تقارير

يتجه للتحول إلى مركز عسكري لصيانة الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط و القارة الإفريقية.. تعرف على البلد العربي صاحب القدرات الفريدة في صناعة الطائرات

وقع المغرب شراكة استراتيجية مع شركتي “Sabca”، و”Sabena Aerospace”، البلجيكيتين، جنبا إلى جنب مع شركة “Lockheed Martin” الأمريكية العملاقة، لصيانة ودعم طائرات إف – 16، وسي – 130، طائرات هرقل، وذلك في محاولة لتصبح مركزاً عسكريا لصيانة الطائرات في الدول الإفريقية المجاورة.

وكشف “”breakingdefense”، أن هذه الاتفاقية، الموقعة في 14 أبريل، ستؤدي إلى إنشاء منصنع Aero Maroc (MAM)، وهي منشأة لصيانة الطائرات في مطار بن سليمان العسكري، من أجل “متطلبات الاستدامة لسلاح الجو الملكي المغربي، وتوفير وظائف عالية التقنية والقدرات الفنية”، متابعةً أنه حسب بيان صادر عن “Sabca”، يشير إلى أن “أنشطة الصيانة الأولى”، ستهم طائرات سي – 130.

وأوضح المصدر الذي نقل المعطيات المذكورة، أن الشراكة، ستضمن حصول المغرب على أفضل منشأة صناعية ومعدات وتدريب وشهادة لدعم متطلبات الاستدامة لسلاح الجو الملكي المغربي والعملاء الدوليين الآخرين، وفق ما صرحت به دنية ترينت، نائبة رئيس برامج إف – 16.

وتابعت أن القوات الجوية الملكية المغربية تتوقع تسليم طائرات جديدة بما في ذلك، “F-16 Block 72″، التي تدخل الخدمة بين أواهر 2025، و2027، مردفةً أن أهمية المنشأة، تكمن في أنها ستمكن المغرب من تطوير أسطولها الحالي من طائرات الإف، موردةً تصريحا لعبد الحميد حرفي، الخبير العسكري، قال فيه، إن “16 طائرة وصلت إلى مستوى إف 16 فايبر بلوك 72، الأكثر تقدما”.

وأردفت أن القوات الجوية المغربية، تمتلك بالفعل 23 طائرة مقاتلة من طراز “إف-16″، والتي يتوقع حرفي أن تتم ترقيتها إلى بلوك 72 داخل المنشأة، لتنضم إلى أسطول من مقاتلات “إف-5″، التي تمت ترقيتها محليا والتي تستخدم خصيصا لعمليات الدعم الناري للقوات البرية، بالإضافة إلى طائرات “ميراج إف – 1، وألفا – جيت”، التي يتم صيانتها داخل القاعدة العسكرية لمكناس.

واسترسلت أن المغرب يدير أيضا، أسطولا مكونا من 17 سويلة نقل من طراز 130 إتش- سي، وقد سعى إلى تنمية هذا الأسطول من خلال برنامج مقالات الدفاع الزائدة، حيث أكد حرفي، أنه من المتوقع، أن تقوم المنشأة بصيانة “طائرات إف 16، وهرقل 130 سي، ليس فقط للقوات الجوية المغربية، بل أيضا للدول الإفريقية المجاورة التي تشغل هذه الطائرات”.

وأبرزت أن تونس تشغل أسطولاً من ستة طائرات سي 130 بي إتش هرقل، واثنتان سي 130جي 30 سوبر هرقل، متابعةً أنه من المقرر أن تتلقى طائرتين إضافيتين من طراز سي 130 إتش، من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد طلبها في سنة 2019، منبهةً إلى أنه من بين مشغلي سي 130 إتش الإقليميين الآخرين ليبيا والنجير وتشاد ومصر.

وذكّر المصدر، بأن إدارة بايدن، وافقت في يناير من السنة الحالية، على طلب من مصر لشراء اثنتي عشرة طائرة من طراز سي 30 جي سوبر هرقل، كما أن البلد نفسه يقوم بتشغيل رابع أكبر أسطول من طائرات إف 16، عالميا، مع امتلاكه لـ 220 طائرة مقاتلة من هذا النوع، الأمر الذي يجعلها هدفا واضحا للأعمال التجارية المحتملة للمنشأة الجديدة.

واستطرد المصدر، أن المغرب، أصدر في سنة 2020، القانون 10.20 الذي يحدد الإطار العام لإنتاج الأنظمة العسكرية المحلية، ووفقا للقانون، يسمح في المملكة بثلاث فئات من الإنتاج العسكري: الأسلحة والذخائر الدفاعية، بما في ذلك أنظمة المعلومات ذات الصلة ومعدات الاتصال والمراقبة، والمعدات الأمنية العسكرية وأنظمة الصيد والقنص.

تماشيا مع هذا القانون، تردف الجريدة، يعمل المغرب على تعزيز توطين الإنتاج الحربي والمنشأة الجديدة هي إحدى هذه الخطوات، حيث تطمح الرباط إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع الأسلحة العسكرية، وأن تكون منصة إقليمية للصناعة العسكرية للسوق المحلي وكذلك للتصدير إلى الدول الإفريقية المجاورة، وفق ما ذهب إليه الخبير العسكري حرفي.

وأشارت الجريدة ذاتها، إلى أن المملكة، تعمل على برنامج تحديث أوسع للترسانة العسكرية، يشمل 36 طائرة هيلكوبتبر “أباتشي إي إتش 64 أُ”، ومن المتوقع أن يتم استلامها بحلول سنة 2025، بالإضافة إلى 22 مروحية تركية الصنع من نوع “تي 129 أطاك”.

وواصلت أن عمليات الصيانة، لن تكون هي أولى أنشطة الصيانة العسكرية والإصلاح التي تتم في المغرب، حيث سبق للبلاد أن قامت بتحديث المقاتلات الاعتراضية الفرنسية “ميراج إف 1″، محليا، في إطار شراكة بين القوات الجوية المغربية، و” Sabena Aerospace”، كما تم تطوير طائرة إف- 5، محليا في بداية سنة 2000 بالشراكة مع إسرائيل.

هذا، وقالت الجريدة، إن الغرب لديه مخاوف أمنية عديدة، بما في ذلك من الجزائر المجاورة، التي تمتلك أساطير جوية متطورة، والتي تقوم بتسليح جبهة البوليساريو الانفصالية، بالإضافة إلى ذلك، ما تزال التوترات قائمة مع إسبانيا بشأن مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تحتلهما إسبانيا فيما يعتبرهما المغرب جزء من أراضيه تستعمرها الجارة الشمالية.

اقرأ أيضاً: طائرات مسيرة وصواريخ أرض جو.. المغرب يسعى لتحديث السلاح الجوي

يسعى المغرب لتحديث قدرات قوته الجوية، وقد حدد المسؤولون المغاربة استخدام الطائرات بدون طيار في القتال باعتباره “بُعدًا رئيسيًا لجهود التحديث العسكري”، وفقًا لما ذكره خبير الدفاع في جامعة أكسفورد، صمويل راماني.

وقال راماني لصحيفة ديفينس نيوز: “لقد كانت الولايات المتحدة أكثر فاعلية في تعزيز وصول المغرب إلى أسلحة بتقنية التخفي، وتحديداً الطائرات الأميركية بدون طيار، والذخائر الموجهة بدقة وكذلك الذخائر الموجهة بالليزر”.

ذكرت رويترز في ديسمبر أن المغرب كان على وشك توقيع صفقة مع إدارة ترامب لشراء أربع طائرات بدون طيار من طراز “MQ-9B SeaGuardian”. كان من المقرر أن يعقب تلك الصفقة شراء 12 طائرة بدون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2” للارتفاع المتوسط وطويلة التحمل من شركة بيرقدار التركية ب بقيمة 70 مليون دولار.

وقال راماني: “تعمل الولايات المتحدة وتركيا معًا على تعزيز قدرات المغرب في أسلحة بتقنية التخفي، حيث ستصل قريبًا 12 طائرة مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 إلى المغرب”.

أما بالنسبة لقدرات المغرب في التخفي، قال راماني إن العلاقات المحسنة بين إسرائيل والمغرب ساعدت في هذا المجال. كانت المغرب وقعت اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بوساطة أميركية في ديسمبر، وهي خطوة يتوقع خبراء دفاع أن تساعد الرباط في سعيها لتعزيز القدرات غير المأهولة.

ويشغل الجيش المغربي بالفعل ثلاث طائرات هيرون بدون طيار، تم استلامها من فرنسا وإنتاجها من قبل شركة إيرباص للدفاع والفضاء بالتعاون مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية.

مواجهة التهديدات الإرهابية

وأكد الموقع أن وجود جيش مغربي قوي يصب في مصلحة الولايات المتحدة، التي تهدف إلى مواجهة التهديدات الإرهابية الإقليمية بشكل أكثر فعالية مع البلاد.

وقال كبير المستشارين في شركة Gulf State Analytics الاستشارية الجيوسياسية ومقرها الولايات المتحدة، ثيودور كاراسيك: “يساعد بيع حزم الأسلحة في تعزيز أمن [المغرب] والمصالح الأميركية في هذه الزاوية الاستراتيجية من أفريقيا”.

وأضاف كاراسيك: “الإدارة الأميركية الحالية لها سياسة خارجية مختلفة: فهي تعتمد بشكل كبير على القوة الناعمة ونادرًا ما تعتمد على الحركية، ومن ثم هناك تحول أو إلغاء مهمات [مكافحة الإرهاب] مع استمرار سيطرة الإرهاب على المواقع الرئيسية في شمال أفريقيا والساحل”.

في مارس 2019، سمحت وزارة الخارجية الأميركية للمغرب بشراء 25 طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-16 وترقية 23 من طرازاتها القديمة. ثم في يونيو 2020، وقع المغرب عقدًا مع شركة بوينغ الأميركية لشراء 24 طائرة هليكوبتر AH-64 Apache.

وقال راماني: “عمليات نقل مقاتلات F-16 إلى المغرب بُعد رئيسي آخر لجهود التحديث العسكري”. وتابع “يتم استخدام هذه الطائرات من طراز F-16 لأغراض مكافحة الإرهاب، على عكس الطائرات بدون طيار، التي يبدو أنها تهدف إلى التخفيف من تهديد الصحراء الغربية”.

وأضاف أن الأباتشي ستساعد في مكافحة التهديدات الأمنية الفورية وستكون بمثابة نموذج أولي لتطوير الأسلحة المحلية.

كما أنه في الآونة الأخيرة، وقع المغرب والولايات المتحدة خارطة طريق للتعاون الدفاعي لمدة 10 سنوات في أكتوبر، والتي تهدف إلى توجيه التعاون لجهود التحديث العسكري السابقة. تهدف الاتفاقية أيضًا إلى تحسين إمكانية التشغيل البيني.

وذكر أحد كبار المساعدين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، آرام نركويزيان، أن مشتريات الأسلحة المغربية في عام 2020 تكشف توجه المغرب لتحديث منظومته العسكرية.

وأوضح نركويزيان أنه على وجه الخصوص في عام 2019 مضى المغرب قدما في الحصول على 36 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز “AH-64E Apache” (24 جديدة، و12 اختيارية)، وأكثر من 2400 صاروخ من طراز “BGM-71-4B-RF TOW 2A” لتعزيز القدرات الدفاعية المتكاملة، ونحو 25 طائرة مقاتلة من طراز F-16C / D Block” 72″ مع ذخائر جو-أرض إضافية، بالإضافة إلى دعم الاستدامة لتعزيز تكامل الأنظمة وصيانة دورة حياة المقاتلات.

تنويع مصادر السلاح

وأضاف: “على عكس الجيوش الإقليمية الأخرى، كان هناك تركيز منطقي على تعزيز الهجوم جو-أرض والتشارك مع القوات البرية. ستظل زيادة مجموعات المهام الجوية جوًا ذات المصداقية والحفاظ عليها تحديًا رئيسيًا”.

كما يتطلع المغرب لتنويع مصادره للأسلحة. فقد وقعت الرباط عدة اتفاقيات مع روسيا والصين لشراء معدات عسكرية، بما في ذلك صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

وأشار الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، إلى أن “الاستراتيجية العسكرية المغربية تقوم على تنويع مصادر السلاح من الخارج”.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي للأسلحة إلى المغرب، إلا أن هذا لم يمنع المغرب من الحصول على الأسلحة التي يحتاجها من الدول الأوروبية مثل: اقتناء القمر الصناعي الاستخباري محمد السادس من فرنسا، وشراء فرقاطات من بلجيكا وإيطاليا، وكذلك المفاوضات الجارية للحصول على فرقاطات بحرية من إيطاليا”.

وأشار راماني إلى أن المغرب أبدى اهتمامه بطائرات الهليكوبتر “T129 Atak” التركية، وفكر في شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 بالإضافة إلى الدبابات وقاذفات الصواريخ الصينية.

ومع ذلك، أكد راماني لا يزال المغرب يعتمد بشدة على التكنولوجيا العسكرية الأميركية، حيث تشكل الأسلحة الأميركية حوالي 62 في المائة من مخزونها.

يذكر أنه في كل عام، يجري المغرب العديد من التدريبات العسكرية، بما في ذلك الأسد الأفريقي، والتي أجريت في وقت سابق من هذا العام لتحسين إمكانية التشغيل البيني مع القوات الأميركية وزيادة الاستعداد التشغيلي.

وقال شقير إن جزءًا من ذلك يشمل تدريب طيارين مغاربة على أحدث طائرة مقاتلة في الولايات المتحدة. وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، يزور خبراء عسكريون المغرب لتدريب القوات المسلحة المغربية على الأسلحة الأميركية”.

المصدر: مواقع إلكترونية – بناصا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى