تشهد المنطقة العربية العديد من مصافي تكرير النفط، خصوصًا في الخليج العربي الغني بثروات الوقود الأحفوري.
وتقوم مصافي التكرير بمهمة تحويل النفط من المادة الخام إلى مشتقات مختلفة وقودًا السيارات والكيروسين والغاز المسال، ووقود الديزل والطائرات وغيرها.
ويمتلك العرب -خصوصًا الدول الخليجية- العديد من مصافي تكرير النفط، والتي يأتي من بينها مصافٍ ضمن الأكبر على مستوى العالم.
مصفاة الرويس
توصف مصفاة “الرويس” التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، والواقعة على ساحل الخليج العربي في الإمارات، بأنها رابع أكبر مصفاة في العالم بموقع واحد -حسب بيانات أدنوك-، إذ تصل طاقتها الإنتاجية المصممة لنحو 837 ألف برميل يوميًا.
وتضم مصفاة الرويس، مجمعين، هما مصفاة الرويس – شرق، وافتُتحت عام 1982، ومصفاة الرويس- غرب، التي تعمل منذ عام 2014.
ونقلًا عن موقع أدنوك، تستطيع مصفاة الرويس – شرق، تكرير النفط بطاقة 140 ألف برميل يوميًا، و280 ألف برميل من المكثفات، ومنها المواد المنتجة من الغاز النفطي المسال، والبنزين الخالي من الرصاص، والديزل، والنافثا، ووقود الطائرات، والزيوت الأساسية من المجموعة الثالثة، وزيت الوقود.
بينما تستطيع مصفاة الرويس- غرب، التي تبلغ تكلفتها 12 مليار دولار، تكرير النفط بما يصل إلى 417 ألف برميل يوميًا، مع قدرتها على تكرير كمية أكبر من ذلك، وتشمل المواد المُنتجة منها وقود النقل، وأسود الكربون -وهو شكل تجاري من الكربون الصلب-، وفحم الكوك بدرجة الأنود، والبروبيلين.
وتمتلك مصفاة الرويس- غرب، أحد أكبر وحدات التكسير المميع -وهي عملية كيميائية تستخدم محفزًا لإنتاج البنزين ووقود التقطير- في العالم، ووحدة أسود الكربون، وفحم الكوك، وفقًا لبيانات أدنوك.
كما يوجد في المصفاة 4 أرصفة للسفن، وذلك للسماح للعديد من سفن الشحن الكبيرة والصغيرة بالتحميل في وقت واحد.
ويشار إلى أن إنتاج الإمارات من النفط خلال العام الماضي بلغ نحو 3.66 مليون برميل يوميًا، مقابل 3.765 مليونًا في العام السابق له، وفقًا لبيانات صحيفة أويل آند غاز.
وتستهدف الإمارات رفع إنتاجها النفطي إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030، ويستحوذ خام مربان على 50% من الإنتاج المستهدف لشركة أدنوك بحلول 2030.
وتمتلك “أدنوك” أيضًا أقدم مصفاة في الإمارات، وهي مصفاة (أبو ظبي)، وبدأت العمل منذ عام 1976، إذ تقوم بتكرير 85 ألف برميل في اليوم الواحد.
وبحسب بيانات الشركة، تقوم شركة أدنوك للتكرير التابعة لشركة بترول أبو ظبي، بتوفير أكثر من 40 مليون طن من المنتجات المكررة سنويًا.
مصافي أرامكو
لدى أرامكو -أكبر شركة منتجة للنفط في العالم- أكثر من مصفاة لتكرير النفط، بعضها تمتلكها بشكل كامل، وأخرى بحصة من رأس المال، وذلك وسط سعيها لزيادة طاقة التكرير لديها، لتتراوح ما بين 8 و10 ملايين برميل يوميًا بحلول 2030.
وتعدّ السعودية أكبر مصدّر للنفط عالميًا، وأيضًا أكبر عضو منتج للخام في منظمة أوبك، والثانية بعد الولايات المتحدة على المستوى العالمي.
ويأتي في مقدمة تلك المصافي التي تمتلكها أرامكو بشكل كامل، مصفاة “رأس تنورة” والتي تعدّ الأولى لها، إذ دخلت الشركة قطاع تكرير النفط عندما بدأت “رأس تنورة” أعمالها عام 1945.
وتصل الطاقة التكريرية لمصفاة “رأس تنورة” التابعة لشركة أرامكو السعودية إلى 550 ألف برميل يوميًا.
كما تمتلك أرامكو مصفاة “الرياض” بنسبة 100%، وتصل طاقة تكرير النفط للمصفاة لنحو 126 ألف برميل يوميًا، وكذلك مصفاة “ينبع”، بطاقة تكريرية تصل لـ245 ألف برميل يوميًا.
بينما تمتلك أرامكو مصافٍ أخرى بنسبة مشاركة، وهي مصفاة “بترو رابغ” بطاقة تكريرية تصل إلى 400 ألف برميل يوميًا، تمتلك فيها الشركة السعودية حصة تبلغ 37.5%.
ولدى الشركة كذلك مصافي سامرف – ينبع بنسبة استحواذ 50%، وياسرف – ينبع بنسبة 62.5%، وساتورب – الجبيل بنسبة 62.5%، وذلك بطاقة تكريرية تصل إلى 400 ألف برميل من النفط يوميًا لكل منهما.
كما تستحوذ أرامكو على مصفاة ساسرف الجبيل بنسبة 50%، بطاقة تكريرية تصل إلى 305 آلاف برميل يوميًا.
وتمتلك أرامكو كذلك مصفاة جازان بطاقة تصل إلى 400 ألف برميل يوميًا، والتي من المنتظر أن تبدأ التشغيل التجاري بحلول العام المقبل.
وتعمل حاليًا مصفاة جازان الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر بنصف طاقتها في إطار التشغيل التجريبي لها والذي بدأ في يناير/كانون الثاني الماضي.
واستغرق بناء مصفاة جازان نحو 8 سنوات، ومن المتوقع عند اكتمال تشغليها بطاقتها التصميمية ستقوم بإنتاج نحو 75 ألف برميل يوميًا من البنزين، و250 ألف برميل يوميًا من البنزين منخفض الكبريت، و90 ألف برميل من مخلفات التقطير الفراغي.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة أرامكو تمتلك مصافيَ لتكرير النفط في دول أخرى، منها الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين.
وتشمل المنتجات الرئيسة المصنّعة في المصافي، التي تمتلكها أرامكو داخل المملكة، غاز النفط المسال، والنافثا، والبنزين، ووقود الطائرات (الكيروسين)، والديزل، وزيت الوقود، والأسفلت.
وتوضح بيانات أويل آند غاز أن إنتاج النفط في السعودية خلال العام الماضي بلغ نحو 10.6 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 10.716 مليون برميل يوميًا في عام 2021.
وبفضل القفزات السريعة لأسعار النفط منذ العام الماضي، حققت السعودية مكاسب كبيرة من بيع الخام، إذ بلغت إيرادات النفط نحو 205.97 مليار دولار خلال 2021، مقابل 119.3 مليار دولار في 2020.
مصفاة الزور في الكويت
توجد في دولة الكويت مصفاة الزور، والتي تعدّ الأكبر حجمًا عالميًا، وكذلك خامس أكبر مشروع فيما يتعلق بسعة التخزين على مستوى العالم، بعد محطات إنتشون وبينغتيك وتونغيون في كوريا الجنوبية وسوديغاوري باليابان.
وتصف مؤسسة البترول الكويتية مصفاةَ الزور بأنها تُعدّ أكبر مصفاة لتصريف وتكرير النفط في العالم تُبنى بمرحلة واحدة، والتي بدأ التشغيل التجريبي لها منتصف يوليو/تموز الماضي، كما تعدّ أكبر مجمع في العالم لوحدات إزالة الكبريت.
وتستطيع مصفاة الزور تكريرَ النفط بنحو 615 ألف برميل يوميًا من الخام الكويتي، وتوفر إمدادًا لمحطات الكهرباء بنحو 225 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود البيئي، وإنتاج 340 ألف برميل يوميًا من المنتجات النفطية عالية الجودة.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة “كيبيك” بدأت بناء مصفاة الزور منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، بالتعاون مع شركات عالمية، وهي: شفرون لوماس جلوبال، وشل جلوبال سليوشنز، وهالدورتوبسو، وفلورلميتد.
وتُقدَّر مساحة مصفاة الزور بنحو 16.100 كيلومتر مربع، ومنطقة أمان تبلغ 3.583 كيلومترًا مربعًا.
وبحسب بيانات مؤسسة البترول الكويتية، نُفّذت المصفاة على شكل 3 مصافٍ مصغرة، إذ إن كل مصفاة مصغرة تحتوي على وحدة التقطير الجوي، ووحدة إزالة الكبريت من الزيت المتبقي، ووحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل والنافثا والكيروسين، وهو ما يجعلها أكبر مجمع في العالم لوحدات إزالة الكبريت.
ومن أبرز ما يميز مصفاة الزور، عدم صرف مياه التصنيع خلال التشغيل الاعتيادي، والقيام بمعالجتها وإعادة استخدامها، وكذلك وجود نظام استرداد غاز الشعلة لخفض الشعلات للحدّ الأدنى، وتوفير شعلات أرضية تعمل دون أدخنة وبضجيج منخفض، ومراقبة مستمرة لجودة الهواء.
ويوجد في منطقة حقول الخزانات بالمصفاة نحو 88 خزانًا بسعة إجمالية تصل إلى 15 مليون برميل، فيما سيُنشَأ رصيف جديد لتصدير المنتجات الصلبة الكبريتية، من خلال شحن سفن منفردة بحمولة قصوى تصل إلى 60 ألف طن.
وتنفّذ دولة الكويت مشروع “النفط الثقيل”، والذي يُعدّ أحد أهدافه الإستراتيجية استخدامه في مصفاة الزور، لإنتاج وقود قليل الكبريت لاستخدامه في توليد الكهرباء.
وتؤكد شركة “كيبك” أن مصفاة الزور لتكرير النفط ستسهم في تحسين جودة الهواء، عبر خفض نسبة الانبعاثات الصادرة من محطات توليد الكهرباء بنسبة 75%، وذلك بفضل تزويدها بوقود بيئي منخفض الكبريت.
جدير بالذكر أن شركة البترول الوطنية الكويتية تمتلك مصفاتين لتكرير النفط الخام، بطاقة إجمالية تصل إلى 736 ألف برميل بشكل يومي، وهما مصفاة ميناء الأحمدي ومصفاة ميناء عبدالله.
وتستهدف الكويت من خلال مشروعات تنفّذها رفعَ إنتاجها من النفط إلى 3.5 مليونًا بحلول عام 2025، و4 ملايين بحلول 2035.
وبحسب بيانات منظمة أوبك، انخفض إنتاج الكويت من النفط الخام إلى 2.419 مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي، مقابل نحو 2.439 مليون برميل يوميًا في 2020.
وفي الربع الأول من العام الجاري 2022، ارتفع إنتاج الكويت من النفط إلى 2.612 مليون برميل يوميًا، بحسب بيانات أوبك.
مصفاة الدقم
تمتلك سلطنة عمان مصفاة الدقم لتكرير النفط، بطاقة إنتاجية تصل إلى 230 ألف برميل يوميًا، وهي مشروع مشترك بين شركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية.
وتقع المصفاة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مع كون إنتاج الديزل ووقود الطائرات وكذلك النافثا وغاز النفط المسال هي المنتجات الرئيسة للمصفاة.
وتتكون مصفاة تكرير النفط في عمان من 65% من الخام الكويتي و35% من الخام العماني، إذ من المقرر تخزينهما في منشأة تخزين الخام، التي تبنيها عمان حاليًا في مشروع “رأس مركز” للنفط الخام.
ويشار إلى أن محطة “رأس مركز” لتخزين النفط بدأ إنشاؤها عام 2018 من قبل الشركة العمانية للصهاريح (أوتكو)، ومن المتوقع بدء تشغيلها رسميًا في وقت قريب.
وتستهدف سلطنة عمان أن تكون محطة رأس مركز أكبر موقع لتخزين النفط في منطقة الشرق الأوسط.
مصفاة لفان
تمتلك دولة قطر “مصفاة لفان” الواقعة في مدينة رأس لفان الصناعية، والتي تعدّها جزءًا مهمًا في إستراتيجية البلاد نحو معالجة المكثفات الناتجة من حقول شركة قطر غاز.
وبحسب بيانات “قطر غاز”، تصل قدرة مصفاة لفان -والمكونة من جزأين- للمعالجة الإجمالية إلى 292 ألف برميل يوميًا، والتي تصفها بأنها أحد أكبر معالجي المكثفات في العالم.
وتتألف المصفاة، من مصفاة لفان 1 والتي بدأ الإنتاج منها عام 2009، بقدرة معالجة تصل إلى 146 ألف برميل يوميًا، إذ تقوم بمعالجة المكثفات وهي أحد المنتجات المصاحبة لإنتاج الغاز الطبيعي.
وتقوم المصفاة بتكرير المكثفات وتحويلها إلى منتجات تُستخدم وقودًا منخفض الانبعاثات ومواد خام لإنتاج البتروكيماويات، كما تقوم المصفاة بمعالجة المنتجات بالهيدروجين لتقليل نسبة الكبريت بها.
وتتكون مصفاة لفان 1 من وحدات للمعالجة تقوم بإنتاج النافثا بقدرة 61 ألف برميل يوميًا، ووقود الطائرات بقدرة 52 ألف برميل يوميًا، وزيت الغاز بقدرة 24 ألف برميل يوميًا، ومزيج غاز النفط المسال بقدرة 9 آلاف برميل يوميًا.
ولا تمتلك قطر مصفاة لفان1 بشكل كامل، إذ تتوزع حصتها ما بين قطر للطاقة بنسبة 51%، وتوتال وإكسون موبيل وكوزمو وإيديمتسو بنسبة 10% لكل منهما، وميتسوي بنسبة 4.5%، وماروبيني 4.5%.
وتتكون المصفاة كذلك من مصفاة لفان 2، والتي بدأت الإنتاج التجاري في عام 2016 بقدرة معالجة تصل إلى 146 ألف برميل يوميًا.
وتنتج مصفاة لفان 2 منتجات منخفضة الكبريت، من بينها النافثا ووقود الطائرات من النوعية (A-1) والديزل المحتوي على نسبة شديدة الانخفاض من الكبريت والبروبان والبوتان.
وتستحوذ شركة قطر للطاقة على النسبة الأكبر من مصفاة لفان 2 تبلغ 84%، في حين تتوزع الحصة المتبقية ما بين شركة توتال بنسبة 10%، وكوزمو بنسبة 2%، وإيديميتسو بنسبة 2%، وميتسوي بنسبة 1%، وماروبيني بنسبة 1%.
ويشار إلى أن دولة قطر جاءت في المرتبة الثانية عالميًا، بعد أستراليا، في إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال خلال العام الماضي.
وبحسب بيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك)، سجلت صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال نحو 77.4 مليون طن خلال العام الماضي.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية