اقتصاد

متفوقة على روسيا و أميركا.. كيف استطاعت دولة عربية ثرية استعادة الصدارة كأكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم؟

استعادت قطر الصدارة من الولايات المتحدة كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، مع انخفاض الطلب على وقود التدفئة بنهاية فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفقا لوكالة بلومبيرغ للأنباء أمس الاثنين.

ووفقا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها الوكالة الأميركية، فإن صادرات قطر في الشهر الماضي من الوقود الفائق البرودة تجاوزت 7 ملايين ونصف المليون طن متري، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة.

وأدّت أعمال الصيانة التي أجرتها شركة قطر للطاقة قبل شهر إلى خفض صادراتها.

وخلال أشهر الشتاء أدى انخفاض درجات الحرارة، فضلا عن رغبة أوروبا في خفض الاعتماد على الطاقة الروسية، إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي وارتفاع أسعار الوقود.

وبمجرد انتهاء فصل الشتاء استخدمت بعض محطات التصدير الأميركية فترة ضعف الطلب وانخفاض الأسعار لإجراء أعمال الصيانة، وذلك أدى إلى انخفاض الإنتاج الأميركي.

اقرأ أيضاً: بلومبيرغ: قطر تقيس اهتمام المشترين لتوسعة طاقة إنتاج الغاز المسال


قالت وكالة بلومبيرغ للأنباء في تقرير الأربعاء، نقلا عن مصادر مطلعة، إن شركة قطر للطاقة -أحد أكبر موردي الغاز الطبيعي المسال في العالم- تقيس اهتمام المشترين لمزيد من التوسعة لطاقتها لإنتاج الغاز المسال.

وتدرس الشركة توسعة طاقتها للغاز الطبيعي المسال وسط مخاوف من تعطل الإمدادات نحو أوروبا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، بينما تحاول بضع الدول الأوروبية إنهاء اعتماها على إمدادات الغاز الروسي.

لكن تقرير بلومبيرغ قال إن المحادثات في مرحلة أولية وإن قطر للطاقة قد تتمسك بخطتها القائمة.

وأضاف التقرير أن الشركة تناقش مع مشترين للغاز ما إذا كان ينبغي أن توسع مشروعا بدأ في 2021 لبناء 6 مصانع لتسييل الغاز بتكلفة تبلغ 30 مليار دولار.

وتخطط قطر للطاقة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% مع مشروع توسعة حقل الشمال الذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل بحلول عام 2026.

وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي في مقابلة مع قناة سي إن إن CNN في مارس/آذار الماضي إن قطر ستواصل إمداد أوروبا بالغاز، وسط مخاوف من تعطل للإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا.

عقود تشغيل ناقلات للغاز المسال

كانت قطر للطاقة قد وقعت في وقت سابق من الشهر الحالي 4 عقود مع شركة تابعة لشركة ميتسوي للخطوط البحرية، لتأجير وتشغيل 4 ناقلات للغاز الطبيعي المسال تشكل الدفعة الأولى من عقود التأجير طويلة الأجل ضمن برنامج قطر للطاقة الضخم لبناء سفن الغاز الطبيعي المسال.

وقالت قطر للطاقة في بيان صحفي إنه قد تم توقيع العقود بالتزامن مع 4 عقود أخرى بين مجموعة هودونغ-جونجوا لبناء السفن المحدودة، والمملوكة بالكامل لمؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن المحدودة، مع الشركة التابعة لشركة ميتسوي للخطوط البحرية، لبناء 4 ناقلات جديدة للغاز الطبيعي المسال لخدمة مشاريع الغاز الطبيعي المسال التوسعية لقطر للطاقة واحتياجات أسطولها المستقبلية.

اقرأ أيضاً: قطر للطاقة: اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الغاز المسال إلى “إس آند تي” الصينية


أعلنت قطر للطاقة -اليوم الأربعاء- أن شركتها التابعة “شركة قطر للغاز المسال المحدودة (2)” وقعت اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد مع شركة “إس آند تي” (S&T) الدولية لتجارة الغاز الطبيعي المحدودة لتوريد مليون طن سنويًّا من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين على مدى 15 عامًا بدءًا من الربع الأخير من عام 2022.

وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة المهندس سعد بن شريده الكعبي “يسعدنا أن نرحب بشركة إس آند تي في قائمة عملائنا للغاز الطبيعي المسال، ونتطلع إلى العمل معها والإسهام في تلبية متطلباتها من الغاز الطبيعي المسال على المدى البعيد”.

وأضاف أن “هذه الاتفاقية تعكس توسّع قاعدة عملائنا في جمهورية الصين الشعبية التي بإمكانها الاعتماد على قطر كشريك موثوق به يمكن الاعتماد عليه في تزويد الطاقة”.

وسيتم توريد شحنات الغاز الطبيعي المسال بموجب الاتفاقية باستخدام سفن أسطول دولة قطر من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، وستقوم شركة “إس آند تي” بتسلّم الغاز الطبيعي المسال بشكل أساسي في محطة تانغشان لاستقبال الغاز الطبيعي المسال.

والاثنين الماضي أعلنت قطر للطاقة أن شركتها التابعة “راس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة” وقعت اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد مع مجموعة “غوانغدونغ للطاقة المحدودة” لتوريد مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال إلى الصين لمدة 10 أعوام تبدأ عام 2024.

اقرأ أيضاً: قطر غاز تبدأ بناء 4 خطوط عملاقة لإنتاج الغاز المسال


قالت شركة قطر غاز إنها بدأت تشييد 4 خطوط إنتاج كبيرة للغاز الطبيعي المسال سترفع طاقتها الإنتاجية السنوية من 77 مليون طن حاليا إلى 110 ملايين طن.

وذكرت الشركة في حسابها على تويتر أن تلك الخطوة تأتي ضمن خطة قطر للمحافظة على موقعها كأكبر منتج ومصدر للغاز المسال في العالم.

وتستهدف البلاد زيادة إنتاجها بـ40% بحلول عام 2026 بتوسعة حقل الشمال أكبر حقل للغاز غير المصاحب في العالم.

ويقع الحقل قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر، واكتشف في عام 1970، وتقدّر احتياطاته بنحو 900 تريليون قدم مكعبة تعادل 10% من احتياطيات الغاز المكتشفة في العالم.

خطوط إنتاج ضخمة

ولدى شركة “قطر غاز” 6 شركات تابعة لها تملك خطوطًا كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.

وتشمل هذه الشركات:

“قطر غاز واحد” التي أُسّست في عام 1984، وتتكون من 3 خطوط تنتج 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.

فضلا عن شركة راس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة ​التي أُسست في عام 1993 ولديها خطان ينتجان 5 ملايين و600 ألف طن سنويا.

وفي عام 2005 أُسست شركة “راس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة ثلاثة” بقدرة إنتاجية تبلغ 15 مليونًا و600 ألف طن سنويا.

كما يتضمن مشروع “قطر غاز اثنان” خطين ينتجان كذلك 15 مليونًا و600 ألف طن سنويا.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروع “قطر غاز ثلاثة” 7 ملايين و800 ألف طن سنويا، وبدأ إنتاجه منذ عام 2010.

وفي مطلع عام 2011 بدأت “قطر غاز أربعة” الإنتاج بقدرة إنتاجية تبلغ أيضًا 7 ملايين و800 ألف طن سنويا.

وتعدّ قطر حاليا أكبر منتج ومصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال.

المصدر: الجزيرة – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى