دولة عربية هي الأغنى في العالم تزداد ثراء بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. إليك كامل التفاصيل عن هذه الدولة الثرية

ساهم الغزو الروسي لأوكرانيا في جعل بعض الدول الغنية أكثر ثراء، ومن بينها قطر، التي عززت مكانتها كمصدر مهم للغاز بعد ابتعاد أوروبا عن استيراد الطاقة من روسيا.

وقال تقرير لوكالة “بلومبرغ” الأميركية، الخميس، إن استضافة قطر لكأس العالم هذا العام والحاجة المتزايدة للغاز القطري سيمنحان شبه الجزيرة الصغيرة تأثيرا كبيرا ويعد بتحويلها إلى لاعب أكبر على الساحة العالمية.

وأضاف التقرير أن ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا عزز من مكانة منتجي النفط في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية والكويت، لكن العوائد المالية والجيوسياسية التي يمكن أن تحصل عليها قطر تجعلها الفائز الأول في هذا المجال.

وفقا للتقرير فقد سافر العديد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى الدوحة في الأسابيع الأخيرة، وكلهم يحملون رسالة واضحة مفادها “نحن بحاجة إلى غازكم بأسرع ما يمكن”.

أصبح الإلحاح أكثر حدة هذا الأسبوع بعد أن قطعت روسيا الإمدادات عن بولندا وبلغاريا.

وكان من المقرر بالفعل أن تصل صادرات الطاقة القطرية إلى 100 مليار دولار هذا العام لأول مرة منذ عام 2014، وفقا لحسابات بلومبيرغ.

سيسمح لها ذلك بإنفاق ثروات أكبر في أسواق الأسهم العالمية والسعي لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، بشكل أساسي من خلال صندوق الثروة السيادي البالغ 450 مليار دولار.

وفي غضون ذلك، تتوقع الحكومة القطرية أيضا عوائد اقتصادية قدرها 20 مليار دولار من خلال تنظيمها لكأس العالم 2022.

“كل هذا سيجعل عام 2022 أكثر من مجرد التاريخ الذي ستترك فيه قطر بصماتها على التقويم الرياضي، مما سيزيد من ثراء واحدة من أغنى البلدان ويعزز نفوذها بطريقة كانت تبدو غير مرجحة قبل عام واحد فقط، بحسب بلومبرغ.

يأتي الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي القطري بالتزامن مع بدء الدوحة مشروعا بقيمة 30 مليار دولار لتعزيز صادراتها بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2027.

ويشير التقرير إلى الطلب الإضافي على الغاز القطري يعني مزيدا من المنافسة بين المشترين على عقود التوريد طويلة الأجل، وعلى الأرجح، شروطا أفضل لصالح دولة قطر.

وتنتج قطر الغاز الطبيعي المسال بأقل تكلفة وبفارق كبير عن منافسيها عالميا، وهي مصدر خُمس إمداداته العالمية.

ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو أربعين بالمئة من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا، وتعمل واشنطن مع حلفائها على البحث في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة.

اقرأ أيضاً: كيف أصبح الغزو الروسي لأوكرانيا حربا عالمية ثالثة؟

نشرت صحيفة “صندي تايمز” تقريرا كتبه بيتر فرانكوبان، الأستاذ في جامعة أوكسفورد، قال فيه إن الغزو الروسي لأوكرانيا تحول فعليا إلى حرب عالمية ثالثة.

وأشار إلى أن الآثار الزلزالية للحرب يمكن رؤيتها في كل مكان، وتابع تحليله بالقول إن الجنود الروس اعتقدوا أنهم سيدخلون كييف في غضون أيام، في أعقاب الإعلان عن “العملية العسكرية الخاصة” في الرابع والعشرين شباط/ فبراير، ولكن الحرب تحولت لما نراه الآن، بحسب ترجمة هيئة الإذاعة البريطانية.

في الأسبوع الماضي، صرحت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، بأن على بريطانيا وحلفائها الغربيين أن يظهرها “الشجاعة وليس الحذر” وطالبتهما بالعمل على مساعدة كييف من أجل دفع القوات الروسية خارج “كامل أرجاء أوكرانيا”.

وبحسب الكاتب، فإن هذه التصريحات تلقفها الإعلام الروسي على الفور ونقلها كدليل على أن الحرب الحالية هي بين “الغرب وروسيا” وأن “القرار قد اُتخذ في لندن على ألا تنتهي الحرب إلا بعد تحقيق فوز حاسم وشامل على موسكو”.

منذ أن بدأت الحرب ومذيعو المحطات التلفزيونية الروسية والكتاب يقولون إن روسيا تخوض صراعا عالميا وجوديا، والوصف الذي كان قد يُعتبر مبالغة كبيرة منذ عدة أسابيع، هو الآن وجهة نظر لها وجاهتها خارج روسيا أيضا.

وأضاف الكاتب: “حين سُئلت فيونا هيل، كبيرة مديري الشؤون الأوروبية والروسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي حتى وقت قريب، الأسبوع الماضي عن ما إذا كان القول إن قيام حرب عالمية جديدة احتمال بعيد، فإنها أجابت بصورة مباشرة قائلة: نحن بالفعل في هذه الحرب، ونحن فيها منذ بعض الوقت”.

لكن ما حدث في الأسابيع التسعة الماضية له بالفعل عواقب زلزالية – ستزداد موجاتها الصدمية أقوى وأكثر خطورة خلال الصيف بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن الخطوط الأمامية وبعيدًا عن أوكرانيا نفسها.

وتناول فرانكوبان استخدام روسيا لمواردها الطبيعية كسلاح في الحرب، وأضاف أنه على الرغم من الجهود لوقت صادرات النفط الأحفوري من روسيا إلا أنها تواصلت بصورة متصاعدة.

إن التحول عن هذا الاعتماد – على موارد الطاقة الروسي – المبالغ فيه سيستغرق سنوات وربما عقود، وسيتطلب اسثتمارات ضخمة في التكنولوجيا.

وضعت الحرب بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حالة الأزمة وزاد ذلك من التعاون بينهم، وتعجب الكاتب من حديث وزيرة خارجية بريطانيا عن “خطة مارشال لأوكرانيا”، وتساءل عن إمكان عمل خطة مارشال لدول تضررت من الحروب في السنوات الأخيرة مثل سوريا وليبيا وأفغانستان.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version