بمشاركة عمالقة العالم بريطانية و الصين و أميركا.. ما لا تعرفه عن تحالف الهيدروجين العالمي الأول من نوعه في العالم

أعلن ممثلون من 18 دولة، اليوم الأربعاء 25 مايو/أيار 2022، إطلاق تحالف الهيدروجين العالمي، بمشاركة من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين.

يأتي إعلان تحالف الهيدروجين في الوقت الذي تعوّل فيه العديد من دول العالم على الهيدروجين، بالقيام بدور محوري في إستراتيجيات تحول الطاقة، بصفته وقود المستقبل.

وتعمل العديد من الدول على إنشاء تحالفات عالمية من أجل تنسيق السياسيات والإستراتيجيات الخاصة يصناعة الهيدروجين، والذي يُنظر إليه على أنه سيكون منافسًا قويًا للنفط والغاز خلال السنوات المقبلة.

18 دولة تشارك في التحالف

أُعلِن تأسيس التحالف العالمي لجمعيات صناعة الهيدروجين بقيادة كوريا الجنوبية، والذي انضمت إليه الجمعيات الخاصة بالهيدروجين في 18 دولة.

وقالت وزارة الصناعة والتجارة والطاقة الكورية، إن تحالف الهيدروجين انطلق رسميًا في منتدى يقام اليوم في سول، بحضور ممثلي الجمعيات من 18 دولة في العالم.

وانطلق التحالف بمبادرة من تحالف تقارب الهيدروجين (إتش 2 كوريا) الكوري الجنوبي؛ بهدف تعزيز التعاون الدولي بشأن الهيدروجين في القطاع الخاص.

واختيرَت كوريا الجنوبية أول دولة لرئاسة التحالف العالمي خلال الاجتماع العام الافتتاحي، ومن المقرر إنشاء الأمانة العامة في تحالف تقارب الهيدروجين.

دور التحالف الجديد

يخطط تحالف الهيدروجين لعقد اجتماعات منتظمة من أجل بناء شبكة ومركز للبيانات في مجال الهيدروجين، وتعزيز التعاون الدولي في تطوير السياسات واللوائح المشتركة العالمية، مع أدائه دور الجسر بين الحكومة والقطاع الخاص.

وأشار البيان التأسيسي للتحالف الذي أعلنته “إتش 2 كوريا”، وهي مجموعة كورية لصناعة الهيدروجين، إلى أنه مع تقدّم اقتصاد الهيدروجين، هناك حاجة متزايدة لقناة مشتركة وشاملة لإيصال صوت الشركات العاملة في قطاع الهيدروجين بمختلف المنتديات الدولية.

يخطط التحالف، بقيادة كوريا الجنوبية، لوضع معايير عالمية لصناعة الهيدروجين والمساعدة في التوسع الخارجي لشركات الهيدروجين.

خلال حفل الافتتاح، شاركت الدول الأعضاء وجهات نظرها حول صناعة الهيدروجين عمومًا، وكذلك السياسات الحكومية ذات الصلة.

الطلب على الطاقة

أكد الممثل الأميركي أنه، بحلول عام 2050، سيشكّل الهيدروجين نحو 14% من الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة عبر مجموعة متنوعة من التطبيقات.

وقال: “نحن حاليًا في منتصف عدد من المحادثات بشأن حزمة ضرائب هائلة ونظيفة في الولايات المتحدة، والتي لن تشمل الهيدروجين فحسب، بل مجموعة من إجراءات الطاقة النظيفة”.

كانت بيانات شركة الاستشارات ماكينزي، ومقرّها شيكاغو، قد توقعت أن يكون الهيدروجين قادرًا على تلبية 18% من إجمالي الطلب على الطاقة، بحلول عام 2050.

ومن المتوقع أن تحقق سوق الهيدروجين والتكنولوجيا ذات الصلة إيرادات تزيد عن 2.5 تريليون دولار أميركي سنويًا، مع توفير أكثر من 30 مليون فرصة عمل على مستوى العالم.

الحياد الكربوني

خلال الحدث، أكدت حكومة كوريا الجنوبية دور الهيدروجين بصفته “عامل تغيير قواعد اللعبة” في تحقيق الحياد الكربوني، بحلول عام 2050.

وقال ممثل كوريا: “من أجل إنشاء اقتصاد الهيدروجين على أساس الهيدروجين الأخضر، ستعمل الحكومة على تطوير جميع أجزاء النظام البيئي، من إنتاجه إلى التوزيع والاستخدام”.

اقرأ أيضًا: أدنوك تتعاون مع بي بي ومصدر لتعزيز الاستفادة من الهيدروجين في تحول الطاقة


تعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” على تعزيز إستراتيجيتها لتقديم حلول منخفضة الكربون من خلال الاستفادة من إمكاناتها، وعقد شراكات مع كبرى شركات الطاقة العالمية، بما يدعم خطط تحول الطاقة في الإمارات.

وتسعى الشركة الإماراتية لأداء دور ريادي خلال السنوات المقبلة، في اقتصاد الهيدروجين، الذي تعول عليه الكثير من الدول بصفته وقود المستقبل.

وفي هذا الإطار، وقّعت أدنوك شراكة إستراتيجية مع شركة مصدر الإماراتية، وشركة النفط البريطانية “بي بي”، في مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف والتكنولوجيا المتطورة للاستفادة من الفرص التي يوفرها التحول في قطاع الطاقة.

وشهد مراسم توقيع اتفاقية الشراكة عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.


مشروعات الهيدروجين في بريطانيا

اتفقت “أدنوك” و”بي بي” على بدء مرحلة التصميم في مشروع “إتش تو تيسايد” للهيدروجين المنخفض الكربون في المملكة المتحدة.

وتُعدّ الشراكة مع “بي بي” في “تيسايد” أول استثمار لـ “أدنوك” في المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن يسهم التعاون في دفع عجلة التقدم والابتكار في مجال تقنيات الحدّ من انبعاثات الكربون من مصادر الطاقة المستخدمة في القطاعات الصناعية.

كما وقعّت شركة “مصدر” و”بي بي” مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص التعاون المحتمل بتشييد منشأة “تيسايد” لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مجمّع “تيسايد” الصناعي بالمملكة المتحدة، والتي ستُشَغَّل بطاقة الرياح البحرية.

وقود طيران من النفايات

وفي الإمارات، اتفقت كل من أدنوك وبي بي على الانتقال إلى مرحلة إجراء دراسة جدوى مشتركة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون في أبوظبي، واستكشاف فرص إنتاج وقود مستدام للطائرات، بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر الذي يُنتَج باستخدام الطاقة الشمسية والنفايات البلدية، عبر الاستفادة من خبرات مركز أبوظبي لإدارة النفايات “تدوير” وشركة “الاتحاد للطيران”.

ويستند التقدم الذي تحرزه كل من “أدنوك” و”مصدر” و”بي بي” ضمن أعمالها في مجال الطاقة المتجددة على اتفاقيات التعاون الإستراتيجي التي وُقِّعَت بالتزامن مع زيارة رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى المملكة المتحدة خلال شهر سبتمبر/أيلول 2021.


مجالات التعاون

من المقرر أن تتعاون كل من “أدنوك” و”بي بي” لتطوير مشروعهما المشترك “إتش تو تيسايد” في مجمع “تيسايد” الصناعي للطاقة النظيفة، الذي يقع على الساحل الشرقي للمملكة المتحدة، مما يتيح للمشروع سهولة الوصول إلى الغاز من بحر الشمال، والاستفادة من قدرات “بي بي” الحالية في مجال تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.

كما من المتوقع أن تشمل فئة المستخدمين النهائيين للهيدروجين النظيف المنتج في المشروع المخطط لإنشائه عملاء من قطاعات صناعية تضم منشآت معالجة وتصنيع المواد الكيميائية، ومنتجي الأسمدة، وشركات توليد الكهرباء والحرارة.

كما ستتعاون كل من “مصدر” و”بي بي” لاستكشاف حالات استخدام مماثلة، إضافة إلى الطلب على الهيدروجين النظيف من قطاع النقل في “تيسايد”، مما يمهد الطريق لإنشاء سلاسل قيمة متكاملة وفعالة للهيدروجين الأخضر.

وتتطلع “أدنوك” و”بي بي” إلى الاستفادة من البنية التحتية الصناعية الحالية ومصادر الغاز الكبيرة التي تمتلكها أبوظبي، وقربها من مراكز الطلب المستقبلية المهمة للهيدروجين النظيف؛ لتطوير منشأة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون عالمية المستوى في دولة الإمارات.

الريادة في الهيدروجين

من جانبه، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، ورئيس مجلس إدارة “مصدر”، سلطان الجابر: “تعكس الشراكة الوثيقة التي تجمع أدنوك ومصدر مع بي بي علاقات التعاون والشراكة الراسخة في مجال الاستدامة بين الإمارات والمملكة المتحدة، وتؤكد التزام الدولة بالقيام بدور ريادي محليًا وعالميًا في بناء اقتصاد الهيدروجين النظيف سريع النمو، تماشيًا مع خريطة طريق “تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين” لدولة الإمارات.

وأضاف: “نحن سعداء بتوقيع الاتفاقية مع بي بي للاستفادة من فرص التعاون بين البلدين، وتوثيق علاقات الشراكة التجارية في مجالات الطاقات المتجددة والتقنيات النظيفة”.

وقال الجابر: “نرى في التعاون مع شركائنا لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون في أبوظبي فرصة مهمة تسهم بترسيخ ريادة الإمارات في مجال إنتاج الطاقة منخفضة الكربون، وتحقيق النمو الصناعي المرتكز على أحدث التقنيات التكنولوجية”.


دعم الاقتصادات منخفضة الانبعاثات

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة “بي بي”، برنارد لوني: “تعزز شراكتنا مع “أدنوك” و”مصدر” الدور العالمي الرائد الذي يمكن أن تؤديه “تيسايد” والمملكة المتحدة في تطوير الهيدروجين منخفض الكربون لدعم الاقتصادات منخفضة الانبعاثات.

وأضاف أن “تيسايد” و”بي بي” مستعدتان دائمًا لتنفيذ الأعمال، بدءًا من سلاسل التوريد، وصولًا إلى تنمية المهارات.
وأشار إلى أن الخطوة تعكس امتداد الشراكة مع “أدنوك” و”مصدر” للإسهام في إزالة الكربون بطريقة مستدامة من قطاعات مهمة، مثل التصنيع والطاقة والطيران، كما تسهم الشراكات في توفير حلول الطاقة الجديدة التي يحتاجها العالم.

تحويل النفايات إلى طاقة

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مركز أبوظبي لإدارة النفايات “تدوير”، فلاح محمد الأحبابي: “يحرص مركز أبوظبي لإدارة النفايات على تطوير وإبرام شراكات إستراتيجية تتماشى مع جهودنا المستمرة لتحويل النفايات إلى طاقة بدلًا من طمرها، والاستفادة من أحدث التكنولوجيات والحلول التقنية لإيجاد الحلول لبعض التحديات الناجمة عن معالجة كميات كبيرة من النفايات”.

وأضاف: “تعكس الاتفاقية التزامنا الراسخ في تعزيز الاستدامة، وستُسهم بلا شك في الارتقاء بمكانة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات على الخارطة العالمية بصفتها وجهة رائدة في مجال الطاقة الخضراء”.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”، محمد جميل الرمحي،: “تمثّل الاتفاقيات التي أُعلِنَت اليوم خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين كل من مصدر وأدنوك وبي بي، ومواصلة جهودها في دفع عجلة الابتكار ضمن قطاعي الطاقة النظيفة الإماراتي والبريطاني”.

وتعدّ شركة مصدر مستثمرًا طويل الأمد بقطاع الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، وتعمل على تسخير خبراتها في مجال طاقة الرياح البحرية وإنتاج وقود الطائرات المستدام لدعم مساعي الدولتين لتحقيق التحول في قطاع الطاقة، وتعزيز مكانة الإمارات الريادية في اقتصاد الهيدروجين الأخضر الناشئ.

وقود الطيران

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، توني دوغلاس،: “على الرغم من أن قطاع الطيران يعدّ أحد أصعب القطاعات من ناحية الحدّ أو التخلص من الانبعاثات الكربونية، فبإمكاننا تحقيق تقدّم إيجابي إذا أخذنا بالحسبان مجموعة متكاملة من التدابير، من بينها وقود الطائرات المستدام ووقود الطائرات منخفض الكربون”.

وأضاف: “إننا نؤمن بأن اتّباع نهج متوازن أمر ضروري، إذ يمكن استكشاف المزيد من الفرص المستقبلية لوقود الطائرات المستدام، في الوقت الذي نعمل فيه على تحسين كثافة الكربون بوقود الطائرات القائم على الهيدروكربونات”.

ورحّبت “أدنوك” و”مصدر” و”بي بي” بانضمام “تدوير” و”الاتحاد للطيران” إلى الشراكة في مجال الطاقة المتجددة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، مما يعزز مكانة الإمارات في مجال اقتصاد الهيدروجين.

وبحسب ما اتفقت عليه الأطراف، ستستفيد “أدنوك” و”مصدر” و”بي بي” من الخبرات التشغيلية الواسعة لـ”تدوير” في تطوير حلول مبتكرة للاقتصاد الدائري؛ لاستكشاف فرص تحويل النفايات البلدية إلى وقود مستدام للطيران لمصلحة “الاتحاد للطيران” باستخدام الهيدروجين الأخضر.


الطاقة النظيفة

استنادًا للاتفاقيات التي أُعلِنَت في سبتمبر/أيلول 2021، تستمر “أدنوك” و”مصدر” و”بي بي” بتوثيق التعاون في مجال تقنيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك مراكز القرار الذكية لدعم إدارة الأداء المتقدمة والتقنيات المتطورة للكشف عن الميثان وتكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في حقل “باب” التابع لـ “أدنوك”.

وتتماشى توسعة مجالات الشراكة الإستراتيجية بين الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الطاقة المتجددة مع التزام المملكة بإنتاج 10 غيغاواط من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، الذي أُعلِن مؤخرًا، وكذلك مع هدف خفض الانبعاثات بنسبة 23.5% المتضمَّن في الإسهامات المحددة وطنيًا لدولة الإمارات بحلول عام 2030.

وفي إطار سعيها للاستفادة من الفرص التي تتيحها الاتفاقيات، ستسعى “أدنوك” و”مصدر” و”بي بي” لرفع مستوى الوعي وتبادل المعرفة حول سياسات الطاقة المتجددة مع القطاعين العامّ والخاص للإسهام في تحقيق هذه الطموحات الوطنية.

وفي هذا السياق، سيجري -مبدئيًا- تبادل إعارة موظفين بين الشركاء للعمل في إمارة أبوظبي والمملكة المتحدة لاكتساب المزيد من الخبرات، في حين تتطلع “أدنوك” و”مصدر” و”بي بي” لتعزيز قدراتها بما يسهم في دعم التعاون المشترك لتطوير حلول مبتكرة وتقنيات الحدّ من انبعاثات الكربون على المدى الطويل.

المصدر: الطاقة

Exit mobile version