
وقال زاريتسكي “لا نحتاج إلى شق الطرق أو هدم المنازل كما نفعل لإنشاء البنى التحتية الأخرى للنقل، وهذا يمكننا من إنشاء نظام النقل هذا على مسافة قريبة جدا من منازل الناس”.
ويتفوق نظام النقل المقترح بالعديد من المزايا على حلول النقل الأخرى مثل الحافلات والقطارات والمترو، فهو منخفض التكلفة ويتطلب عمليات صيانة أقل بكثير.
وأوضح أن “حركة الكبسولات لا تحتاج إلى طاقة كبيرة فهي تشبه سكة الحديد، حيث تتدحرج العجلات على السكة”.
وتتسع الكبسولة الواحدة لـ 14 راكبا وتسافر بسرعة 150 كيلومترا/ساعة.
وتحمل العربات الأكبر ما بين 48 و75 راكبا بسرعة 500 كيلومتر/ساعة، ويرى مراقبون أنه, لو بني مسار لهذا النظام بين أبوظبي ودبي، فلن تستغرق الرحلة أكثر من 20 دقيقة.
ويجب أن تغطي أنظمة النقل المختلفة احتياجات نقل الركاب في حركة المرور في المدينة والركاب والضواحي بسرعة تصل إلى 600 كيلومتر في الساعة.
وتقول “SkyWay” أن وحدات النقل الصغيرة ذات سعة الركاب المتغيرة يمكن أن تنتقل بأمان على فترات زمنية لا تتجاوز 2 ثانية، ما يوفر سعة نقل تصل إلى 50 ألف مسافر في الساعة.
ومن جهته, حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في تصريح خاص لـ «البيان» أكد أن شركة يو سكاي بدأت عمليات البناء في مشروع العربات الهوائية المعلقة المخصصة بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.
ليكون نموذجاً حياً لعملية الشراكة الاستراتيجية بين القطاع الاستثماري الخاص ممثلاً بالشركة المنفذة والقطاع الأكاديمي البحثي في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ممثلاً بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.
إذ تم الانتهاء من المرحلة الاختبارية الأولى من المشروع بطول 400 متر وبتكلفة 100 مليون درهم، وبدأت العربات المعلقة بالعمل لمسافة قصيرة.
ويجري العمل حالياً على المرحلة التالية التي ستكون ضمن مسافات أطول، ليكون أول تطبيق عملي لهذا النوع من التنقل الحديث على مستوى المنطقة.
بالإضافة للخط التجريبي لنقل حاويات الشحن، مبيناً في الوقت ذاته أن الشركة المنفذة رصدت 300 مليون درهم لإنشاء مركز الاختبار للشركة بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ويمتد عل 3 كيلومترات، ما يعد أكبر استثمار اجنبي في قطاع الأبحاث التجريبي على مستوى الدولة في ذلك المجال.
وقال: إن المرحلة الأولى عبارة عن وضع المرافق الأساسية للمشروع وتجريب التقنية المستخدمة فيه، وسوف تكتمل بنهاية العام الجاري، وهي عبارة عن الـ 400 متر الأولى.
حيث تستغرق رحلة العربة ذات المقاعد الأربعة أقل من دقيقة للسفر في مسار ذلك الاختبار، إضافة إلى خطين للركاب والبضائع.
مبيناً أن المرحلة الثانية بدأت منذ العام الماضي وهي تركيب قطار البضائع ومتوقع الانتهاء منها خلال الـ 10 أشهر المقبلة، والمرحلة الثالثة هي مرحلة تركيب قطار الركاب بثلاثة كيلومترات وسوف يبدأ العمل بها بعد الانتهاء من المرحلة الثانية.
خطة شاملة
وأضاف المحمودي انه بحسب الشركة المنفذة ستكون السرعة القصوى للنقل بين المدن حوالي 120 كيلومتراً في الساعة و يمكن أن تصل إلى 500 كيلومتر في الساعة للعمليات بين المدن.
وسيتم اختبار الكبسولة الكهربائية المعلقة بدون سائق لتصل إلى 150 كيلومترًا في الساعة، كما يمكن نقل البضائع من خلال حاويات بطاقة 30 طناً بسرعة 36 كم / ساعة.
مبيناً أن نظام النقل الجديد الذي يتم تطويره في المجمع يعد جزءاً من الخطة الشاملة التي تهدف إلى تحويل مدينة الشارقة إلى مدينة مستقبلية مستدامة.
كما أن مشروع القطارات المعلقة سيعزز استراتيجية التنقل والبنية التحتية لإمارة الشارقة والدولة بأكملها لأنه يستخدم أراضي أقل وبتكلفة اقل ولكنه أكثر كفاءة.
المصدر: مواقع إلكترونية