اعتبارا من يوليو-تموز، سيتعين على الأنواع الجديدة للسيارات التي يتم تسويقها في أوروبا تضمين محدد ذكي للسرعة، والذي سيتكيف مع إشارات المرور بطريقة أوتوماتيكية.
اللوائح الجديدة، التي تم تبنيها من قبل الاتحاد الأوروبي، لجعل محدد السرعة الذكي إلزاميا على السيارات الجديدة ستضع حدا لأعذار السائقين كالتحجج بعدم رؤيتهم لإشارة المرور ووميض الرادار لتبرير خسارتهم للنقاط على رخص القيادة على الطرق السريعة.
يقوم نظام التكيف الذكي للسرعة بتنبيه السائق عبر إشارة مسموعة أو مرئية بأنه يتجاوز الحد المسموح به من السرعة. إلى جانب الكاميرا الموجودة على متن السيارة القادرة على قراءة إشارات المرور ونظام تحديد المواقع العالمي الخاص بسيارتك.
نظام التكيف الذكي هذا سيعمل على كبح السيارة من تلقاء نفسها إذا تجاوز السائق 130 كيلومتر على الطريق السريع أو 50 كيلومتر في المناطق العمرانية.
“إنه نوع من التحكم الذكي في القيادة” حسب رونو للسيارات، التي خططت لتجهيز سيارتها الكهربائية المستقبلية “ميغان اي تيك” بنموذج متوسط المدى يتم تسويقه العام المقبل من هذا النظام. “سيسمح هذا للسائق بعدم تثبيت عينيه بشكل دائم على عداده للقيادة بأمان وبهدوء أكبر
وسيكون هذا مفيدًا بشكل خاص للسائقين الذين يسافرون كثيرا على الطريق وبالتالي لن تكون هناك مخاوف بخصوص ما إذا كانوا قد تجاوزوا الحد الأقصى للسرعة”، أكدت إحدى الناطقات باسم شركة رونو.
في أحدث طراز لـ “داسيا دوستر” وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تحمل علامة رونو، تم إطلاق إنذار مسموع في حال عدم احترام السائق للسرعة والذي يُشير إليه نظام تحديد المواقع العالمي الخاص بالسيارة. أما التحكم الآلي بالسرعة حسب الألواح فهو متوفر لدى بعض أنواع السيارات الراقية المجهزة بأجهزة استشعار إلكترونية ومساعدات القيادة.
لور دي سيرفيني، المتحدثة باسم منصة السيارات، التي تمثل القطاع الفرنسي بأكمله: “تشبه هذه الأنظمة الذكية إلى حد ما التبديل التلقائي للمصابيح الأمامية عند دخول نفق، فهذه الأنظمة الذكية كلها ميزات تخفف من التزامات السائق”.
ولطالما دعت جمعيات السلامة على الطرقات إلى اعتماد تقنيات مثل المحدد الذي يتكيف مع السرعة المصرح بها أو اختبار الكحول لمنع الحركة، مما يجعل القيادة أكثر أمانا للسائق، ولكنها تشكك في هذه التقنية.
“على الورق، هذا شيء عظيم لأنه يعني وضع حد لانتهاكات السرعة الصغيرة غير المقصودة”، يقول المندوب العام للجمعية بيير تشاسراي.
يضيف: “في الحقيقة، أنا من اختبرته، إنه جحيم لأن النظام لديه نقائص: إشارات الطريق لا تتوافق دائما مع حد السرعة الحقيقي كما لا يتم إبلاغ نظام التموقع دائما بالتغييرات المحددة للطرقات من قبل مسيري الطرق”.
هناك تحيز آخر: يحتفظ السائق بالسيطرة ويمكنه أن يقرر تماما عدم استخدام نظام المحدد الذكي هذا، وهو ما لن يمنع بالتالي سائق السيارة الذي قرر خرق القواعد من القيام بذلك.
أوروبا على ثقة في تعميم هذه الوسائل المساعدة على القيادة لتقليل عدد الوفيات على الطرقات. يقدر البرلمان أن هذا النظام الذكي للتكيف مع السرعة سيقلل عدد الوفيات بنسبة 20 في المائة
إضافة إلى الصندوق الأسود الذي يجب أن يتم تجهيز جميع السيارات الجديدة به قريبا. ستحمل جميع سيارات المستقبل في النهاية نظام تحذير من النعاس ونظام فرملة طوارئ تلقائي ونظام الحفاظ على المسار.
الولايات المتحدة، من جانبها، ترغب في المضي قدما إلى أبعد من ذلك في منع شرب الكحول والقيادة. الرئيس جو بايدن وقّع هذا الأسبوع على قانون يجبر الشركات المصنعة على تثبيت أجهزة استشعار في المركبات القادرة على امتصاص واختبار أنفاس السائق. إذا اكتشفوا آثار الكحول في التنفس أو حتى من خلال الجلد، فلن تتحرك السيارة.
المصادر يومية لوباريزيان الفرنسية