يواجه أكبر مطار في جنوب أفريقيا نقصًا في إمدادات وقود الطائرات، بعد أن تسبّبت الفيضانات الأخيرة في أجزاء من البلاد بمشكلات لوجستية.
حذّرت جمعية صناعة النفط في جنوب أفريقيا “سابيا” من أن حركة الوقود تمثّل تحديًا في الوقت الحالي؛ بسبب تأثير الفيضانات الأخيرة في كوازولو ناتال.
وأضافت أن عمليات تسليم السكك الحديدية توقّفت مؤقتًا نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بخطوط السكك الحديدية.
مخزون وقود الطائرات
أشارت الجمعية إلى مخزون وقود الطائرات في مطار أو آر تامبو الدولي – أكبر مطار في جنوب أفريقيا- انخفض، ولكنه ليس حرجًا، بدءًا من 25 أبريل/نيسان الجاري.
وأكدت أن وقود الطائرات المتوفر في المطار كافٍ لتلبية الطلب الحالي، وتعتمد جنوب أفريقيا على إمدادات وقود الطائرات من خلال الإنتاج المحلي والواردات.
وقالت الجمعية: “إن حركة وقود الطائرات تمثّل تحديًا حاليًا، نظرًا للقانون الخاص بالفيضانات الأخيرة في كوازولو ناتال، إذ أُوقِفَتْ عمليات تسليم السكك الحديدية مؤقتًا نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بخطوط السكك الحديدية، وهو ما يشكّل خطرًا على توريد المنتج إلى مطار آر تامبو الدولي –أكبر مطار في جنوب أفريقيا- خلال الأيام المقبلة”.
تبحث جمعية صناعة النفط في جنوب أفريقيا وأعضاؤها عن بدائل لتزويد وقود الطائرات إلى مطار أو آر تامبو الدولي لتخفيف مخاطر نفاد المخزون، إذ لا يزال التوريد لجميع المطارات الأخرى في جميع أنحاء البلاد ثابتًا.
إلغاء الرحلات
ذكرت عدد من وسائل الإعلام المحلية أن شركة الخطوط الجوية المتحدة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا، لها اضطرت إلى إلغاء رحلة يوم الأحد (24 أبريل/نيسان) بسبب المشكلة، مع بحث شركات الطيران الأخرى في إمكان التزود بالوقود في أماكن أخرى في القارّة.
وتأتي المشكلات اللوجستية بعد أن تعرضت أجزاء من كوازولو ناتال وإيسترن كيب لأسوأ فيضانات مسجلة، إذ قُتل أكثر من 430 شخصًا، وتسبّبت في أضرار بمليارات الراند للبنية التحتية.
قدّر رئيس وزراء كوازولو ناتال، سيهل زيكالالا، أن المقاطعة ستحتاج إلى 1.9 مليار راند (نحو 120 مليون دلار أميركي) لإكمال أعمال الإغاثة في حالات الكوارث.
أوضاع السكك الحديدية
قدّرت وكالة سكة حديد الركّاب في جنوب أفريقيا التقييم الأولي للبنية التحتية للسكك الحديدية التي تضررت خلال الفيضانات في أجزاء من كوازولو ناتال، بما يتراوح بين 2.6 مليار و 2.9 مليار راند (164 مليون و182 مليون دولار أميركي).
حدّد التحقيق الأولي لوكالة سكة حديد الركاب في جنوب أفريقيا نحو 9 أقسام تأثّرت بشدة بالفيضانات، وأضافت أن بعض المناطق لا يزال يتعذر الوصول إليها، ويجب إجراء تقييم جيوتقني ومفصّل للتصميم وتحديد التكاليف، بمجرد انخفاض منسوب المياه وتصاريح الطقس.
وقالت: “بجزء من جهود الفريق للتعافي، قسّم الفريق العمل إلى مرحلتين: المرحلة الأولى تتعلق بالعمل الذي يجب القيام به لضمان أن القطارات قادرة على السفر بأمان عبر الأقسام المتضررة من الفيضانات، بينما تركّز المرحلة الثانية على إعادة تأهيل البنية التحتية”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن خسارة إيرادات الأجرة بسبب تعليق خدمات القطارات تُقدَّر بنحو 50 مليون راند (3.15 مليون دولار)، وهذا يسلّط الضوء على أهمية الفِرَق التي تعمل بسرعة لاستعادة الخدمات.
اقرأ أيضاً: انتعاش إنتاج الديزل ووقود الطائرات بسبب الحرب الروسية
أصبح تكرير النفط الخام إلى الديزل ووقود الطائرات أكثر ربحية في الوقت الحالي من صناعة البنزين، بفضل العقوبات الغربية على روسيا.
وتفرض الدول الغربية وأميركا حظرًا على واردات النفط الروسي منذ شهر مارس/آذار الماضي؛ جراء هجومها على أوكرانيا.
وتخطّط مصافي التكرير لزيادة إنتاجها من الديزل ووقود الطائرات خلال فصل الصيف، بدلًا من البنزين، على الرغم من أن البنزين هو الوقود الأكثر ربحية على مدار التاريخ، مقارنة بالمشتقات النفطية الأخرى، وفقًا لتصريحات تجّار ومحللين لرويترز.
ويعدّ التحول في سياسات مصافي التكرير أمرًا غير اعتيادي، يعكس الطبيعة المتقلبة لأسواق النفط العالمية.
وعادة ما تكثّف مصافي التكرير الأميركية إنتاجها من البنزين في فصلي الربيع والصيف لتلبية الطلب المتزايد، بينما تنخفض ربحية المشتقات النفطية الأخرى، كالديزل ووقود الطائرات.
قفزة في صادرات نواتج التقطير
مع ذلك، أدت العقوبات المفروضة على روسيا، وعمليات الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا، والارتفاع غير المتوقع في أسعار الغاز الطبيعي، إلى تقليص حجم الوقود الذي تنتجه مصافي النفط، خاصة في أوروبا، التي تعتمد على الديزل وقودًا للسيارات.
وارتفعت صادرات نواتج التقطير في الولايات المتحدة إلى أكثر من 1.6 مليون برميل/يوميًا، خلال الأسبوعين الماضيين، عند أعلى مستوى لها منذ منتصف عام 2019، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقال محللون في مصرف “سيتي”، في مذكرة بحثية، أمس الأربعاء 20 أبريل/نيسان: “تُمثّل الولايات المتحدة الآن الملاذ الأخير للدول التي تبحث عن بدائل سريعة للخام الأسود والمنتجات النفطية الروسية المنبوذة”.
وتعدّ روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد أميركا والسعودية، وثاني أكبر مُصدّر للنفط الخام بعد المملكة العربية السعودية.
وعزز الإقبال على النفط الأميركي من أرباح شركات تكرير نواتج التقطير في الولايات المتحدة، إذ تبلغ هوامش الربحية لنواتج التقطير نحو 60 دولارًا للبرميل في الوقت الحالي، مقارنة بـ 34 دولارًا لإنتاج البنزين.
وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية، كان متوسط ربحية نواتج التقطير والبنزين في هذا الوقت من العام يصل إلى 26.24 دولارًا و27.48 دولارًا على التوالي.
وتعمل مصافي ساحل الخليج، والتي تمثّل ما يقرب من 45% من طاقة التكرير في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 94%، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ورفعت مصافي التكرير إنتاجها من وقود الطائرات، مع انتعاش حركة الطيران الجوي، بعد ركود طويل تسبّبت فيه جائحة كورونا.
وفي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث توجد بعض أكثر مطارات العالم ازدحامًا، جرى تداول وقود الطائرات بأكثر من 100 دولار للغالون، فوق العقود الآجلة لخام برنت، مع تراجع المخزونات إلى أدنى مستوياتها في 32 عامًا.
وتراجع الطلب على الديزل والبنزين في الولايات المتحدة لأقلّ مستوياته خلال 5 سنوات، بسبب ارتفاع الأسعار.
ارتفاع أسعار الديزل والبنزين
تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة إلى 3.84 دولارًا للغالون في موسم الصيف، من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول، مقارنة بمتوسط سعر الصيف الماضي البالغ 3.06 دولارًا للغالون، وهو أعلى سعر تجزئة للديزل والبنزين منذ عام 2014، نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام، وزيادة الطلب على الوقود مع الانتعاش الاقتصادي.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ سعر خام برنت 106 دولارًا للبرميل خلال موسم الصيف، بزيادة قدرها 35 دولارًا في سعر البرميل عن العام الماضي.
وارتفعت أسعار خام برنت بما يزيد على 1.5%، خلال تعاملات اليوم الخميس، لتصل إلى 108.49 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم يونيو/حزيران- بنحو 1.60%، إلى 103.82 دولارًا للبرميل.
وتشكّل أسعار النفط الخام 60% من إجمالي أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة الأميركية، وفقًا لموقع جرين كار.
وكانت أسعار الديزل والبنزين في الولايات المتحدة قد وصلت ذروتها خلال شهر مارس/آذار الماضي، عندما تجاوز متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة 4 دولارًا للغالون، وتجاوز متوسط سعر الديزل 5 دولارات للغالون.
اقرأ أيضاً: مخزونات وقود الطائرات في أميركا تسجل أقل مستوى منذ 2014
تراجعت مخزونات وقود الطائرات في الولايات المتحدة إلى أقلّ مستوى لها في 7 سنوات، مع تعافي الطلب وانخفاض الإنتاج.
وبحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الصادر اليوم الإثنين، بلغت المخزونات مستوى 36.1 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو أقلّ مستوى منذ أواخر عام 2014.
ويأتي ذلك، قبل أن ترتفع في الأسبوع التالي المنتهي في 3 ديسمبر/كانون الأول إلى 36.7 مليون برميل، لكنه ما يزال أقلّ من متوسط السنوات الـ5، بحسب التقارير الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة.
ارتفاع الطلب
جاء هبوط مخزونات وقود الطائرات مع زيادة الطلب إلى ما يقرب من مستويات ما قبل الوباء، منذ أغسطس/آب الماضي.
ومنذ بداية الوباء، كان الطلب على هذا النوع من الوقود أقلّ بكثير من متوسطه لعام 2019، البالغ 1.74 مليون برميل يوميًا.
وفي معظم الأسابيع منذ منتصف أغسطس/آب، وصل استهلاك وقود الطائرات إلى نحو 20% من مستويات 2019، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة.
وبلغ إجمالي الطلب على وقود الطائرات في الأسبوع المنتهي 26 نوفمبر/تشرين الثاني، 1.72 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 1.30 مليونًا خلال المدّة نفسها من العام الماضي.
انخفاض الإنتاج
أدى إعصار آيدا على طول ساحل الخليج الأميركي في أغسطس/آب الماضي، إلى انقطاع مؤقت لعمل مصافي التكرير وخفض الإنتاج، مقارنة بأشهر الصيف، ما أسهم في هبوط مخزونات وقود الطائرات.
وتراجع إنتاج النفط الأميركي بنحو 385 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول الماضي، ليهبط إلى 10.8 مليون برميل يوميًا، مع استمرار تداعيات إعصار آيدا.
وفي صيف هذا العام، نتج ارتفاع مخزونات وقود الطائرات عن زيادة إنتاج المصافي خلال أشهر ارتفاع طلب السوق على البنزين والمقطرات.
وشجّع هذا الطلب المرتفع المصافي على معالجة المزيد من النفط الخام، إذ إن وقود الطائرات منتج ثانوي لتكرير الخام.
المصدر: الطاقة