أطاحت بعملاقة التكنولوجيا الأميركية “آبل” وأصبحت أغلى شركة في العالم بفضل الذهب الأسود.. تعرف إلى أغنى شركة عربية في العالم

أطاحت شركة أرامكو النفطية السعودية بعملاقة التكنولوجيا الأميركية “آبل” الأربعاء وأصبحت أغلى شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، بعدما أدّى ارتفاع أسعار الذهب الأسود إلى صعود قيمة أسهم الشركات النفطية في حين تراجعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا.

وكانت قيمة شركة آبل قد تراجعت أمس بعد فقدان 200 مليار دولار، في آخر 3 جلسات، وسط التراجعات الحادة التي تشهدها أسهم التكنولوجيا وسوق الأسهم الأميركية. وارتفعت أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل في المدة الأخيرة، مما دعم بشكل كبير سعر سهم شركة أرامكو السعودية.

وبلغت القيمة السوقية للشركة الوطنية السعودية للبترول والغاز الطبيعي، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، 2.42 تريليون دولار، وذلك بناء على السعر الذي أغلق عليه سهمها في نهاية جلسة التداول الأربعاء.

أما شركة آبل التي ما انفكّ سعر سهمها ينخفض خلال الشهر المنصرم فتراجعت قيمتها السوقية إلى 2.37 تريليون دولار في نهاية جلسة التداولات الأربعاء، وانحفض سعر سهم آبل على الرغم من إعلان الشركة أنّ أرباحها الفصلية في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام أتت أكثر من المتوقع وسط طلب قوي من المستهلكين.

لكن آبل حذّرت من أن إجراءات الإغلاق العام التي تتّخذها الصين حاليا لمنع تفشّي كوفيد والمشاكل المستمرة في سلسلة التوريد ستؤثر على نتائج الربع الثاني من العام بمقدار 4 إلى 8 مليارات دولار.

أما شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط فأعلنت حديثا أن صافي أرباحها زاد بنسبة 124% في 2021، وقالت الشركة إنه مع بدء الاقتصاد العالمي بالتعافي من جائحة كوفيد-19 “زاد صافي دخل أرامكو بنسبة 124% إلى 110.0 مليارات دولار في 2021، مقارنة بـ49.0 مليار دولار في 2020”.

وتتعرّض المملكة، أحد أكبر مصدّري النفط الخام في العالم، لضغوط لزيادة الإنتاج بعدما تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو في اضطراب أسواق الطاقة العالمية.

وحذّر رئيس أرامكو ومديرها التنفيذي أمين ناصر من أن توقعات الشركة لا تزال غير مؤكّدة، مُرجعًا ذلك في جزء منه إلى “عوامل جيوسياسية”. وقال الناصر “نواصل إحراز تقدّم في زيادة طاقتنا الإنتاجية من النفط الخام، وتنفيذ برنامجنا في مجال التوسع في إنتاج الغاز، وزيادة طاقتنا في مجال تحويل السوائل إلى كيماويات”.

وبشأن نتائج أرامكو في 2021، أقرّ الناصر بأن “الظروف الاقتصادية تحسّنت تحسنا كبيرا”، وأدى الانتعاش الاقتصادي القوي الذي سجّل العام الماضي إلى زيادة الطلب على النفط، الأمر الذي أدّى إلى تعافي أسعار الذهب الأسود من أدنى مستوياتها في 2020، ويمكن أن يتسبّب التضخّم في انخفاض الاستهلاك وتقليل الطلب على النفط، في حين يمكن أن تستمر أسهم التكنولوجيا في الانحدار بسبب مخاوف المستثمرين بشأن تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار الفائدة ومشاكل سلاسل التوريد.

يذكر أنه بعد الشركتين أرامكو وآبل تحلّ مايكروسوفت ثالثا بقيمة سوقية 1.979 تريليون دولار، وألفابت (غوغل) 1.485 تريليون دولار، وخامسا أمازون 1.106 تريليون دولار.

وكانت الحكومة السعودية قد أدرجت أسهم أرامكو في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2019، بسعر طرح 32 ريالا (8.53 دولارات) مما يقيّم الشركة حينئذ بـ1.706 تريليون دولار.
جاء الإدراج بعد طرح الحكومة حصة من الشركة للاكتتاب العام في أكبر اكتتاب أولي في التاريخ بعد أن جمع 25.6 مليار دولار، متجاوزا شركة “علي بابا” الصينية.

اقرأ أيضاً: السعودية تنقل 4% من أسهم أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة


قالت الحكومة السعودية -اليوم الأحد- إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نقل 4% من أسهم شركة أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي بالمملكة.

وقال ولي العهد -رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة- إن الأسهم المنقولة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تبلغ قيمتها حوالي 80 مليار دولار، ستساهم “في تعزيز مركز الصندوق المالي القوي وتصنيفه الائتماني المرتفع على المدى المتوسط”.

وأضاف أن الدولة لا تزال المساهم الأكبر في أرامكو السعودية بعد عملية النقل، إذ تمتلك أكثر من 94% من إجمالي أسهم الشركة.

وقال ولي العهد إن نقل هذه الأسهم يسهم في دعم خطط الصندوق الهادفة لرفع حجم أصوله تحت الإدارة إلى نحو 4 تريليونات ريال سعودي (1.07 تريليون دولار) بنهاية عام 2025.

ونقلت وكالة رويترز عن مونيكا مالك كبيرة خبراء الاقتصاد لدى بنك أبو ظبي التجاري، قولها “إن هذه العملية تدعم التوقعات الخاصة بتدبير صندوق الاستثمارات العامة للأموال دوليا، بما في ذلك السندات، ويمكن أن تدعم المضي في بيع أسهم لأرامكو في المستقبل”.

وقالت أرامكو السعودية في بيانها “إن عملية النقل هذه هي عملية خاصة بين الدولة والصندوق، والشركة ليست طرفا فيها، ولم تدخل في أي اتفاقيات بخصوصها، ولا يترتب على الشركة أي مدفوعات أو عوائد ناجمة عن عملية النقل”، وأضافت أن هذه الخطوة لن تؤثر على العدد الإجمالي لأسهم الشركة المصدرة، وأن الأسهم المنقولة هي أسهم عادية مماثلة لأسهم الشركة العادية الأخرى.

وتابعت قائلة “لن يكون هناك تأثير على أعمال الشركة، أو إستراتيجيتها، أو سياستها لتوزيع الأرباح، أو منظومة حوكمتها”.

وسبق أن أثار مسؤولون سعوديون احتمال بيع أسهم أرامكو، ولم يعلق صندوق الاستثمارات العامة. وقال محافظ الصندوق ياسر الرميان العام الماضي إن أرامكو السعودية ربما تدرس بيع المزيد من الأسهم إذا كانت ظروف السوق مناسبة، في حين ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) في الآونة الأخيرة أن المملكة ربما تستهدف بيع حصة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار.

وأتمت أرامكو -أكبر شركة نفط في العالم- أكبر طرح عام أولي في العالم في أواخر عام 2019، وجمعت منه 29.4 مليار دولار. وجرى نقل عوائد ذلك الطرح إلى صندوق الاستثمارات العامة، وارتفعت أسهم أرامكو بما يزيد قليلا على 4% حتى الآن هذا العام.

ومنذ تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تحاول المملكة تنويع اقتصادها عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط، ويقود هذه الجهود صندوق الاستثمارات العامة الذي يبلغ إجمالي أصوله 480 مليار دولار.

زيادة دخل الصندوق

وقال مازن السديري رئيس إدارة الأبحاث في شركة الراجحي المالية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القرار يزيد أصول الصندوق بنحو 16%. وأوضح أنه يساعد الصندوق، إذ يزيد التدفقات المالية لتوزيعات أرامكو ويمنح الصندوق مرونة إذا أراد تخصيص جزء من أسهم أرامكو في السوق المحلي أو الأجنبي.

وأوضح أن دخل النفط السعودي هذا العام متوقع أن يرتفع لنحو 680 مليار ريال، والفائض 125 مليار ريال على متوسط سعر 80 دولارا للبرميل، وهو ما سينعكس إيجابا على صندوق الاستثمارات.

وبعد تراجع أرباحها في 2020 على وقع انخفاض أسعار النفط بسبب فيروس كورونا، أعلنت أرامكو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن أرباحها سجلت زيادة نسبتها 158% في الربع الثالث من 2021 مقارنة بالفترة نفسها العام السابق، متجاوزة بذلك أرباح الفترة ذاتها قبل حلول الجائحة، على وقع ارتفاع أسعار النفط وزيادة مبيعاتها مع انتعاش الطلب العالمي على الطاقة.

وقالت الشركة -في بيان على موقعها الإلكتروني- إن صافي دخل أرامكو السعودية بلغ 114.1 مليار ريال سعودي (30.4 مليار دولار) في الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة بـ44.2 مليار ريال سعودي (11.8 مليار دولار) في الربع الثالث من 2020.

وكانت الشركة حققت أرباحا صافية في الربع الثالث من عام 2019 قبل تفشي الجائحة بلغت 21.3 مليار دولار. وتُقدر قيمة الشركة بحوالي 1.99 تريليون دولار، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد “أبل” (Apple) الشركة الأعلى قيمة في العالم، ومايكروسوفت (Microsoft).

وبعد الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة في الأيام الأولى لتفشي جائحة كورونا، يقترب الطلب على النفط من مستويات ما قبل الجائحة، إذ يجري تداول خام برنت حول 94 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من شحّ الإمدادات العالمية.

المصدر : رويترز – الجزيرة – مواقع إلكترونية

 

 

Exit mobile version