وداعاً للزعامة الروسية.. اكتشاف نفطي مرتقب قد يضع إحدى الدول الأفريقية في صدارة العالم

تترقب ناميبيا التطوير التجاري لاكتشاف نفطي رئيس من قبل شركة شل البريطانية، ما يسهم في تعزيز طموحات الدولة الواقعة في جنوب غرب قارّة أفريقيا لصدارة العالم باكتشاف وتوريد الهيدروكربونات.

فقد أعلنت شركة الطاقة العملاقة أنها ستعود -في وقت لاحق من هذا العام- لإجراء المزيد من التنقيب حول اكتشافها النفطي الرئيس في حوض أورانج، من أجل تأكيد التطوير التجاري المحتمل للبئر.

ووفقًا لخبراء صناعة النفط، فإن حوض أورانج -الذي يضم اثنين من أكبر اكتشافات النفط الخام في أفريقيا في العقود الأخيرة- هو حاليًا محور المنافسة الشديدة التي قد تؤدي إلى صفقات قياسية.

إذ أسست اكتشافات شل وتوتال إنرجي في حوض أورانج نظامًا نفطيًا فعّالًا، وأثبتت وجود الخام الخفيف، حسبما نقلت منصة “نيو إيرا لايف”، في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اكتشاف نفطي لـ شل

أعلنت شركة شل -في يناير/كانون الثاني الماضي- التوصل إلى اكتشاف نفطي كبير، إذ عثرت على كميات كبيرة من النفط والغاز في بئر غراف، الواقعة في حوض أورانج، الذي تقوم شل حاليًا بحفر بئر ثانية فيه.

يعتقد الباحثون في شركة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة، أن اكتشاف غراف يمكن أن يحتوي على أكثر من 700 مليون برميل من النفط.

كانت نتائج حفر البئر من قبل شركة شل قد أظهرت وجود ما يقرب من 250 إلى 300 مليون برميل من النفط المكافئ والغاز، مع وجود هيدروكربونات بطبقة واحدة على عمق 60 مترًا، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”.

تدير شركة شل اكتشاف غراف النفطي بنسبة 45%، كما تمتلك شركة قطر للطاقة نسبة 45%، والمؤسسة الوطنية للنفط في ناميبيا (نامكور) 10%.


اكتشاف نفطي لـ توتال إنرجي

بعد أقلّ من شهر من إعلان اكتشاف غراف، أكدت شركة توتال إنرجي توصّلها إلى اكتشاف نفطي مشابه للخام الخفيف، مع الغاز المصاحب في موقع فينوس الخاص بها، في المربع بي 2913، الواقع أيضًا في حوض أورانج.

ولم يُكشف رسميًا عن أيّ تقديرات للموارد حول هذا الاكتشاف النفطي حتى الآن.

تقوم بتشغيل منطقة الاستكشاف هذه مجموعة مشتركة تضم توتال إنرجي بنسبة 40%، وقطر للطاقة 30%، وإمباكت أويل آند غاز 20%، ونامكور 10%.

وأشارت نامكور -في بيان أصدرته مؤخرًا- إلى أن اكتشاف فينوس-1 إكس يقع على بعد 290 كيلومترًا تقريبًا قبالة سواحل ناميبيا، في كتلة الاستكشاف البحرية بالمياه العميقة.

وحُفرت هذه البئر على عمق إجمالي يبلغ 6296 مترًا، وواجهت خزانًا من الحجر الرملي الخفيف عالي الجودة من العصر الطباشيري السفلي.

طموحات النفط في ناميبيا

يعتقد خبراء صناعة النفط أن الوعود التي تُقدمها آبار غراف وفينوس ستؤدي على الأرجح إلى زيادة نشاط الحفر في حوض أورانج، وكذلك عبر الحدود البحرية في جنوب أفريقيا؛ إذ حصلت كل من شركتي توتال إنرجي وقطر للطاقة أيضًا على الموافقة على الاستكشاف.

ووفقًا الرئيس التنفيذي لشركة نابيرم المحلية، أولاينكا أروولو: “تستعد ناميبيا لتكون المنطقة الأولى في العالم لاكتشاف وتوريد الهيدروكربونات”.

وشدد على أن “حوض أورانج يُعدّ محور التركيز في الوقت الحالي، ولكننا نستعد للقيام باستثمارات كبيرة في سلسلة والفيس ريدج، التي نعتقد أنها يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 8 مليارات برميل.. حوض والفيس هو التالي”.

مثل الشركات الكبرى شل وتوتال، فإن نابيرم، بالاشتراك مع المشغّلين الآخرين، ستقوم بالعمل المطلوب مثل الدراسات الزلزالية ثنائية وثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى بيانات الجاذبية الجوية، وتقديم الأرقام التي ستثبت في النهاية موارد أيّ اكتشاف نفطي محتمل.


قطاع النفط في ناميبيا

تعكف ناميبيا حاليًا على بدء مرحلة جديدة من التوسعات الخارجية، بحصص تضمن لها عوائد نفطية مناسبة، بالإضافة للحصص الإنتاجية، بالتوازي مع التوسعات المحلية بدعم من استثمارات الحفر والاستكشاف الأجنبية.

وأشار المدير التنفيذي لشركة نامكور، إيمانويل مولونغا، إلى أن المرحلة الحالية التي أعقبت اكتشافات شركتي شل وتوتال إنرجي في ناميبيا تُركز على إجراء تقدير للنتائج الأولية وبحث الخيارات المتاحة، تمهيدًا لبدء الإنتاج بحلول عام 2028.

وأعلن مولونغا -في تصريحات الشهر الماضي- عزم شركته التحول من شركة معنية بالنفط والغاز إلى “شركة طاقة”، جنبًا إلى جنب مع توسّعها بمجالات أخرى تدعم انتقال الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر.

تزداد حاجة ناميبيا لتنظيم جهودها النفطية، من خلال قانون يلائم قطاع النفط والاستثمارات، في ظل تطور الاكتشافات النفطية في البلاد.

اقرأ أيضًا: اكتشافات النفط في ناميبيا تنتظر تنفيذ القوانين (تقرير)


بعد عقود طويلة من البحث، فتحت اكتشافات النفط في ناميبيا أملًا أمام الدولة الأفريقية في تحقيق حلم النمو الاقتصادي.

وأعلنت شركة شل الأنغلو-هولندية أنها اكتشفت النفط في بئر الاستكشاف “غراف1” البحرية في ناميبيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، وهي المرة الأولى التي يُعثَر فيها على النفط في البلاد.

وقد أنعشت اكتشافات النفط في ناميبيا، التي توصلت إليها شركتا توتال إنرجي الفرنسية وشل، الآمال في تحقيق مكاسب اقتصادية مفاجئة، لكن سِجل سوء إدارة احتياطيات الغاز لديها يبعث برسالة تحذيرية للمستثمرين.

واكتشفت شركات النفط الكبرى مؤخرًا مقاطعة نفطية جديدة في حوض أورانج في ناميبيا لديها القدرة على تحويل البلاد إلى منتج للنفط، شريطة أن تتمكن الحكومة من تنفيذ نظام تنظيمي ناجح لتشجيع الاستثمار، وفقًا لما نشرته مجلة “أفريكان بيزنس” ومقرها العاصمة البريطانية لندن.

وقالت مفوضة النفط في وزارة المناجم والطاقة الناميبية، ماجي شينو، إن من السابق لأوانه توفير الكميات الدقيقة من النفط التي اكتُشِفَت في البئر البحرية العميقة، التي حُفِرَت على عمق 5000 متر.

حصص اكتشافات النفط في ناميبيا

تمتلك شركة شل حصة 45% في رخصة استكشاف النفط رقم 39؛ حيث تقع بئر الاستكشاف “غراف1” البحرية في ناميبيا، وتمتلك شركة قطر للطاقة حصة قدرها 45%، بينما تمتلك مؤسسة البترول الوطنية في ناميبيا (إن إيه إم سي أو آر) النسبة المتبقية البالغة 10%.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية الكبرى أيضًا اكتشاف النفط الخفيف والغاز المصاحب في حوض أورانج، وهذه المرة في منطقة الاستكشاف “فينوس”.

ويغطي المربّع رقم بي 2913 نحو 8215 كيلومترًا مربعًا في أعماق البحار في ناميبيا، وتشغِّل شركة توتال إنرجي المربع بنسبة 40%، إلى جانب شركة قطر للطاقة بنسبة 30%، وشركة إمباكت أويل آند غاز بنسبة 20%، ومؤسسة البترول الوطنية في ناميبيا بنسبة 10%.

ويقول خبراء إن اكتشافات النفط في ناميبيا لديها القدرة على إعادة صياغة المصير الاقتصادي والطاقة للبلد الساحلي ذي الدخل المتوسط، ولكن فقط إذا تجنب صانعو السياسة تكرار الأخطاء التي عاقت استغلال حقول غاز كودو.

وقال الشريك في مجال النفط والغاز والتعدين في شركة المحاماة الدولية “أسافو وشركاه” ومقرها لندن، نيكولاس بونيفوي، إن ناميبيا وشركات النفط تواجه الآن تحديًا كبيرًا يتمثل في إدارة الاستكشاف والاستخراج والإنتاج الأول، المقرر إجراؤه في عام 2026.

وبيّن أن ناميبيا تشهد اختبارًا صعبًا؛ حيث تنتقل القوة التفاوضية من شركة البترول الوطنية إلى الدولة، وقد لا تكون مصالح كل منهما متوافقة تمامًا دائمًا.

وأضاف أن قوة النظام النفطي أو مجموعة القوانين واللوائح والاتفاقيات في ناميبيا التي تحكم الفوائد الاقتصادية المستمدة من التنقيب عن النفط وإنتاجه ستوضع قيد الاختبار لأول مرة.

استثمار الاكتشافات وتسويقها

يعتمد نجاح تسويق النفط في ناميبيا على الطريقة التي أرست بها الحكومة أسس نظامها النفطي، كما يقول نيكولاس بونيفوي.

وأشار نيكولاس بونيفوي إلى أن اكتشافات النفط في ناميبيا قادرة على إطلاق موجة من الاستثمارات الجديدة عبر سلسلة قيمة الطاقة بأكملها في البنية التحتية وتوليد الكهرباء والتوزيع والإنتاج.

وأوضح أن ولادة سوق النفط المحلية في البلاد أيضًا يمكن أن تؤدي إلى توفير آلاف الوظائف للسكان المحليين إلى جانب خلق طلب على الخدمات والشركات المحلية الجديدة في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والتعليم، وتمثل تلك السوق نقطة استقطاب وجذب لجميع الشركات الأخرى.

وبيّن أنه إذا كان استخراج النفط باهظ الثمن، أو إذا تعطل التطوير بسبب البيئة التنظيمية أو البنية التحتية أو انخفاض الطلب؛ فقد يظل النفط حبيسًا في قاع البحر.

وأكد أن كَوْن اكتشافات النفط في ناميبيا كبيرة لا يعني بالضرورة خروج النفط من البئر في أي وقت قريب، مشيرًا إلى أن الدولة ستبدأ في جمع حصتها من الغنائم مع بدء الإنتاج، وفقًا لشروط نظام النفط.

ناميبيا تسعى للتوسع باستثمارات الهيدروجين الأخضر في 2022
ودعا نيكولاس بونيفوي الدولة الناميبية إلى وضع نظام محتوى محلي فعّال؛ لضمان مشاركة الشركات والأفراد في العمليات والاستفادة منها.

وأردف قائلًا إنه يمكن لاكتشافات النفط في ناميبيا أن تعزز -على المدى الطويل- أمن الطاقة في البلاد ذات الكثافة السكانية المنخفضة، التي تعتمد بشكل كبير على واردات النفط والطاقة الكهرومائية المتقطعة.

وسيكون تطوير إمدادات طاقة محلية موثوقة أمرًا بالغ الأهمية لدعم الاقتصاد، إضافة إلى تقليل الواردات من البلدان المجاورة.


قانون تنظيم النفط والغاز

يرى الشريك في مجال النفط والغاز والتعدين في شركة المحاماة الدولية “أسافو وشركاه” ومقرها لندن أنه بينما تسعى ناميبيا إلى الاستكشاف والإنتاج، ينبغي على صانعي السياسة صياغة قانون موثوق ومناسب للنفط والغاز يوفر حُسْن التنظيم والثقة وحماية البيئة.

وقال بونيفوي إن مشروع القانون يجب أن يهدف إلى تحسين الثقة والشفافية في جميع أنحاء الصناعة، وتزويد شركات النفط الدولية والشركات المحلية بالوضوح بشأن إجراءات الصناعة وسياساتها، وضمان الإنتاجية وتقليص الوقت المستغرق لإنجاز المشروعات.

وأعرب عن أسفه لأن لدى البلدان الأفريقية سِجِلًا حافلًا من سوء إدارة الاستغناء عن منتجي الطاقة بمجرد اكتشاف الاحتياطيات.

واستشهد بالوعود بالازدهار الاقتصادي في منطقة دلتا النيجر في نيجيريا التي تلاشت بسبب سوء الإدارة؛ حيث تسعى المجتمعات المحلية لمواجهة التدهور البيئي والصحي وتراجع سبل العيش الذي أدى إلى تصاعد عنف المتمردين.

تجارب تحذيرية

نظرًا لأن الاكتشافات الأخيرة في حوض أورانج في ناميبيا بدأت حقبة جديدة من اكتشافات النفط في ناميبيا؛ فإن الفشل التاريخي في استغلال حقول غاز كودو في ناميبيا يوجه رسالة تحذيرية للمستثمرين.

تجدر الإشارة إلى أن ناميبيا اكتشفت حقل غاز عملاقًا يحتوي على نحو 1.3 تريليون قدم مكعبة من الغاز في عام 1974.

وبعد 29 عامًا، على الرغم من امتلاك عدد من الشركات تراخيص؛ فإنه لم تُحَوَّل الاحتياطيات إلى عائدات وإيرادات نقدية بسبب مخاوف بشأن جدوى المشروع إلى جانب الخلاف بين شركات النفط والحكومة بشأن اتفاقيات التصدير.

وقال نيكولاس بونيفوي، إن التدخل السياسي من جانب الدولة، والنقاشات حول الضرائب والفوائد والمصافي، أسهمت في عرقلة المشروع.

علاوة على ذلك، اكتشفت شركة النفط الأميركية تكساكو عمليات البئر في البداية، ونُقِلَت عمليات البئر إلى شركة شل وإنرجي أفريكا، ثم شركة تولو أويل لاحقًا.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لموارد الطاقة، المدير الإداري الحالي لشركة “فانون غلوبال أدفيزرز”، فرانك فانون، إن أمام ناميبيا فرصة لاختيار أنسب ممارسات الصناعة من جميع أنحاء العالم في تصميم نظامها النفطي.

المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية

Exit mobile version