تحمل اكتشافات شركتي شل وتوتال إنرجي في ناميبيا النفطية بارقة أمل للدولة الواقعة في أفريقيا الجنوبية لتعزيز بدء الإنتاج في غضون 6 سنوات.
وحققت الشركتان اكتشافات نفطية بناميبيا، في فبراير/شباط الماضي، وكشفت التقديرات الأولية عن وجود موارد محتملة تؤهل لإجراء تقييمات واختبارات قبيل بدء الإنتاج بصورة فعلية.
وتُخطط الشركة الوطنية للنفط في ناميبيا “نامكور” للتوسع في صناعة النفط، سواء على صعيد الإنتاج المحلي أو التنقيب خارجيًا، جنبًا إلى جنب مع خطوات تحول الطاقة ونشر الهيدروجين الأخضر.
بدء الإنتاج
كشف المدير التنفيذي لشركة نامكور، إيمانويل مولونغا، عن أن المرحلة الحالية التي أعقبت اكتشافات شركتي شل وتوتال إنرجي في ناميبيا تُركز على إجراء تقدير للنتائج الأولية وبحث الخيارات المتاحة، تمهيدًا لبدء الإنتاج بحلول عام 2028.
وبالتوازي مع التوسعات المحلية بدعم من استثمارات الحفر والاستكشاف الأجنبية، تعكف ناميبيا على بدء مرحلة جديدة من التوسعات الخارجية، بحصص تضمن لها عوائد نفطية مناسبة بالإضافة للحصص الإنتاجية.
وكانت أعمال شركة نامكور، التي تمثل قطاع النفط بالبلاد، مقصورة على عمليات التكرير والمعالجة (قطاع المصب)، لكن حصص الاكتشافات المحلية والتوسعات الخارجية تشكلان توسعًا في قطاع المنبع أيضًا.
وحرصت الدولة الواقعة بالجنوب الأفريقي على التوسع في وسط أفريقيا عبر اقتناص أراضٍ مُخصصة للتنقيب في أنغولا، بحصص استحواذ تمت الموافقة على واحدة منها.
وأعلن مولونغا -خلال كلمته بالمؤتمر الدولي للطاقة في ناميبيا- عزم شركته التحول من شركة معنية بالنفط والغاز إلى “شركة طاقة”، والانتقال لمرحلة ذات مستوى عالمي يعود بالنفع على الجميع، جنبًا إلى جنب مع توسعها بمجالات أخرى تدعم انتقال الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر.
اكتشافات شل وتوتال إنرجي في ناميبيا
عززت شركتا شل وتوتال إنرجي في ناميبيا من طموح ويندهوك للتوسع النفطي، بعدما حققت اكشتافاتهما، قبل شهرين، نتائج أولية متفائلة.
ولفتت بيانات الحفر الأولية الصادرة عقب اكتشاف شل في ناميبيا، إلى ضم بئر غراف كميات كبيرة من النفط، بالإضافة لاستقرار الهيدروكربونات بإحدى الطبقات على عمق 60 مترًا.
وشكّل اكتشاف توتال إنرجي -بالتعاون مع قطر للطاقة- لبئر فينوس خطوة مهمة للشركة ولناميبيا في الوقت ذاته؛ إذ يُعَد من أعمق الآبار الأفريقية.
وكشف مدير شركة توتال إنرجي في ناميبيا، أديوالي فاييمي، عن أن شركته تُخطط لمواصلة الاستكشافات خلال الربع الثالث من العام الجاري، مضيفًا أنه فور الانتهاء من أعمال التقييم يمكن اتخاذ قرار الاستثمار النهائي.
ورغم طموحات الشركة الفرنسية في ناميبيا؛ فإن استثماراتها في أعمال الحفر والاستكشاف تواجه تحديات خاصة فيما يتعلق بالاستكشافات البحرية التي تتطلب فتح المجال أمام شركاء لتوتال.
استثمارات وشراكات
بخلاف اكتشافات شركتي شل وتوتال إنرجي في ناميبيا، تعكف شركة ريكون أفريكا الكندية على توسعة معدل اكتشافاتها، بعضها دخل حيز التنفيذ وجزء آخر منها ما زال يخضع للبحث، وفق صحيفة إنرجي فويس.
وتعمل الشركة الكندية بناميبيا في حوض كافانغو، وحفرت به –حتى الآن- بئران ضمت إحداهما هيدروكربونات تقارب 200 متر والأخرى 300 متر.
ويبدو أن الدولة الواقعة جنوب غرب أفريقيا على موعد مع مستثمرين جدد، بعدما أعلنت شركة كلاود بريك ديسكفري -ومقرها المملكة المتحدة- فتح باب الشراكة استعدادًا للحصول على تراخيص التنقيب عن النفط بالمربع 2019 في ويندهوك.
ويوصف المربع 2019 بأنه “هدف إقليمي لاستكشافات النفط، خاصة أن أحواض كارو تجذب انتباه المستثمرين لاحتمال ضمها موارد نفطية محتملة.
وفي ظل تطور مساحة الاكتشافات النفطية في ناميبيا، تزداد حاجتها لتنظيم جهودها النفطية من خلال قانون يُلائم قطاع النفط والاستثمارات ومصالح ناميبيا.
اقرأ أيضاً: اتفاق شراكة لاستكشاف النفط في ناميبيا
تستعد ناميبيا لمرحلة جديدة من استكشافات النفط والغاز، بالتزامن مع خطط لشركة كلاود بريك ديسكفري -ومقرّها المملكة المتحدة- للحصول على تراخيص التنقيب عن النفط بالمربع 2019 بالبلاد، باستثمارات تصل إلى 70 ألف دولار أميركي لمرحلة الاستكشاف الأولية.
واتفقت كلاود بريك مع شريكتيها (ألتيميت ريسورسيز كندا، وماسترستروك إنفستمنتس) على طرح اتفاق مشترك لتطوير النفط والتفاوض بصورة نهائية على تراخيص المربع 2019.
تأتي خطوة منح حكومة ناميبيا لتراخيص التنقيب بالمربع 2019 في وقت تسعى به الدولة الواقعة في أفريقيا الجنوبية للتوسع في عمليات الاستكشاف بالأحواض التي لم يجرِ اختبارها بعد، مثل أحواض كارو.
المربع 2019 في ناميبيا
تُركّز تراخيص التنقيب عن النفط بالمربع 2019 على حوض وتربيرغ الواقع وسط الشمال الشرقي لناميبيا، في خطوة مهمة تجذب انتباه الشركات للمربع، بعدما انصبّ التركيز على أعمال الاستكشاف بتشكيل مدينة تيفريد.
وتشير التوقعات إلى ضمّ أحواض كارو لموارد محتملة من النفط والغاز، إذ أظهرت عمليات الاستكشاف الأولية إشارات جيدة لوجود إمكانات معدنية في الطبقات السميكة للمواد الرسوبية.
وتنوعت الإمكانات المعدنية المُكتشفة في المربع بصورة أولية، ما بين التكتلات والأحجار الرملية ذات المحتوى الكربوني والرواسب وطبقات الفحم.
ويمثّل المربع 2019 في ناميبيا هدفًا استكشافيًا إقليميًا، يتطلب بحثًا جيولوجيًا قويًا ورصد بيانات إضافية؛ بغرض تطوير منطقة الاستكشاف بالمربع.
وتتشكل طبقات الأرض في بعض أجزاء الحوض من أحجار رملية، وحصى متعدد الألوان، تَكوّن عبر رواسب جليدية خضعت لإعادة التشكيل وغُلّفت بالأحجار الرملية الكربونية.
اتفاقية كلاود بريك ديسكفري
تكتسب المرحلة المقبلة لمشروع تطوير مربع 2019 في ناميبيا ومواصلة أعمال الاستكشاف بالأحواض المحيطة أهمية كبرى، إذ يتعين على الشركات محل الاتفاق العمل على رصد البيانات الجيوفيزيائية، لرسم الحوض وتطوير مستهدفات طبقات الأرض بمنطقة رخصة الاستكشاف.
وعكفت شركة كلاود بريك ديسكفري الرائدة في مشروعات الموارد الطبيعية على التنسيق مع شركتي ألتيميت ريسورسيز كندا وماسترستروك إنفستمنتس، بهدف طرح اتفاق تطوير النفط والاستعداد للحصول على تراخيص الاستشكاف بالمربع 2019.
وتعدّ كلاود بريك شريكًا ماليًا، بالإضافة إلى تولّيها مهمة التشغيل المشترك لأعمال الاستكشاف وتقديم الدعم التقني، وفق صحيفة نيوز إن ريليز المعنية بنشر التقارير والبيانات الرسمية.
وبموجب الاتفاق، تحصل وزارة المعادن والطاقة على ضمان مالي يُقدَّر بـ 70 ألف دولار أميركي تُخصص استثماراتٍ لمرحلة الاستكشاف الأولية بالمربع 2019.
ويتضمن الاتفاق -أيضًا- حصول شركة كلاود بريك على حصة قدرها 20% ضمن مبادرة “بروسبر أفريكا” التي تتبنّاها الحكومة الأميركية لدعم استثماراتها في أفريقيا، وتختص بالمفاوضات مع ناميبيا حول المربع 2019.
ورأى الرئيس التنفيذي لشركة كلاود بريك ديسكفري، كيلر هاردي، أن الاتفاق يدعم استراتيجية التنوع التي تتبنّاها شركته لقطاع الطاقة، والتي تدعم نشر نماذج المولدات الخاصة بها.
اكتشافات نفطية
يشهد قطاع النفط في ناميبيا جهودًا مكثفة، في الآونة الأخيرة، تجذب انتباه المستثمرين من كبرى الشركات، وسبق لشركة كلاود بريك ديسكفري التعاون مع شركات مثل غوندوانا بتروليوم المحلية في اتفاق حول التطبيقات المعدنية.
وهدفت كلاود بريك ديسكفري من تلك الخطوة الحصول على رخصة لاستشكاف النفط بالمربع 1724، وفق موقع الشركة.
ولم تكن كلاود بريك الشركة الوحيدة الراغبة بالاستثمار بقطاع النفط في ويندهوك، إذ كان لشركة شل الأنغلو-هولندية السبق باكتشاف النفط بالبلاد في 24 فبراير/شباط الماضي، ببئر “غراف 1” البحري.
وبخلاف الشركات الأجنبية، جذبت الاستثمارات بقطاع النفط في البلاد اهتمام شركات عربية أيضًا، ووقّعت شركة قطر للطاقة اتفاقًا مع إحدى الشركات التابعة لمؤسة النفط الوطنية “نامكور” -مطلع الشهر الماضي-، عقب إسهام الشركة القطرية في اكتشاف “غراف- 1″، بالمشاركة مع شل وتوتال إنرجي.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية