قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين في السعودية، المهندس خالد بن صالح المديفر، إن السعودية تزخر بالعديد من المعادن الأرضية النادرة.
وأضاف أن المعادن الأرضية النادرة في السعودية تأتي إلى جانب مختلف أنواع المعادن الأخرى، بما فيها تلك المستخدمة في تصنيع التقنيات الضرورية لبناء مستقبل مستدام، التي يزداد عليها الطلب بصورة كبيرة بما فيها النحاس والفوسفات وخام الحديد.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر التعدين الأفريقي “إندابا” الذي تعقد أعماله في كيب تاون خلال المدة من 9 إلى 12 مايو/أيار الحالي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وأشار إلى أن قيمة المعادن غير المستغلة في منطقة الدرع العربي وحدها، تُقدر بنحو 1.3 تريليون دولار.
وتحدث المديفر في كلمته عن الفرص النوعية التي تنتظر المستثمرين وشركات التعدين في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن بلاده تتمتع بمناخ استثماري حيوي وسريع التطور.
كنز معلوماتي عمره 80 عامًا
تطرّق نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين في السعودية، المهندس خالد بن صالح المديفر، في كلمته، إلى قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية التي أُطلقت مؤخرًا.
وقال إن القاعدة توفر الوصول عبر الإنترنت إلى ما يعادل حصيلة 80 عامًا من البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكيميائية؛ بما في ذلك آلاف التقارير التفصيلية عن أهداف التعدين وآفاقه.
وأكد المديفر أن قطاع التعدين في المملكة يولي “الاستدامة” أهمية قصوى، إذ إنها أحد المبادئ الأساسية لإستراتيجية التعدين، وتهدف إلى حماية البيئة والحفاظ على صحة العاملين في القطاع وسلامتهم.
وأشار -بهذا الخصوص- إلى أن السعودية أطلقت في عام 2019 مجلس الاستدامة لمنظومة الصناعة والثروة المعدنية، لتحقيق التوازن بين القيمة الاقتصادية للتعدين وحماية البيئة.
دعوة إلى التعاون
دعا المهندس خالد المديفر، المشاركين في مؤتمر التعدين الأفريقي “إندابا”، والشركات والمهتمين بصناعة التعدين، إلى التعاون معًا من أجل تخطي التحديات التي تواجه القطاع، وبالتالي “تحقيق أقصى استفادة من الإمكانات الجيولوجية الغنية لإنشاء قطاع تعدين نابض بالحياة وناجح ومستدام”.
وأشار إلى أنه في إطار رؤية المملكة 2030 وُضعت تصورات وبرامج لتطوير قطاع التعدين، ليُصبح الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، فضلًا عن إقرار الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية التي بُنيت على أربع ركائز هي:
- إطلاق برنامج المسح الجيولوجي الإقليمي لتوفير البيانات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية ونشرها للحد من مخاطر الاستثمار.
- توفير بيئة استثمار مواتية، من خلال تطوير الإطار القانوني والتنظيمي للتعدين في المملكة.
- العمل على مراجعة الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
- العمل للوصول إلى سلاسل القيمة المتكاملة وتوفير الدعم وتقديم الحوافز التي تصل إلى 90% للمستثمرين.
قطاع التعدين في السعودية
تطرّق نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، إلى النجاحات التي شهدها قطاع التعدين السعودي، مشيرًا إلى أنها تستند إلى مجموعة متنوعة من المزايا المعدة خاصةً للمستثمرين المحتملين، مثل: ارتفاع الطلب المحلي على المنتجات المعدنية، والموقع الجغرافي للمملكة بالقرب من الأسواق الاقتصادية العالمية، فضلًا عن موقعها الذي يتوسط منطقة الشرق الأوسط، وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
واستشهد ببعض الأمثلة لنجاح الخطوات التي اتخذتها المملكة لتطوير قطاع التعدين التي حققت عائدات قياسية في عام 2021 بلغت 727 مليون ريال (194 مليون دولار).
وأضاف أن قطاع التعدين السعودي نجح في جذب استثمارات بلغت أكثر من 30 مليار ريال (8 مليارات دولار)، بالإضافة إلى العمل على تحفيز استثمارات إضافية بقيمة 120 مليار ريال (32 مليار دولار) في عدد من المشروعات يجري إكمال دراستها حاليًا.
وأوضح أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية تلقت 930 طلبًا للحصول على تراخيص استكشاف، منها 145 طلبًا من شركات أجنبية بنسبة 100%.
المشاركة السعودية في مؤتمر التعدين الأفريقي
تشارك السعودية في فعاليات مؤتمر التعدين الأفريقي “إندابا” من خلال معرض يستمر على مدى 4 أيام تحت مظلة “استثمر في السعودية”، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
ويضم المعرض ممثلين من الجهات السعودية الحكومية والقطاع الخاص، منها: وزارة الاستثمار، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والمركز الوطني للتنمية الصناعية وشركة معادن.
ويعرض الجناح السعودي جهود المملكة المستمرة للنهوض بقطاع التعدين من خلال تسهيل عملية الوصول إلى البيانات الجيولوجية، بالإضافة إلى التحديثات التي أُجريت على الأنظمة والتشريعات لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات وبناء أسس للاستدامة وتطوير قطاع تعدين قائم على سلاسل القيمة المتكاملة.
اقرأ أيضًا: يعمل بمعالجة الليثيوم.. ينبع السعودية تحتضن مجمعًا ضخمًا لكيماويات البطاريات
تعمل عدد من الشركات العالمية والعربية على تطوير مجمع كيماويات البطاريات في مدينة ينبع الصناعية بالسعودية؛ بهدف معالجة الليثيوم والمعادن الأخرى.
ويهدف المجمع لتطوير عدّة محطات تُعالج المعادن الأساسية لسلاسل توريد صناعة السيارات الكهربائية وبطاريات تخزين الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
ووقّعت شركات، الإثنين، اتفاقًا هندسيًا مبدئيًا للتخطيط لمحطة معالجة كيماويات وهيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات، ضمن خطط تطوير عدّة محطات بالمجمع.
وضم الاتفاق الهندسي مجموعة إيف ميتلز الرائدة في المواد الكيميائية وتقنيات البطاريات، وشركة موستانغ التابعة لوود غروب، وشركة فيصل جميل الحجيلان للاستشارات الهندسية.
مركز عالمي في السعودية
أكد رئيس مجلس إدارة شركة إيف ميتلز، عبدالله بوسفار، أن اختيار المملكة العربية السعودية مقرًا لمجمع كيماويات البطاريات جاء إستراتيجيًا، بما يحوّل المجمع لمركز عالمي لمعالجة المواد الخام اللازمة لمستقبل الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أن محطة كيماويات الليثيوم خطوة أولى ضمن إستراتيجية موسّعة لتطوير المجمع، مؤكدًا أن أول خطَّين معالجة لهيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات سوف يوفران استثمارًا مبدئيًا يُقدَّر بـ 800 مليون دولار.
وأضاف أن خطَّي المعالجة من المقرر أن يُنتجا 50 ألف طن متري سنويًا من هيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات لمُصنّعي المعدّات الأصلية والسيارات الكهربائية وخلايا البطاريات.
وشدد على أن محطة كيماويات الليثيوم من شأنها توفير الإمدادات لمن يخشون عجز توافره عقب عام 2025، إذ تُوفر سلاسل توريد مستقرة ومستقلة وطويلة الأمد.
سدّ فجوة سلاسل التوريد
أوضح المدير التنفيذي لمجموعة إيف ميتلز، مايكل نايلور، أنه من المخطط بناء أول خطَّي معالجة لهيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات، خلال الربع الأول من العام المقبل، على أن يدخل المشروع حيز التشغيل خلال النصف الثاني من عام 2024.
وأضاف أن إيف ميتلز تعمل على سدّ فجوة نقص عناصر سلاسل توريد صناعة السيارات الكهربائية وخلايا البطاريات، عبر تكثيف العمل بمجمعها وتطوير محطة كيماويات الليثيوم، ومحطة كيماويات النيكل، ومحطة إنتاج المواد الفاعلة للكاثود (قطب الدائرة الكهربائية).
وأرجع نايلور خطة عمل المجموعة في هذا المجال إلى إحداث تكامل بين احتياجات المنبع للصناعة حتى تطوير سلاسل التوريد وتوفير إمدادات معادن الليثيوم والنيكل وغيرها من غرب أستراليا لحين تطوير سلسلة التوريد السعودية.
تفاصيل الاتفاق
تهتم الاتفاقية الهندسية بتطوير أعمال البنية التحتية غير العملية للمحطة المزمع دخولها حيز التشغيل النصف الثاني من عام 2024، كالبنية التحتية للمرافق والموانئ.
بينما تتولى وود غروب وإيف ميتلز بقية عناصر الاتفاق الهندسي من مدينة بيرث عاصمة ولاية أستراليا الغربية، وهو الجزء الخاص بتوفير إمدادات الإنتاج تمهيدًا لمعالجته بالمجمع في السعودية.
وتُخطط إيف ميتلز لتطوير خطَّي معالجة -في مجمع كيماويات البطاريات- لإنتاج 50 ألف طن متري من هيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات سنويًا، بما يتطلب توفير 330 ألف طن سنويًا من الإسبومين المُركز الذي يحتوي على 6% من أكسيد الليثيوم.
وتهدف إيف ميتلز من تطوير مجمع كيماويات البطاريات بالسعودية إلى إنتاج مواد كيميائية تضم في مكوناتها الليثيوم والنيكل والكوبالت والمنغنيز.
ويوفر المشروع الإمكانات اللازمة لإضافة خطَّي معالجة آخرين بالحجم ذاته، بهدف مضاعفة السعة، وفق ما نشرته ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، اليوم الثلاثاء.
بديل للصين
كانت إيف ميتلز قد شكّلت تحالفًا أستراليًا لليثيوم -في يناير/كانون الثاني- بهدف الإسراع من استكشاف وتطوير إنتاج الليثيوم ومعالجته.
ويطرح تحالف الشركات -عبر تعزيز تطوير مجمع كيماويات البطاريات، نفسه بديلًا للشركات الصينية التي تستحوذ حاليًا على غالبية الإسبودومين المركَّز الذي يُنتَج في أستراليا، بهدف توفير الإمدادات لصناعة معالجة المواد الكيميائية في الصين.
وكانت وود غروب قد بدأت، منذ عامين، مع إيف ميتالز بإعداد دراسات جدوى تطوير مجمعها المتكامل لتصنيع البطاريات الكيميائية، الذي يهدف لتعزيز إنتاج معادن تصنيع بطاريات الليثيوم آيون المستخدمة في تصنيع السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة.
وتبرز أهمية مجمع كيماويات البطاريات في أنه سيوفر سعات إضافية في مناطق قريبة من مصانع عملاقة للبطاريات، بما يعزز سدّ فجوة سلسلة قيمة البطارية في العالم، بخلاف ما تقوم به الصين من معالجة لمعادن البطاريات وتحويلها إلى مواد نشطة.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية