كشفت تقارير بريطانية، أن مجموعة “Octopus Energy” المتخصصة في الطاقة، انضمت إلى المستثمرين في المشروع العملاق بين المغرب وبريطانيا والمتمثل في إنشاء أطول “كابل” بحري في العالم لنقل الطاقة الكهربائية بين البلدين.
وحسب ذات المصادر، فإن المجموعة المذكورة وقعت اتفاقية مالية واستراتيجية، مع شركة “Xlinks” من أجل المساهمة في إنشاء هذا المشروع الذي يُتوقع أن يعرف الشطر الأول منه النور في سنة 2027، أي بعد 5 سنوات من الآن.
ويأتي الكشف عن هذه الاتفاقية على بُعد أيام من دخول هذا المشروع مرحلة الإنجاز، حيث شرعت شركة “XLCC” المتخصصة في انتاج “الكابلات” البحرية لنقل الكهرباء، في انشاء وحدة صناعية باسكوتلندا متخصصة في انتاج الكابلات التي سيتم استعمالها في هذا المشروع المغربي البريطاني الذي تُشرف عليه إكسلينكس.
ووفق مصادر متخصصة، فإن إنتاج هذا المصنع سيكون موجها بالكامل في البداية لإنتاج الكابلات المطلوبة للربط الكهربائي من المغرب إلى بريطانيا للمرحلة الأولى بين 2025 و2027، مشيرة إلى أن الشركة المتخصصة ستحتاج إلى 90 ألف طن متري من الفولاذ لتلبية احتياجات المشروع الهام بين البلدين.
وتُخطط بريطانيا لإنجاز مشروع ضخم يتمثل في إنشاء “كابل” بحري لنقل الطاقة الكهربائية من المغرب، فيما يُمكن أن يكون الخط الأطول في العالم، بكلفة إنجاز تصل إلى 16 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 21.9 مليار دولار أمريكي، وفق ما أوردته وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية في الشهور الماضية.
وحسب ذات المصدر، فإن شركة Xlinks بتنسيق مع الرئيس الشابق لشركة Tesco Plc وشركة ACWA Power ، يُخططون لإنجاز هذا “الكابل” البحري الناقل للطاقة الكهربائية على مسافة تصل إلى 3800 كيلومترا، انطلاقا من مزارع انتاج الطاقة في المغرب وصولا إلى بريطانيا.
ووفق شركة إكسلينكس، فإن هذا الخط الكهربائي القادم من المغرب، سيكون بمقدوره تزويد 7 ملايين منزل في بريطانيا بالطاقة الكهربائية، وسيكون مخصصا للمملكة المتحدة فقط، وليس باقي المناطق البريطانية التي سيكون لها مصادر طاقة أخرى.
وكانت شركة إكسلينكس البريطانية قد أجرت سابقا مباحثات مع المسؤولين الحكوميين المغاربة، بهدف الحصول على الترخيص لإقامة مُجمع لانتاج الطاقة الكهربائية في المغرب بالاعتماد على المصادر الخضراء، كالشمس والرياح، بقدرة 10,5 جيغاواط.
وتخطط شركة إكسلينكس البريطانية، لإنشاء خزان للكهرباء بسعة ما بين 5 جيغا واط و20 جيغاواط في الساعة بالمغرب، وربطه بشبكات الطاقة التابعة لها في المملكة المتحدة كألفيرديسكوت وديفون وبيمبروك وويلز، عبر خط ناقل للكهرباء تحت الماء بقدرة 3,6 جيغاواط.
وقالت الشركة، أن الخط الكهربائي الذي سينطلق من المغرب وصولا إلى بريطانيا، سيعبر المياه الدولية، إضافة إلى المياه التابعة لإسبانيا والبرتغال وفرنسا، مشيرة إلى أنها تجري مباحثات مع تلك الدول للحصول على تراخيص تعبيد الكابل في مياهها في عمق بحري يصل إلى 700 متر.
وأضافت الشركة أن هذا الخط الكهربائي، سيكون مكونا من أربعة أنابيب ناقلة للكهرباء، وأن الأنبوب الأول من المتوقع أن يكون قد تم الانتهاء من إنجازه في سنة 2027، في حين أن الأنبوب الثاني سيكون مُكتملا في سنة 2029.
تفاصيل مشروع الكابل البحري بين بريطانيا والمغرب
تستعد كل من بريطانيا والمغرب لبناء أطول كابل كهربائي تحت سطح البحر في العالم، يمتد على مسافة 3800 كيلومتر، وتبلغ قيمة إنجازه 16 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل تقريبا 200 مليار درهم. الهدف من المشروع هو تزويد بريطانيا بالطاقة النظيفة؛ إذ يتوقع أن يحوّل هذا الكابل الطاقة الشمسية والريحية من المغرب إلى بريطانيا، بمقدار يسد حاجة أكثر من 7 ملايين منزل. وقد نال موافقة مبدئية، وينتظر أن تبدأ الدراسات التفصيلية بخصوصه.
إنتاج طاقة نظيفة على مدار الساعة
كشف ديف لويس، الرئيس التنفيذي للشركة المكلفة بالمشروع، أنه تم جمع 800 مليون جنيه إسترليني لبناء ثلاث منشآت إنتاج في المملكة المتحدة، في محاولة للاستفادة من الطلب المتزايد على الكابلات الكهربائية المستخدمة في مزارع الرياح البحرية والموصلات البينية تحت سطح البحر.
وقال لويس، ضمن تصريحات لـ«فايننشال تايمز»: «لقد أمّنا مع الحكومة المغربية مساحة تبلغ حوالي 1500 كيلومتر مربع، وعلى تلك الأرض سننشئ مزرعة شمسية ومزرعة رياح وبطاريات ستنتج مجتمعة حوالي 10.5 جيجاوات من الطاقة».
ويهدف المشروع إلى إنتاج طاقة نظيفة في المغرب على مدار الساعة، من الشمس أثناء النهار ومن الريح ليلاً.
وقال توم إدواردز، أحد كبار المصممين في شركة استشارات الطاقة «كورنوال إنسايت»، إن «استيراد الكهرباء من المغرب إلى المملكة المتحدة قد لا يكون منافسا من حيث التكلفة بحلول الوقت الذي يبدأ فيه العمل بسبب انخفاض تكلفة طاقة الرياح».
وأضاف أن «التحدي الرئيسي لمشروع مثل هذا هو التكلفة وخطر التأخير والتجاوز أو الاضطرار إلى تغيير المسار عند مد الكابل الموجود تحت سطح البحر».
ووفق المعطيات التي نشرتها الصحافة البريطانية، فإن المشروع الضخم يشمل بناء أطول «كابل» كهربائي بحري في العالم، يمتد على مسافة 3800 كيلومتر، وتبلغ قيمة إنجازه 16 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل تقريبا 200 مليار درهم.
وفقًا للمعلومات المتاحة، يتمحور المشروع حول ثلاثة مكونات: الأول هو تركيب مشروع رئيسي لإنتاج الطاقة من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة جنبًا إلى جنب مع مرفق تخزين البطاريات.
سيكون مقر المشروع في منطقة كلميم-واد-نون وسيغطي مساحة تبلغ حوالي 100 كيلومتر مربع وسيتم توصيله حصريًا ببريطانيا العظمى عبر 3800 كيلومتر من الكابلات البحرية.
بالإضافة إلى وحدة إنتاج الكابلات اللازمة لتركيب الربط البيني وإمداد المملكة المتحدة بالكهرباء المنتجة في المغرب. ورغم أهمية هذا المشروع الضخم من الناحيتين التقنية والمالية، إلا أن تفاصيله بالنسبة للمغرب تبقى شحيحة، حيث لم تقدم وزارة الطاقة والمعادن والبيئة المعنية بهذا الموضوع تفاصيل أوفى حول المشروع.
ويوضح موقع شركة «xlinks» على الإنترنيت بعض النقط التقنية للمشروع منها 10.5 جيجاواط من الكهرباء الخالية من الكربون المولدة لتوفير 3.6 جيجاواط من الطاقة الموثوقة لأكثر من عشرين ساعة في المتوسط في اليوم. على المدى الطويل، سيكون المشروع قادراً على توفير 8 بالمائة من احتياجات الكهرباء لبريطانيا العظمى.
وسوف تمر 4 كابلات طول كل منها 3800 كم، من أنظمة الكابلات البحرية HVDC 1.8 جيجاوات، في المياه الضحلة، من المغرب إلى بريطانيا العظمى مباشرة عبر المياه الإقليمية لإسبانيا والبرتغال وفرنسا، ولكن دون أي ارتباط مع هذه الدول. وستتمتع بريطانيا بحق الوصول الحصري إلى الطاقة المنتجة في إطار هذا المشروع.
وسيستخدم نظام النقل كابلات التيار المباشر ذات الجهد العالي لنقل الكهرباء من المغرب إلى بريطانيا. تعتقد Xlinks أن هذه التقنية أثبتت جدواها الآن وموثوقيتها وأكثر تنافسية.
من هي شركة «اكسلينكس» صاحبة المشروع
حسب الموقع الرسمي لشركة « «xlinks، صاحبة المشروع، فإن فريقها يضم مجموعة من الكفاءات من خلفيات متعددة، يجمع بينها دافع واحد يتمثل في تغيير الطريقة التي يتم التفكير بها حالياً بخصوص الانتقال الطاقي منخفض الكربون.
وأسست الشركة، صاحبة هذا المشروع الضخم، من طرف سيمون موريش سنة 2019، وهو يشغل فيها منصب الرئيس المدير العام، بعدما أمضى 17 سنة في مجموعة «Ground Control Ltd»، وسبق له أن اشتغل مستشاراً في «ماكنزي»، وهو حاصل على درجة الماجستير في الاقتصاد والهندسة والإدارة من جامعة أوكسفورد، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال.
أما المدير التنفيذي للشركة فهو ديف لويس، وهو الرئيس المدير العام السابق لشركة «تيسكو»، وهي شركة بريطانية متعددة الجنسيات متخصصة في متاجر التجزئة؛ وقبل ذلك أمضى 27 عاماً في شركةUnilever» » في عدة مناصب للمسؤولية.
أما نائب المدير التنفيذي فهو بادي بادمانتان، الرئيس المدير العام لشركة «أكوا باور»، الرائدة عالمياً في توليد الطاقة وتحلية المياه بأصول إجمالية تناهز 45 مليار دولار، ولها خبرة واسعة في مجال الطاقة الشمسية والريحية، ولها استثمارات في أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في المغرب عبر مركب «نور ورزازات».
المصدر: الصحيفة – مواقع إلكترونية