ستُعرض مخطوطة صغيرة الحجم للروائية شارلوت برونتي لم تنشر قبلًا، كتبتها في 13 من عمرها، في معرض الكتاب الذي سيقام في مدينة نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر، مقابل 1.25 مليون دولار.
ويحمل الكتاب عنوان “A Book of Ryhmes by Charlotte Brontë, Sold by Nobody, and Printed by Herself”.
ورغم أن الكتاب يعتبر أصغر من حجم ورق اللعب، إلا أنه يحتوي على كنز أدبي يضم 10 قصائد لمؤلفة “جين آير”.
ولم تُعرض هذه المخطوطة علنًا منذ بيعها في نيويورك عام 1916، بحسب قول المساعد في متجر James Cummins Bookseller، هنري ويسيلز.
وقال إنه تم العثور على المخطوطة، المؤرّخة في ديسمبر/ كانون الأول 1829، ضمن مجموعة خاصة.
وبحسب بيان صحفي صادر عن التجار، تروي الصفحات الـ15، التي تمّ تجميعها معًا في غلاف مصنوع من الورق البني الأصلي، حكايات حول “العالم الخيالي المتطوّر” لبرونتي وإخوتها.
وجاء في البيان: “لقد كتبوا قصص المغامرات، والدراما، والشعر في كتب هي عبارة عن مخطوطات مصنوعة يدويًا، ومكتوبة بخط يد صغير يشبه خط الطباعة”.
وسيباع العمل في معرض نيويورك الدولي للكتاب الأثري الذي سيقام في Park Avenue Armory بـ21 أبريل/ نيسان.
وقال ويسيلز لـCNN إنّ “المخطوطة كانت متاحة لعامة الناس للمرة الأخيرة عام 1916، ونحب جميعنا قصة نجاتها غير المتوقعة.. يرغب المالك حاليًا بضمان الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، وإتاحتها في النهاية للمنح الدراسية”.
ووصف ويسلز المخطوطة بأنها “شيء صغير جميل” تم تجميعه بعناية من قصاصات الورق المنزلية وخياطته بالخيط الأصلي.
وقال ويسلز، الذي اندهش من كيفية نجاة الكتاب خلال القرن الماضي: “فكر فقط بأطفال عائلة برونتي يروون ويكتبو القصص لبعضهم، ويدرسون من المنزل في قرية نائية، ثم لاقوا شهرة وبدأول يخطون كتبًا قرأها الملايين منذ ذلك الحين، مخلّفين وراءهم كتبًا مصنوعة يدويًا، مثل هذه المخطوطة”.
كتبت برونتي وشقيقتها إميلي وآن بعضًا من أفضل الروايات المحبوبة باللغة الإنجليزية، ضمنًا “جين اير” (1847)، “ويذرينغ هايتس” (1847) و “تينانت أوف ويلدفيل هول” (1948).
وعام 2011، بيعت مخطوطة أخرى لبرونتي كُتبت عام 1830، أي عندما كانت في الـ14 من عمرها، لقاء 1.07 مليون دولار،
اقرأ أيضا: إيصال لعمل فني “غير مرئي” قد يحقق نصف مليون دولار في مزاد
افتتح الفنان إيف كلاين عام 1958، معرضًا شهيرًا بعنوان “الفراغ”، وضع فيه خزانة كبيرة داخل صالة فارغة. وقام بزيارته آلاف الزوار الذين يدفعون رسومًا للدخول إلى معرض في العاصمة الفرنسية باريس لإلقاء نظرة على لا شيء على الإطلاق.
وبعد نجاح المعرض، أضاف الفنان الفرنسي بُعدًا آخر على الفكرة، من خلال منح مجمّعي الأعمال الفنية فرصة شراء سلسلة من الفضاءات غير الموجودة والمفاهيمية بالكامل، لقاء وزن من الذهب الخالص.
ووافق عدد قليل من الشراة على هذا العرض. واليوم، بعد قرابة 60 عامًا من وفاة كلاين، يُعرض أحد الإيصالات التي كتبها تثبيتًا لملكية أعماله الفنية غير المرئية للبيع، مع تقدير دار سوزبي للمزادات تحقيقه 500 ألف يورو أي ما يوازي 551 ألف دولار.
ويبلغ عرض الإيصال أقل من 20 سنتيمترًا، ويمنح بموجبه ملكية إحدى فضاءات كلاين الخيالية، التي أطلق عليها اسم “منطقة ذات حساسية تصويرية غير مادية”. وقد صُمّم الإيصال حتى يشبه شيكًا مصرفيًا، وقّعه الفنان في 7 ديسمبر/ كانون الأول 1959.
وقالت دار سوزبي في بيان صحفي إنّ الإيصال سُلّم في الأصل إلى تاجر التحف جاك كوغيل، وهو من بين الإيصالات القليلة التي يُعتقد أنها نجت. ولا يعود ذلك ببساطة إلى أنّ كلاين ناضل لبيع العديد من أعماله الخيالية، بل لأنه عرض على زبائنه خيار الاحتفاظ بإيصالاتهم أو حرقها وفقًا لطقس يحدّده.
وإذا اختاروا الخيار الأخير، فسيتم اعتباره “المالك النهائي” للعمل الفني المفاهيمي. وكجزء من أداء كلاين الفني، سيحرق الإيصال عندها بحضور الشهود قبل إلقاء نصف الذهب المدفوع له في نهر السين الفرنسي.
واختار كوغيل الاحتفاظ به، وعرضه منذ ذلك الحين في المؤسسات الفنية الكبرى بجميع أنحاء أوروبا، ضمنًا معرض هايوارد بلندن، ومركز بومبيدو في باريس.
وعُرض هذا العمل الفني للبيع من قبل المستشار الفني ومالك المعرض السابق لوييك مالّ، الذي يعرض أيضًا أكثر من 100 قطعة من مجموعته الخاصة في المزاد.
ورأت سوزبي أنها ستقبل الدفع بالعملة المشفرة لقاء هذا العمل الفني غير المرئي لتماثل فكرة كلاين مع الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT).
وأكدت سوزبي في بيان صحفي أيضًا، أن المزايد الرابح “لن يصبح الوصي على هذا الإيصال التاريخي فقط، بل أيضًا مالكًا لعمل كلاين الفني غير المرئي”.
وكان كلاين، الذي تُوفي عام 1962، شخصية رئيسة في حركة الواقعية الجديدة التي استخدمت الفن لتخريب تصورات المشاهدين للواقع. وافتتح عام 1957، معرضًا في مدينة ميلانو الإيطالية يتكون من 11 لوحة قماشية زرقاء متطابقة في الشكل، واللون، والحجم. ورغم ذلك، فإن أشهر أعماله هي صورة “قفزة في الفراغ” عام 1960، التي تظهر الفنان كأنه يقفز من جدار مرتفع، رغم أنها في الحقيقة عبارة عن صورتين منفصلتين.
المصدر: CNN – مواقع إلكترونية