خسر قطاع النفط في ليبيا نحو 4 ملايين برميل، خلال الأسبوع الماضي، إثر صراعات مسلحة بالبلاد، فيما تعكف جهود حكومية على تهدئة التظاهرات واستئناف الإنتاج.
وتشهد الدولة الواقعة شمال أفريقيا خلافًا على السلطة الحكومية، ويسعى المحتجون للضغط -عبر الاشتباكات المسلحة وإجبار قطاع النفط في ليبيا على وقف الإنتاج وخفضه- لتسليم مقاليد السلطة للحكومة المُنتخبة بنهاية فبراير/شباط الماضي.
في غضون ذلك، دعت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، إلى رفع “الحصار” عن قطاع النفط، مشددة على أهمية تحييد إنتاج القطاع بمعزل عن الأغراض السياسية في البلاد.
خسائر إنتاج النفط في ليبيا
منذ 17 أبريل/نيسان الجاري، دخلت الصراعات مرحلة حيوية بتعطيل أعمال قطاع النفط وتسببها في إغلاقات لبعض المصافي والحقول والمنشآت الحيوية بالقطاع.
حقل الشرارة النفطي
وبدءًا من 19 من الشهر الجاري فقد إنتاج النفط في ليبيا قرابة 530 ألف برميل يوميًا، ما يشير لفقدانه 3 ملايين و710 ألف برميل على مدار الأسبوع، وفق بيانات المؤسسة الوطنية للنفط.
وسبق أن أعلنت مؤسسة النفط في ليبيا القوة القاهرة في حقلي الفيل والشرارة وميناء الزويتينة، عقب تجدد الصراعات في 17 من الشهر الجاري بيوم واحد، وأطلقت جرس إنذار للتحذير من تأثير الإغلاقات في قطاع النفط.
ومساء الجمعة الماضية، تعرض 29 موقعًا بمصفاة الزاوية -من ضمنها خزانات للمشتقات- لأضرار إثر الاشتباكات المسلحة.
وبصورة تفصيلية، عرّضت الاشتباكات الأخيرة إنتاج حقل الشرارة لخسارة 300 ألف برميل يوميًا، بالإضافة لفقدان حقول الفيل 70 ألف برميل يوميًا، بخلاف الأضرار التي لحقت بمينائي الزويتينية والبريقة.
ولم تسلم حقول النفط في ليبيا الأخرى الأقل حجمًا من تأثير الاشتباكات المسلحة، إذ خفضت حقول أبو الطفل وانتصار والنخلة والنافورة.
ودفعت الاشتباكات المسلحة نحو تضرر صهاريج التخزين بالزاوية (أكبر مصافي النفط في ليبيا) التي يبلغ إنتاجها 120 ألف برميل يوميًا، وفق بيانات المؤسسة الأسبوع الماضي.
محاولات للتهدئة
رغم أن الصراعات والاشتباكات تعود لخلاف بين حكومة السلطة وحكومة أخرى مُنتخبة إلا أن كل حكومة منفردة تسعى لإقناع المتظاهرين بالتهدئة حتى يتمكن قطاع النفط في ليبيا من استئناف الإنتاج، وتقليص حجم الخسائر.
النفط في ليبيا
وتتمثل مطالب المتظاهرين في نقل سلطة حكومة رئيس الوزراء الحالي، عبد الحميد الدبيبة، إلى حكومة الاستقرار الوطني التي انتُخبت في فبراير/شباط الماضي، وكُلف فتحس باشاغا من البرلمان حينها بتشكيل حكومة جديدة.
ويتمسك الدبيبة بالبقاء في منصبه حتى موعد الانتخابات الوطنية المُقررة في يونيو/حزيران المقبل.
والتقى وزير النفط الليبي في حكومة الدبيبة محمد عون مع المتظاهرين، فيما أعلنت الوزارة أنها توشك على إنهاء الخلاف مع المتظاهرين بما يسمح بإعادة تشغيل المنشآت المتوقفة واستئناف الإنتاج خلال أيام قليلة
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء المُنتخب، فتحي باشاغا، على ضرورة استئناف تصدير النفط وتشغيل الموانئ وفق قواعد تضمن شفافية إدارة عائدات النفط في ليبيا، حسبما نقلت منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة عنه خلال زيارته منطقة الهلال النفطي بشرق البلاد.
وتتضمن مطالب المتظاهرين إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، من منصبه، وتوزيع عائدات القطاع بصورة عادلة.
قطاع مزدهر.. ولكن
يكتسب قطاع النفط في ليبيا أهمية كبرى تضعه في مرتبة مميزة أفريقيًا وعربيًا ودوليًا، لكن مؤخرًا حذر صنع الله من تراجع الإنتاج النفطي الذي يعد أكثر موارد الدخل أهمية لطرابلس.
وأرجع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط تخوفه من تراجع الإنتاج النفطي لما يشهده القطاع من نقص في التمويل المطلوب لإجراء أعمال الصيانة للحقول والآبار، بجانب إعادة تأهيل البنية التحتية.
وقدر صنع الله إنتاج النفط من إجمالي الحقول الليبية -في أواخر مارس/آذار الماضي- بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا.
وقبيل تأجج الاحتجاجات المسلحة، اعتبر صنع الله أن قطاع النفط في ليبيا يشهد أسوأ مراحله إلى الحد الذي وصل لتسجيله ديونًا بلغت 1.40 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: ليبيا.. أضرار في مصفاة الزاوية عقب اشتباكات مسلحة
عقب حدوث اشتباكات مسلحة، أكّدت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا تعرُّض عدة مواقع في مصفاة الزاوية إلى أضرار متفاوتة.
جاء ذلك في بيان نشرته المؤسسة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم السبت، وكشفت فيه عن أن الأضرار وقعت بسبب الاشتباكات المسلحة التي حدثت مساء أمس الجمعة 22 أبريل/نيسان الحالي.
وقال البيان إن الإحصاءات الأولية تشير إلى تضرر 29 موقعًا من ضمنها خزانات المشتقات النفطية، وخزانات أخرى متعددة.
وأضافت أن فرق الصيانة والسلامة في الشركة ما زالت تُجري أعمال التقييم والحصر والمعالجة حتى لحظة إصدار البيان.
مطالبة بضبط النفس
طالبت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط -في بيانها- الجميع بضرورة ضبط النفس، وإبعاد المنشآت النفطية عن أي أعمال مسلحة من شأنها أن تعرّض حياة العاملين للخطر، وتضر بالبنية التحتية لقطاع النفط “المتهالكة أصلًا”.
يُذكر أن مجمع الزاوية النفطي في ليبيا قد تعرّض إلى أضرار جسيمة ومتكررة، نتيجة الاشتباكات المسلحة التي حدثت بجواره خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أدى -وما زال يؤدي- إلى تعريض حياة المستخدمين للخطر، ويهدد سلامة العمليات والأصول والمنشآت.
حوادث متكررة
تُعد حادثة مصفاة الزاوية من الحوادث المتكررة في ليبيا منذ سنوات، جرّاء الوضع السياسي المضطرب الذي تعيشه منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق معمر القذافي عام 2011.
وفي الأيام الأخيرة شهدت ليبيا عدة حوادث أمنية في عدد من المناطق النفطية، إذ اضطرت مؤسسة النفط الليبية إلى إغلاق حقل الشرارة يوم الإثنين الماضي 18 أبريل/نيسان الحالي، وإعلان حالة القوة القاهرة فيه، بعد ساعات قليلة من إغلاق ميناء الزويتينة، ونحو يوم من إغلاق حقل الفيل.
جاء ذلك عقب ممارسة مجموعة من الأفراد ضغوطًا على الموظفين في حقل الشرارة النفطي، الأمر الذي اضطرهم إلى وقف الإنتاج في الحقل -الذي يُعدّ المزوّد الرئيس لمصفاة الزاوية التي تغذّي سوق ليبيا بالمحروقات- تدريجيًا.
وقبلها بيوم واحد أعلنت مؤسسة النفط الليبية حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي، بعد منع مجموعة من الأشخاص عمليات الإنتاج، ما يُفقد ليبيا 115 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
وتوقّف الإنتاج في حقل الفيل النفطي بصفة كاملة، الأمر الذي يجعل من تنفيذ التزامات مؤسسة النفط الليبية التعاقدية أمرًا مستحيلًا، وفق بيانها الذي أصدرته عقب الحادثة.
اقرأ أيضاً: نزيف النفط في ليبيا يتواصل.. إعلان حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة
يتواصل نزيف قطاع النفط في ليبيا، مع اضطرار مؤسسة النفط الليبية إلى إغلاق حقل الشرارة وإعلان حالة القوة القاهرة فيه، بعد ساعات قليلة من إغلاق ميناء الزويتينة، ونحو يوم من إغلاق حقل الفيل.
وأعلنت مؤسسة النفط في ليبيا ببيان بصفحتها في فيسبوك، استمرارَ موجة الإغلاقات التي تطال خام حقل الشرارة، وهو ما وصفته بأنه “خطوة عبثية مثّلت عنوانًا جديدًا للصراع الدائر في البلاد”، والذي يطال قطاع النفط الليبي.
وأوضحت المؤسسة أن مجموعة من الأفراد مارسوا ضغوطًا على الموظفين في حقل الشرارة النفطي، الأمر الذي اضطرهم إلى وقف الإنتاج في الحقل -الذي يعدّ المزوّد الرئيس لمصفاة الزاوية التي تغذّي السوق الليبية بالمحروقات- تدريجيًا.
إغلاق ميناء الزويتينة
أعلنت مؤسسة النفط الليبية، صباح اليوم الإثنين 18 أبريل/نيسان، حالة القوة القاهرة في ميناء الزويتينة، بعد أقلّ من 24 ساعة من إعلانها في حقل الفيل، محذّرة من موجة مؤلمة من الإغلاقات تضرب منشآتها النفطية.
ودخل مجموعة من الأفراد ميناء الزويتينة المختص بتصدير النفط في ليبيا، إذ قاموا بمنع الموظفين والعمّال من الاستمرار في مباشرة الصادرات.
وقالت شركة الزويتينة في بيان، إن نسبة تصدير الميناء النفطي تبلغ 20% من إجمالي صادرات النفط في ليبيا، أي ما يعادل نحو 260 ألف برميل يوميًا من 1.3 مليون برميل يوميًا، هي مجموع الصادرات الليبية.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية، مصطفى صنع الله، أن المؤسسة مضطرة لإعلاق القوة القاهرة بميناء الزويتينة، بما فيها كل الحقول والوحدات الإنتاجية المرتبطة به ومرافق الشحن، لحين إشعار آخر، مشددًا على ضرورة تحييد قطاع النفط، وتجنيبه الصراعات السياسية الدائرة في البلاد.
إغلاق حقل الفيل
كانت مؤسسة النفط الليبية قد أعلنت، أمس الأحد 17 أبريل/نيسان، حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي، بعد منع مجموعة من الأشخاص عمليات الإنتاج، ما يُفقد ليبيا 115 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
وتوقّف الإنتاج في حقل الفيل النفطي بشكل كامل، الأمر الذي يجعل من تنفيذ التزامات مؤسسة النفط الليبية التعاقدية أمرًا مستحيلًا، وفق بيانها.
المصدر: الطاقة