تسعى شركة “إيرباص” لتنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تسريع وتيرة إنتاج طائراتها من عائلة طراز “A320” الأكثر مبيعاً، بحيث تصنع 75 طائرة شهرياً منها بحلول 2025.
قالت شركة صناعة الطائرات الأوروبية في بيان، الأربعاء، إن هذا الرقم يشكل قفزة بالنسبة للمعدل الحالي لبناء الطائرات ذات البدن الضيق البالغ 50 تقريباً شهرياً، وللمستوى المستهدف من قبل الشركة بحلول منتصف 2023 أيضاً وقوامه 65. كما يأتي في ظل تعافي الطلب من أزمة فيروس كورونا.
شددت “إيرباص” أيضاً على هدفها المتمثل في تسليم 720 طائرة هذا العام، رغم الحرب المستعرة في أوكرانيا وإغلاقات كوفيد الجديدة في الصين، وهو الأمر الذي يجعل بناء الطائرات وتشغيلها أكثر صعوبة. أعلنت الشركة عن أرباح في الربع الأول تفوق تقديرات المحللين، كما دعمت الأهداف المالية السابقة الخاصة بـ2022.
عام صعب
قال غيوم فوري، الرئيس التنفيذي للشركة، في البيان: “لم يتغير توجهنا الخاص بعام 2022 رغم أن مجموعة المخاطر المتوقعة لبقية العام أصبحت أكثر صعوبة، بسبب البيئة الجيوسياسية والاقتصادية المعقدة. وبالنسبة لما بعد 2022، نتوقع استمرار النمو القوي في الطلب على الطائرات التجارية بقيادة أسرة طراز A320”.
تسبب الموردون وشركات التأجير سابقاً في التراجع عن وتيرة زيادة البناء المخطط لها، قبل أن تؤمن “إيرباص” خلال الأسبوع الماضي تمديداً لمدة 18 شهراً لعقود توريد المحركات الرئيسية. يُرتقب أن تساعد هذه الزيادة الشركة في تعزيز تفوقها على منافستها “بوينغ” في سوق الطائرات ذات الممر الواحد التي تتصدر المبيعات، ما يقلل من تراكمات الإنتاج ويتيح مواعيد تسليم جديدة.
الشركة التي تتخذ من تولوز الفرنسية مقراً لها عززت أرباحها المعدلة قبل الفوائد والضرائب، لترتفع إلى 1.26 مليار يورو (ما يعادل 1.3 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ694 مليون يورو في العام السابق. تلقت هذه النتائج دفعة بعد تحقيق مكاسب لمرة واحدة قدرها 400 مليون يورو بفضل إعادة قياس التزامات المعاشات التقاعدية.
أيضاً، شددت “إيرباص” على هدف التدفق النقدي الحر البالغ 3.5 مليار يورو لعام 2022 قبل تمويل وإنفاق العملاء لعمليات الاستحواذ بنفس المستوى الذي شهده العام الماضي تقريباً، مع زيادة في الأرباح قبل الفوائد والضرائب المعدلة إلى 5.5 مليار يورو.
من العراقيل التي تخيم إلى حد ما على مستقبل الشركة هي المشكلات التي تُعقد تقديم طائرتها النفاثة طراز “A321 XLR” طويلة المدى الجديدة، والتي قالت “إيرباص” إنها ستُؤجل حتى 2024 وسط تأخيرات الحصول على الاعتماد.
نشرت “بلومبرغ”، الثلاثاء، أن النموذج يخضع للتدقيق من قبل الجهات التنظيمية، وسط مخاوف بشأن زيادة خطر الحريق الذي قد ينجم عن وجود خزان وقود إضافي. لكن مع تطبيق تحسينات السلامة؛ من المرجح إضافة وزن أكبر والحد من نطاقه بشكل محدود.
اقرأ المزيد: “إيرباص” تحصل على الضوء الأخضر لإلغاء طلبية “القطرية” من طائرات “إيه 321”
حصلت شركة “إيرباص” على الضوء الأخضر لإلغاء طلبية شراء طائرة “إيه 321” لصالح الخطوط الجوية القطرية، ما يمنح الشركة المصنعة للطائرة انتصاراً مؤقتاً في نزاع قانوني ساخن مع أحد أكبر عملائها.
طلبت شركة الطيران الخليجية من محكمة في لندن إصدار أمر قضائي لمنع “إيرباص” من إلغاء عقد 50 طائرة، وهو ما رفضه قاض بريطاني يوم الثلاثاء. يصرح الحكم لشركة “إيرباص” بإعادة تسويق الطائرات لعملاء جدد، ما يعني أن “القطرية” ستضطر إلى إيجاد طرق أخرى لتلبية احتياجاتها من الطائرات ضيقة البدن.
قال القاضي ديفيد واكسمان عند إصدار الحكم: “في الواقع، قطر قادرة على توفير طائرات بديلة بشكل جيد لتعويض النقص في طائرات (إيه 321)” التي من المفترض أن يتم وضعها في الخدمة خلال الربع الرابع من عام 2023.
الخلاف حول طلب “إيه 321” هو جزء من معركة قضائية أكبر حول تقشر الطلاء على طائرات إيرباص “إيه 350” ذات البدن العريض. صدم إلغاء طلب “إيه 321” في يناير جمهور الصناعة، وأظهر مدى سوء العلاقات بين الشركة المصنعة وأحد أهم عملائها.
جادل محامو “إيرباص” بأن شركة صناعة الطائرات لها الحق في إلغاء العقد بموجب بند بسبب فشل شركة الطيران في قبول تسلم طائرات “إيه 350”. كما قالوا إن العلاقات بين الطرفين قد انهارت إلى درجة أنه سيكون من الخطأ إجبارهما على العمل معاً.
ردت قطر بالقول إنه لا يوجد ما يلزمها بقبول طائرات “إيه 350″، والتي تقول إنها معيبة، كما أن إلغاء طلبية “إيه 321” كان “مضللاً وغير صالح من الناحية القانونية”.
سبق أن طلبت المحكمة من شركة “إيرباص” عدم تخصيص طائرات “ايه 321” لعملاء آخرين حتى يتم التوصل إلى قرار بشأن ما إذا كان سيتم السماح بإلغاء الصفقة. نظر القاضي في الأضرار لأي جانب من إلغاء العقد أو إعادة العمل به، بالإضافة إلى تفرد المنتج المعروض.
اقرأ المزيد: “إيروفلوت” قد تشتري طائرات “إيرباص” لتجاوز العقوبات
تبحث شركة إيروفلوت (Aeroflot) شراء ثماني طائرات “إيرباص” مستأجرة بعد أن قدّم الاتحاد الأوروبي آلية للممولين للتخلص من بعض الطائرات المحتجزة في روسيا بعد غزو أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
قالت “تاس” نقلاً عن بيان إفصاح للشركة، إن “إيروفلوت” ستقرر ما إذا كانت ستشتري طائرات من طراز “ايه 330” ذات البدن العريض في اجتماع مجلس الإدارة يوم الاثنين المقبل.
تعمل الطائرات وفق ما يسمى بعقود الإيجار التمويلي، والتي قدّم الاتحاد الأوروبي خلال أبريل استثناء من العقوبات يسمح باستلام قيمة مدفوعات الصفقات الموقعة قبل 26 فبراير.
يتعين على الشركات الحصول على إذن الحكومة لبيع الطائرات ولا يمكن إتاحة أي موارد بعد نقل الملكية.
تتعلق عقود الإيجار التمويلي عادة بطائرات “إيرباص” و”بوينغ” الجديدة، حيث تضمن وكالات ائتمان التصدير حوالي 85% من القرض المشترك الذي تقدمه عدة بنوك لصالح شركة طيران.
تعمل معظم الطائرات المملوكة للأجانب والعالقة في روسيا البالغ عددها 500 أو نحو ذلك، بموجب عقود إيجار تشغيلية حيث تستأجر شركات الطيران الطائرات لفترة محددة ويمكنها إعادتها إلى المالك بعد انتهاء العقد.
أصدرت روسيا قانوناً يمنع الطائرات المملوكة للأجانب من المغادرة دون الحصول على إذن الدولة، بعد أن أدى غزو أوكرانيا إلى فرض عقوبات على المؤجرين لإلغاء العقود والسعي لاستعادة طائراتهم.
اقرأ المزيد: “إيرباص” تُسلم 63 طائرة بعد فشل قفزة أسعار النفط في تهدئة الطلب
سلّمت “إيرباص” 63 طائرة الشهر الماضي، مما عزز خطط الشركة لزيادة الإنتاج برغم القلق من أنَّ ارتفاع أسعار النفط والصراع في أوروبا الشرقية قد يضعفان الطلب.
وارتفعت حصيلة عمليات التسليم في الربع الأول إلى 142 طائرة. وانخفض صافي عمليات التسليم مرتين بعد أن حالت العقوبات التجارية المفروضة بسبب غزو أوكرانيا دون تسليم طائرات “إيه 350” التي تحلّق لمسافات طويلة إلى شركة الطيران الروسية “إيروفلوت”. وأدرجت الطائرات في حصيلة ديسمبر دون أن يتم استلامها على الإطلاق.
تعرّض تأخر الطلبات لصدمة من إلغاء شركة “إير آسيا إكس” (AirAsia X) التي تتخذ من ماليزيا مقراً لها لطلبيتها، برغم التخطيط لهذه الخطوة منذ العام الماضي، علماً أنَّها لا تؤثر على خطط الإنتاج.
كانت عمليات التسليم في غالبيتها من الطائرات ذات البدن الضيق من عائلة “إيه 320 نيو”، ومعظمها لشركات طيران اقتصادية من بينها: “ويز إير هولدينغز” (Wizz Air Holdings) والمشغّل السعودي “فلاي أديل” (Flyadeal)، وشركة “إنديغو” (Indigo) الهندية، بحسب البيانات الصادرة عن شركة “إيرباص” يوم الجمعة.
كما تضمّنت الحصيلة تسع طائرات من طراز “إيه 330″، و”إيه 350” ذات البدن العريض، وخمس طائرات “إيه 220” الأصغر.
قال كول لاماري، المحلل في “جيفريز” في ملاحظة، إنَّ إجمالي عمليات التسليم كان أعلى بثلاث مرات مما كان يُتوقَّع، وضمّ مزيجاً أفضل من الطرازات.
تستهدف شركة “إيرباص” التي يقع مقرها في مدينة تولوز الفرنسية، تنفيذ ما لا يقل عن 720 عملية تسليم من جميع الطرازات في عام 2022، أي ما يعادل 60 طائرة شهرياً.
في حين بلغ متوسط الإنتاج 47 طائرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، واستهدف الرئيس التنفيذي “غويلاوم فاوري” زيادة إنتاج طراز “إيه 320” إلى 65 طائرة في الشهر بحلول منتصف العام المقبل.
نفّذت شركة صناعة الطائرات 104 طلبيات إجمالية لم يُكشف عنها، جميعها لعملاء ولطرازات “إيه 320”.
تلقى الرقم الصافي ضربة كبيرة؛ إذ سجلت شركة “إيرباص” عملية إعادة الهيكلة المعلن عنها سابقاً في شركة “إير آسيا إكس” حيث خفّضت شركة الطيران الاقتصادية، التي كانت سابقاً أكبر زبون للطائرة من طراز “إيه 330 نيو”، حصتها من المشتريات إلى 15 من 78.
كما ألغت 10 طلبات لشراء طائرات من طراز “إيه 321 نيو”، وإنْ كانت شعبية هذا الطراز تعني أنَّ باستطاعة “إيرباص” أن تجد مشترين جدد بسهولة.
المصدر: اقتصاد الشرق – مواقع إلكترونية