الأضخم في المنطقة العربية والعالم و سينتج أغطية مقاعد السيارات لملايين العرب.. عملاق الصناعة العربية يفتتح معملاً لصناعة أغطية مقاعد السيارات
ترأس وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أمس الأربعاء بالمنطقة الصناعية الحرة أتلانتيك بالقنيطرة، حفل افتتاح المصنع الجديد لشركة “أديينت أوتومتيف سايتينغ المغرب”، الذي أنجز باستثمار يقدر بـ 72 مليون درهم.
وتشغل الشركة، المتخصصة في تصنيع أغطية مقاعد السيارات، وتمتد على مساحة إجمالية قدرها 25 ألف متر مربع، بما في ذلك 10 آلاف متر مربع مبنية، كما تعتزم إضافة 6500 متر مربع، حاليا 600 شخص وتطمح في الوصول إلى أكثر من 1300 منصب شغل بحلول عام 2025.
وقال مزور، في كلمة بهذه المناسبة التي حضرها على الخصوص نائب رئيس قسم أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في “أديينت”، ميشيل برتلين، والمدير العام للشركة، محمد الفاتين، إنه “بفضل قيادة الملك محمد السادس، اكتسب المغرب قاعدة صناعية للسيارات تجعله من الآن مصدرا مضمونا للنمو والتصدير لقادة صناعة السيارات في العالم”، مضيفا أن هذا الاستثمار الجديد للشركة يقدم مثالا واضحا من خلال تعزيز وجودها في المغرب.
وأشار إلى أن مجموعة “أديينت” تعمل أيضا على تعزيز مكانتها الرائدة في السوق المحلية، لكي تصبح منصة تصدير مهمة لسوق السيارات في جنوب أوروبا، مؤكدا أنها تعمل على تعزيز سلسلة قيمة السيارات المغربية وتخلق المنظومة الصناعية “لأديينت” من خلال جعل تحديد موردي المجموعة ممكنا وكذا زيادة معدل التكامل وآفاق خلق فرص عمل مستقرة وعالية الجودة للشباب.
ومن جهته، قال الفاتين، إنه “بهذا الاستثمار تدخل مجموعة أديينت مرحلة جديدة في مساهمتها في التنمية المستدامة للمملكة المغربية”، مضيفا أنه بالنظر لأهمية مجموعة أديينت في قطاع السيارات العالمي بحصة 33 في المائة من السوق العالمية، فإن الطموح هو زيادة المساهمة في تطوير المنظومة الصناعية للسيارات من خلال تفضيل الشركات المحلية للمساهمة في زيادة معدل الادماج”.
وتبلغ مبيعات “أديينت أوتومتيف سايتينج المغرب” حاليا 24 مليون دولار حيث تجهز أكثر من 250 ألف سيارة سنويا ولا سيما العلامات التجارية لمجموعة (بي إس إي PSA)، كما تهدف على المدى القصير الوصول إلى 100 مليون دولار وكذا تجهيز 750 ألف سيارة بحلول عام 2025.
وتروم “أديينت أوتومتيف سايتينج المغرب” إلى تطوير سلسلة صناعة السيارات بالمغرب مع معدل تكامل للمكونات المحلية متوقع في المستقبل القريب بأكثر من 45 في المائة.
وتخطط المجموعة إطلاق منظومة صناعية للموردين يهدف إلى ضمان تطوير سلسلة قيمة السيارات في المغرب وتأكيد رغبة المجموعة في تطوير أنشطة جديدة في المغرب، بما في ذلك “مساند الرأس” و”مساند الأذرع”.
وفي هذا الإطار، تم اليوم توقيع مذكرة تفاهم مع المزود( سايج SAGE) لاستثمار بقيمة 78 مليون درهم، ستمكن من إحداث 220 منصب شغل. كما تخطط المجموعة لإنشاء مركز تقني وهندسي “للأغطية ” في المغرب لتطوير وتصميم المنتجات، ويعد هذا المركز التقني الأول من نوعه في المملكة، حيث سيوفر 50 وظيفة للمهندسين.
وكانت مجموعة “أديينت” بدأت استثماراتها بالمغرب في 2018 بافتتاح أول مصنع لها في المنطقة الصناعية الحرة أتلانتيك بالقنيطرة، بمساحة 8500 متر مربع، من إجمالي 18 ألف متر مربع ، بغلاف مالي قيمته 150 مليون درهم، ما ساهم في توفير 245 منصب شغل.
وتوجد المجموعة في جميع أنحاء العالم ، وتنتج 20 مليون مقعدا سنويا ، أي أن واحدا من كل ثلاثة مقاعد يباع في جميع أنحاء العالم هو أحد منتجات المجموعة، وتشغل 80 ألف شخصا في 208 وحدات إنتاج تقع في 33 دولة.
وتعتبر شركة رائدة في السوق في أنظمة المقاعد الكاملة ، حيث تزود “أديينت” جميع شركات صناعة السيارات الكبرى في العالم ، وتقدم حلولا ذكية تضمن السلامة والمتانة والراحة والأناقة.
وتكمن قوة أديينت في كونها مجموعة تتحكم في عملية الإنتاج بالكامل من تصميم و هندسة وتصنيع وتجميع من مصدر واحد، وهي رائدة تكنولوجيا ومبتكرة في صياغة “رغوة البولي يوريثان” وتصنيع المنتجات القائمة على “الرغوة”.
كما تشكل أديينت المصدر الوحيد لشركات صناعة السيارات لجميع احتياجاتهم المعدنية والآلية ومجموعة لا مثيل لها من الموارد والقدرات، كما يستخدم فريق التصميم الصناعي خبرته في تصميم السيارات واتجاهات السوق لتوقع احتياجات المصنعين والمستهلكين.
وتلتزم المجموعة بممارسة الأعمال وفقا لمتطلبات حماية البيئة والتنمية المستدامة والممارسات الفضلى في مجال الحوكمة، بهدف العمل بطريقة تقلل من تأثير أنشطة أديينت على كوكب الأرض والتركيز على التحسينات الإجتماعية والإقتصادية التي تفيد جميع الموظفين والشركاء.
اقرأ أيضاً: هل يصبح قطاع صناعة السيارات بالمغرب المحرك الجديد للاقتصاد في إفريقيا؟
يستمر قطاع صناعة السيارات بالمغرب، في التألق، حيث أصبح الأهم على مستوى القارة الإفريقية بفضل جهود الدولة في تعزيزه، بعدما التزمت منذ أكثر من عقدين بتطوير الميدان، حيث نجح في اكتساب سمعة ممتازة بفضل إنشاء شبكة متينة من البنية التحتية، ومناطق صناعية وتجارية حرة لتصنيع المركبات، وتدريب المهنيين.
وقالت مجلة “أتالايار” الإسبانية، إن سيارات “صنع في المغرب” باتت لاعبا رئيسيا في اقتصاد البلاد، بفضل نموه المتسارع على مر السنين، حيث تمكن القطاع من ترسيخ مكانته كمصدر رئيسي في السوق الإفريقية، إلى أن سمعته الجيدة، جعلته من بين أفضل صناعات السيارات في العالم، واستطاعت الرباط وضع نفسها في مكانة وصفتها المجلة بأنها “لا تصدق”.
وأوضحت أن قطاع صناعة السيارات المغربي، يعتبر من أكثر الشركاء موثوقية على المستوى العالمي، وبات سوقا جذابا للغاية للاستثمار الأجنبي، وما عزز هذا الأمر، قدرة الرباط الكبيرة على جذب الشركات بفضل انخفاض تكلفة الإنتاج في المنطقة، ومهارة القوى العاملة، والبنى التحتية الحديثة والكبيرة، التي تتيح فرص إنشاء أفضل السيارات في السوق.
واسترسلت، أنه على الرغم من وباء فيروس كورونا المستجد، والحرب الروسية الأوكرانية، استمر القطاع في الازدهار، حيث تمكن في سنة 2020، من إنتاج أكثر من 700 ألف سيارة، ووفر أزيد من 180 ألف وظيفة، ما ضخ في ميزانية الاقتصاد المغربي 72.18 مليار درهم، بفضل الأرباح المحققة، بعد تصدير منتجات لأكثر من 74 بلدا حول العالم.
وفي هذا السياق، ذكرت المجلة، أن المنظمة الدولية لصانعي السيارات أكدت في سنة 2021، أن المملكة المغربية، تحتل المرتبة الـ 19 على المستوى العالمي في الطاقة الإنتاجية للسيارات، والثانية بإفريقيا، وهو ما لم يتأثر حتى خلال أزمة كورونا، حيث كافح القطاع للتعامل مع الوضع، وفق ما جاء في “أتالايار”.
وذكرت المجلة، أنه على الرغم من صعوبة تداعيات الجائحة، بدأت المبيعات في الانتعاش بين سنتي 2021 والأشهر الأولى لـ 2022، لكن الصراع الروسي الأوكراني، أدى مرة أخرى إلى إبطاء توسع هذه الصناعة، حيث تزود أوكرانيا بحوالي 50 في المائة من غاز النيون، المستعمل في تصنيع رقائق أشباه الموصلات.
وأبرزت أنه على الرغم من صعوبة هذه الأوقات، إلا أن البيانات المتاحة، تؤكد أن المغرب سيواصل نهوضه بالقطاع، واضعا نصب عينيه عددا من الأهداف، أولها زيادة التكامل المحلي للقطاع إلى 80 في المائة، بحلول سنة 2025، والثاني إزالة الكربون عن الصناعة، وإنتاج مركبات لجعلها أكثر استدامة، والثالث هو دمج رأس المال المغربي في القطاع.
وأردفت أن نمو هذا القطاع، يعود إلى الزخم الذي أعطي لتشجيعه والعلاقات الدولية العظيمة التي يحافظ عليها المغرب، بالإضافة إلى أن البلد قريب جدا من أوروبا، وهو ما جعله يتاجر إلى حد كبير مع القارة، مسترسلةً أن أوروبا تعطي الأولوية للصناعات الأخرى، ما يجعل الرباط أحد شركائها الرئيسيين.
واختتمت المجلة الإسبانية، تقريرها عن صناعة السيارات بالمغرب، بالإشارة إلى أن العديد من الشركات الأوروبية والأمريكية، استثمرت بشكل كبير في تصنيع مختلف قطع غيار السيارات التي تحمل العلامة المغربية، كما أعربت الصين عن اهتمامها بصناعة السيارات بالمغرب، وتهدف لنقل أكثر من 85 مليون وظيفة في القطاع، لإفريقيا، ويعد المغرب، من بين الوجهات المفضلة لبكين.
المصدر: بناصا – مواقع إلكترونية