بينها حصادات و جرارات متطورة يزيد سعر الواحدة منها عن 300 ألف دولار.. لماذا تسرق القوات الروسية الٱلات الزراعية من أوكرانيا؟

نقلت قناة “سي أن أن” عن رجل أعمال قوله إن القوات الروسية في مدينة ميليتوبول قامات بمصادرة جميع المعدات من متجر معدات زراعية في المدينة، وشحنتها إلى الشيشان، ليتبين لدى وصولها أن المعدات لا تعمل إذ تم تعطيلها عن بعد.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تزايد أعداد التقارير التي تفيد بقيام القوات الروسية بسرقة المعدات الزراعية والحبوب وحتى مواد البناء، بما يتجاوز نهب المساكن على نطاق واسع. لكن مصادرة المعدات الزراعية القيمة من وكالة “John Deere” في ميليتوبول تظهر أن أعمال النهب تتم بشكل منظم وعلى مستويات عليا، وتستخدم وسائل نقل الجيش الروسي لهذا الغرض.

وقدرت قيمة المسروقات من هذا المتجر بأكثر من 5 ملايين دولار، إذ بلغت قيمة الحصادات وحدها 300 ألف دولار.

وأفادت المصادر عن وجود مجموعات متنافسة داخل الجيش الروسي: يأتي بعضها في الصباح والبعض الآخر في المساء.

وتحتوي هذه الآلات المتطورة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما سمح بتعقبها وتحديد وصولها إلى قرية زاخان يورت في الشيشان.

ولفتت المصادر إلى أنه لدى وصول الحصادتين إلى الشيشان، أدرك “الغزاة” أنهم لا يستطيعون تشغيلها، لأنها أغلقت عن بعد. وتابعت المصادر أن الروسي يحاولون الآن إيجاد متخصصين بإمكانهم تعطيل نظام الحماية. كما باستطاعتهم جني بعض الأموال إذا بيعت كقطع غيار.

اقرأ أيضاً: على خُطا ميليشيا أسد.. الجيش الروسي يطبّق ظاهرة التعفيش في أوكرانيا (فيديو)

“التعفيش”، ظاهرة لم تعُد مقتصِرة على ميليشيا أسد التي كان لها السبقُ في ابتكارها أثناء هجماتها على المدن والأحياء السورية، والتي تعني سرقة كافة محتويات تلك الأحياء والأسواق بما غلا ثمنه أو رخص، بعد أن استنسخ جنود الاحتلال الروسي تلك الظاهرة أثناء غزوهم للمدن والأسواق الأوكرانية.

ومنذ بدءِ الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، الخميس الماضي، وثّقت عدسات الناشطين الأوكرانيين عمليات التعفيش التي يقوم بها الجيش الروسي للمنازل والمحلات التجارية وكذلك البنوك، في مشهد يتطابق إلى حد كبير مع مشاهد تحمل بصمات نظام أسد، ربيب الاحتلال الروسي.

وتكشف تلك الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعفيش الجنود الروس لأحد المحلات التجارية بسرقة المواد الغذائية وغيرها من داخل المتجر الذي خلا من أصحابه بسبب المعارك الدائرة، إضافة لتسجيل آخر يوضح سرقة محلات تجارية بمنطقة أخرى.

كما نشر الناشطون الأوكرانيون تسجيلات تفضح سرقة عدد من الجنود الروس للبنوك الأوكرانية، عبر حمل الخزنة المليئة بالنقود من داخل البنك ونقلها إلى خارجه، مستغلّين خلوَّ تلك الأحياء والأسواق من سكانها، الذين تفرّقوا بين نازح أو مُحتمٍ في الملاجئ، أو مسلّح يقف للدفاع عن بلاده.

وتعيد تلك المشاهد المسرّبة للجنود الروس، أساليب ميليشيا أسد التي اشتُهرت بظاهرة التعفيش عقب كل حملة عسكرية كانت تشنّها على المدن والأحياء السورية خلال السنوات العشر الماضية، والتي تعني سرقة كافة محتويات المنازل والأسواق وغيرها من الأماكن والمرافق العامة.

وتشمل عمليات “التعفيش” لدى ميليشيا أسد الأحذية والأدوات البسيطة والرخام والسيراميك وأسلاك الكهرباء المسلوبة من داخل جدران المنازل، ما دفع ناشطين سوريين إلى إطلاق عبارة “وطن، تعفيش، غسّالات” كشعارٍ للميليشيا بدلاً من شعارها المزعوم “وطن شرف إخلاص” الذي يفتقد لأي مصداقية.

وبدأت روسيا عملية عسكرية الخميس الماضي لغزو أوكرانيا باستخدام أكثر من 150 ألف عسكري وآلاف الدبابات والمدرّعات من عدة محاور في شرق البلاد والجنوب الشرقي، وسط تنديد دولي كبير وعقوبات مالية واقتصادية على البنوك الروسية وشخصيات مقرّبة من الرئيس بوتين.

ولاقت العملية الروسية تنديداً دولياً واسعاً مترافقاً مع دعم عسكري وسياسي لكييف، فيما فشل مجلس الأمن الدولي باستصدار قرار يُدين موسكو، حيث امتنعت ثلاث دول عن التصويت هي: الصين والهند والإمارات، في حين استخدمت روسيا “الفيتو” لإبطال مشروع القرار الذي يُدين الهجمات الروسية ويطالب موسكو بالانسحاب الفوري من أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: الجيش الروسي يمارس “التعفيش” في أوكرانيا.. التايمز: جنود يرسلون أجهزة وملابس المدنيين إلى موسكو (فيديو)

وثقت صور نشرتها صحف أجنبية جنوداً من الروس وهم يحزمون غنائم منهوبة ويرسلونها إلى عائلاتهم من مكتب بريد في بيلاروسيا، وتضمنت هذه الغنائم دراجات سكوتر كهربائية وغسالات ومكيفات هواء.

وأظهرت فيديوهات كاميرات المراقبة المُسرّبة، التي نقلتها صحيفة The Times البريطانية، أكثر من عشرة مقاتلين في كامل زيهم الرسمي وهم يمارسون “التعفيش”، (وهي ظاهرة بدأت في سوريا عام 2012، حيث تقوم قوات النظام السوري بنهب منازل وممتلكات المدنيين الفارين من القصف)، بينما يحزمون أجهزة تلفاز وملابس ومعادن نفيسة وممتلكات شخصية تزن حوالي 2000 كيلوغرام، فيما يدّعي المحققون أنها نُهبت من منازل المواطنين الأوكرانيين.

وتنتشر تقارير تفيد بأن القوات التي تنفذ الهجوم في أوكرانيا تسرق من الأراضي التي احتلتها. حتى إن ملازماً أسيراً عُثر عليه يجمع هواتف آيفون، ومجوهرات، وساعات، ومستلزمات مكياج.

إضافة إلى أن الآخرين، الذين اعترضت مكاتب الاستخبارات الأوكرانية مكالماتهم إلى زوجاتهم في روسيا، سُمعوا بينما يتفاخرون باستهداف الشقق، واستخدام السلع المنهوبة لدفع رهنهم العقاري.

وحصل النشطاء البيلاروسيون على ثلاثة فيديوهات لجنود روس وبيلاروسيين يحزمون بحماسةٍ قطعاً ويرسلونها في طرود عن طريق فرع من خدمة التوصيل الروسية CDEK في مدينة مازير، التي تقع جنوب بيلاروسيا، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، ويمكن تحديد هوية جميع الرجال المتورطين، ما أثار محققي الإنترنت لتتبعهم ومشاركة معلوماتهم الشخصية، بما في ذلك أسماؤهم وأرقام هواتفهم والمسروقات التي نهبوها.

وقد قيل إن القطع المنهوبة أُرسلت إلى مواقع في روسيا، تضمنت العاصمة موسكو ومدن أومسك وأوليانوفسك ونوفوسيبيرسك.

نشر أريك تولر، الباحث لدى موقع الصحافة الاستقصائية الهولندي Bellingcat، تغريدة تقول: “شخص يدعى يفغيني أرسل شحنة تزن 450 كيلوغراماً، تتضمن أجهزة موسيقية، إلى مقاطعة كراي ألطاي. ونيكولاي من مدينة أوسوريسك (بالقرب من مدينة فلاديفوستوك) أرسل إلى بيته مكيفات هواء وقطع غيار تزن 140 كيلوغراماً”.

بحسب صحيفة The Times البريطانية، فإن عديداً من المحادثات الهاتفية التي اعترضتها قوات الأمن في أوكرانيا لمنفذي الهجوم الروسي، تكشف عن سلوكيات وقحة من ممارسة السرقة، حتى إن بعضهم ألقى النكات بأن الهجوم كان “أشبه برحلة إلى السوق”.

في إحدى المكالمات التي اعترضها جهاز الأمن الأوكراني (SBU)، تطلب زوجة أحد الجنود من زوجها حاسوباً مكتبياً وأحذية رياضية وثوباً بمقاس مناسب. وقال الجهاز الأمني الأوكراني: “لا بد أن الجنود الروس يحصلون على كل هذا من منازل الأوكرانيين المستولى عليها، إنه يتفاخر بأنه جلب لها بعض مستحضرات التجميل الجيدة، والقمصان، وأن زملاءه كانوا يحملون حقائب كاملة من القطع المنهوبة”.

وأوضحت الصحيفة أن أحد الجنود الروس يُعتقد أنه قتل بعد أن استبدل حاسوباً مكتبياً “ماك بوك”، بإحدى صفائح السترة الواقية من الرصاص التي كان يرتديها.

فيما قالت الأجهزة الأمنية في أوكرانيا: “يملك جهاز SBU الأمني أدلة كافية على أن عمليات النهب بين (منفذي الهجوم الروسي) وصلت إلى نسب سوف تجعلها تصير قريباً الهدف الوحيد في أوكرانيا. إن (منفذي الهجوم) يتفاخرون صراحةً أمام أقاربهم بإنجازاتهم”.

اقرأ أيضاً: روسيا ترسل سفينة عمرها 110 أعوام لانتشال الطراد “موسكفا” من قاع البحر الأسود


تسعى روسيا جاهدة لإنقاذ معدات عسكرية من حطام الطراد الصاروخي “موسكفا” الذي غرق على الأرجح بضربة أوكرانية. وللقيام بذلك، ستشارك سفينة إنقاذ تابعة للبحرية الروسية عمرها 110 أعوام تدعى “كومونا” في جهود انتشال الحطام من البحر الأسود.

“كومونا” Kommuna هو اسم سفينة إمداد وإنقاذ تابعة للأسطول البحري العسكري الروسي، دخلت الخدمة في عام 1913 باسم “فولكوف” وعملت في البحرية الإمبراطورية الروسية ثم السوفيتية خلال الحربين العالميتين، وتعتبر أقدم سفينة حربية نشطة في العالم.

وكانت “كومونا” في الأصل مخصصة لرفع الغواصات وأجرت أولى اختباراتها العملية في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى. في عام 1928، انتشلت “كومونا” الغواصة البريطانية HMS L55 التي غرقت عام 1919 في خليج فنلندا.

بعد عقدين من الزمان، وأثناء حصار الجيش الألماني للينينغراد، قامت السفينة بانتشال العديد من المركبات والسفن الغارقة. لتسليط الضوء على شجاعة طاقمها، منح الكرملين كل فرد فيه ميدالية الدفاع عن لينينغراد. تم تحديثها في أعوام 1954 و1967 و1984 ويقدر عدد السفن التي انتشلتها طوال فترة خدمتها بأكثر من 150 سفينة.

لكن رفع “موسكفا” يبدو رغم ذلك غير واقعي بالنظر إلى حجم الطراد وطوله البالغ 610 أقدام. يمكن بالمقابل انتشال قاذفات الصواريخ إلى السطح واسترجاع بعض الأجزاء المهمة من قاع البحر.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن “هذه ستكون مهمة هندسية هائلة لمحاولة رفع تلك السفينة إلى السطح. لم نر أي مؤشر على أنهم أبدوا أي اهتمام بفعل ذلك”.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version